لبنان ٢٤:
2025-03-31@18:20:36 GMT

لماذا كبّر نصرالله حجره؟

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

لماذا كبّر نصرالله حجره؟

أدخل الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، في خطابه الأخير، ولمرّة أخرى، لبنان في معادلات إقليمية جديدة، بعدما كان قد أدخله في مواجهة مع إسرائيل، مساندة لجبهة غزة وإشغال الإسرائيليين عنها، من ضمن التزامه بما عُرف في حينه بـ "قواعد الاشتباك"، التي لم تعد سارية المفعول، خصوصًا أن هذه المواجهة في حال تطورت إلى حرب مفتوحة وواسعة ستكون من دون ضوابط.

وهذا يعني أن لبنان، بحكومته وشعبه، سيتحمّل أوزار حرب لم يسعَ إليها، وهو يعمل منذ البداية عبر الاتصالات التي أجراها ولا يزال يجريها الرئيس نجيب ميقاتي، في الداخل والخارج، لتجنّبها وعدم اضطرار لبنان للانخراط فيها، لأن الجميع يعلمون، وبمن فيهم "حزب الله"، الذي يرفع راية المواجهة دفاعًا عن فلسطينيي غزة، أن ما ستسفر عنه هذه الحرب بنتائجها الحتمية ستكون كارثية، بغض النظر عمّا سيحّل بإسرائيل من خسائر يقول المحللون العسكريون بأنها ستكون باهظة.
وهذه المعادلات الإقليمية الجديدة فُرضت وقائعها بما ستقود إليه من نتائج حربية متوقعة ومحتملة بعدما تمكّنت طائرة "الهدهد" من اختراق الأجواء الإسرائيلية، بما عادت به من معلومات عسكرية ومن بنك أهداف لمواقع إسرائيلية استراتيجية، خصوصًا أن تحليق "الهدهد" في الأجواء الإسرائيلية من دون تمكّن وسائط الدفاع الجوية من اسقاطها أو اعتراضها أو منعها من القيام بمهمتها الاستكشافية تزامنت مع الزيارة التي قام بها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت، مع ما حمله إلى المسؤولين اللبنانيين من أفكار لفرملة التصعيد، الذي انتقل من مرحلة "قواعد الاشتباك" إلى مرحلة المواجهة الممنهجة من قبِل كلا الطرفين، وصولًا إلى انغماس لبنان في حرب لم يكن يريدها في الأساس على المستوى الرسمي والشعبي بمعزل عن القرار، الذي اتخذه "حزب الله" بفتح الجبهة الجنوبية المسانِدة، والتي فعلت فعلها في الداخل الإسرائيلي على حدّ ما فصّله السيد نصرالله في خطابه.
أمّا أن يلجأ نصرالله إلى تكبير حجم خطورة ما تّعدّ له إسرائيل من خلال توجيهه تحذيرًا غير مسبوق للسلطات القبرصية في حال سمحت لسلاح الجو الإسرائيلي باستخدام المطارات القبرصية ففي ذلك هدف أساسي كما تصوّره مصادر سياسية مراقبة، وهو لفت نظر الجميع إلى خطورة ما يمكن أن تقدم عليه تل أبيب من خطوات متهورة تجاه لبنان. فالحرب على لبنان لن تقتصر مفاعيلها على مساحة الـ 10452 كلم مربعًا، بل ستشمل تداعياتها المنطقة بأسرها وصولًا إلى جزيرة قبرص، وهي بوابة لبنان نحو الدول الأوروبية.
صحيح أن نصرالله لم يُعلن الحرب، لكنه كان جاداً بأن الحرب إن وقعت ستكون حرباً لم تشهد المنطقة لها مثيلاً، وهو بذلك أراد أن يزيد من مستوى الردع. وهذا ما تمّ إبلاغه إلى هوكشتاين عبر حامل أسرار "حزب الله"، الرئيس نبيه بري، الذي قال له، وفق أوساط إعلامية، أن العقدة والحل ليسا في لبنان، بل في إسرائيل، أي بمعنى أنه لو أرادت الإدارة الأميركية التفتيش عن حل الصراع القائم بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل يجب أن يكون حيث العقدة. وعقدة المنشار هي في اقتناع تل أبيب بوقف إطلاق النار في غزة في شكل علني ورسمي من دون أي مناورات سياسية، وبالتالي عليها أن تدرك أن أي حرب على لبنان غير ممكنة من دون غطاء أميركي أو مساعدة من واشنطن، وهو أمر غير متوافر في ظل التباين في وجهات النظر بين المسؤولين الأميركيين وأركان حكومة الحرب الإسرائيلية.
إذًا، فإن لجوء نصرالله إلى "تكبير" حجره لا يعني بالضرورة أنه غير قادر على رميه إلى مسافة بعيدة، بل المقصود من هذه الخطوة، كما يقول مقربون من "حارة حريك"، ردع إسرائيل عن القيام بأي عمل متهور لأنها تعلم ماذا ينتظرها من مفاجآت قد أعلن عن بعضها السيد حسن في خطابه عندما تحدّث عن فائض القوة لدى "المقاومة الإسلامية"، عتادًا وعديدًا.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله من دون

إقرأ أيضاً:

هكذا تحدث الرئيس اللبناني عن إمكانية التطبيع مع إسرائيل ونزع سلاح حزب الله

استبعد الرئيس اللبناني جوزاف عون أي إمكانية للتفاوض المباشر مع "إسرائيل" أو التطبيع معها، مؤكدا أن لبنان مرتبط بمبادرة السلام العربية، وسينتظر الظروف بخصوص أي اتفاق مستقبلي مع "إسرائيل".

وأضاف عون في تصريحات لوكالة "فرانس 24" من القصر الرئاسي في بعبدا شرقي بيروت، أنه: "لا توجد ضمانات لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وأن تجربتنا مع إسرائيل في الاتفاق الأخير غير مشجعة".

وأكد عون أن الرسالة التي حملها إليه الموفد الفرنسي، جان إيف لودريان، هي ضرورة أن تقوم الحكومة اللبنانية بإجراء الإصلاحات المطلوبة منها وهذا هو شرط أساسي، لا بل المفتاح لعقد أي مؤتمر لدعم لبنان قبل أن تحدد باريس موعدا له.



وعن حصرية السلاح بيد الدولة وحدها ونزع سلاح حزب الله، قال عون إن الأفضلية للجنوب، والجيش اللبناني يقوم بواجبه هناك وحزب الله متعاون في الجنوب.

وأكد أن المرحلة اللاحقة ستخضع لتوافق اللبنانيين واستراتيجية الأمن الوطني ضمن حوار داخلي، لأن الأساس هي وحدة اللبنانيين.

ونفى عون إمكانية حدوث أي مواجهة عسكرية داخلية لتجريد حزب الله من سلاحه.

وأضاف أنه لا توجد ضمانات لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وأن تجربتنا مع "إسرائيل" في الاتفاق الأخير غير مشجعة وليس لدينا خيار إلا الخيار الدبلوماسي، لتنفيذ الاتفاق وانسحاب "إسرائيل" من النقاط التي تحتلها، متمنيا أن يبقى الوضع الأمني مضبوطا وألا يتطور نحو الأسوأ.

وعن المطالبات الأمريكية بالتفاوض المباشر مع "إسرائيل"، قال عون إنه ليس مطروحا في الوقت الحالي أي تفاوض حول التطبيع، وفي ما يخص هذا الموضوع نبقى كلبنان مرتبطين بمبادرة السلام العربية، وسننتظر الظروف بخصوص أي اتفاق مستقبلي مع "إسرائيل".

أما بشأن التوترات على الحدود اللبنانية السورية، قال عون إن السعودية بادرت إلى تولي هذا الملف، وهناك محادثات سورية لبنانية تحت مظلة سعودية في الرياض، وسنعمل على فتح قنوات مباشرة مع الإدارة السورية، وسنعمل عبر لجان مشتركة سورية ولبنانية على ترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا بهدف حل المشكلات العالقة والعمل على تأمين إعادة النازحين السوريين.

وفي تصريحات له لصحيفة "لوفيغارو" كشف عون أن الجيش اللبناني فكك عدة مخيمات فلسطينية موالية لـ"حزب الله" أو لإيران، إضافة إلى تنفيذه أكثر من 250 عملية مصادرة أسلحة أو ضد مخابئ أسلحة في أنفاق جنوب نهر الليطاني جنوب البلاد.

ومنذ بدء سريان اتفاق لوقف النار بلبنان، ارتكبت "إسرائيل" 1334 خرقا له، ما خلّف 113 شهيدا و353 جريحا على الأقل.

وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنت "إسرائيل" عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.


وتنصلت "إسرائيل" من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 شباط/ فبراير  الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان.

مقالات مشابهة

  • الأمن اللبناني يوقف مشتبها بهم في إطلاق صواريخ نحو إسرائيل
  • لبنان.. اعتقال مشتبه بهم في إطلاق صواريخ على إسرائيل
  • بعد إستهدافها الضاحية... ما هو مُخطّط إسرائيل في لبنان؟
  • حزب الله: لن نقبل أن تواصل إسرائيل استباحة لبنان
  • حزب الله يؤكد أنه لا يمكن أن يقبل أن تواصل إسرائيل استباحة لبنان
  • حزب الله: إسرائيل تقوم بعدوان على لبنان تجاوز كل حد
  • قصف جسور وكهرباء لبنان.. هذا ما قد تفعله إسرائيل
  • هدنة إسرائيل وحزب الله تترنح... من المستفيد؟!
  • أمريكا تدعم إسرائيل بعد قصف جنوب لبنان.. وتطالب بنزع سلاح حزب الله
  • هكذا تحدث الرئيس اللبناني عن إمكانية التطبيع مع إسرائيل ونزع سلاح حزب الله