مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
الجبهة الجنوبية بقيت مفتوحة على احتمالات واسعة تغذيها التهديدات الاسرائيلية في حملة يسهم فيها الكثير من كبريات وسائل الاعلام الغربية وغير الغربية.
وإذا كان صحيحا أن قادة العدو من سياسيين وجنرالات ومراكز دراسات ومحللين يعترفون مسبقا بحجم الخراب الذي سيصيب كيانهم في حال ارتكاب مغامرة عسكرية واسعه في لبنان واذا كان أصغر هواجسهم أنهم سيحرمون من الكهرباء وهم لا يتحملون العيش من دونها لاثنتين وسبعين ساعة فقط فإن الصحيح أيضا أن كل هذه المحاذير لم تلجم سيل التهديد والوعيد.
وفي أحدث حلقة من حلقات التهديد قول بنيامين نتنياهو متوجها إلى الولايات المتحدة إن اعاقة ارسال الأسلحة لإسرائيل سيقود الى وضع يقرب الحرب مع لبنان.
كلام تماشى مع بعض المواقف الأميركية التي تنخرط بشكل أو بآخر في الحملة الاسرائيلية من قبيل ما نقلته شبكة (CNN) عن انطوني بلينكن لجهة ابلاغه من أحد الوزراء العرب بأن القادة الاسرائيليين حزموا أمرهم للقيام بعمل عسكري كبير في لبنان.
وفي موقف اميركي معاكس قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي إننا لا نريد رؤية أي توسعة للحرب في الشمال "الاسرائيلي" مضيفا اننا نتابع بجدية التوتر هناك.
وعلى الإيقاع نفسه عزف الاتحاد الأوروبي عندما اكد انه يعمل مع الأطراف الاقليمية لمنع نشوب حرب بين لبنان و"اسرائيل".
هذه المواقف معطوفة على التطورات العسكرية وارتفاع حدة التصعيد دفعت الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الى الاعراب عن بالغ قلقه من هذا التصعيد على الخط الأزرق ومن مخاطر اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط ومن حرب شاملة أصبحت أمرا وشيكا كما قال محذرا من ان العالم لا يحتمل ان يتحول لبنان إلى غزة أخرى.
وعلى مسرح العلاقات اللبنانية - القبرصية نجحت الاتصالات بوأد الأزمة في مهدها على قاعدة إعلان الجزيرة المجاورة عدم منح تسهيلات لأي بلد يخوض حربا ضد بلد آخر.
واستكمالا للمعالجات يتوقع ان يزور مسؤول قبرصي رفيع المستوى بيروت قريبا بحسب ما افادت وسائل اعلام لبنانية.
بالانتقال الى غزة وبحسب هآرتس الاسرائيلية وغيرها من وسائل الاعلام العبرية فان الجيش الاسرائيلي يريد الانسحاب من القطاع لكن نتنياهو لديه أفكار أخرى ما يعكس اتساع الهوة بين المؤسسة العسكرية ورئيس الحكومة الاسرائيلية.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال قد اعلن صراحة ألا جدوى من مواصلة الحرب في غزة مشددا على ان حماس لا تمحى وباقية في قلوب جمهورها والناس, على أن مآزق نتنياهو لا تقتصر على أطراف الداخل بل تتعمق في تعاطيه مع الإدارة الأميركية.
وفي هذا السياق وصف البيت الأبيض تصريحات نتنياهو بشأن التأخير في تسليم شحنات الأسلحة الأميركية للكيان العبري بأنها مهينة فرد رئيس وزراء العدو بالقول إنه مستعد لتلقي اي انتقادات شخصية مقابل وصول الذخيرة الأميركية التي تحتاجها "اسرائيل".
وفي غمرة هذا الجفاء بين الجانبين لا قرار بعد بشأن عقد اجتماع بين بايدن ونتنياهو خلال زيارة الأخير لواشنطن في الأيام القليلة المقبلة لإلقاء خطاب في الكونغرس.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في
بنيامين نتنياهو يبتز جو بايدن، ووسيلته للابتزاز: حزب الله!
فالخلاف بين الرئيس الاميركي ورئيس الحكومة الاسرائيلية بلغ اقصاه مع اعلان نتنياهو ان التأخير في ارسال الاسلحة الاميركية الى اسرائيل سيؤدي الى تقريب الحرب الشاملة مع حزب الله.
في الجنوب، العمليات العسكرية مستمرة، فيما قوات اليونيفيل بدأت بناء تحصينات جديدة في بعض مراكزها . وقد تزامن الامر مع استمرار الترددات المتعلقة بموقف الامين العام لحزب الله من قبرص.
وقد اوردت معلومات صحافية ان قبرص لن تقف ساكتة على تهديدات نصر الله وانها ستزود الاتحاد الاوروبي باحاطة كاملة عن المخاطر المحدقة بقبرص نتيجة تهديدات حزب الله.
واللافت انه رغم تهديدات نصر الله لقبرص, فانه ليست هناك حالات الغاء سفر من لبنان الى قبرص، بل ان اعداد اللبنانيين المسافرين الى الجزيرة ترتفع ، ما يثبت مرة جديدة ان مواقف نصر الله في مكان والواقع في مكان آخر. وهو امر غير جديد، اذ منذ سنوات طوال ونصر الله يطلق اتهامات ويوجه تهديدات الى دول ومنظمات ما أضر كثيرا بمصالح اللبنانيين.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
انها الحرب الحتمية على الجبهة الاخطر للمنظومة الصهيونية.. لن تنفع فيها كل الترسانة العسكرية ولا غزارة التصريحات، ولن تحميها منها كل منظومات الدعم العابر للقارات..
انها الجبهة الداخلية في الكيان العبري، المفخخة بالف لغم ولغم، صحيح انها الغام من صنع احقادهم، الا ان صواعقها مرتبطة بميادين القتال حيث الاخفاقات التي اتت على خيارات جيشهم وكشفت سياسييهم للعراء..
وبعد طول تستر وكذب ونفاق باح الجيش بما لم يستطع عليه صمتا، معلنا العجز عن تحقيق الاوهام السياسية لقادة يبحثون عن مصالحهم الشخصية. فلم ينته سجال رئاسة الاركان ورئاسة الوزراء حول فشل القضاء على حماس، وهو مفتوح على المزيد من الحلقات في ظل تراكم الاخفاقات من غزة التي ابتلعت كل خططهم الحربية، الى الضفة التي تعد خطرا استراتيجيا عليهم، فالشمال الذي يطوقهم باصعب السيناريوهات..
وكلما حاولوا رفعا لمعنويات جنودهم ومستوطنيهم احبطهم خبراؤهم وجنرالاتهم ومفكروهم، الذين يخالفون كل عنتريات المنابر وتهديدات الحرب المفتوحة في الشمال، التي وصفها الجنرال الشهير اسحاق بريك بالانتحار الجماعي.
فتل ابيب وجيشها اعجز من خوض هذه الحرب كما قال العارف بحال الجيش والحكومة اسحاق بريك، والعاجز عن اتمام حرب على جبهة غزة كيف له ان يخوض حربا على جبهات ست؟ سأل بريك. فاي حرب مع لبنان هي حرب اقليمية شاملة برأيه، ولن تقوى عليها ترسانتهم العسكرية ولا عديد جيشهم المنهك.
اما الدخول في التفاصيل فكان لجنرالات الميدان الذين اسروا لصحيفة هآرتس بعجزهم امام مسيرات حزب الله وما ظهر منها الى الآن، فكيف بما يتركه المقاومون لهم من مفاجآت.
وليس مفاجئا ان ترتفع اصوات الجبهة الداخلية المعنية بحياة المستوطنين اليومية محذرة مما ينتظرهم من كوارث حقيقية ليس اقلها الكهرباء، فمدير شركة نوغا التي تدير هذا القطاع في الكيان العبري شاؤول غولدشتاين كان واضحا مع المجتمع الصهيوني من ان حزب الله قادر على تعطيل منظومة الكهرباء الاسرائيلية متى اراد، ولن يتمكنوا بعدها من العيش في كيانهم لما للكهرباء من ارتباط بحياتهم اليومية كما قال...
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في
هل يتحول لبنان الى غزة اخرى؟
هذا التخوف الذي اعرب عنه الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش اليوم، قائلا: فلنكن واضحين، لا يمكن لشعوب المنطقة والعالم أن تسمح بأن يتحول لبنان الى غزة أخرى، قابلته اشارة مصدر رفيع في حزب الله عبر ال او.تي.في. الى ان لدى الحكومة اللبنانية انطباعا بأن التهديدات الاسرائيلية ليست جدية ولا جديدة، بل هي جزء من الحرب القائمة، لافتا الى ان هناك رسائل من أكثر من جهة تشير الى أن المواجهة لن تتطور.
وكشف المصدر بأن الموفد الأميركي آموس هوكستين لم ينقل تهديدا صريحا إنما مخاوف، علما ان جوهر الزيارة التي قام بها هو الطلب من حزب الله الضغط على حماس للقبول بمبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن.
وفي غضون ذلك، اكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة اليوم ان حزب الله لديه القدرة على الدفاع عن نفسه وعن لبنان في مواجهة إسرائيل.
اما على الخط اللبناني-القبرصي، فأكدت الحكومة القبرصية اليوم بأنها تسعى دائما إلى تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين من خلال الحوار والوساطة الدبلوماسية، ملتزمة بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وشدد البيان على العلاقات المتميزة بين قبرص و لبنان، مشيرا إلى زيارات عدة لمسؤولين قبرصيين لبيروت وتقديم حزمة مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي لدعم استقرار لبنان.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي
في بورصة الميدان جنوبا، هل تراجعت احتمالات التصعيد لمصلحة المساعي الديبلوماسية؟
للوهلة الأولى، هذا ما تنبئ به أجواء محادثات إسرائيلية أميركية في واشنطن.
لكن بالتوازي، موقف محذر ومتقدم للأمين العام للأمم المتحدة عبر فيه عن قلقه إزاء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وتحدث غوتيريش عن وجوب ألا يصبح لبنان "غزة أخرى"، منددا بما سماه "الخطاب العدائي" لإسرائيل وحزب الله والذي يثير مخاوف من كارثة لا يمكن تصورها.
وقال للصحافيين: "خطوة متهورة واحدة أو تقدير خاطئ واحد يمكن أن يؤدي إلى كارثة تتجاوز الحدود بكثير، وبصراحة، تفوق الخيال".
ومن نيويورك أيضا، بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أعلنت اليوم عبر " إكس " أن حزب الله لديه القدرة على الدفاع عن نفسه وعن لبنان في مواجهة إسرائيل، محذرا من أن "الوقت ربما قد حان للتدمير الذاتي لذلك النظام غير الشرعي".
بين مخاوف الأمم المتحدة ن والكلام الإيراني العالي السقف، هل الجنوب على حافة حرب أم مجرد تهويل بالحرب؟
ربما الإجابة مرتبطة بمسار الحرب في غزة ومرحلتها الجديدة: رفح، وفيها العمليات العسكرية مستمرة.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
رعد الصيف الاسرائيلي وزبد الحرب الذي بدأ في خريف الطوفان قبل تسعة أشهر تكسر عند بوابات الجنوب اللبناني وحده شاؤول غولدشتاين الرئيس التنفيذي لشركة نيغا الكهربائية يختصر احتمالات المواجهة الشاملة عندما يقول: في أي حرب, بعد اثنتين وسبعين ساعة من دون كهرباء سيستحيل العيش هنا...
وعلى الرغم من هذا الإقرار وغيره في المؤسسة العسكرية المهدهدة مخالبها فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدعي أن "إسرائيل" ستتمكن من تحقيق انتصار سريع على حركة حماس وردع حزب الله اللبناني في أي حرب مستقبلية قد تخوضها.
ولكنه ربط هذا الانتصار بحصوله على ما يحتاجه من اسلحة اميركية وكرر نتنياهو "نتانته" عندما ادعى ان الجيش الإسرائيلي ذهب لأبعد مما ذهب إليه أي جيش آخر في التاريخ في محاولة لتجنب سقوط ضحايا مدنية في غزة واذ أبقى نتنياهو على الخلاف قائما مع الولايات المتحدة، فإن واشنطن اكتفت بتوجيه انتقادات لاذعة عندما اعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن تصريحات نتنياهو كانت مخيبة للآمال بشدة ومهينة لنا بالتأكيد، نظرا لحجم الدعم الذي نقدمه...
وسنواصل تقديمه واذا حذفنا الإهانة جانبا والتي تعايشت معها اميركا، فإن تصريح البيت الابيض يشكل بحد ذاته مضبطة اتهام للولايات المتحدة بوصفها شريكا في حرب قدم لاسرائيل أسلحة تفوق أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية واختلف معها على تفصيل واحد يتعلق بقنابل تزن الفي رطل كانت مساهمات اميركا "رطل ووقية" في حرب تشارف على الاربعين الف قتيل ومئات الآلاف بين جرحى ومشردين ومفقودين ووفق القانون الدولي تعتبر شريكا ضالعا في الإمداد العسكري غير ان واشنطن لم تتوقف الا عند عبارات وصفتها " بالمهينة" من نتنياهو والدولة العظمى التي توزع عقوباتها على سائر المعمورة تكتفي مع "بيبي" بابداء علامات التعجب وتمر عليها الإهانة كمرور "الصرصور" الزاحف على مؤتمر المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر والذي تعامل مع الزواحف بابتسامة عريضة وحيث لا عقوبات على المسؤولين الاسرائيليين.. ايضا لا مقاطعة لهم...
وتستقبل واشنطن الاحد وزير الامن يوآف غالانت, فيما اجتمعت الخارجية مع مسؤولين اسرائيليين كبار اليوم, وفي عز الخلاف كان الوزير انطوني بلينكن يجري مشاورات في تل ابيب وستكون جبهة الشمال على رأس لقاءات غالانت مع وزيري الخارجية والدفاع الاميركيين. وهذه الجبهة لن تتحمل تبعاتها اسرائيل بعد اقامة شريط طويل من توازن الرعب الذي هد الحيل الاسرائيلي قبل ان تبدأ المعركة وفي الترسيم الاممي للحرب فإن الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش اكد انه لا يوجد حل عسكري للاوضاع المتوترة على الحدود اللبنانية الاسرئيلية واعتبر ان شعوب العالم لا يمكن ان تتحمل ان يصبح لبنان غزة اخرى.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأمم المتحدة حزب الله
إقرأ أيضاً:
خيارات نتنياهو لمواصلة الحروب العدوانية
إدارة جو بايدن الرّاحلة قريباً في «حيص بيص» من أمرها، فبعد تبنّي سياسة تقديم كلّ الدعم اللازم، شاركت دولة الاحتلال أهداف حربها وتحمّلت ما حمّلته للولايات المتحدة من أعباء، وخسائر وفشل وعزلة، تحاول أن تستثمر ما تبقّى لها من وقتٍ للفوز بادّعاء أنّها صاحبة الفضل في إتمام صفقة تبادل الأسرى، ووقف الحرب.
لا بدّ أنّها رفعت في وجه بنيامين نتنياهو بطاقة خطيرة لم تخطر على بال الأخير، الذي كان يفضّل الاستمرار في الحرب العدوانية على قطاع إلى ما بعد دخول دونالد ترامب البيت الأبيض.
وتزداد أزمة نتنياهو مع اتفاق بايدن وترامب، على ضرورة إتمام الصفقة، ووقف الحرب، والتي وضع لها ترامب سقفاً زمنياً لا يتجاوز العشرين من كانون الثاني القادم.
تذكّرنا الورقة التي رفعها بايدن في وجه نتنياهو بما فعله الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما حين امتنع مندوب أميركا في مجلس الأمن عن التصويت على قرار عدم شرعية وضرورة وقف الاستيطان، ما سمح بتمرير القرار في سابقة غير معهودة.
بايدن يرفع ورقة تمرير الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن ربّما بالطريقة ذاتها، إذ ثبت أنّ نتنياهو المسؤول عن تعطيل التوصّل إلى صفقة التبادل.
أيّام قليلة صعبة تواجه نتنياهو، الذي قد يقع في مصيدة بايدن وربّما إنّ تجاوزها، فقد لا يتمكن من تجاوز مصيره ترامب.
كلّ المصادر بما في ذلك الإسرائيلية تتحدّث عن أن حركة «حماس» أبدت مرونة كبيرة، وأنّها باتت مستعدّة بشهادة الوسطاء، بل وتتحدّث عن احتمال توقيع الصفقة قبل نهاية العام الجاري.
أميركا أكثر من يعلم أنّ نتنياهو هو الذي يشكّل العقبة أمام التقدّم نحو إتمام الصفقة وأنه يخترع المزيد من التفاصيل والشروط لتأخير ذلك، ويستغل كل دقيقة لإنجاز «خطة الجنرالات» في شمال القطاع، وتدفيع الفلسطينيين أكبر ثمن ممكن قبل التوقّف الاضطراري.
على أنّ التصريحات التي يدلي بها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تنطوي على اعترافات متناقضة، فهو يكرّر رفض بلاده احتلال الدولة العبرية لقطاع غزة، وكان بإمكان إدارته أن تمنع ذلك، وأن ترغمها على وقف الإبادة الجماعية والتجويع التي ألحقت بها وأميركا مخاطر وخسائر ذات أبعاد إستراتيجية.
حين يقول بلينكن إنّ احتلال القطاع سيؤدّي إلى استمرار «حماس» في القتال، فإنّه يعترف بفشل دولة الاحتلال في سحق المقاومة وإنهاء حكم «حماس»، كما جاء في تصريح سابق أعلن خلاله أنّ دولة الاحتلال تمكّنت من إنهاء «حماس» مقاومةً وحكماً.
هو اعتراف بالفشل، ومحاولة بيع نتنياهو وهم تحقيق الانتصار، وأنّ الاستمرار في الحرب واحتلال القطاع لأجلٍ غير مسمّى لا يخدمان مصلحة دولة الاحتلال.
من الواضح أنّ نتنياهو يحاول، قبل أن يقفل ملفّ القطاع، أن يفتح المجال أمام إمكانية متابعة حربه العدوانية في مناطق أخرى، والذرائع إن لم تكن متوفّرة، فهو قادر على اختلاقها.
في الطريق إلى فتح جبهة إيران، صعّدت دولة الاحتلال اعتداءاتها على اليمن، حيث قامت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء أكثر من 60 قنبلة على منشآت مدنية وعسكرية يمنية.
وبالتزامن، قامت الطائرات الحربية الأميركية باستهداف منشآت يمنية تكمل ما قامت به الطائرات الحربية الإسرائيلية، وتتحدّث المصادر الأميركية عن مواصلة العمل، وتجنيد أطراف أخرى للمشاركة.
دولة الاحتلال الرسمية تتحدّث عن تنسيق مع أميركا لمواصلة استهداف منشآت حيوية عسكرية وأمنية في اليمن، ما يصل إلى حدّ فتح جبهة حرب جديدة على نحوٍ لا يشبه ما جرى خلال الأشهر السابقة من الحرب.
خلق هذا العدوان، الذي يتجّه نحو التصعيد، حالةً من ردّ الفعل القوي والعنيد لدى اليمنيين، الذين أكدّوا ثباتهم على موقف إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته، وبالتزامن مع وصول الطائرات المعتدية إلى اليمن أطلق «الحوثيون» صاروخاً على يافا، لم تتمكّن كلّ أنواع الدفاعات الجوّية الإسرائيلية من اعتراضه، بالإضافة إلى عديد المسيّرات التي وصلت إلى أهدافها.
ما تعرّض له اليمن من عدوان إسرائيلي ينطوي على أكثر من رسالة، فهو يحمل معنى «البروفة»، لما قد تتعرّض له إيران، ومحاولة رفع معنويات الإسرائيليين، الذين تدّعي حكومتهم الفاشية أن يدّ جيشها قادرة على الوصول إلى أبعد الأماكن دفاعاً عنهم.
وبالإضافة فإنّ الأمل يحدو نتنياهو بأن يواصل توجيه ضربات موجعة لليمن، لاستكمال فصل الجبهات بعد أن نجح في لبنان وسورية.
إن كان هذا الهدف واقعياً، فإنّ جبهة اليمن ستشهد تصعيداً كبيراً خلال الأيام المقبلة، وأكثر مع اقتراب التوصّل إلى صفقة التبادل، حتى لا تكون هناك فجوة بين وقف الحرب العدوانية على غزّة والحاجة لاستمرارها في المنطقة.
وهذا، أيضاً، يعني أنّ ثمّة ما بعد اليمن، فعلى الطريق إلى إيران باعتبارها الهدف الأسمى لنتنياهو، قد يدفع نحو تأجيج الصراع مع المقاومة في العراق.
إدارتا أميركا، الراحلة والقادمة، إن كانتا تركّزان على وقف الحرب العدوانية على القطاع، فإنّهما لا تريان ضرراً من التصعيد، مع اليمن أو العراق، وحتى مع إيران.
ترامب يحتاج إلى ذلك، فكلّما كانت النيران في المنطقة أكثر اشتعالاً، فإنّ إنجازه بوقف وإطفاء تلك النيران سيكون أكثر أهمية وأكثر استثماراً، لوقف الحروب كما يريد ترامب أثمان ينبغي أن يدفعها أحد، والمرشّح في هذه الحالة هم العرب، الذين قد تتعرّض مصالحهم لأضرار بليغة، في حال تصعيد الحرب ضدها من قبل دولة الاحتلال وأميركا.
المنطقة إذاً مرشّحة لتطوّرات خطيرة خلال الشهر المتبّقي على دخول ترامب البيت الأبيض.
الأيام الفلسطينية