شبكة انباء العراق:
2024-07-02@00:52:31 GMT

ضفادع فوق الشجرة

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

فجأة اصبح عبقرينو وزيرا في وزارة قيادية، وفي يوم من الايام دخل عليه مدير مكتبه. قال له: سيدي ان الرجل الذي حررك من سجنك الانفرادي في الحقبة الماضية، وجازف بحياته من أجل إنقاذك من حبل المشنقة. ينتظر الآن في الاستعلامات، وارسل بيدي طلبا يروم فيه التعيين بوظيفة بواب أو حارس حتى يقدر على إعالة أسرته الفقيرة.

.
انتفض الوزير العبقري غاضباً، وأمسك بالطلب ومزقه، ثم رماه في سلة المهملات، وأمر مدير مكتبه بطرد الرجل الشهم. . قال له: اطرده على الفور لأن شروط التعيين غير متوفرة فيه. فقرر صاحبنا الشهم الذهاب إلى المسجد ليشتكي لربه من الوزير الذي فقد مروءته، فوجد الوزراء كلهم يصلون في الصف الأول. .
بعض الضفادع في بلدي لم يكملوا تعليمهم الابتدائي لكنهم حصلوا على أرقى الشهادات الجامعية في كل الاختصاصات، ومن دون ان يخضعوا لأي امتحان أو اختبار. وبعضهم كانوا يؤدون الامتحانات الترفيهية في غرفة السيد العميد. ثم يتسلقون سلم المجد المزيف نحو المواقع القيادية العليا، حتى تجاوزوا سرعات السعادين والقردة، وبات من الصعب إنزالهم من فوق الشجرة. ففي الغابات التي تتحكم بها الضفادع القافزة لا يُلام إلا من أوصلهم لتلك القمم العليا. فلا تعجب من انهيار منظومة الخدمات وتصدع البيت الوطني عند تعيين أناس بلا مروءة في مواقع القرار. ولا تندهش عندما تراهم يتكاثرون فوق اشجارنا فتتزعزع دعامات بيوتنا ونفقد الأمل. .
كنت أستغرب من الفراعنة، حينما أراهم يرسمون الإنسان برأس قطة أو برأس سحلية، لكني أيقنت اليوم أنهم كانو أصحاب نظرة مستقبلية ثاقبة. فلا تصارع ضفدعاً في مستنقعه فتتسخ أنت ويستمتع هو، لأن القذاره أسلوب حياته. .
ثلاثة لا تقترب منهم الحصان من الخلف، والثور من الأمام، والضفادع السامة من جميع الأتجاهات. فالرعب الحقيقي الذي يشعر به المواطن هو عندما يخشى على حياته داخل أسوار وطنه، وفي عقر داره. .
فإذا كنت تريد العيش بأمان يتعين عليك أن تؤمن بحكمة الشنفرى، التي يقول فيها: وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى، وفيها لمن خاف القلى متعزّلُ. لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ. سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ. اما إذا لم تكن تؤمن بها فيتعين عليك أن تبقى دائماً مع القطيع، وتنسى نفسك داخل الحظيرة (أعزك الله)، وتعشق الراعي، وتستسلم لنباح كلابه. لأنك عندما تعلم بما يدور حولك فإن الاستغباء يصبح متعة عظيمة. وأن أفضل طريقة لتصفية المياه العكرة هي أن تتركها وشأنها. .
احياناً نشترك نحن في صناعة الحمقى، ونجعلهم قادة، ثم نسأل انفسنا: من أين جاء الخراب ؟.
يقول ابن خلدون: لابد للصراعات السياسية من نزعات قبلية أو طائفية، لكي يحفز قادتها أتباعهم على القتال والموت، فيتخيلون أنهم يموتون على الحق. .
كلمة اخيرة: لا تكن متفوقاً في عالم منحط. ستكون مثل فراشة جميلة في مستنقع الضفادع. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

غلاء التأمين دفعه إلى الشجرة لحماية سيارته

البلاد ــ وكالات
لجأ بريطاني- لم يكشف عن اسمه- إلى ربط سيارته من نوع «لاند روفر ديفندر» بجذع شجرة مستخدمًا سلسلة حديدية، على غرار السلاسل المستخدمة بين أصحاب الدراجات النارية في الدول الفقيرة لحمايتها من السرقة.
وسرعان ما أثارت هذه اللقطة المتداولة للسيارة جدلًا واسعًا بين البريطانيين عبر مواقع التواصل، حيث عبّر البعض عن امتعاضه من تفشي السرقات التي تركز في معظمها على سيارات رباعية الدفع. بالمقابل، شعر البعض بالأسف على مالك السيارة الذي لجأ إلى هذه الحيلة «البدائية» بعدما دفع 126 ألف دولار على سيارة «ليشعر بالرفاهية».
كما ندد آخرون بارتفاع أسعار التأمين على سيارات «لاند روفر» و«رانج روفر» الجديدة إلى أعلى المستويات، ووصفوا التأمين بأنه «أصبح نوعًا من السرقة المغلفة» بعد ارتفاع قيمة الرسوم إلى 12600 دولار.
يأتي هذا الجدل حول صورة السيارة المربوطة بالشجرة، بالتزامن مع بيان للشرطة مقاطعة كامبريدجشير كشف فيه عن تلقي القسم بلاغات حول سرقة 25 سيارة في المقاطعة خلال شهر مايو الماضي فقط. من جهته، علق مقدّم برنامج «توب غير» السابق جيريمي كلاركسون على هذه الظاهرة، مفسرًا سبب لجوء شركات التأمين إلى رفع قيمة التأمين قائلاً: «بسبب تزايد السرقات أصبح الحصول على التغطية مكلفًا لها؛ لذلك لجأت إلى رفع قيمته، كي لا تقع في الخسارة في حال السرقة».

مقالات مشابهة

  • نحن السودانيين أعداء انفسنا بتدخلنا في ما لا يعنينا (3)
  • إنجلترا تخرج من عنق الزجاجة أمام سلوفاكيا.. وإسبانيا ترافقها بفوز استعراضي على جورجيا
  • ولنبلونّكم بشيء!
  • غلاء التأمين دفعه إلى الشجرة لحماية سيارته
  • الوالد/ عماش بن غازي الصالحي رحمه الله تعالى
  • عُمان تحرضُ فضول الكوريين!
  • ما الذي يحدث لصحتنا عندما نشرب القهوة كل يوم؟
  • أوباما يدافع عن بايدن: ناضل من أجل الناس طوال حياته
  • حكاية باب..
  • أسانسير الزمن الجميل وانقطاع الكهرباء.. عندما يبدع الأجداد في الصناعة بدلا من الموت اختناقا داخل صندوق مظلم