هنية: سنتعامل مع أي مبادرة تؤمن مطالبنا بوقف حرب الإبادة على شعبنا
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
الدوحة - صفا
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية أنّ الحركة منفتحة على التعاطي مع "أي ورقة أو مبادرة تؤمن أسس موقف المقاومة في مفاوضات وقف إطلاق النار".
جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة حوارية الجمعة، نظمها "منتدى التفكير الاستراتيجي" ناقشت (سيناريوهات المواجهة مع الكيان/ حرب الاستنزاف أو حرب كبرى أم هدنة استراتيجية في سياق تفكك الكيان؟".
وشدد هنية على أن لدى الحركة "أولوية وقف الحرب الإجرامية على شعبنا، والنظر للمصالح المشتركة مع محور المقاومة، سواء في لبنان وغيرها من الجبهات في اليمن والعراق وسوريا ومكونات الأمة".
وتناول هنية في كلمته مستجدات المفاوضات السياسية لوقف إطلاق النار في غزة، قائلًا: "إن حماس لديها مطالب محددة بوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب كامل، والإعمار، وتبادل الأسرى، والإغاثة لشعبنا وكل ما يتعلق بالحصار".
وأضاف أن "هذه المطالب هي مطالب شعبنا والمقاومة وكل أحرار الأمة، والحركة تخوض المفاوضات على قاعدة هذه الأسس، وقد وصلت إلى المحطة الأخيرة منذ 6 أيار/مايو بموافقتها على الورقة المصرية القطرية المدعومة أمريكيا، لكن الكيان عاود وضع ملاحظات عليها تمس جوهر هذه المطالب".
ونبه هنية إلى أن الاستراتيجية التفاوضية للكيان تقوم على تحشيد ضغط إقليمي دولي للضغط على حماس للقبول بالرؤية الإسرائيلية التي تمس أسس المطالب الفلسطينية، وأنه نصب فخًا سياسيًا بفرض شروط محددة ترفضها المقاومة.
من جهة أخرى، قال هنية إن الإدارة الأمريكية وحلفاءها يديرون الحرب والمعركة في غزة إلى جانب كيان الاحتلال بعد تلقيه "زلزالا" في السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وشدد هنية على أن طوفان الأقصى جاء إيذانا برسم معادلات جديدة للقضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن بربط الهدوء في جبهات المقاومة في لبنان والعراق واليمن هو تكريس لواقع جديد في مسار الصراع لم يكن حاضرا على مدار سنوات نشأة الكيان الإسرائيلي.
وقال هنية إن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي "لا يديرها فقط جيش الاحتلال بل الإدارة الأمريكية وحلفاؤها من قوى الاستعمار الغربي"، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ترأس بنفسه اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلية في جلسة استغرقت سبع ساعات لوضع أهداف القضاء على المقاومة وحماس واستعادة الأسرى وتهجير سكان قطاع غزة وتغيير الواقع الأمني والسياسي في القطاع.
وذكر هنية أن واشنطن وحلفاءها سارعوا إلى حماية الكيان الإسرائيلي، وخوض ما اعتبروه حربًا وجودية، لأن ما جرى في السابع من تشرين أول/أكتوبر كان زلزالًا ضرب أسس وقواعد وأصول بناء المشروع الاستعماري الصهيوني.
وأكد هنية فشل هذه الأهداف أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته التي نجحت في فرض إيقاعاتها ورؤيتها لأنها تمثل الحق والنضال والتضحية لإحقاق الحقوق الفلسطينية.
ثلاث مميزات للمقاومة
وقال إن المقاومة تميزت خلال خوضها المعركة بثلاثة أبعاد رئيسية، تشمل أولًا الاستناد إلى العقيدة الراسخة والثابتة، وثانيًا التخطيط وبناء القوة والاقتدار والإعداد واستراتيجية تراكم القوة خلال محطات الصراع.
وأضاف أن البعد الثالث يكمن في التحالفات الاستراتيجية التي بنتها المقاومة مع كل مكونات الأمة، وفي القلب منها الدول والقوى المتحركة في إطار جبهات محور المقاومة وتحركها المشترك ضمن تكاملية عُبدت بالدم والتضحيات في كل مكونات هذه الجبهات والأمة كلها.
وأكد هنية أن المعركة الحالية شهدت أهوالا ودفعت أثمان لم تشهدها أي من محطات الصراع مع المشروع الصهيوني تاريخيًا، فيما الحاضنة الشعبية ملتفة حول المقاومة وترفع الراية رغم مرور تسعة أشهر على الحرب.
وأكد هنية أن الإسناد العسكري المستمر للمقاومة الفلسطينية في غزة يشكل ضغطًا مباشرًا وقويًا على الكيان وعلى حليفته الولايات المتحدة ومن معها.
نتائج استراتيجية لطوفان الأقصى
وتطرق هنية إلى ثلاث نتائج استراتيجية تحققت لطوفان الأقصى، الأولى إعادة القضية الفلسطينية لمكانتها، واحتلالها مجددًا الأجندات الإقليمية والدولية بعد أن تم تهميشها من بعض الدول الإقليمية والأطراف الدولية، ودفع اعتبارها بمثابة شأنا داخليا إسرائيليا.
وأوضح أن النتيجة الثانية هي أن هزيمة الكيان حقيقة وليست وهما، وهذا أمر يمكن أن يكون قريبا، فيما الثالثة هي إعادة توحيد الأمة على فلسطين وقضيتها بشكل جامع، في وقت يعاني الكيان الإسرائيلي من تصدعات داخلية ستستمر حتى زواله.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الاقصى العدوان على غزة اسماعيل هنية حماس هنیة أن
إقرأ أيضاً:
الحية: وافقنا على مقترح جديد للوسطاء.. وسلاح المقاومة خط أحمر
قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، إن الحركة، وافقت على مقترح قدمه الوسطاء قبل يومين، بعد التعامل مع بصورة إيجابية لوقف العدوان على القطاع.
وأضاف الحية في كلمة مصورة بمناسبة عيد الفطر وتوضيح الموقف من عروض وقف إطلاق النار، أن الحركة تأمل ألا يعطل الاحتلال المقترح الأخير ويجهض جهود الوسطاء.
وأشار الحية إلى أن التعامل مع العروض التي قدمت، جرى بمسؤولية بهدف الوصول إلى الأهداف لوقف الحرب، والحرص على الشعب الفلسطيني.
وتابع: "على الصعيد الوطني، وانطلاقا من الرؤية التي وضعتها الحركة في حياة القائد الراحل إسماعيل هنية في الأسبوع الثاني للحرب، والتي تتضمن: أولا: وقف العدوان، ثانيا: تحقيق وحدة شعبنا لاستثمار نتائج الطوفان، ثالثا: العمل المشترك مع مكونات شعبنا الفلسطيني لنيل حقنا بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، والحق في عودة اللاجئين، تحركنا لإنجاز وتحقيق وحدة شعبنا، وذهبنا إلى روسيا ثم الصين مرتين، وأبرمنا اتفاقا واضحا مثّل إجماع القوى والفصائل بتشكيل حكومة توافق وطني من خبراء".
وأردف: "استجبنا لاحقا للمقترح المصري بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة قطاع غزة، تتحمل مسؤولية القطاع كاملا في كل المجالات، تتشكل من شخصيات وطنية مستقلة، وأن يتسلموا عملهم بدءا من لحظة الاتفاق، لقطع الطريق أمام أي دعاية يمكن أن يمارسها العدو".
وشدد على أن الحركة وصلت إلى مراحل متقدمة في الحوارات، وقدمت مع القوى والفصائل للجانب المصري، مجموعة من الأسماء لأشخاص مستقلين ومهنيين وخبراء، لإتمام عملية التشكيل، ونأمل من الأشقاء في مصر أن يتمكنوا من الإسراع في تشكيلها بعدما أخذوا دعما عربيا وإسلاميا لها.
وأكد القيادي بحماس: "نقول بصراحة لمن يراهن أن حماس وفصائل المقاومة يمكن أن تتخلى عن مسؤولياتها أو تسلم شعبنا وأهلنا لمصير مجهول يتحكم فيه الاحتلال وفق ما يريد، نقول لهم: أنتم واهمون".
وشدد على رفض الحركة التهجير والترحيل، وعلى أن سلاح المقاومة "خط أحمر"، وهو مرتبط بوجود الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال: "لقد قدم شعبنا قادته وأبناءَه من أجل الحرية والتحرير والعودة، من أجل فلسطين والقدس والأقصى، وسنواصل هذا الطريق حتى تحقيق أهداف شعبنا كاملة، بوقف الحرب والعدوان، وتحقيق وحدة شعبنا ومصالحه، وصولا لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتحقيق عودة شعبنا وأهلنا لأرضنا ومقدساتنا".
ووجه الحية كلمة للأمة العربية والإسلامية، وقال: "يأتي العيد هذ العام، وشعبنا في قطاع غزة يضرب عليه حصار مطبق، ويواجه حرب إبادة همجية، وأهلنا في الضفة والقدس و48 يواجهون عمليات التهجير وسلب الهوية، وفي مخيم جنين يعيث الاحتلال فيه فسادا وخرابا، وشعبنا في الشتات ينتظر يوم عودته إلى وطنه وأرضه التي طرد منها".
وتابع: "كل هذا يجري أمام صمت عالمي مريب، وتمر هذه الجرائم وكأنها حالة اعتيادية، ولكنها في الحقيقة هي كارثة تهدد مصير قضيتنا، وإننا جميعا مطالبون بالتحرك الجادّ لوقف جرائم ومخططات الاحتلال بكل الوسائل والسبل، ونحن على يقين أن شعبنا بعون الله لديه من القدرة والإمكانات والاستعداد للبذل، لوقف ما يقوم به العدو من همجية وإرهاب".