“فورين أفيرز”: حماس تنتصر وأصبحت أقوى مما كانت عليه في السابع من أكتوبر
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
#سواليف
قالت مجلة “فورين أفيرز”، إن حركة “حماس” أصبحت أقوى مما كانت عليه في السابع من أكتوبر، واعتبرت المجلة المئرة في صانع القرار الغربي إن “حماس” تنتصر فيما تسجل الاستراتيجية الإسرائيلية تسجل فشلا يجعل عدوها أقوى.
وأضافت المجلة نه بعد “تسعة أشهر من العمليات القتالية الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة لم تٌهزم حماس، كما أن إسرائيل ليست قريبة من هزيمة الجماعة الإرهابية.
ولاحظت المجلة أنه “منذ هجوم حماس المروع في أكتوبر الماضي، غزت إسرائيل شمال وجنوب غزة بحوالي 40 ألف جندي مقاتل، وهجرت 80% من السكان قسراً، وقتلت أكثر من 37 ألف شخص، وأسقطت ما لا يقل عن 70 ألف طن من القنابل على القطاع (وهو ما يتجاوز الوزن الإجمالي للقنابل التي تم إسقاطها على لندن ودريسدن وهامبورج طوال الحرب العالمية الثانية)، ودمرت أو ألحقت أضرارًا بأكثر من نصف المباني في غزة، وقيدت وصول المنطقة إلى المياه والغذاء والكهرباء، مما ترك السكان بالكامل على حافة المجاعة”.
مقالات ذات صلة كوبا تنضم إلى جنوب أفريقيا بدعواها ضد إسرائيل 2024/06/22وسجلت المجلة أن إسرائيل بررت”سلوكها اللا أخلاقي”، بكون أن هدفها هو “هزيمة حماس وإضعاف قدرتها على شن هجمات جديدة ضد المدنيين الإسرائيليين”، واعتبرت أن لهذا الهدف “الأسبقية على أي مخاوف بشأن حياة الفلسطينيين. ويجب قبول معاقبة سكان غزة باعتبارها ضرورية لتدمير قوة حماس”.
مقارنة مع “الفيتكونغ”
وقارنت المجلة بين قوة “حماس” وقوة “الفيتكونغ” في فيتنام بين عامي 1966 و1967 عندما أرسلت الولايات المتحدة قواتها إلى البلاد في محاولة غير مجدية في نهاية المطاف لتحويل مسار الحرب لصالحها، لكن قوة “الفيتكونغ” ازدادت قوة، ونفس الشيء بالنسبة لقوة “حماس” التي أدى الهجوم الإسرائيلي إلى جعل قوتها آخذة في النمو. بعدما “تطورت هذه الحركة إلى قوة عصابات عنيدة ومميتة في غزة – مع استئناف العمليات القاتلة في المناطق الشمالية التي كان من المفترض أن تقوم إسرائيل بتطهيرها قبل بضعة أشهر فقط”.
وكتبت المجلة “إن الخلل الرئيسي في استراتيجية إسرائيل ليس فشل التكتيكات أو فرض قيود على القوة العسكرية – تماماً كما لم يكن لفشل الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة في فيتنام علاقة تذكر بالكفاءة الفنية لقواتها أو القيود السياسية والأخلاقية حول استخدامات القوة العسكرية. بل إن الفشل الذريع كان عبارة عن سوء فهم فادح لمصادر قوة حماس. ومما ألحق ضرراً كبيراً بإسرائيل أنها فشلت في إدراك أن المذبحة والدمار الذي أطلقته في غزة لم يؤدي إلا إلى زيادة قوة عدوها”.
وقدمت المجلة ما وصفتها بـ “المغالطات” بخصوص عدد مقاتلي حماس الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية، وقالت المجلة “من المؤكد أن العديد من مقاتلي حماس قد قُتلوا. وتقول إسرائيل إن 14 ألفاً من مقاتلي حماس الذين يقدر عددهم بنحو 30 ألفاً إلى 40 ألفاً قبل الحرب قد ماتوا الآن، بينما تصر حماس على أنها فقدت فقط ما بين 6000 إلى 8000 مقاتل. وتشير مصادر استخباراتية أمريكية إلى أن العدد الحقيقي لقتلى حماس يبلغ نحو 10 آلاف”.
وأضافت المجلة “مع ذلك، فإن التركيز على هذه الأرقام يجعل من الصعب إجراء تقييم حقيقي لقوة حماس. وعلى الرغم من خسائرها، لا تزال حماس تسيطر، بحكم الأمر الواقع، على مساحات واسعة من غزة، بما في ذلك المناطق التي يتركز فيها المدنيون في القطاع الآن. ولا تزال المجموعة تتمتع بدعم هائل من سكان غزة، مما يسمح للمسلحين بالعودة بسهولة إلى المناطق التي “طهرتها” القوات الإسرائيلية سابقًا. ووفقاً لتقييم إسرائيلي حديث، أصبح لدى حماس الآن عدد أكبر من المقاتلين في المناطق الشمالية من غزة، التي استولى عليها جيش الدفاع الإسرائيلي في الخريف على حساب مئات الجنود، مقارنة بما لديها في رفح في الجنوب”.
حرب عصابات
وقالت المجلة إن “حماس تشن الآن حرب عصابات، تنطوي على نصب كمائن وقنابل بدائية الصنع (غالبا ما تكون مصنوعة من ذخائر غير منفجرة أو من أسلحة جيش الدفاع الإسرائيلي)، وهي عمليات مطولة قال مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا إنها قد تستمر حتى نهاية عام 2024 على الأقل. ولا يزال بإمكانها ضرب إسرائيل. ومن المرجح أن لدى حماس نحو 15 ألف مقاتل معبأ، أي ما يقرب من عشرة أضعاف عدد المقاتلين الذين نفذوا هجمات 7 أكتوبر”
واضافت المجلة “علاوة على ذلك، لا يزال أكثر من 80% من شبكة الأنفاق تحت الأرض التابعة للتنظيم صالحة للاستخدام في التخطيط وتخزين الأسلحة والتهرب من المراقبة والهجمات الإسرائيلية. ولا تزال معظم القيادات العليا لحماس في غزة على حالها. باختصار، لقد أفسح الهجوم الإسرائيلي السريع في الخريف المجال لحرب استنزاف طاحنة من شأنها أن تترك لحماس القدرة على مهاجمة المدنيين الإسرائيليين حتى لو واصل جيش الدفاع الإسرائيلي حملته في جنوب غزة”.
مصدر قوة “حماس”
وفي تحليلها لمصدر قوة “حماس” تقول المجلة “إن قوة جماعة مسلحة مثل حماس لا تأتي من العوامل المادية النموذجية التي يستخدمها المحللون للحكم على قوة الدول – بما في ذلك حجم اقتصادها، والتطور التكنولوجي لجيوشها، ومدى الدعم الخارجي الذي تتمتع به، والقوة العسكرية التي تتمتع بها، وقوة أنظمتهم التعليمية. وبدلا من ذلك، فإن المصدر الأكثر أهمية لقوة حماس وغيرها من الجهات المسلحة غير الحكومية التي يشار إليها عادة باسم الجماعات .. “المتمردة” هو القدرة على التجنيد، وخاصة قدرتها على جذب أجيال جديدة من المقاتلين والناشطين الذين ينفذون عمليات الجماعة، وخوض حملات مميتة ومن المرجح أن يموتوا من أجل هذه القضية. وهذه القدرة على التجنيد متجذرة، في نهاية المطاف، في عامل واحد: حجم وشدة الدعم الذي تستمده المجموعة من مجتمعها”.
وأضافت المجلة أن “دعم المجتمع يسمح للجماعة بتجديد صفوفها، واكتساب الموارد، وتجنب الكشف عنها، وبشكل عام، الحصول على مزيد من الموارد البشرية والمادية اللازمة للتعبئة ومواصلة حملاتها..”.
كما أن حماس، تقول المجلة، تقاتل بأسلحة تم تصنيعها إما عن طريق إعادة تشكيل المواد المدنية أو الاستيلاء عليها من قوات أمن الدولة، وغالبًا ما يتم ذلك بمعلومات استخباراتية ومساعدة يقدمها أفراد المجتمع المحلي.
وأخيرا تضيف المجلة فإن ثقافة الاستشهاد التي تجعل المجتمع يكرم المقاتلين الذين يقتلون، كما أن الاستشهاد يضفي الشرعية على الأعمال التي يقوم بها المقاتلون ويشجع على تجنيد مقاتلين جدد.
وتستعرض المجلة عدة استطلاعات رأي أجريت منذ السابع من أكتوبر بين النازحين وفي الضفة الغربية تبين ارتفاع شعبية حماس وسط الفلسطينيين، ما يجعلها متقدمة على جل منافسيها من الفصائل الفلسطينية الأخرى.
وتقول المجلة “نعم، لقد قتلت إسرائيل عدة آلاف من مقاتلي حماس في غزة. لكن هذه الخسائر في الجيل الحالي من المقاتلين يتم تعويضها بالفعل من خلال ارتفاع الدعم لحماس وما يترتب على ذلك من قدرة الجماعة على تجنيد الجيل القادم بشكل أفضل. وفي غضون ذلك، وإلى أن يصل هؤلاء المجندون الجدد، تشير كل الدلائل إلى أن مقاتلي حماس الحاليين من المرجح أن يكونوا أكثر حرصاً من أي وقت مضى على شن حرب عصابات مطولة ضد أي أهداف إسرائيلية يمكنهم ضربها.”
وبالمقابل تعتبر المجلة أن “العقوبة الهائلة التي فرضتها إسرائيل على غزة تدفع العديد من الفلسطينيين إلى الشعور بمزيد من العداء تجاه الدولة اليهودية”، وتتساءل “لكن لماذا تستفيد حماس من رد الفعل هذا؟ ففي نهاية المطاف، كان هجومها هو السبب المباشر للحرب التي سوت مساحات واسعة من غزة بالأرض وقتلت أعداداً كبيرة من الناس”.
وجوابا عن تساؤلها تقول المجلة “تكمن الإجابة إلى حد كبير في الحملة الدعائية المتطورة التي تشنها حماس، والتي تبني تفسيراً إيجابياً للأحداث وتنسج الروايات التي تساعد الجماعة على كسب المزيد من المؤيدين”.
وتستعرض المجلة نتائح البحث الذي خلصت إليه دراسة حول المواد الدعائية لحركة حماس قام بها فريق تحليل الدعاية العربية – وهو مجموعة متخصصة من اللغويين العرب المتخصصين في جمع وتحليل الدعاية العسكرية باللغة العربية – في مشروع جامعة شيكاغو حول الأمن والتهديدات بدراسة الدعاية العربية التي تنتجها حماس وجناحها العسكري، كتائب القسام، ومن خلال نتائج هذا البحث يتضح للمجلة أن دعاية الحركة زادت من شعبيتها وسط الفلسطينيين.
وفي النتيجة، تقول المجلة، فإن فريق البحث وصل إلى قناعة أن “نتائج دعاية حماس منذ 7 أكتوبر، تتوافق بشكل كامل مع النتائج التي توصلت إليها استطلاعات الرأي العام للمواقف الفلسطينية. ويشير التوافق الوثيق بين جوهر دعاية حماس والدعم المتزايد لحماس بشكل خاص وللنضال المسلح ضد إسرائيل بشكل عام في استطلاعات الرأي العام إلى أن حماس تحفز هذا الدعم أو أن دعايتها تعكس الأسباب الرئيسية لهذا الدعم. وفي كلتا الحالتين، تستفيد حماس من الحرب لتزداد قوة من خلال الروابط المتزايدة الاتساع بين المجتمع والجماعة المسلحة”.
“حماس” لم تُهزم ولا هي على وشك الهزيمة
وفي ختام مقالها التحليلي تقول المجلة “بعد تسعة أشهر من الحرب المرهقة، حان الوقت للاعتراف بالحقيقة الصارخة: لا يوجد حل عسكري فقط لهزيمة حماس. عدد مقاتلي الجماعة الحالي أصبح أكثر من مجموع عدد مقاتليها سابقا. إنها أيضًا أكثر من مجرد فكرة مثيرة للذكريات. إن حماس حركة سياسية واجتماعية.. ولن تختفي في أي وقت قريب”.
وتضيف المجلة “إن الإستراتيجية الإسرائيلية الحالية المتمثلة في العمليات العسكرية المكثفة قد تؤدي إلى مقتل بعض مقاتلي حماس، لكن هذه الإستراتيجية لا تؤدي إلا إلى تعزيز الروابط بين حماس والمجتمع المحلي”ن مشيرة إلى أن إسرائيل واصلت “طيلة تسعة أشهر تنفيذ عمليات عسكرية غير مقيدة تقريباً في غزة، ولم تحقق إلا قدراً ضئيلاً من التقدم الواضح نحو تحقيق أي من أهدافها”.
وتختم المجلة مقالها بالقول “إن حماس لم تُهزم ولا هي على وشك الهزيمة، وقضيتها أصبحت أكثر شعبية وجاذبية أقوى مما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر”.
وترى المجلة أنه، في غياب خطة قد يقبلها الفلسطينيون لمستقبل غزة والشعب الفلسطيني، فإن المقاتلين سوف يستمرون ويعودون وبأعداد أكبر، وفي المقابل “لا تلوح في الأفق نهاية تذكر للمأساة المستمرة في غزة. وسوف تستمر الحرب، وسيموت المزيد من الفلسطينيين، وسوف يتزايد التهديد لإسرائيل”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف السابع من أکتوبر مقاتلی حماس المجلة أن قوة حماس أکثر من فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
إذا لم تضع إسرائيل شروطاً جديدة..حماس: الهدنة ممكنة
أكدن حركة حماس الثلاثاء، أنه يمكن التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، إذا لم تضع إسرائيل شروطاً جديدة.
وأضافت حماس في بيان مقتضب "في ظل ما تشهده الدوحة اليوم من مباحثات جادة وإيجابية برعاية الإخوة الوسطاء القطري والمصري فإن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة".ويتزامن ذلك مع محادثات في الدوحة بين الوسطاء القطريين والمصريين مع الوفد الإسرائيلي وحماس لاستكمال المفاوضات للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة. مصادر إسرائيلية: تقدم في مفاوضات غزة - موقع 24كشفت مصادر لهيئة الإذاعة الإسرائيلية أن هناك تقدماً في المفاوضات للتوصل إلى تسوية في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وقال محمد نزال عضو المكتب السياسي في حماس، أمس الإثنين، إن الحركة أبدت "موقفاً إيجابياً" للغاية في مفاوضات تبادل الأسرى، وعملت على "إزالة العقبات وتذليلها" حتى تتوقف الحرب في غزة دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
وحسب مصادر في حماس فضلت فضلت حجبها، فإن المفاوضات الجارية تدور حول صفقة تفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار على ثلاث مراحل على أن تبدأ الأولى بهدنة إنسانية تستمر 6 أسابيع، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كافة المناطق المأهولة في قطاع غزة، وإطلاق حماس سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين بشكل تدريجي، مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وحسب المصادر، سيتمكن المدنيون الفلسطينيون، خلال هذه المرحلة، من العودة إلى منازلهم في كل غزة، بما في ذلك الشمال.
كذلك يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بمعدل 600 شاحنة يومياً.