شرط أممي لعودة أفغانستان إلى المجتمع الدولي
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
تستمر القيود على حقوق النساء في الحؤول دون عودة أفغانستان فعليا إلى المجتمع الدولي، حسبما أفادة مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة، الجمعة، مشيرة إلى أن مشاركة حكومة طالبان المُعلنة في محادثات الدوحة لا تمنحها "شرعية".
منذ عودتها إلى الحكم، لم تعترف أي دولة رسميا بسلطات طالبان، التي تطبّق تفسيرا شديد الصرامة للإسلام، عبر مضاعفة الإجراءات الهادفة إلى القضاء على حرية النساء، في سياسة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "فصل عنصري بين الجنسين".
وقالت روزا أوتونباييفا، رئيسة بعثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، إن "هذه القيود المفروضة على النساء والفتيات"، خصوصا في مجال التعليم، "تحرم البلاد من رأسمال إنساني حيوي.. وتساهم في هجرة الأدمغة التي تقوّض مستقبل أفغانستان".
وأضافت "كونها لا تحظى بشعبية كبيرة، فإنها تقوّض مزاعم الشرعية لسلطات الأمر الواقع التابعة لطالبان".
وأشارت إلى أن هذه القيود "تستمر في منع (التوصل إلى) حلول دبلوماسية يمكن أن تؤدي إلى إعادة دمج أفغانستان في المجتمع الدولي".
وكان المجتمع الدولي أطلق عملية، العام الماضي، لمناقشة تعزيز التزامه تجاه أفغانستان، من خلال اجتماعات مبعوثين إلى أفغانستان في الدوحة برعاية الأمم المتحدة وبحضور ممثّلين للمجتمع المدني الأفغاني بينهم نساء.
وأكدت سلطات طالبان أنها ستشارك في الجولة الثالثة من المحادثات التي ستجري في قطر، في 30 يونيو، والأول من يوليو. وكانت استُبعدت من الاجتماع الذي عُقد في الأول في مايو عام 2023، ثمّ رفضت المشاركة في الاجتماع الثاني في فبراير إلا إذا كان أعضاؤها الممثلين الوحيدين للبلاد.
وأفاد متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هذا الأسبوع، بأن المناقشات لا تزال جارية بشأن كيفية عقد هذا الاجتماع الثالث.
غير أن روزا أوتونباييفا أكدت أنه "كي تبدأ هذه العملية فعلا، من الضروري أن تشارك سلطات الأمر الواقع في (اجتماع) الدوحة"، محذرة من أنّ "التوقعات الكبيرة لا يمكن، من الناحية العملية، تحقيقها في اجتماع واحد".
وأضافت "لا داعي لأن نكرر أن هذا النوع من المشاركة لا يمنح شرعية أو (يعني) تطبيعا".
وقالت إن "المشاركة من خلال موقف دولي مشترك ومنسَّق وقائم على مبادئ يمكن أن توفّر حافزا قويا لسلطات الأمر الواقع لتبنّي سياسات تمكّنها من أعادة دمجها في المجتمع الدولي".
وردا على انتقادات بشأن غياب ممثلين للمجتمع المدني الأفغاني، خصوصا نساء، أوضحت للصحفيين إن هؤلاء سيكونون حاضرين في الدوحة لعقد اجتماع منفصل في الثاني من يوليو.
وأضافت "هذا هو الممكن اليوم"، مؤكدة أن "أحدا لم يمل شروطه" على الأمم المتحدة.
من جهته، أعرب السفير الأفغاني لدى الأمم المتحدة، ناصر أحمد فائق، الذي لا يزال يمثّل الحكومة التي سبقت وصول طالبان إلى السلطة، عن "خيبة أمل" بسبب غياب المجتمع المدني والنساء "عن طاولة" المفاوضات، إضافة إلى برنامج "لا يتضمن عملية سياسية وحقوق الإنسان، وهما قضيتان رئيسيتان".
وقال: "سيُنظر إلى ذلك على أنّه ابتعاد من القضايا التي يعتبرها الشعب الأفغاني أساسية".
وفي هذا السياق، قالت روزا أوتونباييفا إن المناقشات الرسمية مع طالبان ستركّز بشكل خاص على الشركات والبنوك ومكافحة تهريب المخدّرات.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المجتمع الدولی الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
غوتيريش: السودان يتمزق أمام أعيننا… وبات موطناً لأكبر أزمة نزوح ومجاعة في العالم .. دعا المجتمع الدولي إلى وقف تدفق الأسلحة إلى البلاد
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الأحد)، إنه يجب على المجتمع الدولي أن يتحد لوقف تدفق الأسلحة وتمويل إراقة الدماء في السودان، واقتربت الحرب في السودان بين الجيش و«قوات الدعم السريع» من دخول عامها الثالث، ولا يبدو في الأفق نهاية للصراع الذي أسقط آلاف القتلى وشرد أكثر من 12 مليون سوداني، متسبباً في واحدة من كبرى أزمات النزوح في العالم.
وقال غوتيريش في حسابه على «إكس»: «السودان يتمزق أمام أعيننا، وهو الآن موطن لأكبر أزمة نزوح ومجاعة في العالم».
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة: «حان الوقت لوقف الأعمال العدائية في السودان على الفور».
وكان غوتيريش قد قال أمام «المؤتمر الإنساني رفيع المستوى لدعم شعب السودان»، الذي أُقيم على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا: «لا بد من وقف الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة، اللذين من شأنهما أن يساعدا في استمرار الحرب والدمار الكبير الذي يلحق بالمدنيين وسفك الدماء في السودان».
وأعلن غوتيريش إطلاق الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة الوطنية والدولية، خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في السودان لعام 2025، التي تتطلب، حسب إشارته، نحو 6 مليارات دولار، تُخصص لدعم نحو 21 مليون شخص داخل السودان ونحو 5 ملايين لاجئ إلى دول الجوار، وأضاف: «السودان يعيش أزمة بالغة الخطورة والوحشية».
الخرطوم: «الشرق الأوسط»