بالرغم من الدمار الكبير وغير المسبوق في قرى الجنوب الحدودية، الا ان المبادرة العسكرية لا تزال منذ اليوم الاول للمعارك بيد "حزب الله" فهو الذي اطلق الشرارة الاولى للمعركة وهو الذي يرفع سقف الاشتباكات ردا على تخطي اسرائيل بعض الخطوط الحمر وهو الذي يخفض مستوى المعركة، ومن الواضح، ان غرق الجيش الاسرائيلي في المستنقع الغزاوي يجعله خاضعا بشكل او بآخر، لما يريده الحزب على الجبهة الجنوبية (شمال فلسطين المحتلة)، الا في حال اراد الذهاب عمدا الى حرب شاملة.



في الايام الماضية اظهر "حزب الله" تفوقه في معركة الردع، من خلال توقفه المفاجئ عن استهداف الجيش الاسرائيلي في مناسبة عيد الاضحى ليسمح لاهالي الجنوب زيارة قراهم وهذا ما حصل من دون ان تتمكن اسرائيل من استهداف اي من السيارات التي وصلت الى القرى الامامية مع استمرار الغارات بشكل محدود التي استهدفت بعض المنازل الفارغة على طول الجبهة من دون ان تشهد اي من القرى غارات مكثفة او عملية قصف مدفعي واسعة.

بمعنى آخر قد يكون القرار الاسرائيلي اليوم، مع التسليم بأن تل ابيب تقوم على تبييت نوايا عدوانية دائمة، عدم فتح اي جبهة مع الحزب في ظل الحرب في غزة،وانه في حال قرر الحزب ايقاف عملياته فإن اسرائيل ستوقف بدورها عملها العسكري في الجنوب. من هنا يمكن استنتاج توجه آخر، هو ان الطرفين لا يريدان الحرب الشاملة، بل يفضلان الاستمرار ضمن هذا المستوى من المعارك، تتصاعد آحياناً وتنخفض احياناً، مع العلم ان هذه المعارك قد تتدحرج في اي وقت من دون ارادة اي من الطرفين.

قبل ايام وبعد اغتيال اسرائيل لاحد ابرز قادة "حزب الله" صعد الحزب ضرباته بشكل كبير جدا وهذا ما ادى الى الحديث عن امكانية اشتعال الحرب الشاملة بالتوازي مع تهديدات اسرائيلية كبيرة ومتصاعدة، وكان يمكن لمن يريد هذه الحرب ان يستفيد من تلك اللحظة الحساسة ويذهب بالاشتباكات الى مستوى لا يمكن العودة عنه، لكن هذا لم يحصل، ارتفع منسوب المعركة لعدة ايام وعاد للانخفاض مجددا الى المستوى المعتاد الذي ساد في الاشهر الاخيرة.

يريد الطرفان رسم خطوط حمراء لبعضهما البعض، اذ انهما ليسا في وارد فتح جبهات لا يمكن اغلاقها، بل على العكس، بات هناك مصلحة بأن يتم التوصل لوقف اطلاق نار في غزة لكي تتوقف الجبهة اللبنانية التي اصبحت تؤدي الى استنزاف "حزب الله" من جهة والجيش الاسرائيلي من جهة اخرى كما ان اقتراب فصل الخريف وموسم المدارس يفرض على مسؤولية كبرى على الحكومة الاسرائيلية بضرورة اعادة المستوطنين الى الشمال من دون تأخير، على اعتبار ان العودة تحتاج الى تحضيرات مواكبة كثيرة.

تسير الضغوطات الاميركية على اسرائيل بالتوازي مع انكشاف الرغبة الحقيقية للحكومة الاسرائيلية بعدم الذهاب الى حرب في الشمال وهذا ما يسهل على واشنطن منع اي تدهور اضافي في الواقع الامني على الحدود، الامر الذي ينطبق على الجانب اللبناني، فما دامت جبهة غزة قادرة على القتال اليوم، لا يبدو ان "حزب الله" راغب او مستعجل لتحويل المعركة الى حرب شاملة.. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله من دون

إقرأ أيضاً:

الصايغ: مواجهة إسرائيل لا تكون في بيروت وجبل لبنان

علّق عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب سليم الصايغ على كلمة الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عبر قناة "الحدث"، قائلا:" اليوم نرى مشهدية بعيدة كل البعد من معركة تحرير لبنان، فما سبّب باحتلال بعض الأراضي اللبنانية هي حرب الإسناد التي أطلقها حزب الله لدعم غزة وبعد سنة هاجم الجيش الإسرائيلي لبنان ودمّر ما دمّر واحتل ما احتل، ونتج عن ذلك وقف اطلاق النار المعروف والذي فاوض عليه وفيه أو عبره حزب الله والذي هو وثيقة استسلام، بحيث أن الحزب اعترف بفك البنية التحتية العسكرية  وضمنا التحول إلى حزب سياسي".

ولفت  إلى أنه "علينا أن نسمع ما يقوله حزب الله منذ مدة طويلة ونستنتج العكس تمامًا على الأرض"، مشيرًا إلى أنهم "يتقنون الدعاية الحربية وغيرها إنما اليوم نحن أمام مشهدية تريد أن تنكر ما حصل واقعًا على الأرض".

أضاف: "أهالينا لهم الحق بالعودة الآمنة إلى قراهم لكن لا يمكن أن يستعملهم الحزب أكياس رمل ليحتمي وراءهم". وقال: "حزب الله تحطّم في معركته ضد إسرائيل في حرب الإسناد، واندثرت قواه العسكرية ويريد إعادة بناء قواته معنويًا أقله لربما يستطيع أن يستعيد بعض الوهج ويبرّر الاحتفاظ بسلاحه في شمال الليطاني، ونحن على قاب قوسين من تأليف حكومة لا تعطي الحزب ما اعتاد عليه من مغانم وهو يسعى للإنجازات الوهمية على الأرض ليرفع سعره في المفاوضات"، معتبرًا أن هذه اللعبة باتت مكشوفة".

ورأى أن "حزب الله يريد أن يقبض على القرار المالي للدولة اللبنانية فهناك 3 أو 4 مواقع مالية في الدولة، ديوان المحاسبة، المدعي العام المالي ووزير المالية وهو الذي يراقب عمل بقية الوزراء ويقرر أن يصرف لهم الاعتمادات، وبهذه الطريقة يسعى الحزب إلى السيطرة على مفاصل بقية الوزارات وهذا ما حصل  في السابق وليس تكهنًا فهي هي التجربة في آخر 3 حكومات"، مضيفا: "من هنا يسعى الى النفاذ عبر القرار المالي ليعطل أكثر وأن يكون في المعادلة اللبنانية وكأنه لا يزال يتمتع بكامل قوته العسكرية والأمنية على الأرض وهذا ما يرفضه اللبنانيون بعد المآسي التي عانينا منها". وقال: "على الحزب أن يتوجه للإسرائيلي الذي حاربه لا إلى أخيه في الوطن المفترض أن يكون شريكهم وأخاهم في الوطن الذي احتضنهم".

ورأى  الصايغ أن "حزب الله لا يعرف أن يحفظ جميلًا للناس الذين احتضنوه"، مشيرًا إلى  ان"ما قام به أمس من استباحة لشوارع طويلة عريضة في وسط العاصمة بيروت وعمليات ترهيب وكما حصل الليلة في جبل لبنان في منطقة الجديدة أكثر من 200 دراجة وإطلاق النار في الهواء"، سائلًا: "على من هذه العراضات؟ على شريككم في الوطن الذي احتضنكم عندما كان الإسرائيلي يهجّر أبناءكم من الجنوب ويستهدف مراكزكم ويدمّر الضاحية الجنوبية فهل هكذا تردون المعروف؟".

وأكد " ان لا حاضنة شعبية أبدًا للحزب، فقد أمضينا الليل نقوم بالاتصالات مع أبنائنا في المناطق التي تدخلها الدراجات النارية لكي لا يأتوا بردة فعل، لأننا لا نريد أن ننجرّ إلى مواجهة أهلية مع هذا السلاح غير الشرعي ونترك للجيش اللبناني أن يفعل ما يجب ان يفعله"، معتبرًا أن "حزب الله يريد أن يضرب هيبة الجيش اللبناني والقوى الأمنية وهيبة رئاسة الجمهورية، فالشيخ نعيم قاسم يقول غير ما يُضمر فهو يقول إنه يعوّل على رئيس الجمهورية الذي كان حتى الأمس القريب قائدًا للجيش ولكن في الوقت نفسه حصل أمس اعتداء على الجيش اللبناني من قبل جماعة حزب الله واليوم هذه المشاكل الأمنية في جبل لبنان ووسط بيروت هي ضربة موجّهة إلى العهد الذي يرأسه العماد جوزاف عون".

وطمأن الصايغ حزب الله بأننا "لن نلعب لعبته مهما كلّف الأمر ولن ننجرّ إلى منطق الدويلة والممارسات الإرهابية التي مارسها ضد أهالي بيروت وجبل لبنان، نحن نواجه بمنطق الدولة والقانون والمعايير والجيش عمد إلى توقيف كثيرين من المرتكبين والقوى الأمنية في صدد ملاحقة والقبض على المرتكبين الذين أطلقوا النار ترهيبًا على الناس وهذا رهاننا، وهو السلطة الشرعية اللبنانية". وختم: "يريدون مواجهة إسرائيل فهي لا تواجَه في بيروت ولا في جبل لبنان، هم لا يستطيعون أن يعوّضوا عن خسارتهم المدوية بانتصارات على أبناء وطنهم في الداخل".

مقالات مشابهة

  • اتفاقات نوعية مع الخارج تنتظر والرئيس عون يعطّل الألغام
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • أزمة سيولة تُجمِّد تعويضات المتضررين من الحرب
  • حزب الأمة القومي يجيز “مشروع الخلاص الوطني” لإنهاء الحرب
  • تفاوض إيجابي بين الحزب والعهد حول ملف شمالي الليطاني
  • إعلام الاحتلال: حزب الله لم يُهزم ويستعيد نشاطه
  • الصايغ: مواجهة إسرائيل لا تكون في بيروت وجبل لبنان
  • نعيم قاسم أعلنها.. حقائق عن مصير حزب الله
  • الفكر المركّب لإدغار موران .. ما الذي يمكن أن يضيفه في حقل التعليم؟
  • عيوننا المرابطة...بيان حزب الله تحذيري