مثلّت انتفاضة 20 يونيو 1967 التي نفذها أبطال ثورة أكتوبر بالعاصمة عدن، محطة فارقة في تاريخ النضال الوطني والكفاح المسلح الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني، ملحمة دفعت بعجلة الاستقلال المجيد.

وردت انتفاضة عدن بقيادة الثوار الاعتبار للعروبة عقب نكسة حزيران حين انهزمت الجيوش العربية وسيطرت قوات الكيان الصهيوني على القدس.

في صبيحة 20 يونيو بدأت الإضرابات وحركات التمرد في عدد من المعسكرات في عدن، بداية بثكنات الجيش في معسكر (ليك لين) حيث أحرق المحتجون قسماً من المباني، ثم توسعت أعمال التمرد لتشمل ثكنات الشرطة المسلحة (شامبيون لين) الواقعة بالقرب من المطار، وفي ذلك الوقت تعرضت سيارة نقل تابعة للقوات البريطانية لإطلاق نار ما أدى لمقتل 9 من الجنود.

وتوسعت حركة التمرد وإطلاق النار لتصل إلى فصيلة الشرطة في مدينة الاتحاد (مدينة الشعب حالياً)، حيث قام الجنود والضباط المحتجون بتكسير الأبواب والنوافذ واقتلاع أعلام السلطات البريطانية وحكومة الاتحاد الموالية لها.

وفي تطور لافت انتقلت أعمال التمرد إلى كريتر، حيث اشتبك الثوار مع البريطانيين في معسكر البوليس المسلح (معسكر 20 يونيو حالياً)، وهاجموا مبنى السجن وقاموا بتحرير المئات من المعتقلين، وعندما حاولت السلطات البريطانية التعزيز بقوات جديدة إلى كريتر وقفت عاجزة بسبب تصدي المحتجين ومعهم عناصر الجبهة القومية الذين نسقوا مع قيادات بارزة في الجيش والشرطة من أجل المواجهة مع الإنجليز.

يقول السبعيني نجيب غلام من أبناء كريتر، لـ"نيوزيمن"، متذكرا تلك الأحداث التي عاشها، أتذكر جيدا عندما تمترس الثوار في أعالي المباني في شارع أروى أمام السجن وقاموا بتصفيات بإطلاق الرصاص على الجنود البريطانيين وتدمير دبابة وإسقاط طائرة حربية كانت في سماء كريتر.

الثوار الأبطال نجحوا في تحقيق النصر والمقاومة ضد جنود الاحتلال، حيث كبدوهم خسائر فادحة. وتمكنوا أيضاً من السيطرة على كريتر لمدة أسبوعين.

هذه الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، تعرضت لخسائر فادحة. وتجلت قدرات الأبطال في أروع صور البطولة. ولكن هذا الصمود قوبل بتنفيذ قوات الاحتلال البريطاني لعمليات دامية في كريتر، بهدف إعادة احتلال المدينة مرة أخرى. وعاشت مدينة عدن حينها فترة دموية، أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء، أبرزهم البطل عبدالنبي مدرم.

في النهاية، توّجت هذه الانتفاضة الشعبية والكفاح المسلح بتحقيق الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967م.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

الليرة التركية تواصل الهبوط: أسوأ أسبوع لها منذ يونيو 2023

تسير الليرة التركية نحو تسجيل أسوأ انخفاض أسبوعي لها منذ ما يقرب من عامين مع اقتراب ختام تعاملات الأسبوع الحالي، بعد أن أثار اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو قلق المستثمرين.
وبحلول الساعة التاسعة وخمس دقائق صباحًا بتوقيت إسطنبول، انخفضت العملة التركية بنسبة 0.5% إلى 38 ليرة مقابل الدولار، مما يعكس خسائر تقدر بـ 3.8% على مدار الأيام الخمسة الماضية، وهو أسوأ أداء أسبوعي لها منذ يونيو 2023، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

وكان التراجع قد بدأ يوم الأربعاء عقب اعتقال السلطات التركية لأكرم إمام أوغلو، الذي يعد أقوى منافس للرئيس رجب طيب أردوغان.
ومن جانبها، عمدت البنوك التركية إلى بيع ما يصل إلى 26 مليار دولار، في حين أقر البنك المركزي زيادة مفاجئة في أسعار الفائدة بهدف دعم العملة المحلية.

اقرأ أيضا

من قمة إسطنبول إلى الزنزانة.. هكذا انتهى إمام أوغلو بعد…

مقالات مشابهة

  • مستشار إعلامي إسرائيلي: 5 اعتبارات تحول دون استعادة الأسرى من غزة
  • يبدأ 15 يونيو.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2025
  • الدكتور حسن الشافعي: الحل في التجديد الديني وإعادة الاعتبار للفكر الفلسفي الإسلامي
  • ليس من مصلحة حكومة دولة جنوب السودان محاولة القفز الأعرج علي الحقائق
  • موت مروان يفجر روح التمرد بداخل نور علي في البطل
  • منصة عالم السياحة: الليبيون ممنوعون من السفر إلى أستراليا
  • الحقيقة الصادمة للجنجويد وهي أن (الدنيا قضت غرضا) في أمرهم
  • الليرة التركية تواصل الهبوط: أسوأ أسبوع لها منذ يونيو 2023
  • ضبط عصابة السطو المسلح على فرع شركة مدفوعات إلكترونية في الجيزة
  • «حاميها حراميها».. كشف ملابسات السطو المسلح على فرع شركة في أبو النمرس