طبول الحرب تقرع.. هل ينزلق الاحتلال إلى مواجهة شاملة مع حزب الله؟
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
يتصاعد التوتر على الحدود بين لبنان ودولة الاحتلال، مع تزايد وتيرة القصف والعمليات العسكرية بين جيش الاحتلال وحزب الله، وسط تساؤلات حول مدى انزلاق المواجهة بين الطرفين إلى حرب شاملة.
وفي هذا السياق، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن احتمالية توسعة الاحتلال لحربه ضد حزب الله اللبناني أمر مستبعد، وذلك على خلاف ما يُصرح به جنرالات وسياسيو الاحتلال.
وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى نية الاحتلال شن حرب موسعة ضد حزب الله، ووفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية فقد قال مسؤولون أميركيون، إن "إسرائيل" أبلغت واشنطن تخطيطها لنقل موارد عسكرية إلى الحدود مع لبنان، وذلك استعدادا لهجوم محتمل ضد حزب الله اللبناني.
وكان الاحتلال قد صعد من هجماته على لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قام باغتيال قائد ميداني في حزب الله بغارة جوية على بلدة دير كيفا بقضاء صور، بالمقابل رد الحزب بقصف ثكنة زرعيت الإسرائيلية في شمال الأراضي المحتلة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، كما قام بإطلاق صواريخ باتجاه موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفرشوبا المحتلة جنوبي لبنان.
أمر مستبعد
الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد يرى أنه "رغم تصعيد حدة الخطاب الإعلامي للاحتلال فيما يتعلق بنيته شن حرب موسعة على جنوب لبنان، إلا أن المؤشرات تدل على غير ذلك".
وأوضح أبو زيد خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "الحرب الشاملة بين الطرفين مستبعدة لعدة أسباب، أولا، الخسائر الكبيرة التي تعرض لها الاحتلال في غزة، ثانيا القوات المتوفرة شمال الأراضي المحتلة لشن عملية عسكرية تجاه حزب الله غير كافية من منظور عسكري لمواجهة قدراته".
وشدد على أن "تصريحات جنرالات الاحتلال توحي بأن مطبخ القرار العسكري يستشعر مدى خطورة الذهاب باتجاه الخيار العسكري الموسع وخاصة بعد المقطع الذي نشره حزب الله عبر طائرة مسيرة، والذي كشف مدى هشاشة الوضع الاستخباري والاستطلاعي لدى أجهزة الاحتلال، الأمر الذي يدفع العسكريين إلى ضرورة التفكير بإعادة تقييم قدرات حزب الله الهجومية وقدرات جيش الاحتلال الدفاعية والاستخبارية".
وأكد أن "السبب الثالث والأهم هو أن البيئة الاقليمية والدولية لا تدعم خيار توسيع دائرة الصراع في المنطقة على الأقل خلال الفترة الزمنية المنظورة، لذلك من غير المرجح أن يذهب الاحتلال باتجاه خيار عملية عسكرية تقليدية موسعة على الأقل لغاية شهر أيلول القادم".
واستدرك أبو زيد بالقول: "إلا أن الاحتلال قد يذهب باتجاه عملية جراحية محددة وأهداف عالية القيمة قد تصل الى العمق اللبناني في الضاحية الجنوبية، لإعادة نظرية تفوق الردع تجاه حزب الله والمنطقة".
واعتبر أن "القرار الأنسب للاحتلال الذهاب باتجاه الترويج الإعلامي بإنهاء العملية العسكرية في غزة والتحول إلى مرحلة أقل حدة، للاستعداد لعملية عسكرية تجاه حزب الله، وذلك يمكن أن يكون مخرج لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو أمام اليمين الذي يهدد وحدة وتماسك الائتلاف الحكومي، ويطالب بعملية تجاه حزب الله مع الاستمرار بالضغط في غزة ، بذلك يكون نتنياهو قد أنقذ جيشه من التورط أكثر في غزة بحجة الاستعداد لعملية تجاه جنوب لبنان".
قرار أمريكي إيراني
وفي ذات السياق أكدت إيران عبر بعثتها في في الأمم المتحدة الجمعة أن حزب الله لديه القدرة على الدفاع عن نفسه وعن لبنان في مواجهة الاحتلال.
وقالت البعثة الإيرانية إن "الخاسر الأساسي في اندلاع حرب في جنوب لبنان سيكون النظام الصهيوني"، مضيفة أن الوقت حان "ليُهلك النظام الإسرائيلي نفسه".
في المقابل، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن يصبح لبنان غزة أخرى.
وتحذر دول اقليمية وغربية من توسع الحرب على غزة، وتحولها إلى حرب اقليمية تُشارك فيها إيران، فهل ستشارك طهران بقوة حال وسع الاحتلال هجومه على لبنان؟
الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد قال إن "قرار الحرب شمال الأراضي المحتلة وجنوب لبنان ليس بيد إسرائيل ولا بيد حزب الله بل بيد واشنطن وطهران، لأن هذه البقعة الجغرافية تحكمها محددات جيواستراتيجية وتختلف عن الواقع الاستراتيجي في غزة".
وتابع "لذلك يبدو أن هناك اتفاقا أمريكيا إيرانيا ضمنيا لمنع الإنزلاق إلى عملية عسكرية تقليدية موسعة قد تكون غير محسوبة النتائج خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كما أن إيران التي تتقن إدارة حرب الوكلاء تعرف أن المعادلة تشير إلى أنه في كل حروب الوكلاء إذا ربح الوكيل فإنه يربح هو ومن وكله وإذا خسر الوكيل يخسر لوحده".
ويخشى الاحتلال من ترسانة حزب الله الصاروخية والتي تتجاوز وفق تقديرات إسرائيلية وأمريكية 150 ألف صاروخ متعددة المدى، فيما لا يزال سكان مستوطنات شمال الأراضي المحتلة ينزحون من منازلهم خوفا من هجمات الحزب.
يُذكر أنه مع اغتيال القيادي في حزب الله عباس إبراهيم حمزة حمادة (فضل إبراهيم) تصبح حصيلة شهداء الحزب 347 عنصرا، منذ بداية الحرب على غزة في السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية لبنان الاحتلال حزب الله لبنان حزب الله الاحتلال توسع الحرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شمال الأراضی المحتلة تجاه حزب الله عملیة عسکریة أبو زید فی غزة
إقرأ أيضاً:
2,180 عائلة في القطاع أبادهم الاحتلال ومسحهم من السجلات
البلاد – رام الله
أباد الاحتلال الإسرائيلي 2,180 عائلة في غزة، حيث قُتل فيها الأب والأم وكل أفراد الأسرة، وتم مسح هذه العائلات من السجل المدني. وبينما تتواصل جرائم الحرب بحق المدنيين، تؤكد التقارير الإنسانية أن القطاع يشهد جحيمًا جديدًا نتيجة استئناف الحرب.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الاثنين، أن الاحتلال الإسرائيلي قد أباد 2,180 عائلة، حيث قُتل جميع أفراد الأسرة ليُمسحوا نهائيًا من السجل المدني. وأضاف المكتب أن نحو 5,070 عائلة أخرى لم يبق من أفرادها سوى شخص واحد على قيد الحياة.
كما أشار إلى أن الاحتلال قتل أكثر من 18,000 طفل و12,400 امرأة، فيما سقط أكثر من 1,400 طبيب وكادر صحي في سياق استهداف النظام الصحي والطبي في القطاع. ولم يسلم الصحفيون من آلة القتل، حيث قُتل الاحتلال 212 صحفيًا في محاولات مستمرة لإسكات صوت الحقيقة.
واستأنفت إسرائيل الحرب على غزة في 18 مارس الماضي، بعد شهرين من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، مما أسفر عن استشهاد وإصابة المئات من المدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
بدوره، أكد المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، بيير كرينبول، في كلمة له خلال منتدى الأمن العالمي في الدوحة، أن “شرارة جحيم جديدة” قد أُطلقت في غزة. وأضاف أن القطاع يعاني من الموت والإصابات المستمرة، فضلًا عن موجات النزوح المتكرر والدمار، وسط معاناة لا تنتهي من الجوع والحرمان من المساعدات الإنسانية. وأكد الصليب الأحمر أن الوضع أصبح أكثر مأساوية بعد أن اعتقد السكان أنهم نجو من الأسوأ بفعل وقف إطلاق النار، لكن تجدد الحرب فجّر آلامهم مجددًا.
وتصاعدت التحذيرات من مسؤولي الإغاثة الدوليين بشأن كارثة جديدة في قطاع غزة، الذي يعاني من شح في المواد الغذائية الأساسية والإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية، في ظل الحرب وإغلاق المعابر. فقد وزعت المنظمات الإنسانية، بما في ذلك برنامج الغذاء العالمي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، آخر مخزوناتها من المواد الغذائية على عشرات المطابخ الخيرية في القطاع التي تقدم وجبات أساسية لمن لا يملكون خيارًا آخر.