من / منصور عامر وأحمد جمال .

أبوظبي في 6 أغسطس / وام / أكد سعادة إدوارد أندرو بوشامب هوبارت، سفير المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية لدى الدولة، دعم بلاده لدولة الإمارات خلال استضافتها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" العام الجاري في مدينة إكسبو دبي ، مشيرا إلى تطلع المملكة المتحدة إلى مشاركة بارزة ومهمة في هذا الحدث العالمي ، وتنفيذ مبادرات مشتركة مع الإمارات خاصة وأن الاستثمارات الإماراتية في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة بالمملكة المتحدة تمتد لأكثر من عقد.

وقال في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام"، إن دولة الإمارات والمملكة المتحدة ترتبطان بعلاقات تاريخية راسخة وقد أسهمت "الشراكة الإماراتية البريطانية من أجل المستقبل" التي أعلن البلدان إنشاءها في العام 2021 في تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين.

وأضاف : "منحتنا الشراكة من أجل المستقبل مزيدا من الزخم في علاقات التعاون مع دولة الإمارات في المجالات كافة ومنها الاقتصاد والاستثمار ، واليوم لدينا علاقة تجارية قوية وهو نفس الشيء في مجالي الدفاع والأمن".

وعن رؤيته لأهمية استضافة دولة الإمارات لـ"COP28" ودوره في إحداث نقلة نوعية في العمل المناخي على المستوى العالمي ... قال "ترأست المملكة المتحدة مؤتمر الأطراف COP26 منذ عامين ويحظى مؤتمر COP28 باهتمام متزايد ، ففي ظل السعي إلى معالجة حالة الطوارئ المناخية" ، علينا التركيز على الحد من الانبعاثات والتخفيف من آثار تغير المناخ ومساعدة البلدان على التكيف و خاصة توفير التمويل للقيام بكل ذلك لأنه جزء أساسي من COP28".

وأضاف " تغير المناخ تحد كبير للعالم، وسوف تقود الإمارات العربية المتحدة عملية التصدي خلال COP28 ، ونحن نتطلّع للقيام بكل ما في وسعنا لدعمها، ونحتاج إلى زيادة الطاقة المتجددة والنظيفة وهدفنا يتمثل في تحقيق هدف جريئ عبر مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 ، كما يتوجب علينا أن نحد من الانبعاثات فمثلما التزمت دولة الإمارات بتحقيق صافي الانبعاثات الصفري، نحتاج إلى التزام دول العالم وذلك عبر اتباعها ما يسمى بالمساهمات المحددة على المستوى الوطني (NDCs) للحد من تلك الانبعاثات".

وتابع سعادته "يجب علينا توفير مصادر بديلة للطاقة، كما يجب أن نقف مع البلدان التي تأثرت بتغير المناخ عبر توفير المساعدات التنموية، وكل هذا يتطلب قدرا هائلا من التمويل، والتمويل مربح للغاية ولا يوجد سبب يمنع الشركات من الانخراط في التمويل الخاص من أجل تحقيق الأرباح والاندفاع تجاريًا من أجل ذلك، ولكننا أيضا بحاجة إلى تقديم الحوافز المناسبة لهم".

وعن التعاون بين البلدين في قطاع الطاقة المتجددة ، قال سعادته " استثمرت دولة الإمارات في المملكة المتحدة لأكثر من عقد في مجال الطاقة المتجددة و في مزارع الرياح البرية والبحرية وفي أكبر محطات طاقة الرياح البحرية "مصفوفة لندن" وفي مزارع الرياح في اسكتلندا ، وكذلك قبالة سواحل اسكتلندا ، كما استثمرت الإمارات أيضًا في قطاع تخزين البطاريات في المملكة المتحدة واستثمرت كل من المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة في بلديهما مشاريع الهيدروجين ، لذلك هناك الكثير من التعاون الثنائي ، كما نتعاون مع بلدان ثالثة حيث تعمل شركاتنا وحكوماتنا جنبا إلى جنب لمساعدة البلدان الأخرى التي تسعى لتحويل الطاقة الخاصة بهم".

وأضاف " الإمارات العربية المتحدة دولة عظيمة ومتطورة وستستضيف COP28 بكفاءة فهي خبيرة في مجال الطاقة ولها تاريخ حافل في الطاقة المتجددة والنظيفة بما في ذلك الطاقة النووية لأغراض سلمية، فهي مثال يحتذى به ونحن بحاجة إلى انضمام المزيد من البلدان إلينا ، خاصة وأن التحدي كبير جدا".

وأضاف " ستكون هناك مشاركة بريطانية مهمة للغاية في COP28 ، لقد كنا مساهمين أقوياء في جميع مؤتمرات الأطراف وصولا إلى المؤتمر الذي نظمناه منذ عامين في غلاسكو، لذلك سيحضر العديد من قادتنا بالإضافة إلى الشركات البريطانية والمستثمرين والعلماء والخبراء البريطانيون الذين سيساهمون في COP28".

وعن المبادرات الثنائية الإماراتية البريطانية خلال "COP28" ، قال:" إننا نتطلع إلى مبادرة مشتركة مع الإمارات في عدة مجالات ومنها البيئة ، فيجب التركيز على توفير تمويل ضخم لهذا الأمر ، فالتخفيف من تأثير ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يتطلب أن يكون لدينا غطاء نباتي مناسب للأرض".

وأوضح أن أشجار المانجروف مشروع مهم للغاية ونعمل عليه بالتعاون مع المنظمات الإماراتية لتطوير واستدامة الغابات في جميع أنحاء العالم وندعم من خلاله مجموعات السكان الأصليين الذين يعرفون القيام بذلك بالإضافة إلى مساعدة البلدان الصغيرة والنامية والتي يتعرض وجودها نفسه للخطر أو التي تتأثر بالتغير المناخي الشديد مثل التقلبات المناخية كالأعاصير في منطقة البحر الكاريبي، لذا، فإن الحلول القائمة على الطبيعة وكيف نحمي تلك المجتمعات وتلك المناطق التي تأثرت بشكل مباشر بتغير المناخ هو مجال إضافي مهم للغاية للمملكة المتحدة وهي تعمل عليه مع الإمارات العربية المتحدة، كما نعمل أيضا مع دولة الإمارات في مجال الأمن الغذائي.

 

اسلامه الحسين/ منصور عامر

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الإمارات العربیة المتحدة الطاقة المتجددة المملکة المتحدة دولة الإمارات الإمارات فی فی مجال من أجل

إقرأ أيضاً:

رئيس «العدل والمساواة» يشيد بدعم الإمارات للسودان وينتقد «دبلوماسية» الخرطوم

في السودان كما في غيره من بلدان العالم، تقدم الإمارات جرعات حياة لأناس شردتهم الحروب، وتُعبد لهذه الدول الطريق إلى بر السلام والأمان.
رئيس حركة العدل والمساواة، وعضو الهيئة القيادية في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، سليمان صندل، أشاد بالدعم الإماراتي المقدم لبلاده في المجال الإنساني والسياسي الرامي لحل الأزمة، منتقدا “دبلوماسية” الخرطوم في مهاجمة الدول الصديقة والشقيقة.
علاقات قديمة وراسخة
وقال صندل في مقابلة مع “العين الإخبارية”، إن “العلاقات بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة قديمة وراسخة منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي علاقات ترسخت بين الشعبين في جميع المجالات المهمة، وأكبر دليل على ذلك حجم الجالية السودانية الموجودة في الإمارات ومشاركتها في الحياة العامة هناك”.
وأضاف: “دولة الإمارات قدّمت دعما مقدرا وسخيا لتخفيف وطأة الوضع الإنساني الذي تفاقم بشكل كبير وكارثي بسبب استمرار الحرب، من حيث نقص الغذاء والدواء والمياه والمأوى لملايين السودانيين”.
وتابع: “دفعت دولة الإمارات ملايين الدولارات لعدد من المنظمات الدولية العاملة في مجال الغوث الإنساني لتعزيز قدراتها لتقديم الدعم الإنساني للمتضررين الذين هم في أشد حاجة لهذه المساعدات”.
وزاد: “يمكننا أن نشير في هذا الصدد إلى الاتفاق الذي تم مع منظمة الصحة العالمية وبموجبه قدمت الإمارات مبلغ 8 ملايين دولار لتعزيز قدرات هذه المنظمة لتقديم الرعاية الصحية الأولية للوضع الإنساني في السودان، وكذلك الاتفاق الذي تم مع برنامج الغذاء العالمي مؤخرا. والدعم الإماراتي في مؤتمر باريس حول الوضع الإنساني في السودان”.
“محاربة طواحين الهواء”
من جهة أخرى، انتقد صندل الخطاب المعادي الذي ينتهجه مسؤولون سودانيون محسوبون على مجلس السيادة، قائلا إن “العلاقات مع دولة الإمارات واستقرارها مهمة للغاية للشعب السوداني”.

واستطرد: “السودان تضرر كثيرا من طريقة إدارة الدبلوماسية السودانية لعلاقاتها مع دول الجوار الإقليمي وكذلك المحيط العربي، وشهدنا كيف كانت تدار هذه العلاقات بعقلية محاربة طواحين الهواء وإلقاء التهم في كل الاتجاهات حتى انعزل السودان دوليا”.

وفي هذا السياق، اعتبر رئيس حركة العدل والمساواة، أن “مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس، ما زال يقرأ للأسف من الكتاب القديم”، وأردف: “الحل في أيدينا وعلينا أن نواجه الأزمة بكل شجاعة والحل هو وقف الحرب والذهاب إلى الحوار، من أجل التوصل لحل سياسي شامل لإعادة الاستقرار والسلام وإنهاء هذه المعاناة الإنسانية الفظيعة”.
والخميس الماضي، جددت دولة الإمارات على لسان بعثتها في الأمم المتحدة، دعوتها الأطراف المتحاربة في السودان، على وقف القتال فورًا.
وفي بيان لها، قالت البعثة إن “رسالة ممثل السودان المؤرخة في 10 يونيو/حزيران 2024 مليئة بالمغالطات والادعاءات المفبركة بشكل صريح ضد دولة الإمارات”.
وأكدت الإمارات دعمها لدفع المفاوضات قُدُماً، ما يفضي إلى استعادة حكومة شرعية تمثل أفراد الشعب السوداني كافة.
وسبق وأن استضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أمريكية، في 11 مايو/أيار 2023، أسفرت عن أول اتفاق طرفي الحرب على الالتزام بحماية المدنيين.
وأفلح منبر جدة إعلان أكثر من هدنة، تخللتها خروقات عديدة وتبادل للاتهامات؛ ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات في ديسمبر/ كانون الأول 2023.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

دعم اقتصادي واستثماري
رئيس حركة العدل والمساواة، تطرق أيضا لحجم التعامل الاقتصادي والاستثماري بين الدولتين، ودور الإمارات في عدد من المشاريع الزراعية على رأسها مشروع (وادي الهواد) في ولاية نهر النيل ومشاريع شركة (أمطار) وأخيرا مشروع ميناء (أبو عمامة) على ساحل البحر الأحمر”.
وتمثل أراضي مشروع “وادي الهواد” قيمة اقتصادية عالية الخصوبة لممارسة الزراعة خاصة محصول الذرة.
ويقع المشروع الزراعي في ولاية نهر النيل (شمال)، وتبلغ مساحته نحو 2.4 مليون فدان.
ويعتبر “وادي الهواد” من أكبر الوديان التي تشق سهل البطانة من الشرق إلى الغرب. وينتهي مصبه عند نهر النيل بالقرب من منطقة كبوشية.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2022، وقّعت الحكومة السودانية وتحالف من شركات إماراتية وسودانية، يضم شركة موانئ أبوظبي وشركة إنفيكتوس للاستثمار لإدارة وتشغيل ميناء أبو عمامة والمنطقة الاقتصادية على البحر الأحمر باستثمارات قيمتها ستة مليارات دولار.
وفي عام 2014، أسست دولة الإمارات مشروع “أمطار” الزراعي على مساحة 300 ألف فدان على بعد حوالي 334 كيلومترا شمالي الخرطوم بمحلية “الدبة” بالولاية الشمالية شمالي السودان لإنتاج العلف.

العين الاخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ميقاتي: السعودية كانت وستبقى الشقيق الأكبر للبنان ونتطلع الى رعايتها ليتمكن من النهوض من جديد
  • الأمير عبدالعزيز بن سعود يستقبل سفير دولة قطر لدى المملكة
  • رئيس «العدل والمساواة» يشيد بدعم الإمارات للسودان وينتقد «دبلوماسية» الخرطوم
  • “المنفي ” يستقبل سفير المملكة المتحدة لبحث تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية
  • مختص يوضح أثر الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي
  • بعد توقيع «الوزراء» اتفاقية لإنتاجه.. كل ما تريد معرفته عن الهيدروجين الأخضر
  • لانا نسيبة تلتقي بمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان
  • لانا نسيبة تلتقي مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان
  • في رسالة إلى مجلس الأمن.. الإمارات تدفع مجدداً من أجل تعزيز السلام في السودان
  • خبير اقتصادي: مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي يرتقي إلى مستوى استراتيجي شامل