قد لا يستطيع الحوثيون إغراق حاملة الطائرات أيزنهاور ولكن يمكنهم أن يصيبوها بأضرار بالغة قد تخرجها من المياه الإقليمية. جيمس هولمز – ناشيونال إنترست

إن الشائعات التي تفيد بأن رجال الميليشيات الحوثية قد أغرقوا أو طردوا السفينة يو إس إس دوايت دي أيزنهاور غير صحيحة. وعلى الرغم من مزاعم الحوثيين وبعض الأضرار التي لحقت بالسفن التجارية، إلا أن حاملة الطائرات الأمريكية لا تزال سليمة وعاملة، كما وثقت وسائل الإعلام الغربية.

لذا فإن ادعاءات الحوثيين بأنهم شنوا هجوما ناجحا على السطح غير صحيحة هذه المرة. ولكن هل مناعة الناقل هي إحدى تلك الأشياء التي تعتبر صحيحة حتى تفقد الناقلة مناعتها؟

لقد تمكن الحوثيون من إلحاق الضرر أو العجز بالتجار العزل، لكنهم لم يسجلوا أي إصابة على السفن الحربية. ويبدو أن  ترسانتهم غير كافية لإرباك الدفاعات الأمريكية والتغلب عليها.

ومن المشكوك فيه أن يمتلك الحوثيون، الذين لا يشكلون قوة عظمى، القوة النارية لإغراق حاملة طائرات من طراز نيميتز أو جيرالد فورد، ولكن من المحتمل أن يلحقوا بها أضرارا بصاروخ جيد التوجيه أو طائرة بدون طيار، مما يحقق "مهمة قتل" وانتصارا دعائيا. ولذلك يجب على البحرية الأمريكية إعداد رواية مضادة قوية للتخفيف من أي تأثير سياسي لمثل هذا الحدث.

ومع ذلك، لا توجد مظلة دفاعية مثالية. ومن المعقول أن يتمكن الحوثيون من توجيه صاروخ كروز مضاد للسفن أو صاروخ باليستي أو طائرة بدون طيار. وبعبارة أخرى، يمكن لصواريخ الحوثيين توجيه ضربة، ولكن هل ستكون ضربة قاتلة؟

لا نعتقد ذلك. فكما هو الحال مع السفن الحربية القديمة، فإن الأجزاء الداخلية الحيوية لحاملات الطائرات الأمريكية مغلفة بدروع قوية ويصعب على الذخائر اختراقها؛ وهي ليست كقشر البيض.

في الواقع، قبل ما يقرب من عقدين من الزمن، استغرق الأمر أسابيع من قصف سفينة USS America - وهي سفينة ضخمة خرجت من الخدمة ولا تحمل طاقما ولا تملك القدرة على الدفاع عن نفسها لإغراقها إلى القاع. ومن السذاجة أن نتخيل أن المسلحين اليمنيين يكررون عملا بهذا الحجم ضد حاملة طائرات كاملة الطاقم مع مدمرات صواريخ إيجيس الموجهة أو طرادات تحمل بنادق قريبة.

ومع ذلك يمكن لصاروخ أو طائرة بدون طيار واحدة جيدة التصويب أن تدمر أجهزة الاستشعار الهشة والمكشوفة أو معدات الاتصالات أو مجموعات القيادة والسيطرة على هيكل جزيرة الناقل أو البرج، مما يؤدي إلى إخراج السفينة من المعركة حتى يتمكن الطاقم أو حوض بناء السفن من إجراء الإصلاحات . كما يمكن للذخيرة أن تلحق الضرر بالطائرات الموجودة على سطح الطائرة، مما يؤدي إلى تعطيل الطائرات الحربية المتضررة وإخراجها من القوة القتالية للسفينة.

وهذا يكفي لأغراض الحوثيين. ففي المصطلحات البحرية، يعتبر الهجوم الذي يحرم الوحدة من القدرة على القيام بعملها بمثابة "مهمة قتل". إن مهمة القتل على CVN من شأنها أن تهزم السفينة، مما يؤدي إلى توقف جناحها الجوي الضارب عن العمل لفترة طويلة.

ولنفكر في التأثير السياسي الذي يمكن أن يترتب على مهمة القتل، خاصة إذا تمكن الحوثيون من تسجيل صور لحاملة طائرات عملاقة محترقة، وذلك عبر نشر فيديو لطائرات استطلاع بدون طيار في مكان الحادث. ويمكن لقادة الحوثيين تلميع سمعتهم العسكرية إلى درجة عالية إذا كان مصدر الصور لا تشوبه شائبة. ويمكن للحوثيين أن يزعموا بحق أنهم وجهوا ضربة لأسطول حاملات الطائرات البحرية الأمريكية. وإذا اضطرت الحاملة بعد ذلك إلى الانسحاب لإجراء إصلاحات، فيمكن للمسلحين أن يزعموا أنهم أرسلوا فخر البحرية مسرعا من المياه الإقليمية.

لن يتمكن الحوثيون من إغراق حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية. لكنهم يستطيعون تحويل انتصار بسيط بالسلاح إلى مكاسب سياسية كبرى. ويتعين على القائمين على الشؤون العامة في البحرية الأمريكية أن يفكروا الآن في نوع الخطاب المضاد الذي سيحرم المسلحين من المكاسب الدعائية غير المتوقعة، ويستعيدوا السمعة الطيبة للبحرية.

المصدر: ناشيونال إنترست

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية البحر الأحمر الحوثيون سفن حربية صواريخ طائرة بدون طيار حاملة طائرات الحوثیون من بدون طیار

إقرأ أيضاً:

القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 7 طائرات مسيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”، أنها دمرت 7 طائرات بدون طيار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون باليمن.

وقالت “سنتكوم” في بيان على منصة “إكس: “خلال الـ 24 ساعة الماضية، نجحت قوات القيادة المركزية الأمريكية في تدمير سبع طائرات بدون طيار ومركبة واحدة لمحطة تحكم أرضية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن”..

وأضاف البيان: “تبين أن الطائرات بدون طيار ومحطة التحكم الأرضية تمثل تهديدا وشيكا للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، ويتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية محمية وأكثر أمنا”.

وأضاف البيان أن “هذا السلوك الخبيث والمتهور المستمر من قبل الحوثيين المدعومين من إيران يهدد الاستقرار الإقليمي ويعرض حياة البحارة في البحر الأحمر وخليج عدن للخطر”.

ومنذ نوفمبر، شنت حركة أنصار الله اليمنية (الحوثيون) عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، وتعتبر الحركة أن هذه السفن مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، وتقول إن ذلك يأتي دعما للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وفي وقت سابق، أكد الحوثيون استعدادهم لمعركة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة، مشددين على أنهم يفرضون سيطرة كاملة على الممرات المائية في البحر الأحمر وبحر العرب.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • عن الفرط صوتي والثغرات القاتلة في حاملات الطائرات الأمريكية
  • اليمن يدخل نادي الدول المصنّعة القليلة للصواريخ الفرط صوتية
  • معهد أمريكي: غياب حاملات الطائرات في البحر الأحمر أسبوعين مثير للقلق
  • معهد أمريكي: غياب حاملات الطائرات في البحر الأحمر لمدة أسبوعين مثير للقلق
  • البحرية الأوكرانية: روسيا تحتفظ بحاملة صواريخ روسية واحدة في البحر الأسود
  • عن الفرط الصوتي والثغرات القاتلة في حاملات الطائرات الأميركية
  • القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 7 طائرات مسيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن
  • القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدميرها 7 طائرات مسيرة بمناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين باليمن
  • الجيش الأمريكي يعلن تدمير محطة تحكم و7 مسيرات للحوثيين في اليمن
  • وداعا (آيزنهاور) وأهلا (روزفلت)