بلومبيرغ: يبدو أن “الجيش الإسرائيلي” يتراجع عن هدف القضاء على حماس
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
#سواليف
قالت وكالة #بلومبيرغ في تقرير إن الأنباء الواردة من #إسرائيل تشير إلى أن الجيش يتراجع عن الهدف الرئيسي المعلن للحرب على قطاع #غزة والمتمثل في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ).
وذكّر تقرير بلومبيرغ بتصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال #هاغاري الذي اعتبر فيه أن “القول إننا سندمر حماس ونجعلها تختفي هو مجرد ذر للرماد في عيون الإسرائيليين”، مضيفا أن “حماس هي فكرة، ومن يظن أننا نستطيع أن نجعلها تختفي فهو مخطئ”.
وتابعت بلومبيرغ أن الجيش الإسرائيلي حاول تدارك الأمر بالتوضيح بأن المقصود كان عدم القدرة على القضاء على حماس كفكرة وأيديولوجية وليس كتنظيم.
مقالات ذات صلة استهداف سفينة بالبحر الأحمر وحاملة طائرات أميركية تغادر المنطقة 2024/06/22حماس مستمرة
وأكدت الوكالة الأميركية أنه بغض النظر عن الموقف الإسرائيلي، فمن الواضح أن حماس قد لا يقضى عليها بشكل كامل، فلدى الحركة آلاف المقاتلين وشبكة ممتدة من الأنفاق تحت المدن الرئيسية، وكل المعطيات توضح أنها “لن تعلن استسلامها قريبا”.
وزادت أن هذا الوضع يعقد مهمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو في إعلان الانتصار في هذه الحرب بناء على أهدافها المعلنة وفي مقدمتها القضاء على حماس وتحرير الأسرى.
وقد كرر نتنياهو هذا الأسبوع أن الحرب لن تنتهي حتى يقضى على حماس ويحرر #الأسرى، وزاد غاضبا “هذا هو موقفي، ومن يعارض ذلك، فليعارضه علنا”.
توتر مع الحليف الأميركي
وقالت بلومبيرغ إن هذه التطورات تحدث بالتزامن مع توتر في علاقات نتنياهو بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وأوضحت أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أكد للصحفيين أن هذه التوترات لا تأثير لها على الهدف المشترك بين واشنطن وتل أبيب والمتمثل في “إخراج الرهائن، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ومحاولة إيجاد طريقة لإنهاء هذه الحرب”.
وبالنسبة لبلومبيرغ، فإن الأخطر هو أن الجبهة الشمالية مع حزب الله اللبناني مهددة بالاشتعال في أي لحظة، ونقلت عن رئيس الشركة التي تدير البنية التحتية للطاقة في إسرائيل شاؤول غولدشتاين قوله إن “البلاد ليست مستعدة لحرب حقيقية” مع حزب الله.
وهو تصريح حرصت الشركة لاحقا على رفضه قائلة في بيان إنها ترفض تقييم رئيسها للأوضاع في المنطقة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف بلومبيرغ إسرائيل غزة حماس هاغاري نتنياهو الأسرى القضاء على على حماس
إقرأ أيضاً:
جدوى تبني “برادايم” جديد لحل الأزمة
وجدي كامل
الحرب بكل تفاصيلها الباهظة، وضجيجها المدوي، ورعبها المستمر، جاءت لتكشف الحساب الحقيقي لطبيعة نظام الإخوان المسلمين، وسوء أخلاقهم، وفداحة جرائمهم ضد الوطن، حيث كانوا، وبكل المقاييس، في طليعة المتسببين في تمزيق الرأي العام وتشتيته، مما أدى إلى ضياع البوصلة الوطنية.
لقد ظل قادة ودهاقنة هذا النظام يؤكدون مرارًا أن “الدعم السريع” قد خرج من رحم الجيش، لكن لم يُكلف أحدٌ نفسه حتى الآن بتوضيح نسبه الحقيقي من حيث الأب، أو بتحديد الجهة التي قامت بزرع هذه البذرة داخل المؤسسة العسكرية التي تحولت الى “رحم مستقبل من مجهول في معظم التعبيرات”. أليسوا هم أنفسهم، من يسمون بالحركة الإسلامية، ممثلين في حزبهم والمخلوع وأعوانه من الفاسدين من صانعي سياسات النظام والجيش، الذين عبثوا بمصير البلاد ودمروا بنيتها السياسية والاجتماعية؟
إن ما يجري اليوم يفوق كل تصور، ولا يمكن لعقل مواطن شريف أو ضمير حي احتماله. فالهدم والقتل الممنهج الذي يمارسه “الدعم السريع”، وما يحاول الجيش ترويجه من انتصارات زائفة عبر استعادة المدن أو السيطرة على المؤسسات الرمزية للدولة، مثل القصر الجمهوري، لا يستحقان من المواطن الواعي سوى السخرية من هذه المسرحية الهزلية، التي تعكس انهيار الأخلاق داخل القوتين المتناحرتين على اساس اشعالهما للحرب اصلا .
لقد دخلت الحرب عامها الثاني دون أي تقدم يُذكر نحو إيقافها، بل على العكس، تتسع رقعتها وتتصاعد تداعياتها، مهددة الدول المجاورة وربما الإقليم بأسره. وهذا الوضع يعكس فشلًا ذريعًا في جميع المحاولات الرامية إلى حل الأزمة، ويشير إلى غياب الإحساس بالمسؤولية من جميع الأطراف، وعلى رأسها القوى السياسية الوطنية المحلية، بالإضافة إلى المجتمعين الإقليمي والدولي، اللذين يبدو أن مصالح بعض أطرافهما باتت مرتبطة باستمرار هذه الحرب، بدلاً من السعي الجاد لإنهائها. وهذا لا يزيد الوضع إلا مأساوية، ويدفع الضحايا المدنيين لمزيد من المعاناة، بعد أن تجرعوا مرارات الحرب في أسوأ صورها.
وإذا كان هذا العجز مستمرًا، فإن القوى المدنية والسياسية مطالَبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بتوحيد صفوفها لمواجهة جرائم الإخوان المسلمين، وجعل هذه الوحدة أولوية قصوى في مسار البحث عن حل لهذه الكارثة الوطنية. فالتشرذم السياسي، الذي تفاقم بعد انقسام تحالف “تقدم” إلى تيارين، ليس سوى انعكاس آخر لحالة الفشل في بناء رؤية وطنية موحدة قادرة على إنتاج حلول عملية للأزمة. وقبل الدخول في جدل حول أسباب هذا الانقسام ومدى جدواه، لا بد من الاعتراف بأنه يعكس أزمة أعمق في بنية التفكير السياسي، ويجسد عجز النخب عن تجاوز خلافاتها من أجل تحقيق المصلحة الوطنية العليا.
لقد كشفت الحرب عن تمزقٍ ليس فقط في هياكل الدولة والسياسات المتبعة منذ الاستقلال، بل أيضًا في القدرة على الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار، وترسيخ السلم الاجتماعي والاقتصادي. إن الواقع اليوم يفرض علينا تبني”برادايم” جديد، يُلزم جميع الأطراف باتخاذ إجراءات سريعة وفعالة، تستند إلى روح جديدة من المسؤولية الوطنية، وتوقف هذا العبث الذي يهدد وجود السودان نفسه، فضلًا عن أي أمل في مستقبل مستقر له.
الوسوموجدي كامل