شن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين خلال الأيام الماضية، موجة جديدة من الاتهامات والأكاذيب ضد دولة الإمارات، وعبر أذرعه في اليمن والسودان، التي تمثل آخر مساحات النفوذ للتنظيم بالمنطقة العربية.

حيث شنت أدوات التنظيم الدولي للإخوان في اليمن خلال الأيام الماضية، هجوماً جديداً ضد دولة الإمارات، تحت لافتة "ميناء عدن" من خلال تداول وثيقة تزعم فيها وجود صفقة لتسليم الميناء إلى شركة إماراتية.

الوثيقة المنسوبة إلى عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي إلى رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، عن وجود لجنة وزارية مشكَّلة بقرار مجلس الوزراء للتفاوض مع مجموعة أبوظبي ومؤسسة موانئ عدن للاستثمار المشترك، وأنها على وشك إنجاز الاتفاقية النهائية.

وعلى الرغم من عدم صدور أي تأكيد رسمي من قبل الحكومة أو وزارة النقل على صحة هذه الوثيقة، ونفي قيادات بارزة في المجلس الانتقالي الجنوبي صحة هذه الوثيقة والتأكيد بأنها مزورة، إلا أن جماعة الإخوان باليمن وعبر قياداتها وإعلامها، جعلت منها ذريعة لحملة جديدة من الهجوم ضد الدور الإماراتي في اليمن.

وأعادت الجماعة تكرار خطابها القديم المهاجم والمحرض ضد الدور الإماراتي، بل وترديد أكاذيب ومزاعم منها أن "ميناء عدن يشكِّل أبرز التهديدات للإمارات، وأنه يمكن أن يقضي على الأهمية الاستراتيجية لميناء دبي".

وهي مزاعم تُثير سخرية المختصين بالشأن الاقتصادي نظراً لكون نشاط الموانئ مرتبطة بدرجة أساسية بالنشاط الاقتصادي للدول وبأسباب أخرى ولا يعتمد الأمر على الموقع فقط.

اللافت في الحملة الإخوانية، كان ردود الأفعال الساخرة من قبل اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي ضدها، عبر استذكار حملات الإخوان السابقة ضد الدور الإماراتي منذ عام 2015م، والتي أثبتت الأحداث كذبها وأنها مثلت خدمة كبيرة لمليشيات الحوثي الإرهابية بعد أن كانت واحداً من الأسباب الرئيسية التي أعاقت هزيمتها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.

التخادم الإخواني الحوثي تجلى أيضاً في هذه الحملة، التي لاقت تأييداً صريحاً من قبل جماعة الحوثي وعبر عنها تغريدة القيادي بالجماعة حسين العزي، الذي تحدث عن رفض جماعته لما زعم بأنها "الاتفاقيات التي تحاول شرعنة وتغطية احتلال الإمارات لميناء عدن".

القيادي الحوثي توعد بأن جماعته لها الحق في "شطب هذه الاتفاقات المشبوهة بطريقتها الخاصة"، في تلميح خطير بنوايا الجماعة استهداف ميناء عدن تحت مبرر الاتفاقية المزعومة التي تروج لها جماعة الإخوان، في صورة جديدة للتخادم بين الطرفين.

حملة ذراع التنظيم الدولي للإخوان في اليمن ضد الإمارات تحت لافتة "ميناء عدن"، تزامنت مع حملة أخرى شنها ذراع التنظيم في السودان، عبر اتهامات ومزاعم غير مسبوقة وجهها مندوب السودان (الجيش) الحارث إدريس في جلسة مجلس الأمن الثلاثاء ضد الإمارات.

حيث كرر الحارث الاتهامات التي تطلقها المؤسسة العسكرية الحاكمة في السودان وأحد أطراف الصراع في البلد بتقديم أبوظبي السلاح والدعم للطرف الآخر بالصراع المستمر منذ 14 شهرا وهي قوات الدعم السريع.

هذه الاتهامات رد عليها مندوب الإمارات بالمجلس محمد أبوشهاب ووصفها بأنها "سخيفة وباطلة"، موجهاً حديثه إلى مندوب الجيش السوداني قائلاً: "إذا كانوا يسعون إلى إنهاء الصراع ومعاناة المدنيين، فلماذا لا يأتون إلى محادثات جدة؟"، مضيفاً: "يجب أن تتوقفوا عن المزايدات في مثل هذه المنتديات الدولية، وعليكم بدلا من ذلك تحمل مسؤولية إنهاء الصراع الذي بدأتموه".

ويشير مندوب الإمارات إلى رفض قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان أواخر الشهر الماضي دعوة للعودة إلى محادثات السلام مع قوات الدعم السريع في جدة بالسعودية، في سياق رفض مستمر من قبل الجيش لكل المحاولات الإقليمية والدولية لإنهاء الصراع عبر الحوار المباشر بين الجيش والدعم السريع.

مراقبون يرون في الاتهامات التي يوجهها الجيش في السودان والذي لا يزال تحت تأثير جماعة الإخوان المسلمين ضد الإمارات، هي محاولة مكشوفة لتبرير هزائمه العسكرية على الأرض على يد قوات الدعم السريع على الرغم من الفارق الكبير في التسليح والإمكانيات بين الطرفين.

كما أن هذه الاتهامات يسعى من خلالها الجيش إلى التغطية على الدعم الذي حصل عليه مؤخراً من قبل النظام الإيراني وفق ما كشفته تقارير دولية في فبراير الماضي، عن وصول شحنة من الطائرات الإيرانية المُسيرة، وسط اتهامات عن منح الجيش تواجداً إيرانياً على البحر الأحمر مقابل هذا الدعم.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: جماعة الإخوان الدعم السریع ضد الإمارات میناء عدن فی الیمن من قبل

إقرأ أيضاً:

القاهرة رفضت محاولات إماراتية للتوسّط وتقريب وجهات النظر مع قائد قوات الدعم السريع

علمت “العربي الجديد” من مصادر مطلعة، أن القاهرة رفضت محاولات إماراتية للتوسّط وتقريب وجهات النظر مع قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) والتوصل إلى تفاهمات معينة تخصّ أزمة السودان المتواصلة، وشدّدت على دعمها الكامل للحكومة السودانية ورئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وذلك في ظل تحولات إقليمية بارزة تشمل مبادرات تركية للتوسط في النزاعات بالمنطقة.

عرض تركي لوساطة في أزمة السودان
وفي خطوة قد تعيد تشكيل خريطة التحالفات الإقليمية في أفريقيا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للوساطة في أزمة السودان بين الخرطوم والإمارات لحلّ الخلافات بينهما، وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة التركية. جاءت هذه المبادرة خلال مكالمة هاتفية بين أردوغان والبرهان، يوم الجمعة الماضي، ناقش فيها الطرفان العلاقات والقضايا الإقليمية. وتسعى تركيا إلى تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية من خلال استراتيجيات متعددة تشمل التعاون الاقتصادي، والمساعدات الإنسانية، والأدوار الدبلوماسية.
وساطة أنقرة المقترحة في أزمة السودان بين البرهان والإمارات تضاف إلى محاولاتها السابقة للوساطة بين دول أخرى، مثل الصومال وإثيوبيا. ويعتبر السودان نقطة ارتكاز مهمة في التوازنات الإقليمية نظراً إلى موقعه الجغرافي وعلاقاته التاريخية مع مصر ودول الخليج. وتعكس الخلافات بين السودان والإمارات تعقيدات السياسة الإقليمية في مرحلة ما بعد الثورة السودانية، إذ تتشابك المصالح الاقتصادية والسياسية.
ويعكس دخول تركيا وسيطاً في هذا السياق طموحها لتعزيز دورها في السودان، خصوصاً مع وجود تاريخ من العلاقات القوية بين أنقرة والخرطوم. وتمثل المبادرة التركية فرصة لإعادة التفكير في طبيعة العلاقة بين مصر وتركيا في القارة الأفريقية. ويعتبر السودان، دولة جوار لمصر وشريكاً استراتيجياً، له أهمية خاصة بالنسبة للقاهرة، وسط تساؤلات حول إمكانية حصول تنسيق مصري تركي في هذا الملف بما يخدم استقرار السودان.

أزمة إثيوبيا مثالاً
ورغم التوترات السابقة، تجمع القاهرة وأنقرة مصالح مشتركة في الحفاظ على استقرار السودان، نظراً إلى تأثير ذلك على القضايا الإقليمية، مثل مياه النيل وأمن البحر الأحمر. وإذا نجحت تركيا في تقديم نفسها وسيطاً فعّالاً، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز حضورها في أفريقيا. ومع ذلك، فإن تأثير ذلك على مصر يعتمد على طبيعة العلاقة بين البلدين في هذا الملف، وفي حال وجود تنسيق مصري تركي، قد يتحول هذا الدور إلى فرصة لتعزيز التعاون الإقليمي.
وبحسب مراقبين، تواجه مصر تحدياً مزدوجاً يتمثل في الحفاظ على علاقاتها القوية مع السودان والإمارات، وفي الوقت نفسه متابعة التحركات التركية. وقال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة إسطنبول أيدن، عمار فايد، لـ”العربي الجديد”: “أعتقد أن الوساطة التركية ليست إضعافاً للموقف المصري، ولكنها علامة على هذا الضعف، أي أن الحاجة للوساطة التركية ناتجة عن تراجع تأثير مصر، رغم أن الطرفين (الإمارات والجيش السوداني) حليفان لمصر”. وأضاف: “اللافت أن هذه الوساطة في ما يبدو تأتي بطلب إماراتي، بعد أن رفض الجيش السوداني محاولات سابقة من الإمارات لتقريب وجهات النظر، في ظل استمرار دعم الإمارات لقوات الدعم السريع عسكرياً”. وتابع: “ربما تكون قدرة تركيا على إقناع الجيش السوداني والتأثير عليه نابعة من طبيعة الدعم العسكري التركي لهذا الجيش. بالإضافة إلى أن نجاح تركيا الأولّي في تهدئة التوتر بين إثيوبيا والصومال، دفع الإمارات للرهان على الدبلوماسية التركية لتدخل آخر في السودان”.

من جهته، رأى السفير السوداني السابق لدى الولايات المتحدة، الخضر هارون، أن دخول تركيا على خطوط الأزمات في أفريقيا، وآخرها التوسط بين الصومال وإثيوبيا، يمكن أن يخلق مساحة للتفاهم والتعاون مع مصر. وأوضح هارون في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “تركيا موجودة في الصومال (مقديشو) منذ زيارة أردوغان وزوجته أمينة لتلك الدولة قبل سنوات، ومصر عزّزت وجودها بإرسال جنود إلى الصومال بعد محاولة إثيوبيا الانتقاص من سيادة هذا البلد بالاتفاق مع إقليم صوماليلاند”. واعتبر أن “هذا تقاطع في مصلحة الصومال كدولة بلا شك، ومثل هذا التعاون بين مصر وتركيا لتثبيت كيان دولة معترف بسيادتها دولياً وتربطها بالدولتين علاقات تاريخية، يقع خارج نطاق مجرد التنافس بين مصر وتركيا، لا سيما أن تحسناً قد طرأ أخيراً في علاقات أنقرة والقاهرة”. وأضاف هارون: “لا أرى خطراً لتوسع إثيوبي في البحر الأحمر يتجاوز وصول هذا البلد إلى منفذ مائي على البحر الأحمر يعد ضرورياً لاقتصاده، فمحاولة تجاوز ذلك يخلق حساسيات وتوترات مع الجارة إريتريا ويزعزع استقرار المنطقة”.
أما بالنسبة للمسعى التركي للتوسط بين السودان والإمارات، فيشكل برأي هارون، “فرصة مواتية لمصر في التحرك، ويشكّل تخفيفاً معقولاً يعصم علاقات مصر التجارية والاقتصادية الحسنة مع الإمارات من الضرر، طالما أنه يأتي في إطار متعدد لا ثنائي بحت. وإذا كانت تركيا، التي يشوب علاقاتها التوتر مع الإمارات، تتحرك بهذه الطريقة، فإن مصر أولى بأن تلعب هذا الدور دون حساسيات كبيرة”، وفق رأيه.

العربي الجديد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على عسكريين سودانيين
  • طيران الجيش يقتل أكثر من 9 مواطنين ويصيب آخرين وسط السودان
  • السودان يحمل دولة عربية مسؤولية عدم استقرارها
  • القاهرة رفضت محاولات إماراتية للتوسّط وتقريب وجهات النظر مع قائد قوات الدعم السريع
  • تصعيد ميداني بين الجيش و الدعم السريع و تحشيد كبير حول الفاشر ومدني
  • العلاقات السودانية الإماراتية.. هل تنجح وساطة أردوغان في إصلاحها؟
  • وول ستريت جورنال: حرب السودان تتحول تدريجيا إلى حرب دولية
  • الوساطة التركية.. ماوراء مهاتفة (البرهان – أردوغان)؟
  • الجيش السوداني يُعلن مقتل القائد العسكري"جمعة إدريس" غربي البلاد
  • السودان: استمرار الاشتباكات المسلحة في الخرطوم بحري وشهود يؤكدون تقدم الجيش