عرض الثمانية دراما كورية جديدة تفضح وحشية الرأسمالية
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
لا تلبث شركات الإنتاج أن تستثمر نجاحات الأعمال الدرامية أو الأحداث الواقعية واستغلالها لضمان مزيد من المشاهدة، هكذا فعل القائمون على منصة نتفليكس حين قرروا تقديم المسلسل الكوري "عرض الـ8" (The 8 Show) الذي يبدو للوهلة الأولى كما لو كان عملا منشقا ولكن بتصرف من مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) الذي حقق نجاحا مذهلا قبل سنوات.
لكن، ورغم الدوران في فلك فكرة قد تبدو مكررة، فإن العمل نجح باحتلال المرتبة الأولى للدراما الأكثر مشاهدة في الكثير من البلدان ولأسابيع متتالية، مما يثبت صحة حدس المنتجين ورهانهم على أن هذا هو ما يريد الجمهور مشاهدته، ويبقى السؤال ما الذي يجعل ذوق المشاهدين يميل إلى كل هذا العنف والعدوانية؟
الثروة مقابل وقتك"عرض الـ8" مسلسل درامي قصير من 8 حلقات فقط، يحكي عن 8 غرباء العامل المشترك بينهم أن جميعهم مُثقلون بالديون وعلى وشك الانتحار من أجل التخلص من ذاك العبء المادي غير المُحتمل.
قبل أن تلوح لهم فرصة من العدَم تعدهم بالخروج من ذلك المأزق للأبد، كل ما عليهم فعله مشاركة البقاء سويا في مجمع سكني غريب وكلما طال بقاء الجميع أحياء ازدادت قيمة المبلغ الذي يحصلون عليه بالنهاية وبالطبع يمكنهم الانسحاب بأي وقت لكن انسحاب شخص واحد يعني نهاية المسابقة وخسارة الجميع.
صراع على السلطةقد تبدو المسألة عادية ويسيرة لكن مع الوقت تزداد غرابة، إذ سرعان ما يكتشف المشاركون أن الطوابق غير متكافئة ولا تملك نفس الإمكانات أو حجم المكاسب المالية مما يُشعل فتيل الضغينة بين الأبطال.
وتزيد الأمور تعقيدا وقسوة حين يُدرك اللاعبون أن الوقت الذي لديهم يزداد فقط إذا ما قدموا شيئا يُثير انتباه القائمين على المسابقة أو إعجابهم. ومن ثمّ تنقلب الموازين كلها ويسعى الأقوياء والأكثر شرا للبقاء على مقعد السلطة مُستغلين الضعفاء لتقديم عروض وحشية ودموية لزيادة الوقت.
وبالرغم من أن الضعفاء يقررون بعد فترة التكاتف والانشقاق مُحدثين ثورة داخلية، تظل الأمور في اتجاهها للسوء مع إصرار البعض على الاستمرار رغم كل ما يجري وهو ما يحدث بالتزامن مع الكثير من المفاجآت غير المتوقعة والالتواءات الدرامية الحادة والمثيرة.
can’t believe no one is talking about the 8 show on netflix?!! when it has a solid plot, solid characterization, and solid narrative
it’s the more coherent version of squid game, just lacks the emotional punch and cringey (yet effective) story arcs #The8Show
— whalien (@whalienboi) June 5, 2024
الأكثر شرا.. لكن الأفضل دراميارغم كل المشاهد العنيفة والمؤذية نفسيا التي حظي بها العمل، فإنه نجح في تحقيق نسبة مشاهدة مرتفعة بفضل التشويق الهائل الذي تمتعت به القصة، بجانب قدرة الأبطال على تجسيد شخصياتهم ببراعة وخاصة الممثلة "تشون وو هي" قاطنة الطابق الثامن التي استطاعت إثارة غضب كافة المشاهدين بسبب إتقانها الدور والطريف أنها لم تكن المُرشحة الأولى له.
أما العيب الذي وقع به صانعو المسلسل فهو فشلهم في ربط الجمهور بالشخصيات الأصلية، ذلك لأن المقدمة التي كانت تُعرّفهم إلى كل شخصية بأول الحلقات لم تكن كافية لمعرفة خلفية الأبطال ودوافعهم أو التعاطف معهم.
The series turned out to be much better than expected. It bites capitalism, class & the rich who will only get richer, Poor people who have to struggle to survive. 8 people are stuck in a mysterious 8story building. The longer you stay, the more money you earn. #The8Show #netflix pic.twitter.com/weddWJ3RDC
— Sarrah ???????? (@Sarrah1962) May 27, 2024
وإن كان هذا التعاطف نشأ لأسباب أخرى لها علاقة بالتسلسل الهرمي الذي وقع تحته الأبطال داخل التحدي نفسه، واضطرار البعض لتحمّل مساوئ التقسيم الطبقي دون آخرين.
هل نشهد موسم ثانيا؟وفقا لما صرّح به "هان جاي ريم" مخرج العمل، فإن العمل من جهة، ما هو إلا نقد غير مباشر للوحشية الرأسمالية، ومن جهة أخرى محاولة درامية مختلفة لاستكشاف بواطن النفس البشرية وخفاياها شديدة الظلمة والبدائية خاصة حين توضع في مواجهة مع عدم تكافؤ الفرص وإمكانية استغلال ذلك لصالحها.
وعن وجود جزء جديد قادم بعد نجاح الموسم الحالي، صرّح أن ذلك ليس مستحيلا لكنه لا يزال كذلك مجرد احتمال قائم ضمن الاحتمالات. وهو ما أكدته نهاية العمل التي تُظهر أحد الناجين من البناية فيما يُقدم سيناريو بنفس عنوان المسلسل لمسؤول تنفيذي والذي يتحمس بدوره للحبكة ويُنهي الحوار قائلا ربما يحظى عمل كهذا بموسم ثان.
حين تكون الحياة رخيصة"عرض الـ8" ليس المسلسل الكوري الوحيد الذي اعتمدت فكرته على لعبة خطيرة يمارسها الأبطال للفوز والحصول على مكسب ما، ورغم بساطة قوانينها فإن حياتهم قد تنتهي ثمنا لها.
من المسلسلات الشبيهة والتي حققت نجاحا كبيرا عند عرضها مسلسل "أوراق الموت" (Alice in Borderland) الذي صدر في 2020، وبالطبع "لعبة الحبار" الذي حطم الأرقام القياسية قبل 3 سنوات، مما يجعل تلك الثيمة تبدو كما لو أنها مادة خصبة وجاذبة لصانعي الدراما الكورية الجنوبية.
لكن بمزيد من التدقيق يمكن إدراك أن ثيمة الألعاب وما يترتب عليها من مفاجآت ليست هي بالضبط ما يجري الرهان عليه وإن كانت تجذب الجمهور بغزارة، بقدر ما يرغب القائمون على تلك الأعمال بفضح الوجه القبيح للرأسمالية وبشاعة استغلال الطبقات العاملة وما يمكن أن يجري من تبعات عدم وجود عدالة لتوزيع الثروات.
الأمر نفسه شاهدناه في 2019 بفيلم "الطفيلي" (Parasite) الذي حقق طفرة بجوائز الأوسكار، ولهذا فإن شاكلة تلك الأعمال لا تلائم الجمهور الكوري وحده بل الملايين غيرهم من سكان العالم يمكنهم التماهي مع ما يجري وإيجاد المبررات الكافية للأبطال مهما بلغ توحشهم أو أنانيتهم.
أي شيء مقابل المالجدير بالذكر أن المسلسل يُعيد إلى الأذهان أجواء الفيلم الوثائقي البريطاني الذي صدر العام الماضي بعنوان "المتسابق" (The Contestant) واستعرض تجربة ممثل كوميدي ياباني ظهر عام 1998 ببرنامج تلفزيوني واقعي تطلّب منه أن يعيش بمفرده في حجرة صغيرة عاريا ومحاولة الفوز بالطعام والملابس بناء على ملء كوبونات مسابقة يانصيب، ورغم أنه كان لديه الفرصة للمغادرة أي وقت لكنه قبِل تلك الحياة لمدة عام كامل إلى أن نجح بالفوز بمبلغ مليون ين.
"عرض الـ8" المسلسل الكوري مقتبس عن ويب كوميك تأليف باي جين سو بعنوان "لعبة المال" (Money Game)، وهو من إخراج هان جاي ريم، قام ببطولته كل من ريو جون يول وبارك جونغ مين، ولي زو يونغ، وتشون وو هي، ولي يول أوم ومون جيونغ هي، وبارك هاي-جون، وباي سيونغ وو.
هذا العمل مناسب لمحبي الدراما المثيرة للتوتر والقلق والباعثة على إفراز الأدرينالين، أو لعشاق سبر أغوار النفس البشرية وكيف يمكن للإنسان، إذا أمن العقاب، ألا يتحلّى بالفضائل. ومع ذلك، فهو غير مناسب إطلاقًا لمن يكرهون مشاهدة العنف أو الدماء، إذ إن أحداثه مليئة بالتشويق والمشاحنات، ولا تخلو من دراما مثيرة للتأمل والتساؤلات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المسلسل الکوری عرض الـ8
إقرأ أيضاً:
فارس النور ..دراما سياسية سيئة الحبكة والإخراج (2-3)
فارس النور الذي بدأ مشططا على الاسلاميين ويكيل لهم السباب مع الناشط عزام ،في حالة نفاقية جديد نحت بالفعل مصطلحا جديدا (اعتذر ولكن لا تعتذر ) ان يعلن فارس الاعتذار علانية ، فإعتذاره ليس عن جرائم الدعم السريع ، بل بوصفه جلابي نيلي يعتذر لآخرين ليسوا بالجلابة ولا بالنيليين،ويبقى السؤال الكبير الذي لم يُجبْ عليه ، لماذا في هذا التوقيت بالذات ، بالطبع لن يتجاسر على القول أن ذلك ضمن برنامج العلاقات العامة الذي تقوم به الامارات لتجميل وجهها القمئ من بثور ودمامل فعلها الشائن ، والذي يقتضي بالضرورة تجميل وجه حليفها في مشروعها التوسعي التدميري” محمد حمدان دقلو” والذي يتزامن وجوده في الامارات هذه الايام مخفورا بجيش مدجج من الحراسات الامنية بمنطقة السعديات بأبوظبي ،حميدتي هُرع الى بادية بني ياس في الثاني من أبريل الجاري في زيارة سرية للتفاكر حول كيفية الخروج من أزمة(العدل الدولية )وهي لعمري “زّرة كلب في تُكل .
إذن بات من الطبيعي ان تصدر الاشارة للـ (المستشار )، الذي لم يجد بُدا من ان يعلن للناس انه يريد ان يعتذر ، فيعتذر مُجرّما بني جنسه من (الجلابة النيليين)لصالح عربان (الشتات) الذين لم يجدوا لنا ذنبا سوى انهم لم يشهدوا معنا بدراً في (56)، ويخصص الزمن المتبقي للغزل في ولي نعمته وليؤكد ايمانه بالحكومة الموازية في نيروبي
بالعودة الى السيد (المنشار) فقد اعتاد فيما يبدو على التكيف مع المشهد السياسي الماثل أمامه ، بتغيير لون الجلد بل والجلد نفسه لملائمة البيئه الانتهازية ،تماما كـ (تبّاع الشمس) يدور حيث دارت شمس مصالحه ،ليذبح قيم العمل الطوعي والانساني قرابين على مدارج الولاء للقادم الجديد ، ليدوس على (شيخ علي )الرجل الذي قدم له الرعاية والعناية وأستأجر له مبنى فخيما في ضاحية بري التي يتشارك فيها السكن معه فكلاهما ا(لشيخ) و(الحوار) يسكنان بُري ، بل وفتح أمامه الباب على مصراعيه ليعبَّ من معين الرعايات والمكرمات من مؤسسات الدولة،فرعت شركتا زين وسوداني معظم انشطة وفعاليات المنظمة ، فالشاب فارس جمعته علاقة طيبة مع والي الخرطوم حينها عبدالرحمن الخضر الذي كان حاضرا في معظم فعاليات المنظمة الى جانب عبدالحليم المتعافي إبان ولايته هو ايضا ، ومامون حميدة ، والمرحوم الفاتح عروة والشيخ عبد الحي يوسف، فبعد ان كانت المنظمة تبث اعلانا تلفزيونيا يتيما يظهر فيه مجموعة من تلاميذ الأساس يتوجه اليهم معلمهم بسؤال مكرور (عايز شنو في المستقبل ) فتكون إجابة الطلبة معتادة في مثل هذه الحالة ( طبيب، ضابط ، مهندس ..الخ) عدا طالب شذّ عن اجماع اخوانه وقال (انا عايز آكُل )، ليدخل بعدها لوقو واسلوقن خاص بإفطار تلميذ ، بعد هذا الاعلان الساذج الذي هزم كل نظريات الاعلان والاشهار ،بل وهزم قيم التكافل والتعاضد التي تميّز الشعب السوداني الذي مثلتة ارجوزة سُماعين ود حد الزين (حتى الطير يجيها جيعان من اطراف تقيّها شبع)، فبدعم” الاسلاميين” ورعايتهم صار لمنظمة فارس اعلانات تنوء بحمل شخصيات ثقيلة الوزن كعبدالحي يوسف الذي ظهر في الاعلان الترويجي للمنظمة بـ (قناة طيبة ) الى جانب عبدالرحمن الخضر وآخرين.
تجدر الاشارة هنا الى تأكيدات وصلتنا من شخصيات قريبة من هذا الملف – نأخذها في الحسبان في سياق تتبع الظاهرة الفارسية – ان المدعو لم تكن له علاقة عضوية مع بنك الطعام و الأستاذ علي عثمان ، على الرغم من انه كان يتلقى الدعم والرعاية من الاخير بما فيها إستئجار المبنى – وهو لم ينكر صلته بالاستاذ ، الا انه استفاد من الخلط البائن في طريقة عمل المنظمتين ،ليشهر بطاقة ” شيخ علي ” في وجه من يريد ، وبطاقة الدكتور نافع علي نافع راعي منظمة مجددون التي يرأسها (فارس ) فعليا ، فآي من البطاقتين كانتا كفيلتين بفتح مغاليق الأبواب أمام ( المستشار فارس ).
ولأن رغبات الأخير وطموحه لا حدود لهما ، وبعد ركوبه موجة الثورة ،مسؤولا عن الطعام وبعض اللوجستيات ، بدعم من جهات عديدة،يدخل في قائمتها حتى جهاز الامن ، فالجهاز نفسه قام بتجنيد عدد كبير من الناشطيين السياسين وناشطي المنظمات كـ ” مصادر” و ” متعاونين” في الخدمة السرية للجهاز، بعضهم كانوا مصادر (مستديمة) داخل احزابهم والبعض الآخر كانوا مصادر مؤقتة ، لعمل مرحلي يهدف لمساندة اللجنة الامنية لمحاولة اخراج انقلاب اللجنة الامنية على البشير بوصفه ثورة شعبية مطلبية ، كثيرون جنّدهم الجهاز بعد ان علم عجرهم وبجرهم وأخترق حواضنهم وقياداتهم ونقاباتهم وتركهم بعدها بعد ان استنفذ منهم (قوش) اغراضه، تركهم كـ ( الجزيرة الطلق) والجزيرة الطلق في عرف اهلنا في الجزيرة هي الجروف التي يكتفي صاحبها بما حصد ، ليترك بقية من المحصول على سنبله ، يتركه( طلقا) للسابلة وعابري الطريق،هذه المصادر تم تسريحها وحرقها ، وصارت نهباً لأطماع مخابرات أخرى تطمح في استمرار هذه الخدمة ، وفي حكم المؤكد بحسب وقائع الحال ان (اف، ن) و (ن ،س) وفلان ووكثيرون كانوا أحد أولئك المصادر ، وكل اولئك كانو تبعا لـ (ضابط ارتباط) واحد من الرتب الصغيرة ،وبعد ان سرّحهم الجهاز ونالوا وضعية مميزة داخل دست الثورة ناشطين وابطال اجتماعين ،سياسيون ملء السمع والبصر،صاروا نهبا للسفير البريطاني عرفان صدّيق السفير الجاسوس، واركان استخباراته، بالاضافة الى خلية الامن الاماراتية التي كانت موجودة في الخرطوم بقيادة ” العقيد ناصر الشحي، والعقيد مصبح الشامسي، الذين جاءا للسودان رفقة ثلاثة آخرين خصيصا لادارة ” التغيير” بتوجيه مباشر من اللواء أمن راشد الكتبي والعميد أمن سالم النيادي ، الممسكان بملف السودان الامني وبمتابعة لصيقة من طحنون بن زايد عن أخيه محمد بن زايد ، ليتوزع المجموعتان البريطانية والاماراتية الناشطين في ما بينهم ، في (البيوت الآمنة)المعدة لهذا الغرض في العمارات و نمرة 2،وبعضها في بيت السفير الاماراتي بالمجاهدين ، ويبدو ان صاحبنا ، بعد ان لفظه الجهاز كالعلكة القديمة التي فقدت (حلاوتها) ، نال حظاً من الاثنين، فما زالت قدماه (كراع في لندن ) و(كراع في أبي ظبي ) بفرصة مقيّم مميّز في كل- ولنا في ذلك عودة -.
كما انه كان مطلوباً من الرجل أن يعمل متعهدا للغذاءات بساحة الاعتصام ، و” متعهد أفراد” لجلب (المشرّدين) المغرر بهم لساحة الاعتصام لتكثير صف المعتصمين ولتحصيل بعض الدلالات الرمزية الرخيصة ، فكوّن بهم جمهورية في (أعلى النفق) ، وشعب اعلى النفق” يشبه المتعهد في كثير من تفاصيله ” إذ لشعب هذه الجمهورية جنسية مزدوجة فهو شعب في( اعلى النفق ) نهارا ، وإذا ما جُنَّ الليل واختلط نزلوا عبر كبري الحديد ” شعباً” لمستعمرة (كولمبيا ) .
فبعد ان نال حظه كبطل من ابطال التغيير المصنوعين ، يعتقد ان دورا جديد أنيط به ، هو تسليم منظمة بنك الطعام التي كان قريبا منها ، للجنة ازالة التمكين ، لكن ذكره لم يرد في مضابط اللجنة ولا في (حفلات الاشهار ) التي كانت تعقدها ، للتشهير برموز الدولة ، وهنا يبرز أحد الدبلوماسيين الصغار ، الذي اعيد بأمر من اللجنة الى وظيفته كسكرتير ثالث بالخارجية ، والحاقه عضوا بلجنة ازالة التمكين بالخارجية السودانية ، والذي احتواه ” النور ” إبّان مغادرة”س” للخارجية ، لتنظيم اوراق منظمة مجددون التي كانت تحتاج لشخص يجيد كتابة الخطط والتصورات والمقترحات ، ما يعرف في عرفنا السوداني بـ ( الفَتِل)، فبرز أسم (س أ م ص)، ولعل (س،أ) هذا لعب دورا كبيرا ردا لجميل الرجل في إخفاء أسمه و(قتل الملف) مكتفيا بالاعلان عن استرداد المنظمة وردها الى ملاكها الحقيقين – كما اشرنا في المقال السابق – وهذا الامر يحدث عادة في عرف لجنة التمكين ، للمقربين من اللجنة ، ولاولئك الذي يقدمون معلومات وخدمات أكبرمن ملفاتهم ، بل وللذين يسلمون مفاتيح خزانات المؤسسات طواعية،ولعل ابرز اسباب ( تفطيس الملف) الخدمات التي يمكن ان يقدمها (المفطّس لأجله) للجهات الاستخبارية اوالأمنية، وليس الملفات التي تم تسريبها لقناة العربية أو مايعرف بوثائقيات ” المؤامرة الكبرى ” لجماعة الاخوان المسلمون في السودان ، ببعيدة عن الاذهان ، فقد كانت فيما يبدو جزءاً من مساومات حدثت .
(غدا بإذن الله نستعرض الدور الاخطر للمستشار الاشتر ) يتبع
كتب : ناجي المحسي