من جميلات مدرسة شبرا الخيمة الثانوية بنات ـ وهن كثيرات ـ أبلة نادية المنياوى، مدرسة التاريخ، تلك العظيمة التى لا أستطيع أن أتذكرها إلا وأرى مصر الجميلة فى وجهها الصبوح، مصر التى كانت تعبر عنها تلك الطبقة المتوسطة فى أعلى درجاتها، المثقفة، التى تبدو من فرط اهتمامها بسلوكها وملابسها وكأنها الأرقى!

سيدة الأناقة والبساطة، التى تترك شعرها القصير ينسدل فى نعومة على وجهها المستدير ليبرز سواد الليل جمال اكتمال البدر، ويبدو حذاءها قصير الكعب وكأنه حذاء "باليرينا"يحمل فراشة منطلقة رغم أنها لا علاقة لها بالوزن المثالى من قريب أو بعيد، فراشة ثوبها الهفهاف بألوان البهجة، فى صوتها حسم ودعوة إلى التفوق، وفى كلماتها تشجيع دون طبطبة، تجعلنى أقرأ، ويرن صوتها بالثناء كموسيقى تنعش قلبى، ابتسم فى سعادة وأجود أكثر فى قراءتى، وكأنها تدعونا إلى أن نكون على قدر حلمنا، فنزيد اجتهادنا، كانت ببساطة متناهية تضعنا على الطريق بوعى، واخلاص، وصدق، وكأنها تقرأ كتابا مفتوحا عن مستقبل كل واحدة منا فتمنحنا تلك الدفعة والثقة.

من يجروء أن يقول أن الجميلة كانت بدينة وان كانت بمعايير الطب كذلك، فكيف للفراشات النشطات اللاتى يملأن المدرسة حضورا أن يوضعن فى مرتبة أقل من أهل الرشاقة، وبماذا تصنف وزارة التربية والتعليم من تحفز التحدى وتدعو لتنمية الموهبة وتجعل طالباتها من عاشقات التاريخ، الوزارة التى اخرجت من حساباتها صاحبات الوزن غير المثالى واستبعدتهم من التعيين يبدو أنها تناست أنه ليس بوزن مدرسينا يمكن خلق حالة الارتباط والعشق للمدرسة والدرس، فغرس هذا الحب ليس سهلا، فما زلت أذكر صديقة كرهت الرياضيات ورسبت فيها بسبب كراهيتها للمدرس، وأخرى كانت لا تفقه شيئا فى الكيمياء وأصرت على الدخول فى القسم العلمى بسبب مدرس الجغرافيا، هل البدانة هى من خلقت الكراهية أم السلوك الذى ربما لا تكشف عنه عشرات الاختبارات، هل من يخرجون عن الخلق فى تعاملاتهم وسلوكهم أو يقصرون فى منح الطالب حقه داخل الفصل من الشرح، والمتابعة، هم الأكثر وزنا، أو الأقل وزنا؟1 الحقيقة أن مدرسة الألعاب فى مدرستى، كانت من أصحاب الوزن الزائد، ولم أكن أشعر بذلك وهى تقف النهار بطولة ما بين حصص التدريبات وبين تنظيم الفصول ومتابعة كل ما يحدث من تحركات فى حوش المدرسة، بينما مدرسة أخرى فى غاية الجمال والرشاقة كنا ننبهر بحذائها وملابسها لم نكن نفهم منها شيئا، ولم تترك فينا أثرا اللهم إلا تلك الحقيبة السامسونيت المربعة التى كانت تفتحها لتنظر فى المرآة بداخلها وتضبط زينتها.

بل اننى على كثرة سيدات الفن الجميلات الممتلئات أذكر منهن الفنانة ليلى علوى والهام شاهين وهالة صدقى وغيرهن ومن منا لم يعض أم السينما المصرية فى الماضى فردوس محمد وضحكة السينما زينات صدقى، وارستقراطية الأداء ميمى شكيب، كلهن نجمات فوق الوزن

لقد أعلن الاتحاد العالمي للسمنة إلى أن أكثر من نصف سكان العالم سيصنفون على أنهم مصابون بالسمنة أو زيادة الوزن بحلول عام 2035.

بينما يعانى 75% من المصريين من زيادة الوزن والنسبة بين النساء ضعف عدد الرجال وفقا للأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة فى 2018

فكيف يمكن أن نقف فى وجه الموهوبين والعباقرة ونمنعهم من أن يلعبوا دورهم فى الحياة ونضيق عليهم لقمة العيش ونسد السبل، لو كان صلاح جاهين هذا العبقرى البدين حيا أتراه يكتب فى ذلك قصائد ويملأ الصحف بكاريكاتيره الساخر؟!، ولو كان ثروت أباظة بين ظهورنا أكان يمكن أن يمسك عن الإبداع اعتراضا، أو يقف صارخا فى مجلس النواب،

وترى ماذا كان مصطفى وعلى أمين سيكتبان فى صحيفتهما عن قرار وزارة التربية والتعليم.. انهم من أصحاب الأوزان الثقيلة والعقول الأكثر ثقلا وألمعية.. فهل نعيد تقييم هذا الموقف الذى يسحق انسانيتنا ويضع على جباه المسؤولين وصمة العنصرية والتنمر واهدار حقوق الإنسان، هل نفعل؟!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التنمر العنصرية زيادة الوزن وزارة التربية والتعليم

إقرأ أيضاً:

إطلالة أحمد سعد على المسرح تفاجئ جمهوره بالسعودية

فاجأ الفنان أحمد سعد جمهور مهرجان "ميدل بيست" بالمملكة العربية السعودية، حيث تخفى في ملابس مهندس بناء.

ولم يتعرف الحضور عليه أثناء دخوله على المسرح في البداية حتى كانت المفاجأة وكشفه عن هويته ليتفاعل معه الجمهور بشدة.
وأظهر الجمهور إعجابه الشديد بما قدمه سعد ليتحول الموقف إلى كوميديا بين الطرفين، وبعدها ظهرت إطلالة سعد الحقيقية من خلال جاكت "ڤالنتينو" محدود الإصدار مرصع بسواروڤسكي وقيمته 18 ألف دولار.

وأحيا سعد حفله بمهرجان "ميدل بيست" بحضور كامل العدد ليقدم عدداً كبيراً من أهم أغنياته التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير للغاية.
ويذكر أن أحمد سعد أحيا حفلاً غنائياً في دبي، قدم خلاله باقة كبيرة من أغانيه وسط تفاعل جمهوره، منها "وسع وسع" و"اليوم الحلو" و"عليكي عيون" و"اختياراتي".

 

مقالات مشابهة

  • مركز الملك عبدالعزيز يشارك في المنتدى العالمي لمكافحة العنصرية
  • وزارة التعليم تحدد ضوابط التعامل مع الطلبة غير المسددين للمصروفات
  • ثقافة العنصرية ضد العراقيين من أصول إيرانية افتراضية
  • إطلالة الشرع..وكؤوس السم
  • “تعليم أسوان”: تخصيص مجمع مدارس الرضوان لامتحانات طلاب السودان الوافدين
  • أكثر من 40 شهيدًا في مجزرة للاحتلال داخل مدرسة خليل عويضة بقطاع غزة
  • إطلالة أحمد سعد على المسرح تفاجئ جمهوره بالسعودية
  • نيافة الأنبا إرميا: محبة الوطن تدفع الأفراد للعمل بإخلاص
  • الداخلية تنظم ندوات تثقيفية لطلبة معاهد معاونى الأمن| صور
  • 220 ألف جنيه .. طريقة سداد تكاليف حج القرعة