ذكرت صحيفة "Politico" الأميركية أنه "منذ تشرين الأول، يعمل المسؤولون الغربيون بلا كلل لمحاولة منع الحرب في غزة من الانتشار، مع التركيز على احتمال اندلاع أعمال عدائية واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل. وعلى الرغم من الجهود المضنية والتحذيرات الصارمة، فإن خطر نشوب صراع إقليمي يتزايد الآن كل ساعة".
وبحسب الصحيفة، "إن نشوب حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل سيكون مدمراً بالنسبة للأطراف المعنية، وسوف تشمل المنطقة بأسرها.

ومن شأن ذلك أن يخاطر بالإضرار بعملية التطبيع الهشة التي تقودها الولايات المتحدة لتحسين العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب. علاوة على ذلك، من المرجح أن تؤدي حرب واسعة النطاق إلى تورط إيران في الصراع بطريقة أكبر وأكثر انفتاحا مما كانت عليه خلال الحروب الدموية غير الحاسمة التي خاضها حزب الله وإسرائيل في عامي 1996 و2006. وفي الواقع، كانت تلك هي الرسالة التي أرسلتها إيران في نيسان الماضي، عندما هاجمت، في خطوة غير مسبوقة، إسرائيل مباشرة من أراضيها، متجاوزة ما كان يُنظر إليه على مدى عقود على أنه خط أحمر".
وتابعت الصحيفة، "لكن مع تصاعد الضغوط الداخلية للتعامل مع حزب الله، هل سيستمر القادة الإسرائيليون في الاستماع إلى دعوات واشنطن لضبط النفس؟ منذ أن أطلقت إسرائيل حملتها العسكرية الانتقامية في غزة قبل ثمانية أشهر، بعد هجمات 7 تشرين الأول، يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق النار عبر الحدود، إلا أن هذه الضربات ظلت ضمن ما يسميه السياسيون اللبنانيون "قواعد اللعبة". ولكن، كما أشار المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين الذي زار المنطقة هذا الأسبوع، شهدت الأيام التسعة عشر الماضية تغييرات تدريجية، مع تكثيف كبير من قبل حزب الله وتمدد قواعد اللعبة".
وأضافت الصحيفة، "الحقيقة هي أن الطرفين لديهما القدرة على إلحاق أضرار فادحة بالآخر. فلدى إسرائيل القدرة على تسوية لبنان بالأرض، وقد حذرت من أنها ستفعل ذلك في حالة نشوب حرب، وما حدث لغزة لا يؤدي إلا إلى تعزيز هذا التهديد. أما حزب الله فليس نفسه الذي خاض حرب عام 2006. فهو اليوم مسلح بشكل أفضل بكثير، حيث يقدر مخزونه من الصواريخ بما يتراوح بين 40.000 إلى 120.000 صاروخ، وقد أوضح أنه سينقل المعركة مباشرة إلى قلب إسرائيل".
وبحسب الصحيفة، "لكن في حين أن هذه التهديدات والتهديدات المضادة تهدف، جزئيًا، إلى ردع بعضهما البعض عن تجاوز الحدود، فإنها تخاطر أيضًا بجعل من الصعب على أي من الجانبين التراجع. الإسرائيليون ليسوا في مزاج للتسوية، وقادة الجيش الإسرائيلي حريصون على التعامل مع حزب الله. وفي كانون الأول، صمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام ضغوط من قادة الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع يوآف غالانت لإصدار أمر بمهاجمة حزب الله، لكنه يتعرض الآن لانتقادات من العائلات التي تم إجلاؤها والسياسيون في الشكال، الذين يطالبون بمعرفة سبب معاملتهم بشكل مختلف عن المجتمعات في جنوب إسرائيل. ويتفق معظم اليهود الإسرائيليين معهم على ضرورة شن هجوم كبير في نهاية المطاف".
وتابعت الصحيفة، "يطالب القوميون المتطرفون والأحزاب اليمينية المتطرفة في ائتلاف نتنياهو الحاكم المضطرب أيضًا برد عسكري كبير، وحجتهم هي أن الهجوم على لبنان سيكون بمثابة حرب أخرى تشن للدفاع عن إسرائيل وحمايتها من أعدائها. لكن العديد من هؤلاء القوميين المتطرفين وأولئك الذين ينتمون إلى اليمين المسيحي في السياسة الإسرائيلية يرون أيضًا أن الحرب مع حزب الله فرصة للاستيلاء على جنوب لبنان، الذي يعتبرونه جزءاً من "أرض الله الموعودة" والأراضي التي ينبغي للإسرائيليين أن يستوطنوها".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله وإسرائیل

إقرأ أيضاً:

تقدم في مفاوضات لبنان وإسرائيل تصادق على توسيع العمليات البرية

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل أنهى اجتماعه بالموافقة على المنحى المعروض لتسوية ووقف لإطلاق النار في لبنان، في حين اندلعت حرائق في الجليل بعد سقوط وانفجار مسيرة دون إطلاق صافرات الإنذار.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن هناك تقدما كبيرا في المفاوضات بشأن التسوية في لبنان، في حين أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل والولايات المتحدة ولبنان تبادلوا مسودات اتفاق وقف إطلاق النار.

من جانبه، أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي عن أمله في التوصل الى وقف لإطلاق النار، وأبدى استعداد لبنان لتنفيذ القرارات الدولية وتعزيز وجود الجيش في الجنوب.

وفي واشنطن، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن الإدارة الأميركية تعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تريد إبرام صفقة بخصوص لبنان تمكنها من أن تعيد مواطنيها إلى ديارهم.

وأضاف سوليفان -قبيل زيارة وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر لواشنطن- أن اسرائيل تريد التوصل لاتفاق ينهي الحرب مع حزب الله، يعيد مواطنيها المهجرين إلى أراضيهم ومنازلهم، مشيرا إلى أنه يتوقع "أن نشهد في الأسابيع المقبلة تقدما في هذا الاتجاه".

توسيع العمليات البرية

وبالتزامن مع الإشارات التي صدقت من أكثر من طرف حول اتفاق وشيك مع لبنان، صادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي على توسيع العمليات البرية في جنوب لبنان، وفق ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية مساء اليوم الأحد، وجاء ذلك عقب موافقته على خطط جديدة للقيادة الشمالية تهدف إلى توسيع المناورة العسكرية الإسرائيلية نحو مناطق جديدة، حيث يتركز نشاط حزب الله.

وتشمل العملية الجديدة نشر آلاف الجنود من القوات النظامية والاحتياط، وسط توقعات بأن تؤدي التوسعة إلى مواجهات أكثر كثافة مع مقاتلي حزب الله في المناطق المستهدفة.

وذكرت قناة "كان 11" العبرية أن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أشارت إلى أن توسيع العمليات يستهدف تعميق "الإنجازات التي حققتها القوات الإسرائيلية حتى الآن في لبنان" والوصول إلى مواقع إضافية يُعتقد أن حزب الله ينشط فيها.

وفيما يتعلق بالمستوطنين، أفاد مسؤولون عسكريون للقناة الـ12 الإسرائيلية بأن إعادتهم إلى الشمال ما زالت مستبعدة في الوقت الراهن، وقد برر المسؤولون هذا القرار بأن الوضع الأمني على الحدود لا يزال غير مستقر، مع استمرار المخاوف من هجمات محتملة على البلدات الشمالية.

حرائق في الجليل

ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط مسيرة في منطقة مفتوحة بالجليل الغربي مؤكدا أن طواقم الإطفاء تعمل على إخماد حريق في الموقع.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية باندلاع حرائق بعد سقوط مسيرة وانفجارها قرب بلدة ليمان بالجليل دون تفعيل صفارات الإنذار.

يأتي ذلك بعد يوم شهد إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه شمال إسرائيل.

وبث حزب الله مشاهد لاستهداف تحشدات تابعة للجيش الإسرائيلي في محيط بلدتي شبعا وكفرشوبا الحدوديتين.

كما بث حزب الله صورا لاستهداف مقاتليه قاعدة حيفا التقنية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بصواريخ "فادي" وصواريخ "نصر واحد".

وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن عدة أشخاص أصيبوا بإطلاق صاروخ مضاد للدروع على بلدة المطلة في الجليل الأعلى.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه رصد 10 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه الجولان، تم اعتراض بعضها وسقط الباقي في مناطق مفتوحة.

كما قال إنه رصد نحو 15 صاروخا أطلقت باتجاه الجليل الأعلى والغربي، وسقطت في مناطق مفتوحة، مؤكدا اعتراض صواريخ أخرى.

وأفادت بلدية نهاريا شمالي إسرائيل باعتراض صواريخ أطلقت على شرق وشمال المنطقة، في وقت أكدت فيه صحيفة "إسرائيل اليوم" إصابة 3 أشخاص في سقوط صاروخ بمنطقة مفتوحة قرب نهاريا.

عشرات القتلى في لبنان

ويوم أمس الأحد شنت إسرائيل غارات دامية على لبنان خلفت 41 قتيلا على الأقل، بينهم 23 في غارة واحدة على بلدة تقع شمال بيروت.

وقالت الوزارة في بيان إن "غارة العدو الإسرائيلي على علمات في قضاء جبيل بجبل لبنان أدت في حصيلة جديدة (…) إلى استشهاد 23 شخصا من بينهم 7 أطفال".

وأضافت أنه تم رفع "أشلاء من المكان يتم التدقيق في هوية أصحابها ما يرجح ارتفاع عدد الشهداء".

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3136 قتيلا و13 ألفا و979 جريحا على الأقل، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح.

مقالات مشابهة

  • خلاف مفاجئ يهدد الاتفاق المُحتمل بين لبنان وإسرائيل
  • فضل الله: قرارنا هو المواجهة والعدو لم يتمكن من الاستقرار على أرضنا لأنّ المقاومة تمنعه
  • فضل الله: المواجهة والمقاومة هي قرار لبنان ولن يخضع لشروط العدو
  • التفاوض بالنار يواكب طرح ترامب لحل ينهي الحرب بين لبنان وإسرائيل
  • إنتعاشة فنية لـ ميرنا نور الدين.. تعرف على أبرز الأعمال التي تنتظر عرضها (تقرير)
  • تقرير حديث يكشف الخطة الحوثية لترسيخ حكم المليشيات.. وأبرز الشخصيات التي تدير المخابرات
  • الأغاني التي فضحت الخيانة.. أبرز الأعمال التي أثارت الجدل (تقرير)
  • علاقة أمريكا وإسرائيل الحقيقية مع إيران
  • الإسعاف الإسرائيلي: 5 مصابين جراء الصواريخ التي استهدفت خليج حيفا
  • تقدم في مفاوضات لبنان وإسرائيل تصادق على توسيع العمليات البرية