الجزيرة:
2024-12-26@14:20:47 GMT

الحرب والسرطان ينهشان جسد طفلة من غزة

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

الحرب والسرطان ينهشان جسد طفلة من غزة

داخل خيمة من القماش في أحد مراكز الإيواء وسط قطاع غزة تجلس الطفلة انشراح أبو عمشة (16 عاما) المصابة بمرض السرطان تقلّب صورها التي التقطت لها وهي على سرير العلاج الذي حرمت منه جراء العدوان المدمر الذي تشنه إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

لقد دفعت الحرب بالطفلة من غرفة يتوفر فيها جهاز تبريد يتواءم مع وضعها الصحي ويخفف -ولو بالحد القليل- تداعيات مرضها إلى خيمة تختزن داخلها درجات عالية من الحرارة والرطوبة وتنعدم فيها مقومات الحياة.

وحالت الحرب وإغلاق معبر رفح بشكل شبه كلي منذ بداية الحرب دون استكمال الطفلة أبو عمشة علاجها في الخارج كما كانت تسعى عائلتها في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا لما قالته للأناضول.

وينعدم اليوم الأمل لدى الطفلة وعائلتها في الخروج من القطاع لاستكمال العلاج وسط تدهور وضعها الصحي، وذلك بعدما أوصدت إسرائيل المعبر تماما في 7 مايو/أيار الماضي بعد أن سيطرت آنذاك على الجانب الفلسطيني منه ضمن عملية بدأتها في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع.

وتطالب الطفلة -التي انتفخ الجزء الأيسر من وجهها وفقدت عينها بشكل كامل جراء وجود ورمين، الأول فوق العين والآخر في الخد- بالعمل على إخراجها من القطاع لاستكمال علاجها وإنقاذها من خطر محقق.

انشراح ليست الفرد الوحيد في عائلة أبو عمشة المصاب بالسرطان، إنما هي واحدة من 3 أفراد، حيث تعاني والدتها وشقيقتها المرض ذاته، في حين يواجه شقيقها مرض زيادة الكهرباء في الدماغ.

ويصارع اليوم أفراد العائلة المرض والحرب من أجل البقاء، في وقت فقدوا فيه معيلهم الوحيد قبل سنوات بالمرض ذاته.

ومنذ بداية العدوان أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة، خاصة معبر رفح البري الذي شهد إغلاقا جزئيا سمح خلاله بخروج عدد قليل جدا من أصحاب الجوازات الأجنبية والمرضى والجرحى، لكن إسرائيل أغلقته تماما بعد أن سيطر الجيش على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو/أيار الفائت.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن القطاع الصحي فقد أكثر من 70% من قدرته السريرية في القطاع، في حين تكافح الوزارة لتقديم الخدمات الصحية عبر إقامة مستشفيات ميدانية، لكنها غير قادرة على توفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية.

وفي يونيو/حزيران الجاري قالت الوزارة إن 25 ألف مريض وجريح في القطاع بحاجة للعلاج في الخارج، ولم يتمكنوا من السفر خلال العدوان الإسرائيلي.

وأشارت وزارة الصحة في بيان لها آنذاك إلى أن عدد المرضى والجرحى الذين تمكنوا من السفر للعلاج في الخارج بلغ نحو 4895 فقط، بنسبة وصلت إلى 19.5% من إجمالي العدد.

أوضاع قاسية

داخل الخيمة -التي تنعدم فيها مقومات الحياة الآدمية ولا سيما الخاصة بمرضى السرطان- تجلس الطفلة أبو عمشة تداعب مجموعة من القطط التي تقول إنها بدأت برعايتها خلال الحرب.

وتعيش الطفلة المصابة بالسرطان في أوضاع تصفها بالقاسية بسبب ضعف مناعتها.

وتقول عن ذلك "في منزلنا ببلدة بيت حانون شمال القطاع كانت لدي غرفة خاصة فيها جهازا تهوية وتبريد، وذلك لأنني بحاجة لظروف خاصة جراء ضعف المناعة الذي أعاني منه".

وتابعت "لكن اليوم نجلس في خيمة وسط ظروف غير صحية، وبدون توفر أي مقومات من شأنها أن تساهم في رفع مناعتي".

وتشير إلى انعدام إمكانية الخروج من الخيمة بسبب اكتظاظ النازحين داخل مركز الإيواء، في ظل انتشار أمراض وأوبئة.

ولفتت إلى أن وضعها الصحي يحول دون تحملها حرارة الجو الحالية، مما يؤدي إلى تدهور صحتها.

وأعربت عن أملها في السفر خارج القطاع لتلقي العلاج برفقة أفراد عائلتها في أقرب وقت ممكن.

المرض متفش في العائلة

بدورها، تقول سماح (والدة الطفلة أبو عمشة) للأناضول "إن والد انشراح توفي قبل أعوام إثر إصابته بمرض السرطان"، مضيفة "أنا وطفلتي الأخرى آية مصابتان بالسرطان، أما الطفل فهو مصاب بزيادة كهرباء في المخ".

وأوضحت أن الحالة الصحية التي تمر بها انشراح صعبة للغاية جراء المضاعفات الصحية التي تعرضت لها وزيادة الانتفاخ في الجزء الأيسر من الوجه.

وتستكمل قائلة "كنت أجمع المال من أجل إخراج الطفلة لاستكمال علاجها بالخارج بعد أن تلقته في مستشفيات إسرائيلية وبالأردن، لكن دون جدوى حيث أجرت نحو 17 عملية جراحية منذ إصابتها بالمرض".

ومن بين تلك العمليات خضعت انشراح لعملية استئصال ورم في الرأس وزرع بلاتين، فضلا عن عملية زرع للفك، بحسب قول الوالدة.

وتشير إلى أنها فقدت منزلها في الحرب، كما فقدت بالتزامن جميع الأموال التي احتفظت بها من أجل علاج انشراح.

تجتمع ظروف الحرب والمرض لدى أفراد عائلة أبو عمشة مع غياب معيلهم الذي توفي بسبب السرطان، حيث يعتمدون في حياتهم اليومية على المساعدات الشحيحة التي تصلهم.

وتوضح أن انعدام توفر الطعام الصحي والحليب الخاص برفع مناعة الجسم ساهم في تدهور الوضع الصحي لانشراح.

وقالت عن ذلك "مرت علينا أيام تناولنا فيها الكرتون بدلا من الخبز".

المرض ورحلات النزوح

حالها كحال باقي العائلات الفلسطينية مرت عائلة أبو عمشة -التي يعاني معظم أفرادها من المرض- بنحو 12 رحلة نزوح.

وقالت أبو عمشة "منذ اندلاع الحرب نزحنا من منزلنا في بلدة بيت حانون، ومن هنا بدأت رحلات النزوح حتى بلغت نحو 12 مرة".

وأوضحت أن حالة التشرد التي أصابت العائلات خلال الحرب أبعدتها عن أقاربها، مما جعل فرصة الحصول على الدعم والإسناد أمرا صعبا للغاية، وفق قولها.

وبينت أنها أصيبت بشظايا قصف إسرائيلي استهدف المستشفى الإندونيسي (شمال) الذي مكثت فيه الطفلة أبو عمشة لتقلي العلاج خلال الحرب.

وأضافت "خلال فترة مكوثنا في الإندونيسي استهدف الجيش الطوابق العليا من المستشفى قبل اقتحامه".

وتابعت "أصبت بشظايا صاروخ في يدي، مما تسبب بقطع العصب فأشعر بخدران في اليد، مما يحول دون إنجازي المهام اليومية".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اقتحم الجيش الإسرائيلي المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة لمدة 4 أيام، قبل أن ينسحب منه مخلفا عددا من القتلى ودمارا واسعا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

حلقة تناقش التعاون وتحليل التحديات مع شركاء القطاع الصحي

نظمت وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للتخطيط بالتعاون مع وزارة الاقتصاد وشركاء خارجيين من خارج الوزارة اليوم بفندق انترستي-الخوير، حلقة العمل الثانية "تحليل التحديات مع شركاء القطاع الصحي للإعداد للخطة الخمسية الحادية عشرة (2026 – 2030) ".

رعى افتتاح الحلقة سعادة الدكتور أحمد المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي بحضور الدكتور قاسم السالمي المدير العام للتخطيط وبمشاركة واسعة من جميع القطاعات المعنية الحكومية والخاصة وعدد من أفراد المجتمع العماني.

وهدفت الحلقة التي استمرت يوما واحدا إلى تعزيز التعاون بين مختلف الشركاء في النظام الصحي لضمان تحليل شامل ودقيق للتحديات، وتطوير الحلول لمعالجة تلك التحديات؛ مما يسهم في تطوير الخطة الخمسية الحادية عشرة بفاعلية تلبي احتياجات المجتمع.

وألقى سعادة الدكتور أحمد المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي كلمة أعرب فيها عن أهمية هذه الحلقة في تحديد أولويات النظام الصحي في المرحلة القادمة مشيرا إلى أن التحليل الدقيق للاحتياجات الصحية والتخطيط المستقبلي هو السبيل نحو تحقيق استدامة القطاع الصحي، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لجميع المواطنين والمقيمين على أرض سلطنة عمان.

بعدها ألقى الدكتور قاسم السالمي المدير العام للتخطيط بوزارة الصحة كلمة تطرق فيها إلى الأهداف والرؤية المستقبلية للخطة الخمسية الحادية عشرة (2026 – 2030) وأهمية تنفيذها خلال المرحلة المهمة القادمة.

وتضمنت حلقة العمل تقديم عدد من العروض منها المنهجية في إعداد الخطة الخمسية الحادية عشرة، والصحة العامة نهج متكامل لتحقيق التنمية المستدامة، ونهج الصحة الواحدة وأهمية التكامل القطاعي لتحقيق التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • حلقة تناقش التعاون وتحليل التحديات مع شركاء القطاع الصحي
  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • طفلة بلا هوية تحيّر القضاة في العراق
  • البنك العربي الأفريقي يتعاون مع جامعة أسيوط لدعم القطاع الصحي بالصعيد
  • التدريب على أنظمة التحكم الرقمية في القطاع الصحي
  • 75 مليار جنيه.. القطاع الصحي يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية مصر 2030
  • مجدي بدران: القطاع الصحي في مصر شهد نهضة حضارية غير مسبوقة
  • غدا.. محاكمة متسولة وزوجها بتهمة قتل طفلة في السلام
  • «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن
  • مدير صحة طرطوس ينفي أنباء عن تسريح موظفين في القطاع الصحي