حسام عبدالنبي (أبوظبي) 
نجحت دولة الإمارات في أن تصبح نموذجاً لتجنب تداعيات التغيرات المناخية على إمدادات الكهرباء، بحسب خالد بن هادي، الرئيس التنفيذي لشركة «سيمنس» للطاقة في الإمارات.
وأكد خالد بن هادي لـ «الاتحاد» أن دولة الإمارات كانت من أولى الدول التي وضعت استراتيجية طموحة لتخفيض الانبعاثات بحلول العام 2030، والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050، ومن المتوقع أن تصل السعة الكلية لإنتاج الكهرباء من الطاقة النظيفة إلى 14 غيغا واط بحلول العام 2030.


وأوضح أنه مع استمرار دولة الإمارات في تحقيق أهدافها الطموحة للطاقة المتجددة (44% من المصادر النظيفة بحلول عام 2050)، فمن الضروري التأكد من عدم تأثر قدرة التوليد والبنية التحتية للنقل واستقرار الشبكة، حيث تشير التقديرات إلى أن مزيج الطاقة الحالي في دولة الإمارات يشكل ما يزيد على 20% من الطاقة النظيفة، مما يدل على المرونة الاستثنائية للبنية التحتية للطاقة في الدولة.
وأشار إلى أن عملية إزالة الكربون مليئة بالتحديات ولا يمكن تحقيقها بسهولة، وتتطلب تضافر الجهود بين مختلف الأطراف المعنية، خاصة بعد أن أشارت العديد من الدراسات إلى أن تحول الطاقة سيتحرك بمعدلات أبطأ من التوقعات السابقة، وأن الطلب على النفط والغاز سيحافظ على مستوياته لفترة أطول، منوهاً بأن دولة الإمارات تعد من الأمثلة الرائدة للدول التي عملت على مواكبة هذه التحديات، وإيجاد حلول مبتكرة لتحقيق الحياد الكربوني.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: الإمارات تصنع أفضل بيئة استثمارية في العالم %6.2 نمو الاقتصاد الإماراتي في عام 2025

منخفض جوي
وقال ابن هادي إن دولة الإمارات شهدت خلال شهر أبريل الماضي، منخفضاً جوياً غير مسبوق لم تشهده منذ أكثر من 75 عاماً، وتأثرت به مختلف مناطق الدولة، حيث عادلت كمية الأمطار التي هطلت لمدة أربع وعشرين ساعة فقط، أكثر من ضعف المعدل السنوي للدولة، كما تعدت كمياتها أضعاف ما تسجله الدول المطيرة كبريطانيا. 
وقال إنه على الرغم من أن البعض كان يرى أنه لا يمكن لأي دولة التصدي لتداعيات مثل هذا المنخفض الجوي، حتى لو كانت من الدول التي تتعرض للأعاصير وتمتلك بنية تحتية مخصصة ومتطورة، إلا أن دولة الإمارات تمكنت من أن تتجنب حدوث أية أعطال جسيمة في الكهرباء، أو انقطاع في الخدمة، إلا في بعض الحالات النادرة، مسوغاً ذلك بالبنية التحتية المتطورة والمرنة لقطاع الكهرباء والذي لم يشهد أية أعطال جسيمة، بل وفي معظم الأوقات لم تنقطع الخدمة إلا في بعض الحالات النادرة.

أمن الطاقة
وتعقيباً على تأثير التقلبات الجوية على مستقبل الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، قال ابن هادي، لـ «الاتحاد»: «إنه في خضم التحول العالمي نحو الاستدامة، يكمن التحدي في الحفاظ على أمن الطاقة والقدرة على تحمل تكاليفها، مع ضمان أن تكون أصول البنية التحتية للطاقة اليوم، ليست أصولاً مهجورة في الغد، خاصة أن التوجه نحو الاستدامة ليس مجرد استجابة للتحديات البيئية العالمية، بل يعد خطوة استراتيجية لوضع المنطقة في طليعة التحول العالمي للطاقة». 
وأضاف أن اليوم يتم حرق النفط والغاز، وغداً سيتم استخدام الهيدروجين الأزرق أو الأخضر، الأمر الذي يتطلب إعادة توظيف الأصول لتوفير الاستقرار من خلال خدمات صيانة الشبكة الدورية التي تتصدى لتقلبات تردد الشبكة المرتبطة بمصادر الطاقة المتجددة المتقطعة كالرياح والطاقة الشمسية. وأكد أن توفير الاستقرار لأمن الطاقة، يستوجب التزام جميع الأطراف والاستفادة من الخبرات المتوافرة والتقنيات الحالية والمستقبلية لتحقيق مستقبل مستدام ومزدهر، منوهاً أن هذه الرحلة طموحة ومليئة بالتحديات، ولكن من خلال العمل الجماعي وروح الابتكار، فإن المنطقة في طريقها لتصبح منارة عالمية للاستدامة.

إزالة الكربون 
ويرى ابن هادي، أن مؤتمر (كوب 28) نجح في تسليط الضوء بشكل أكبر على مدى إلحاح مبادرات إزالة الكربون، والحاجة إلى مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030. وأكد أن هذا الهدف الطموح يؤكد ضرورة اتباع نهج شامل، بما في ذلك تحديث البنية التحتية، وتكييف السياسات واللوائح، وتعزيز التعاون الدولي.
وذكر أن الطاقة المتجددة تعتمد في المقام الأول على ضخ الاستثمارات من القطاع الخاص مدفوعاً بالسياسات والتشريعات الحكومية، إلى جانب التعاون الدولي. 
وأشار إلى أنه في الوقت الحالي لا يوجد معيار أو حل واحد يتناسب مع جميع الدول، بل كل دولة لها نقطة بداية مختلفة وتحديات مختلفة أيضاً، مشدداً على أن دولة الإمارات تحرز تقدماً ملحوظاً في رحلة التحول نحو الطاقة المتجددة، بالمقارنة مع العديد من دول المنطقة والعالم والتي لا تزال تعمل على إزالة الكربون من قطاعاتها.

استثمارات التنمية 
أوضح ابن هادي بأن الاتجاه الملحوظ يتمثل في تزايد الطلب على الموارد والمواد الكيميائية الأكثر مراعاة للبيئة، مثل الفولاذ المعاد تدويره، والألمنيوم الأخضر، والأسمنت منخفض الكربون، والأمونيا الزرقاء والخضراء، موضحاً أن التقديرات تؤكد النمو الاقتصادي السريع في الشرق الأوسط.
وقال إنه إذا تم وضع التشريعات اللازمة لدعم طلب السوق على المنتجات ذات الكربون المنخفض، فلا بد من زيادة العرض.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سيمنس شركة سيمنس سيمنس للطاقة الإمارات أمن الطاقة تغير المناخ التغير المناخي أن دولة الإمارات الطاقة المتجددة إزالة الکربون من الطاقة إلى أن

إقرأ أيضاً:

متحدث الوزراء: توافق مصري ـ أوروبي على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط

 أكد المتحدث باسم مجلس الوزراء المستشار محمد الحمصاني اليوم /الاثنين/، أن هناك توافقا كبيرا بين مصر والاتحاد الأوروبي على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ودعم حل الدولتين، مضيفا أن تحقيق الاستقرار في المنطقة سينعكس إيجابيا على جهود التنمية وعلى أمن دول الاتحاد الأوروبي.


وقال الحمصاني ـ في مداخلة هاتفية مع برنامج (هذا الصباح) بقناة "إكسترا نيوز" الإخبارية ـ إن هناك نوعا من التلاقي في الأهداف والمصالح المشتركة بين الجانبين في مختلف القضايا الإقليمية وعلى رأسها الوضع في الأراضي الفلسطيني المحتلة، مضيفا أن حالة عدم الاستقرار تنعكس في وجود حالات هجرة غير شرعية وأي اضطرابات في الشرق الأوسط بحكم العوامل الجغرافية تؤثر سلبا على دول الاتحاد الأوروبي.


وأضاف أن مصر تربطها علاقات استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي وتتعاون في العديد من القطاعات مثل الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والتعليم والمعرفة.. مشيرا إلى أن لقاء رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون المتوسط دوبرافكا سويتشا، يأتي في إطار متابعة المسؤولة الأوروبية لجهود تنفيذ الشراكة التنفيذية والشاملة مع مصر والتي تم توقيعها في مارس 2024.


وأشار إلى أن مصر وقعت مع الاتحاد الأوروبي العديد من الاتفاقيات في مجال الطاقة المتجددة وخاصة الهيدروجين الأخضر، مضيفا أن الشراكة مبنية على احتياجات السوق الأوروبي للهيدروجين الأخضر وبالتالي يمنح مصر فرصة كبيرة لإنتاج الطاقة المتجددة وتصديرها لدول الاتحاد الأوروبي.


وأوضح أن مصر توفر كل الإمكانيات اللازمة لجذب المستثمرين في مجال الطاقة المتجددة، كما أن مصر تعمل في الوقت نفسه على تنويع مصادر الطاقة لديها بحيث يتم تدريجيا زيادة الطاقة المتجددة من إجمالي الطاقة التي تنتجها مصر.
 

مقالات مشابهة

  • وزير الكهرباء بمجلس الشيوخ: هدفنا تحسين معدلات الأداء ومواجهة الفقد الفنى والتجاري وخفض استهلاك الوقود وجودة التغذية الكهربائية
  • وزير الكهرباء تحت قبة الشيوخ.. عصمت يتحدث عن خطة الحكومة لتخفيف الأحمال 2025.. ويؤكد: نستعد لصيف 2025 بإضافة 2 جيجا وات جديدة لمواجهة المتغيرات
  • مجلس الشيوخ يستعرض دراسة حول آفاق الطاقة المتجددة في مصر
  • بالفيديو.. الحمصاني: مصر وفرت كل الإمكانيات اللازمة لجذب المستثمرين في مجال الطاقة المتجددة
  • متحدث الوزراء: توافق مصري ـ أوروبي على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط
  • الرئيس الشرع يتلقى برقية تهنئة من نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
  • رسالة عن شهر رمضان تطيح بالرئيس التنفيذي لشركة زورلو التركية
  • مجموعة لولو تعلن عن إتمام أول مشروع للطاقة الشمسية بنجاح في المملكة العربية السعودية وتعزز استدامتها عبر شراكتها مع كانو-كلينماكس
  • «الشيوخ» يناقش دراسة توصي بجذب استثمارات بمجال استغلال الطاقة الحرارية الأرضية
  • افتتاح مصنع الألواح الشمسية في العين السخنة| مدبولي يوجه ببحث أوجه الاستفادة من مصنع الخلايا الشمسية.. واستشاري استدامة: المصنع يدعم تحول مصر لمركز إقليمي للطاقة النظيفة