قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن قرب إعلان إسرائيل هزيمة كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، هو محاولة للخروج من المأزق الذي يعيشه الاحتلال في قطاع غزة.

وأكد الدويري، خلال تحليله المشهد العسكري في القطاع، أن هذا الإعلان المرتقب لا يعكس الواقع الفعلي على الأرض، وذلك بناء على تقديرات قادة الاحتلال أنفسهم بعدم القدرة على القضاء على القسام، والتي تكررت خلال الفترة الأخيرة.

وفي وقت سابق، صرحت هيئة البث الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية تستعد للإعلان قريبا عن هزيمة كتائب القسام بعد انتهاء معركة رفح جنوب قطاع غزة، رغم تصريحات العديد من القادة العسكريين السابقين في إسرائيل، التي أكدت استحالة هزيمة حماس.

وأوضح الدويري أن الاحتلال تحدث عن 4 كتائب للقسام في رفح، وزعم أنه قد قتل أعدادا كبيرة من مقاتليها، لكنه أشار إلى أن مثل هذه التصريحات سبقتها تصريحات مشابهة حول القضاء على الكتائب بمناطق في الشمال والوسط، لكن تلك الكتائب عادت للظهور بأداء قتالي متميز.

وأكد الدويري أن هناك حديثا يدور حول إنهاء العمليات العسكرية، وأنه لا بد من مبرر لهذا القرار، مضيفا أن الإطار الزمني لهذا الإعلان قد يكون غير واضح، وقد يمتد لأسبوعين أو 3 أسابيع.

العامل الحاسم

ويرى الخبير العسكري أن العامل الحاسم لتحديد هذا الإطار سيكون تنفيذ القسام أو سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كمينا مركبا يؤدي إلى مقتل العديد من جنود الاحتلال، وهو ما سيؤدي إلى تسريع عملية إعادة التموضع والانتقال إلى المرحلة ج.

وفيما يتعلق بقدرة إسرائيل على القضاء على القسام أو تحجيم قدراتها، أشار الدويري إلى أن الأمر لا يزال غير واضح ولا يمكن الأخذ به، حيث إن الأداء الميداني للقسام يؤكد عكس ذلك.

وأوضح أن هناك توجها داخل إسرائيل، مدفوعا بمجموعة من العوامل الداخلية والخلافات بين المستوى العسكري والسياسي، نحو إيجاد ذريعة لإعلان أن المهمة قد أنجزت، وبالتالي الانسحاب.

وحول المرحلة ج، التي تحدث عنها الاحتلال، يقول الخبير العسكري إنها مرحلة المناورة العسكرية، وسبق أن طبقت في مدينة غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى.

وأوضح أن هذه المرحلة تتضمن عمليات المداهمة وتتبع الأوضاع داخل المنطقة، وبمجرد ظهور إشارات على إعادة بناء القوة أو ظهور مقاتلين أو معلومات عن رهائن، يتم إجراء عمليات اقتحام بحجم كتيبة كحد أدنى أو لواء كحد أكبر لتنفيذ مهام محددة، كما جرى في جباليا والشجاعية والشيخ رضوان.

وأشار الدويري إلى أن هناك سعيا محموما داخل إسرائيل لإيجاد مبرر للانسحاب، مؤكدا أن الوضع الراهن يعكس صعوبة تحقيق أهداف العملية العسكرية المعلنة، وأن الحديث عن هزيمة القسام يأتي في إطار محاولة تبرير هذا الانسحاب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يخيّر سكان غزة بين الحياة والموت والدمار.. والمقاومة تواصل استهداف الاحتلال

وجّه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رسالة لسكان غزة، الأحد، بالقول في اجتماع مجلس الوزراء: "يمكنكم اختيار الحياة وضمان مستقبلكم ومستقبل عائلاتكم، أو يمكنكم التشبث بالدمار والموت. القرار لكم. اختاروا الحياة"، وذلك في خضم حرب الإبادة التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي شنّها بحق كافة الأهالي في قطاع غزة المحاصر.

وأضاف نتنياهو، الذي أفشل مفاوضات تبادل الأسرى أكثر من مرة، وفق عائلات الأسرى: "بالأمس، أصدرت حماس وثائق يُزعم أنها تظهر جثة إحدى الأسرى لدينا. نحن نتحقق من المعلومات التي لا يمكن التحقق منها في هذه المرحلة".

وتابع "نحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا لإعادة جميع الأسرى، الأحياء منهم والأموات بالطبع.. ونحن نعمل باستمرار لتحقيق هذا الهدف. نحن نحاول استنفاد كل فرصة، وكل صدع، وكل فرصة، ولن أخوض في التفاصيل".

وأردف: "لقد قلت الأسبوع الماضي أثناء زيارتي لقواتنا في غزة، وأكرر اليوم: من يجرؤ على المساس بحياة أسرانا سيدفع الثمن..". وذلك في الوقت الذي تواصل فيه المقاومة الفلسطينية واللبنانية، تطوّرها في استهدافاتها وطرق التحامها بجنود الاحتلال، واستنزافه، وكذا تنفيذ عمليات تهدف إلى قتل أكبر قدر ممكن من جنوده.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد أعلنت أمس الأحد، أنّ: "وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل أولوية قصوى، لكن الحركة لن تقبل بأي تفاهمات لا تؤدي إلى إنهاء معاناة الفلسطينيين في القطاع وضمان عودتهم إلى بيوتهم، وإعادة الإعمار". 

كذلك، أعلنت "القسام" عن تمكّنها من قتل جنود إسرائيليين أو إصابتهم خلال هجمات لها. كما أعلنت فصائل فلسطينية أخرى عن سلسلة عمليات طاولت قوات الاحتلال المتوغلة.

ونوهت "القسام" أمس، إلى أنها قصفت قاعدة "رعيم" العسكرية بعدد من صواريخ "رجوم" قصيرة المدى، بينما أعلن الاحتلال الإسرائيلي أنه رصد إطلاق صاروخين من جنوب قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف.


إلى ذلك، استهدفت كتائب القسام تفاصيل استهداف منزل تحصنت فيه قوة إسرائيلية قرب مفترق الصفطاوي، غرب مدينة جباليا شمال قطاع غزة.

من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إنه: "منذ بداية الحرب استشهد أكثر من ألف طبيب وممرض واعتقل أكثر من 310 منهم". بينما حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، من خطورة الوضع الإنساني في القطاع.

مقالات مشابهة

  • لماذا يتمسك نتنياهو بالإطاحة بالقيادات العسكرية الإسرائيلية؟.. خبير يوضح
  • كتائب القسام: مقتل وجرح 10 جنود إسرائيليين في اشتباكات مع الاحتلال بشمال غزة
  • حكومة نتنياهو تصعّد ضد صحيفة هآرتس وتوقف التواصل معها
  • نتنياهو يخيّر سكان غزة بين الحياة والموت والدمار.. والمقاومة تواصل استهداف الاحتلال
  • كتائب القسام: استهداف مقر قيادة وسيطرة لقوات الاحتلال شمال غزة بقذائف هاون ثقيلة
  • نتنياهو يعترف: المعلومات المُسربة من مكتبي «استراتيجية» وتتعلق بقدرات إسرائيل العسكرية
  • كتائب القسام تعلن مقتل أسيرة إسرائيلية شمال قطاع غزة
  • “كتائب القسام” تقصف قاعدة “رعيم” العسكرية برشقة صاروخية
  • كتائب القسام تنشر فيديو استهداف منزل تحصنت فيه قوة من جيش الاحتلال
  • عريضة لإقالة بن غفير تسبب أزمة دستورية داخل حكومة نتنياهو