أبوظبي – الوطن:

أكد خبراء وباحثون وأكاديميون عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين ودول الخليج العربية والصين، مشيرين إلى أنها تشهد نمواً ملحوظاً، وتشكل مثالاً للتعاون الدولي القائم على أسس الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة.

جاء ذلك، في حلقة نقاشية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بالتعاون مع المجموعة الصينية للإعلام الدولي، وبحضور معالي حسين إبراهيم الحمادي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية، ومشاركة نخبة من الخبراء والمسؤولين من الجانبين.

ضمن فعاليات اليوم الثاني من مشاركة تريندز في “معرض بكين الدولي للكتاب 2024” في العاصمة الصينية بكين.

وشهدت الحلقة نقاشات ثرية بين المشاركين حول مختلف مجالات التعاون بين الصين ودول الخليج العربية، حيث تم تأكيد أهمية تعزيز التعاون بين الجانبين، بما يخدم المصالح المشتركة، ويحقق التنمية المستدامة لكلا الطرفين.

وأضاف الباحثون والخبراء والأكاديميون في الحلقة النقاشية التي عقدت في مركز الفعاليات بمعرض بكين الدولي للكتاب أن العلاقات الثقافية بين الصين ودول الخليج العربية تعود إلى قرون طويلة، وتشمل طيفاً واسعاً من القطاعات، بدءاً من الطاقة والاستثمار، وصولاً إلى البنية التحتية والتكنولوجيا والثقافة والابتكار، مؤكدين في الوقت نفسه أهمية بذل مزيد من الجهود في مجال الثقافة وعلى صعيد التبادل بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر الخليجية والصينية بما يواكب عمق هذه العلاقات.

ودعا المتحدثون إلى تعزيز الاتصال والتعاون بين الجامعات في الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون في مجال التعليم، والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات لتعزيز التعاون بين مراكز الفكر الصينية والعربية، ودفع التبادل الثقافي بين البلدين.

كما شدد المتحدثون على عمق العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والصين، لافتين إلى أن “الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة” هما أساس هذه العلاقة الراسخة.

 

علاقات متطورة

وقد بدأت فعاليات الحلقة النقاشية التي حملت عنوان “الصين ودول الخليج العربية: ترسيخ علاقات التعاون والشراكة”، بكلمة افتتاحية للدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، رحب فيها بالمشاركين في قلب معرض بكين الدولي للكتاب، مشدداً على أهمية العلاقات التاريخية والثقافية بين الصين ودول الخليج العربية، وقال إن التعاون بين الجانبين شهد نمواً ملحوظاً خلال العقود الماضية، وأن مجالاته تشمل طيفاً واسعاً من القطاعات.

وأشار الدكتور العلي إلى أن التعاون في مجال الطاقة يظل حجر الزاوية في علاقات البلدين، حيث تعد دول الخليج العربية مورداً رئيسياً للطاقة في تأمين احتياجات الصين، مبيناً في هذا الصدد أهمية التجارة والاستثمار في تعزيز العلاقات بين الجانبين، لافتاً إلى أن الصين أصبحت خلال السنوات الماضية واحدة من أهم الشركاء التجاريين لدول المنطقة.

ونوه الدكتور العلي بدور الصين في تطوير البنية التحتية في دول الخليج العربية، مؤكداً أهمية الاستمرار في العمل معاً لتطوير مشاريع بنية تحتية حديثة ومستدامة، لافتاًإلى أهمية التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي في تعزيز التعاون بين الصين ودول الخليج العربية، داعياً إلى تعزيز التعاون في مجال البحث والتطوير، ونقل التكنولوجيا، وبناء منظومات الابتكار.

وتطرق الرئيس التنفيذي لـ”تريندز”إلى اهتمام المركز الكبير بالشأن الصيني، بالنظر إلى مكانة الصين كقوة دولية كبرى صاعدة، ودورها المحوري في الاقتصاد العالمي، وقال إنه يُولي اهتماماً خاصاً لدراسة وتحليل مختلف جوانب العلاقات بين الصين والعالم العربي، خاصةً دول الخليج العربية.

ونوّه الدكتور العلي بأن “تريندز” نظم العديد من الندوات والمؤتمرات والفعاليات العلمية التي تناولت العلاقات الصينية العربية، مشيراً إلى أن هذه الحلقة النقاشية تُعدّ امتداداً لهذا الحوار العلمي البنّاء مع شركاء المركز في الصين، مؤكداً التزام مركز تريندز بتعزيز التعاون مع مختلف المؤسسات البحثية والفكرية الصينية، ودعم الحوار والتفاهم بين الصين والعالم العربي.

 

تعاون مع تريندز

من جانبه أكد الأستاذ يو تاو، نائب رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي على اهتمام المجموعة الصينية للإعلام بتطوير العلاقات مع الدول العربية في مختلف المجالات، بما في ذلك الثقافة والتعليم ومراكز الفكر والإعلام.

وأشار إلى أن المجموعة تنشر سنوياً أكثر من 3000 عنوان من الكتب بأكثر من 40 لغة، وتحرر 36 مجلة بـ 14 لغة، بالإضافة إلى كتب ودوريات يتم توزيعها في أكثر من 180 دولة ومنطقة حول العالم.

وشدد السيد يو تاو على حرص المجموعة على التعاون مع مركز تريندز للبحوث والاستشارات لتنظيم المزيد من الأنشطة الثقافية، وتعزيز التعاون بين الصين والإمارات العربية المتحدة، ودول الخليج العربية.

 

صياغة مستقبل واعد

وفي مستهل الحلقة النقاشية أوضح الأستاذ فهد المهري الباحث الرئيسي ورئيس قطاع تريندز دبي انها تسعى لاستكشاف وتعزيز الروابط المتعددة الأوجه التي تجمع الصين ودول الخليج العربية، في محاولة لصياغة تصور متفائل لمستقبل واعد من التعاون المشترك.

وقال أن الشراكة بين الصين ودول الخليج العربية تعتبر دليلاً واضحاً على الإدراك المشترك لأهمية التعاون بين الجانبين، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية.

 

الثقافة وتعزيز التفاهم

وتحدثت الباحثة روضة المرزوقي، مديرة إدارة التوزيع والمعارض في “تريندز” في ورقة عمل بعنوان “مظاهر التعاون الثقافي بين الخليج والصين: جسر للتواصل وتبادل المعرفة” عن أوجه التعاون المتعددة بين المنطقتين، مشيرة إلى أن العلاقات الثقافية بينهما تعود إلى قرون طويلة، وتشهد تنامياً ملحوظاً، وأن ذلك تجلى في العديد من المبادرات والفعاليات المشتركة، منها المهرجانات الثقافية والفنية، والتعليم، حيث  تم إدراج اللغة الصينية في مناهج التعليم الوطنية في بعض دول الخليج، بينما أسست الصين معاهد “كونفوشيوس” لتدريس اللغة الصينية في دول أخرى، والبحث العلمي، مشيرة إلى تزايد التعاون بين الباحثين في الخليج والصين في مختلف المجالات العلمية، والتبادل الإعلامي،  لافتة إلى أن قناة CCTV العربية تبث على مدار 24 ساعة، كما أن هناك العديد من المواقع الإلكترونية والصحف التي تنشر باللغة العربية والصينية، إضافة الى المبادرات الحكومية حيث وقعت الصين اتفاقيات تعاون ثقافي مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي، كما أصدرت “وثيقة سياسة الصين مع الدول العربية” عام 2016 لتطوير التبادلات الثقافية.

وأكدت روضة المرزوقي أن التعاون الثقافي بين الخليج والصين يلعب دورا مهماً في تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين، ويساهم في خلق فرص جديدة للتعاون في مختلف المجالات، ودعت إلى تعزيز هذا التعاون من خلال المزيد من المبادرات والفعاليات المشتركة، مشددة على أهمية دور القطاع الخاص في هذا المجال، مشددة أيضاً على التزام “تريندز” بدعم هذا التعاون من خلال مختلف مبادراتها وبرامجها.

استكشاف آفاق جديدة

بدورها أشارت الدكتورة تشن جينغ أستاذة كلية دراسات الشرق الأوسط بجامعة بكين للغات والثقافة، في مداخلة بالحلقة،إلى التزام الجامعة الكامل بدعم وتعزيز التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، خاصة في مجال تعليم اللغة العربية.

وأكدت أهمية اللغة العربية كجسر للتواصل والتفاهم الثقافي بين البلدين، مشيرة إلى أن جامعة بكين للغات تمتلك نظاماً تدريبياً متكاملاً يشمل برامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في اللغة العربية، مما يجعلها أكبر جامعة في الصين من حيث تدريب طلاب الدراسات العليا في هذا المجال.

كما أوضحت أن الجامعة قامت بإطلاق العديد من المبادرات لتعزيز تعليم اللغة العربية في الصين، بما في ذلك مشروع “مئة مدرسة” الذي يهدف إلى إدخال تعليم اللغة الصينية في مئة مدرسة ابتدائية وثانوية في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أن الجامعة تنظم برامج تبادل الطلاب والأساتذة بين الصين والدول العربية، وتقدم منحاً دراسية للطلاب الراغبين في دراسة اللغة العربية في الصين.

ودعت الدكتورة جينغ إلى تعزيز الاتصال والتعاون بين الجامعات في الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، وتطوير برامج أكاديمية مشتركة، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون في مجال التعليم عبر الإنترنت. كما دعت إلى الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات لتعزيز التعاون بين مراكز الفكر الصينية والعربية، ودفع التبادل الثقافي بين البلدين.

 

الإعلام جسر معرفي

وفي مداخلتها في الحلقة النقاشية، توقفت الأستاذة لي ينغ نائبة مديرة تحرير الطبعة العربية بمجلة الصين اليوم، عند دور الإعلام في تعزيز الحوار الصيني-الخليجي، وقالت إنه يلعب دوراً في نقل وتوضيح الصورة الحقيقية عن الأوضاع الخاصة بالجانبين الصيني والخليجي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتكنولوجية كافة، بما يساهم في تشكيل توجهات الرأي العام،وتعزيز الفهم المشترك بين الجانبين، كما تعد وسائل الإعلام الصينية والخليجية جسراً يعزز معرفة وفهم كل جانب للآخر.

وذكرت لي ينغ أن وسائل الإعلام الصينية والخليجية تعمق التبادل الحضاري والثقافي بين الصين والدول العربية في عملية النشر، الأمر الذي يعزز الروابط بين الشعبين الصيني والعربي.

وبينت أن التعاون الصيني – الخليجي في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية حقق منجزات مثمرة، ولكن التعاون في مجال الثقافة الإنسانية ما زال يتطلب مزيداً من الجهود، خاصة على صعيد التبادل بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر، مبينة أنه في ظل المنافسة العالمية الكبيرة في الإعلام، تتحمل وسائل الإعلام الصينية والخليجية مسؤولية عرض الصورة الحقيقية لنفسها أمام العالم.

 

40 عاماً من الشراكة الراسخة

من جانبه، أوضح الأستاذ عبدالعزيز الشحي الباحث الرئيسي في “تريندز” أنّ العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية شهدت على مدار العقود الأربعة الماضية بناءً قوياً للتعاون الثنائي، مشيراً إلى أن الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة هما أساس هذه العلاقة الراسخة.

وقال إن هذه العوامل ساهمت في خلق بيئة سياسية واقتصادية ناجحة، مكّنت من تعزيز التعاون في مختلف المجالات، حيث لم يقتصر التعاون بين الإمارات والصين على المجال الاقتصادي فقط، بل امتدّ ليشمل مجالات حيوية أخرى، مثل التعليم والرعاية الصحية والمجال البحثي.

وأكد الشحي أن هذه الشراكة الراسخة تعد مثالاً ساطعاً على العلاقات الثنائية المزدهرة التي تسعى الإمارات العربية المتحدة لبنائها مع مختلف الدول حول العالم، انطلاقاً من إيمانها بأهمية التعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك.

وتوقف عند بعض مظاهر هذه العلاقة الراسخة، مبيناً أن دولة الإمارات تعد ثاني أكبر شريك تجاري للصين، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 95 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المستهدف أن يصل إلى 200 مليار دولار في عام 2030.

وأضاف الباحث عبدالعزيز الشحي أن مبادرة الحزام والطريق عززت التعاون بين البلدين في مجالات البنية التحتية والاتصال والتعاون الاقتصادي، كما شهد التبادل الثقافي ازدياداً كبيراً في عدد السياح الصينيين الذين يزورون الإمارات، كما تم تعزيز التعاون في مجالات التعليم والتبادل الثقافي.

وأشار إلى تطور التعاون العلمي والصحي وفي مجال البيئة بين الجانبين، حيث تم تأسيس العديد من مراكز البحث المشتركة، مثل مركز الشيخ زايد للبحوث الطبية والابتكار ومركز الإمارات للابتكار في الرعاية الصحية ومركز الإمارات – الصين للبحوث الطبية.

وقال إن دولة الإمارات والصين تسعيان أيضاً إلى تعزيز التعاون في مجالات الرقائق والذكاء الاصطناعي، معرباً عن تطلعه لمواصلة هذه العلاقات المزدهرة المتميزة نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.

 

الآفاق واسعة

واختتمت الحلقة النقاشية، بالتوقف عند المحور الخامس حول آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودول الخليج العربية، حيث أكد الدكتور مي جي تشاو مدير كلية اللغة العربية بجامعة قوانغ دونغ للدراسات الأجنبية أنه مع استمرار تعزيز مبادرة “الحزام والطريق” فإن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودول الخليج أصبح أوثق وأقرب.

وقال إن حجم التجارة بين الصين ودول الخليج العربية قد ازداد بسرعة،وفي عام 2022 أصبحت دول الخليج سابع أكبر شريك تجاري للصين، والصين منذ عام 2018 باتت أكبر شريك تجاري لدول الخليج، مشيراً إلى أن الجانبين يسعيان إلى تطوير آفاق التجارة بينهما.

وقال إن هناك حرصاً من الصين ودول الخليج على مواصلة التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، والعمل على تعزيز بناء آلية التعاون الاقتصادي والتجاري وتعميق التعاون الثنائي بين الجانبين، مؤكداً أن الآفاق واسعة، خاصة في مجالات، مثل الطاقة المتجددة والأسواق المالية والسياحة والاقتصاد الرقمي.

وأشار إلى أن الصين تعد من أهم مستوردي الطاقة من دول الخليج،فيما تهتم دول مجلس التعاون الخليجي بتطوير الطاقة النظيفة، الأمر الذي يخلق فرصاً كثيرة لتوثيق العلاقات.

ولفت إلى مجالات التعاون في الأسواق المالية والسياحة والاقتصاد الرقمي، إضافة إلى مجالات العلاج الطبي والروبوتات وتخضير الصحراء، مشيراً إلى أنها تشكل فرصاً كبيرة في التعاون بين الصين ودول الخليج.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الصين: سنواصل تعزيز العلاقات مع إيران تحت أي ظرف

23 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: صرح السفير الصيني في طهران زونغ بي وو، بأن بكين ملتزمة بتطوير تعاونها مع إيران بشكل راسخ.
وفي حوار مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء أكد السفير الصيني في طهران أن تعزيز الاقتصاد الصيني له أهمية كبيرة في تعزيز التعاون العملي بين البلدين، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني يولي اهتمامًا كبيرًا للآفاق الاقتصادية للصين.

وأضاف أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أشار خلال لقائه مع الرئيس الإيراني على هامش قمة “بريكس” هذا العام إلى أن إيران دولة ذات أهمية وتأثير إقليمي ودولي، وتعتبر صديقًا وشريكًا جيدًا للصين.

وأكد السفير أن الصين ستواصل تعزيز تعاونها الودي مع إيران، بغض النظر عن التغيرات التي قد تطرأ على الأوضاع الدولية أو الإقليمية.

,صرّح السفير الصيني بأن معرض الصين الدولي للواردات يُعتبر تعبيرًا مهمًا عن سياسة الانفتاح رفيعة المستوى التي تنتهجها الصين تجاه العالم. وأوضح أن هذا المعرض، الذي تم التخطيط له وترويجه من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، هو أول معرض في العالم يركز على الواردات على المستوى الوطني. وأكد الرئيس الصيني أن تنظيم هذا المعرض يعكس قرارًا استراتيجيًا لتوسيع سياسة الانفتاح، وهو خطوة كبيرة نحو فتح السوق الصينية أمام العالم.

في نوفمبر هذا العام، أُقيمت الدورة السابعة للمعرض في مدينة شنغهاي بنجاح، ليواصل المعرض دوره كمنصة لمشاركة فوائد التنمية الصينية مع بقية العالم، رغم التحديات التي تفرضها الأفكار المناهضة للعولمة، الأحادية، والحماية الاقتصادية.

شارك في المعرض هذا العام 77 دولة ومنظمة دولية، بالإضافة إلى عارضين من 129 دولة ومنطقة، وبلغ حجم الصفقات التجارية المتفق عليها لمدة عام 80.01 مليار دولار، بزيادة قدرها 2.0% مقارنة بالدورة السابقة.

إيران شريك رئيسي في المعرض

وأشار السفير إلى أن إيران تعد شريكًا مهمًا في مبادرة “الحزام والطريق”، وشاركت في المعرض على مدار سبع دورات متتالية، مما يبرز إمكانيات التعاون بين البلدين وثقة إيران في تطور السوق الصينية.

بلغت مساحة الأجنحة الإيرانية في المعرض 1492 مترًا مربعًا، منها 1360 مترًا مربعًا مخصصة للشركات و132 مترًا مربعًا لجناح وطني يمثل الشعب الإيراني. شاركت 24 شركة إيرانية قدمت منتجات متنوعة، شملت المنتجات الزراعية المتخصصة، الحرف اليدوية التقليدية، والمنتجات التقنية المتقدمة مثل البتروكيماويات، التكنولوجيا النانوية، والرعاية الطبية. وبرزت بعض الشركات الإيرانية كـ”عملاء دائمين” في المعرض.

فرصة لتعزيز التعاون الدولي

أضاف السفير أن الصين تتطلع إلى استخدام معرض الصين الدولي للواردات كمنصة لتعزيز التعاون مع دول العالم، بما في ذلك إيران، لتوسيع “سلة” سياسة الانفتاح، وزيادة فرص التعاون. الهدف هو أن تتشارك جميع الدول الفرص المتاحة في السوق الصينية الكبيرة، مما يسهم في تحسين حياة آلاف الأسر حول العالم.

وقال السفير الصيني، تتمتع الصين وإيران، باعتبارهما حضارتين قديمتين، بعلاقات وثيقة منذ العصور القديمة من خلال طريق الحرير. ومنذ إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في عام 2016، واصل الطرفان تعميق تعاونهما العملي في مجالات مختلفة، بما في ذلك الاقتصادية والتجارية والتبادلات الشعبية، وحققا بشكل مستمر تقدمًا إيجابيًا.

الصين وإيران تتمتعان بعلاقات عميقة وآفاق مشرقة للتعاون العملي

شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تطورًا مستمرًا، حيث حافظت الصين لعدة سنوات متتالية على مكانتها كأكبر شريك تجاري لإيران، كما تُعد السوق الأهم لصادرات السلع الإيرانية. وخلال السنوات الأخيرة، أدخلت إيران، كدولة زراعية وصناعية كبيرة في الشرق الأوسط، منتجات متخصصة مثل الحمضيات، الليمون الحلو، الفستق، السجاد، والحرف اليدوية إلى السوق الصينية تدريجيًا.

شهدت التبادلات بين الشعبين تطورًا متزايدًا. وفي هذا العام، نظم البلدان بشكل مشترك عددًا من الفعاليات الثقافية، مثل معرض “عظمة إيران القديمة – معرض الآثار التاريخية الإيرانية” في بكين، ومعرض “غيوم بلا نهاية على طريق الحرير – معرض الفن والثقافة الصينية”، وأسبوع الفيلم الصيني الذي عُقد في طهران. وقد جذبت هذه الفعاليات عددًا كبيرًا من الشعبين، مما ساهم بفعالية في تعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين البلدين.

الرؤية الاستراتيجية للعلاقات الثنائية

أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقائه بالرئيس الإيراني على هامش قمة دول بريكس هذا العام، إلى أن إيران دولة مهمة ذات تأثير إقليمي ودولي، وهي صديق وشريك جيد للصين. ومع تسارع التغيرات العميقة التي يشهدها العالم خلال القرن الأخير، تبرز الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين الصين وإيران بشكل أكبر.

وبغض النظر عن التغيرات في الوضع الدولي والإقليمي، تواصل الصين بلا تردد تعزيز علاقاتها الودية مع إيران. وأعربت السفارة الصينية في إيران عن رغبتها في التعاون مع جميع شرائح المجتمع الإيراني لتنفيذ التوافقات المهمة التي تم التوصل إليها بين قادة البلدين، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيران، بما يفتح آفاقًا جديدة ويحقق إنجازات جديدة بشكل مستمر.

ستواصل الصين الحفاظ على روح مبادرة الأمن العالمي ودعم دول الشرق الأوسط

فيما يتعلق بوضع الشرق الأوسط، أود أن أؤكد أن الصين ملتزمة دائمًا بالحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيز التنمية والرفاهية في هذه المنطقة. في العام الماضي، سهّلت الصين المصالحة بين إيران والسعودية، مما أطلق موجة من التفاهم والمصالحة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يُعد تجليًا واضحًا للسياسة الخارجية الصينية.

خلال العام الماضي، ومنذ تحقيق المصالحة التاريخية، استمرت العلاقات بين إيران والسعودية في التقدم الإيجابي. مؤخرًا، أجرى البلدان تفاعلات جيدة على جميع المستويات، مما عزز ليس فقط زخم المصالحة بين إيران والسعودية، بل ساهم أيضًا بشكل كبير في تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين.

ستواصل الصين الحفاظ على روح مبادرة الأمن العالمي ودعم دول الشرق الأوسط في تعزيز استقلالها الاستراتيجي ووحدتها وتعاونها لحل القضايا الأمنية في المنطقة. كما ستعمل على بناء هيكل أمني جديد في الشرق الأوسط يتميز بالشراكة، والشمولية، والتعاون، والاستدامة، مما يُسهم بشكل أكبر في الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيز الأمن والسلام طويل الأمد في المنطقة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • دبي | أسبوع السينما العربية يعود بجلسات نقاشية وأفلام من ليبيا ودول أخر
  • «اتحاد الصحفيين» و«الجامعة الخليجية» يتعاونان لتطوير مهارات الإعلاميين
  • اتحاد الصحفيين الخليجيين والجامعة الخليجية يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون وتطوير الكفاءات الخليجية
  • الصين: سنواصل تعزيز العلاقات مع إيران تحت أي ظرف
  • غداً.. المنظمة العربية لحقوق الإنسان تعقد حلقة نقاشية حول تقليص عقوبة الإعدام في العالم العربي
  • بهلوي: العلاقات الإيرانية الخليجية قبل الثورة الإسلامية كانت مثمرة
  • “تريندز” يستضيف سفارة النرويج في حلقة نقاشية حول البحث العلمي ودوره
  • رئيس جامعة الأقصر تلتقي المستشار الثقافي لجمهورية مصر العربية بدولة الصين الشعبية
  • هل تنجح دول الخليج في تحقيق التوازن في علاقاتها الاقتصادية بين الصين والغرب؟
  • عمرو الليثي يهنئ الإعلاميين في التلفزيون المصري ودول منظمة التعاون الإسلامي