حيروت – وكالات
قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الجمعة 21 يونيو/حزيران 2024، إن الدوحة تحاول الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى “في أسرع وقت ممكن”.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في مدريد، بحسب بث نقلته قناة “الجزيرة” القطرية، وقال آل ثاني: “نحاول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن”، مؤكداً أنه “التزام أخلاقي”.

وأضاف رئيس الوزراء القطري: “نعول على شركائنا لممارسة كل أشكال الضغط لوقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية”.

وكشف أن الجهود مستمرة من أجل التوصّل إلى اتفاق، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يتم التوصّل إلى نتيجة وسيتم التواصل مع الجانب الإسرائيلي حين تحقيق ذلك.

كما أعرب آل ثاني عن رفض بلاده استمرار استهداف المدنيين في غزة واستخدام التجويع كسلاح حرب، مشدداً على أن وقف إطلاق النار الفوري في غزة هو السبيل الوحيد لوقف التصعيد على الجبهات الأخرى.

من جهة أخرى، رحّب وزير الخارجية القطري بالموقف الأخلاقي لدولة إسبانيا كونها أول دولة أوروبية تؤيّد الدعوى المقامة ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، فضلاً عن دعمها جهود السلام.

وقال إن “إسبانيا أرسلت رسالة إلى العالم بأن ازدواج المعايير يجب ألا يستمر، وأن كل الدول تخضع للقانون الدولي”، مضيفاً أن “خطوة إسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين هي خطوة تاريخية ومهمة جداً وتلقى تقديراً من قطر والعالم الحر”.

من جهته، قال وزير الخارجية الإسباني إن بلاده تثمن الدور الكبير الذي تقوم به دولة قطر في الوساطة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس قد يقود إلى إنهاء الحرب على غزة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أن الوضع الكارثي في غزة وصل إلى مرحلة تتطلّب وقف إطلاق النار فوراً.

وتابع وزير الخارجية الإسباني: “نؤيد عقد مؤتمر للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وحق فلسطين بدولة مستقلة”، مشيراً إلى أنه بحث مع نظيره القطري الوضع في لبنان وضرورة تجنب توسع الحرب.

وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة، فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأكد المسؤول القطري أن “وقف إطلاق النار الفوري هو السبيل الوحيد للحد من التصعيد على كل الجبهات”.

ويترأس الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وفد دولة قطر في افتتاح الحوار الاستراتيجي القطري الإسباني الأول، الذي يعقد اليوم في مدريد، بحسب بيان للخارجية القطرية الخميس.

ويهدف الحوار إلى الارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين الصديقين، لاسيما في مجالات السياسة والدفاع والأمن والعدل والتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والابتكار.

كما يبحث مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، خاصة آخر التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، وضرورة تعزيز الجهود الرامية إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة والتي تحظى بدعم أمريكي مطلق أكثر من 123 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، ما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائياً أمام محكمة العدل الدولية.

وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار وزیر الخارجیة إلى اتفاق آل ثانی فی غزة

إقرأ أيضاً:

كيف ناور نتانياهو لإسقاط وقف إطلاق النار؟

لفت الأستاذ الفخري للعلاقات الدولية في كلية مدينة نيويورك رجان مينون إلى أن يوم 18 مارس (آذار) الذي استأنفت فيه إسرائيل حربها على غزة كان الأكثر دموية منذ نوفمبر (تشرين الأول) 2023، إذ ترك أكثر من 400 قتيل من بينهم العديد من الأطفال والعائلات. ويشهد العالم الآن عودة كاملة للبداية المدمرة لهذه الحرب: أطلقت حماس وابلاً من الصواريخ ضد تل أبيب بينما تكثف القوات الإسرائيلية جهودها في ما يبدو أنه غزو بري جديد.

يأتي انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في وقت بالغ الخطورة بالتحديد

كتب مينون في مجلة "ذا نيوستيتسمان" أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته حماس وإسرائيل في 15 يناير (كانون الثاني) انحرف برمته عن مساره، بل وربما دمر. لا شيء حتمياً في السياسة والحرب، لكن من فوجئ بما حدث لم يكن يعر الأمر اهتماماً. 

من الدواء المر إلى السم

إلى حد كبير، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على وقف إطلاق النار على مضض، بصفتها هدية تنصيب لدونالد ترامب الذي كان قد أعيد انتخابه حديثاً في ذلك الوقت. لقد عرض إنهاء الحرب هدف نتانياهو الثمين والمتمثل في تدمير حماس للخطر، لكن رئيس الوزراء خشي أيضاً  انسحاب الوزراء المتشددين في حكومته الائتلافية إذا أبرم الصفقة. 

“We’ve got six tons of medical goods waiting to go into Gaza,” says @DMiliband, head of @RESCUEorg. “We’re unable to do our work… because of the breakdown in the ceasefire… There’s just dread, sheer dread that exists on the humanitarian side.” pic.twitter.com/S5j3lyYbFy

— Christiane Amanpour (@amanpour) March 21, 2025

من بين المراحل الثلاث للاتفاق، كانت المرحلة الأولى بمثابة دواء مر لنتانياهو. لكنه رأى أن لبنوده بعض المزايا. اشترطت على حماس إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين على دفعات حتى لو كان ذلك مقابل إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي نحو مناطق عازلة ضيقة داخل حدود القطاع، إلى جانب إطلاق سراح الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل على دفعات. كان رد الفعل الأولي لعودة الرهائن فرحاً شعبياً، مما خفف الضغط السياسي عن نتانياهو. اعتبر الأخير إعادة انتشار جيشه وإطلاق سراح الأسرى ثمناً مقبولاً، مع أنه رفض إخلاء ممر فيلادلفيا الممتد على طول حدود غزة مع مصر.

كان هذا الرفض مؤشراً مبكراً إلى أن الاتفاق في مأزق. وكان من بين المؤشرات الأخرى قرار إسرائيل بتأجيل إطلاق سراح الدفعة التالية من 620 أسيراً فلسطينياً ومطالبتها حماس التي كانت قد سلمت لتوها ستة رهائن كما هو مطلوب بموجب اتفاق يناير، بإطلاق سراح المزيد منهم. نبعت هذه الخطوة من غضب إسرائيل من احتفالات حماس المنتصرة وهي تطلق سراح الأسرى.

وإذا كان نتانياهو رأى أن شروط المرحلة الأولى مؤلمة، فقد اعتبر بنود المرحلة الثانية سامة تماماً. شملت هذه البنود خروج الجيش الإسرائيلي من غزة، وبعد إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وجثث القتلى، التوصل إلى اتفاق سلام دائم، مع بقاء دور حماس المستقبلي غير مؤكد. بصرف النظر عن معارضته لهذه الشروط، كان نتانياهو يعلم أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش سيستقيل عوضاً عن أن يسمح بتنفيذها.

ثم جاء دور ويتكوف

يساعد هذا في تفسير سبب بدء نتانياهو في عرقلة العمل مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى. كان من المقرر أن تبدأ المحادثات غير المباشرة مع حماس بشأن تنفيذ المرحلة الثانية في أوائل فبراير (شباط) وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنه فشل في إرسال مفاوضين. لقد أراد تمديد المرحلة الأولى، أي إعادة صياغة شروط اتفاق قبله سابقاً، وهدد باستئناف الحرب إذا رفضت حماس. ولإجبار حماس على ذلك، أعلن نتانياهو في 2 مارس (أذار) فرض حصار على إيصال المساعدات إلى غزة.

???? @atwoodr with Max Rodenbeck, @MairavZ @aj_iraqi & @mwhanna1 discuss the breakdown of the Gaza ceasefire, the likely effect on Palestinians in Gaza and the goals of both Israel’s renewed military campaign and the ???????? strikes on the Houthis in Yemen.https://t.co/EZhZBFKqC8

— Comfort Ero (@EroComfort) March 22, 2025

بالرغم من أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار انتهت رسمياً في 1 مارس (أذار)، اقترح ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، تمديدها حتى أبريل (نيسان)، على أن تفرج حماس في تلك الفترة عن 15 رهينة إضافية مقابل رفع إسرائيل للحصار. وصفت حماس صيغة ويتكوف بأنها محاولة "لتجاوز" اتفاق 15 يناير. ودعت الحركة بدل ذلك إلى سلام شامل يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، وانسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من غزة، مع أنها وافقت على إطلاق سراح عيدان ألكسندر، الجندي في الجيش الإسرائيلي صاحب الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، وتسليم جثث أربعة  آخرين مزدوجي الجنسية. ثبت أن الجمود بين حماس وإسرائيل غير قابل للكسر.

وفي دفاعه عن استئنافه للحرب، ألقى نتانياهو اللوم على حماس في التعجيل بانهيار وقف إطلاق النار برفضه مساعي ويتكوف. من جانبها، أشارت حماس إلى خطط نتانياهو الماكرة والمدروسة لإفشال اتفاق 15 يناير(كانون الثاني). وبمجرد أن كشفت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت إعلام إدارة ترامب مسبقاً بقرار نتانياهو، اتهمت الحركة الحكومة الأمريكية بالتواطؤ. 

ما هي حسابات نتانياهو؟

كان وقف إطلاق النار معلقاً بخيط رفيع لأسابيع، وقد يكون الآن غير قابل للإنقاذ. يعتمد مصيره على حسابات نتانياهو. ربما أشعل الحرب مجدداً لإجبار حماس على تمديد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المزيد من الرهائن. أو ربما لا يزال مصمماً على تدمير حماس. إذا كان الأخير هو الخيار الفعلي، فقد حقق نجاحاً جزئياً، عاود إيتمار بن غفير ووزيران آخران من  الصهيونية الدينية الانضمام إلى الحكومة الائتلافية بعدما غادروها عقب إبرام الاتفاق.

لكن تدمير حماس مسألة أخرى تماماً. حتى مع افتراض إمكانية تحقيق هذا الهدف سيتطلب تحقيقه شهوراً من الحرب الإضافية. إن سعي نتانياهو الدؤوب لتحقيق هذه المهمة سيعرض إطلاق سراح الرهائن للخطر 59 منهم ما زالوا في غزة، مع أن نصفهم فقط قد يكون على قيد الحياة، وسيزيد  معاناة عائلاتهم. وسيدفع سكان غزة ثمناً أكبر بكثير.  الذين نجوا من الحرب التي أسقطت أكثر من 48 ألف قتيل، يعيشون في ملاجئ مؤقتة وسط أطنان من الأنقاض ويفتقرون منذ الحصار الإسرائيلي إلى الضرورات الأساسية لاستمرار الحياة. ستصبح حياتهم الآن أكثر صعوبة بشكل لا يقاس، وسيموت كثيرون، خاصة إذا زاد نتانياهو حدة المخاطر بتوسيع العمليات البرية. 

ترامب يدعم الرعب

أضاف مينون أنه بغض النظر عما يفعله، يستطيع نتانياهو الاعتماد على دعم ترامب الذي لم ينتقد قط مناوراته لإعادة صياغة اتفاق وقف إطلاق النار. كما وافق ترامب على مبيعات عسكرية أجنبية لإسرائيل بـ 12 مليار دولار منذ عودته إلى البيت الأبيض، ويقال إنه قبل حجة نتانياهو التي طرحها خلال زيارته إلى واشنطن في فبراير (شباط) والقائلة إن إسرائيل بحاجة إلى الحرية لاستئناف الحرب رغم اتفاق وقف إطلاق النار. 

وحتى لو أدرك نتانياهو أنه لا يمكن تدمير حماس، فقد يراهن على أن الحرب المتجددة ستضع فكرة ترامب المطروحة لإخلاء غزة وضمها، والتي أشاد بها الزعيم الإسرائيلي ووصفها بأنها "ثورية" و"مبدعة"، على رأس الأولويات. يأتي انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في وقت بالغ الخطورة بالتحديد. فقد صعدت إسرائيل هجماتها على لبنان وسوريا.

وتتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران والحوثيين. ومن بين الدول التي أدانت نقض إسرائيل الواضح لوقف إطلاق النار، السعودية، ومصر، وقطر. وحذر نتانياهو فقال إن استئناف الحرب "مجرد بداية"، وأنه رغم انفتاحه على استمرارها، ستعقد المحادثات مع حماس "تحت النار". وفي 21 مارس(أذار)، أمر وزير دفاع نتانياهو إسرائيل كاتس قواته "بالسيطرة على المزيد من الأراضي"، وهدد بضم جزئي للقطاع. ومع هيمنة المفاوضات الأوكرانية على أجندة الأخبار، أغفلت معظم دول الغرب والعالم هذا الرعب المتنامي. وختم الكاتب فقال: "الآن سنرى إذا كانت ستستجيب بشكل أبعد من مجرد المشاهدة".

مقالات مشابهة

  • تفاصيل الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية المصري وويتكوف بشأن غزة
  • تفاصيل مقترح مصري لوقف إطلاق النار .. المحتجزين مقابل الانسحاب من غزة
  • وزير الخارجية المصري: التصعيد الإسرائيلي الخطير في لبنان ينذر بعودة الصراع
  • والتز: التوصل إلى سلام بين روسيا وأوكرانيا بات قريب
  • سفير إسبانيا بالقاهرة يؤكد دعم بلاده لجهود مصر لوقف إطلاق النار بغزة
  • سفير إسبانيا بالقاهرة يؤكد دعم بلاده لجهود مصر في الوساطة من أجل وقف إطلاق النار في غزة
  • وزير الخارجية يؤكد ضرورة التحرك نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار على غزة
  • وزير الخارجية: «السبيل الوحيد لإطلاق سراح المحتجزين هو العودة للمفاوضات»
  • “بلومبرغ”: واشنطن تريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا بحلول 20 أبريل
  • كيف ناور نتانياهو لإسقاط وقف إطلاق النار؟