الشعبوية التضليلية واستهداف المجتمع الشيعي العراقي
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
22 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: د. علي المؤمن
لا يوجد مجتمع شيعي في العالم يتعرض للتآمر والتهديد والخطر كما يتعرض له المجتمع الشيعي العراقي؛ فلا شيعة لبنان ولا أفغانستان ولا باكستان ولا آذربيجان ولا اليمن ولا إيران، ولا حتى شيعة الدول التي يعيش فيها الشيعة حياة القمع المعلن والخفي، كالبحرين والسعودية؛ مستهدفون كشيعة العراق.
وتتكون جماعات الشعبوية التضليلية التي تستهدف المجتمع الشيعي العراقي في وعيه وإرادته ووحدته وعناصر قوته الذاتية، من عناصر علمانية وبعثية، وأتباع بعض المعممين المنحرفين عقدياً وسلوكياً، ومرتزقة السفارات الغربية، وخاصة الأمريكية والبريطانية، وعملاء المخابرات الإقليمية الطائفية، وخاصة السعودية والتركية والأردنية.
ويعود سبب الدعم الخارجي والداخلي المفتوح للشعبوية التضليلية التي تستهدف الاجتماع الشيعي العراقي أكثر من غيره، إلى أنّ الخصوم يدركون بأن شيعة العراق هم الأكثرية الشيعية العربية الوحيدة في المحيط العربي السني، وهم الأكثر نشاطاً وفاعلية وتأثيراً في هذا المحيط، وهم مثقفون ينافحون عن المذهب وحقوق أبنائه بقوة ووعي وإصرار، وأنهم سيتحولون في المستقبل غير البعيد، إلى مادة للنهضة الشيعية العربية الجديدة.
وكما قال لي صراحة شيخ وهابي سعودي في العام 2009: ((الشيعي العراقي هو حجر العثرة الأساسية أمامنا، لأنه عربي، يتكلم العربية، ثقافته عربية، ويستطيع التواصل بسهولة مع العرب والتأثير فيهم، وهو مثقف بدينه ومذهبه، ويقاتل بشراسه وإصرار عن انتمائه، ويتطلع للدفاع عن عقيدته في خارج حدوده، ولولاه لما امتلأت المكتبة العربية بالكتب الشيعية، ولما انتشر التشيع في البلدان العربية. لذلك؛ ينبغي أن نغتال وعي الشيعي العراقي ونحطم إرادته، ونجعله لا يفرق بين عدوه وصديقه، ولا بين قاتله والمدافع عنه)).
وهذا يعني أن من الطبيعي أن يتركز الجهد الغربي، وكذا الطائفي الداخلي والخارجي، بأمواله ومخابراته وفضائياته ووسائل تواصله الاجتماعي، على محاولات كسر الشيعي العراقي أو تدجينه أو تحويله الى خصم لمجتمعه، وصولاً الى تدمير الهوية الشيعية العراقية، وتمزيق الاجتماع الشيعي العراقي من داخله.
وقد باتت أضاليل الشعبوية الداخلية المدعومة خارجياً، تعشش في جزء مهم من العقل الباطن الشيعي العراقي؛ حتى اقتنع هذا الجزء المستغفَل والمهزوم نفسياً والذي يجلد نفسه صباح مساء؛ بأن:
– الشيعة وجماعاتهم في الداخل والخارج هم سبب الفتنة الطائفية في العراق.
– وأن من يدافع عن حقوق المكون الأكبر ومطالب أبنائه المعيشية والاقتصادية والسياسية والقانونية، هو طائفي ولا يمتلك هوية وطنية.
– وأن من يطالب بالاستقرار الأمني والمجتمعي في مناطق الوسط والجنوب، هو مدافع عن فساد السياسيين وفشلهم.
– وأن الحشد الشعبي الذي دفع عن العراق خطر سلب الأرض وانتهاك الأعراض، هو الخطر الذي يتهدد العراق.
– وأن حكم طغاة البعث والسنة أفضل من حكم الشيعة.
– وأن الشيعي فاشل في الحكم، وأن السني هو الوحيد القادر على إدارة الدولة.
– وأن صدام أشرف من الحاكم الشيعي.
– وأن المرجعية مهمتها جباية الأموال وتخدير الناس واستغفالهم.
– وأن تقليد المرجع والانقياد له لا أساس له شرعاً وعقلاً.
– وأن السعودية الوهابية دولة شقيقة تريد الخير للعراق.
– وأن إيران عدوة العراق، وليست السعودية وأمريكا وإسرائيل.
– وأن الأحزاب والتيارات الشيعية لوحدها هي سبب خراب العراق، وليس داعش والبعث وأمريكا والسعودية والإمارات وقطر وتركيا والأحزاب الكردية والجماعات السنية.
ولذلك؛ فإن مسؤولية الفرد الشيعي العراقي الواعي والمجتمع الشيعي العراقي، صعبة جداً في مواجهة الشعبوية التضليلية، وإن إحساس الشيعي العراقي بعظم الخطر وضرورة مواجهته؛ يمثل الواقعية وحماية النفس والعائلة والمجتمع، وإن البحث عن الحلول هو عين الحكمة والعقلانية.
وهذه المسؤولية تعاضدية شاملة، يتحملها عالم الدين والسياسي والأكاديمي والكاتب والإعلامي والخطيب والطالب والتاجر والوجيه وشيخ العشيرة، وكل طبقات المجتمع، وبخلافه سيستمر النظام الاجتماعي الديني الشيعي بالتعرض للهزات والضعف واستلاب الهوية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
المشادة بين ترامب وزيلينسكي تهبط بأسعار النفط
1 مارس، 2025
بغداد/المسلة: هبطت أسعار النفط الخام في نهاية تعاملات الأسبوع أمس الجمعة بعد محادثات شائكة في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وضغط على أسعار النفط المخاوف من تأثير رسوم جمركية جديدة أعلن ترامب عن إقرارها ودخولها التنفيذ في الرابع من مارس/آذار الجاري، إلى جانب إعلان العراق أمس عن قرب استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت لأقرب شهر استحقاق 86 سنتا، أو 1.16%، إلى 73.18 دولارا للبرميل عند التسوية، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 69.76 دولارا للبرميل، بانخفاض 59 سنتا بما يعادل 0.84%.
وكان خام غرب تكساس الوسيط يصعد قبل نهاية الجلسة حتى اندلعت مشادة كلامية في المكتب البيضاوي بين ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وهدد ترامب بوقف الدعم لكييف بينما غادر زيلينسكي البيت الأبيض دون توقيع اتفاقية للتنمية المشتركة للموارد المعدنية في أوكرانيا.
الرسوم الجمركية
وكان ترامب قد قال الخميس إن الرسوم الجمركية المقترحة بنسبة 25% على السلع المكسيكية والكندية ستدخل حيز التنفيذ في الرابع من مارس/آذار، وذلك إلى جانب رسوم أخرى بنسبة 10% على الواردات الصينية إضافة لرسوم بنسبة 10% كانت فرضت عليها الشهر الماضي.
وقد تؤدي حرب الرسوم الجمركية إلى إبطاء النمو العالمي، وإشعال فتيل التضخم، وبالتالي التأثير سلبا على الطلب على النفط الخام.
نفط إقليم كردستان
وفي شأن نفطي آخر، قالت وزارة النفط العراقية أمس الجمعة إن بغداد ستعلن خلال الساعات المقبلة استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق من خلال شركة تسويق النفط (سومو) عبر ميناء جيهان التركي.
ومن المقرر أن يصدر العراق 185 ألف برميل يوميا عبر (سومو)، ومن المقرر أيضا أن تزيد هذه الكمية تدريجيا.
ورغم ذلك قالت 8 شركات نفط دولية تعمل في إقليم كردستان إنها لن تستأنف الصادرات بسبب عدم الوضوح بشأن اتفاقيات تجارية وضمانات لسداد مدفوعات عن الصادرات السابقة والمستقبلية.
وقال هاري تشيلينغويريان رئيس الأبحاث لدى مجموعة أونيكس كابيتال “يثير استئناف الصادرات تساؤلات حول كيفية امتثال العراق لالتزاماته في إطار أوبك بلس، بعد أن أنتج باستمرار ما يزيد على حصته”.
وأضاف “إذا أرجأ (تحالف) أوبك بلس عودة 120 ألف برميل يوميا من التخفيضات الطوعية للإنتاج اعتبارا من أبريل/نيسان، فإن الزيادة في العراق ستتجاوز هذا القيد”.
وقالت 8 مصادر في أوبك بلس إن المجموعة تناقش ما إذا كانت ستمضي في خطتها التي تقضي بزيادة إنتاج النفط في أبريل/نيسان أو ستجمدها في الوقت الذي يواجه فيه أعضاؤها صعوبة في قراءة مشهد الإمدادات العالمية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts