منذ دخول حزب الله على خط حرب غزة كجبهة إسناد ومشاغلة من بوابة الجنوب اللبناني، عادت شروط تنفيذ القرار الدولي 1701 إلى الواجهة؛ كأحد المنطلقات التي يسعى من خلالها الغرب خصوصاً الولايات المتحدة إلى إعادة ضبط الأوضاع الأمنية، واحتواء التصعيد المبرمج والمحسوب حتى الآن في كلا الخندقين. بالتزامن عادت مسألة أمن الأراضي المحتلة إلى الواجهة مع فرضية "حدود الليطاني" ومطالب الاحتلال بإعادة حزب الله إلى ما وراء هذا النهر العرضي بعد 18 عاما على صدور القرار الأممي عقب حرب مدمرة.

على وقع الإنذار المسرب الذي حمله المبعوث الأمريكي آموس هوكشتين من تل أبيب الى بيروت بعنوان عريض: "انسحاب حزب الله الى ما وراء الليطاني وإما الحرب"، تتوالى الأسئلة حيال قدرة الاحتلال على تحقيق هذا الهدف عسكرياً أو دبلوماسيا في منطقة حساسة كالليطاني لطالما شكلت نقطة نزاع مع الاحتلال.

اقرأ أيضاً : استعراض قوة بين حزب الله والاحتلال.. خطاب عالي السقف لنصر الله يستبطن رسائل عسكرية وسياسية "فيديو"

الليطاني هو أطول الأنهار اللبنانية بمسافة مئة وسبعين كيلومترا من منبعه غرب بعلبك في سهل البقاع ووصولا إلى مصبه في البحر المتوسط شمالي مدينة صور. ولطالما عد هذا الشريان الحيوي ضمن أطماع كيان الاحتلال المباشرة. وفي البال إطلاقه شعار "عملية الليطاني" على اجتياحه الأول الواسع للبنان عام ثمانية وسبعين بهدف معلن؛ رسم حدود مائية لدولته الغاصبة مع لبنان وعلى حساب سكان الجنوب.

بعد ثلاثة أيام على بَدء الغزو الإسرائيلي للبنان، صدر عن تدخل دولي سريع قرار 425، الذي طلب سحب الجيش الإسرائيلي وتشكلت بموجبه قوات دولية وصلت إلى لبنان في آذار/مارس من العام نفسه.

الموازين الدولية آنذاك كانت مختلفة وسط تصارع القطبين الأوحدَين؛ الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، الذي تفكك عام 1990.

عام 1982 تكررت نظرية أمن إسرائيل وحدود الليطاني عندما بدأ الاجتياح الإسرائيلي الكبير في 6 حزيران/يونيو. وفي 25 أيار/مايو عام 2000 انسحبت إسرائيل من لبنان ورسمت الأمم المتحدة ما يعرف اليوم بالخط الأزرق لتأكيد هذا الانسحاب بطول مئة وعشرين كيلومترا؛ شمالي مسار الليطاني.

اقرأ أيضاً : نصرالله: اقتحام الجليل احتمال وارد في إطار أي حرب يشنها الاحتلال على لبنان

هكذا تشكلت الحدود المؤقتة الفاصلة بين فلسطين المحتلة ولبنان، على بعد 30 كيلومتراً على الأقل عن الحدود الدولية المرسومة منذ مطلع القرن الماضي. وبقيت ثلاث عشرة نقطة متنازع عليها بين لبنان والاحتلال على طول الخط الأزرق من مزارع شبعا وصولا إلى رأس الناقورة في قضاء صور.

بعد حرب تموز 2006، صدر القرار الدولي 1701 الذي يدعو إلى وقف العمليات القتالية كلياً بين لبنان وإسرائيل، وإيجاد منطقة "عازلة" بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة. وكُلفت قوات اليونيفيل تحت الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة بالانتشار بين نهر الليطاني وما يسمى بـ "الخط الأزرق" لمساعدة الجيش اللبناني على منع أنشطة حزب الله العسكرية هناك. وبالفعل انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى الى جانب قوات اليونيفيل جنوبي الليطاني الذي يمتد بالتوازي على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، ويقع على بعد حوالي 30 كيلومتراً شمال الحدود.

القرار لم يترجم فعليا على أرض الواقع. فالاحتلال يواصل خروقاته للسيادة اللبنانية، وحزب الله أبقى على جهوزيته وتعزيز ترسانته العسكرية. لكن ذلك القرار ألزم الجانبين بقواعد اشتباك هشة حتى اندلاع المواجهات على جبهة الجنوب قبل تسعة أشهر بالتزامن مع حرب غزة.

اليوم يطالب الاحتلال بضمان أمنه عبر تطبيق القرار 1701 ويطرح انتشار قوات فرنسية وأمريكية على جانبي الحدود وإبعاد حزب الله مسافة لا تقل عن سبعة كيلومترات جنوبي الليطاني. الحزب لا يمكن أن يقبل بهذا الطرح أو التخلي عن مصدر قوته أي سلاحه، بحسب محللين مستقلين.

في الأثناء تستمر معضلة عض أصابع بين الجانبين حدودها الليطاني وكلمتها الفصل تبقى للميدان.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: لبنان حزب الله اللبناني الاحتلال الإسرائيلي المقاومة حزب الله

إقرأ أيضاً:

أموال حضرت فجأة .. لبنانيون يوجهون سهامهم إلى حزب الله

سرايا - وسط استنفار أمني، وبعد قرابة خمسة أشهر على اغتياله يوم 27 سبتمبر الماضي بغارات إسرائيلية مدمّرة على منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، يشيع حزب الله أمينه العام السابق حسن نصرالله في مراسم حاشدة، اليوم الأحد.


وتبدأ مراسم التشييع التي يتوقع أن تشل البلاد مع تدفق مناصري الحزب إلى بيروت من مناطق عدة، عند الساعة الأولى ظهرا (11,00 ت غ) في مدينة كميل شمعون الرياضية، جنوب العاصمة اللبنانية، وسط مخاوف من قبل العديد من اللبنانيين من حصول إشكالات، على غرار ما حدث أمس في الطريق الجديدة ببيروت.


إذ دخلت مجموعة من أنصار حزب الله حاملة أعلامه وصور نصرالله إلى تلك المنطقة ذات الأغلبية السنية، ما أدى إلى اندلاع إشكال وتضارب.

هذا ويتوجه المشيعون بعد المراسم نحو موقع الدفن المستحدث لنصرالله في قطعة أرض تقع بين الطريقين المؤديين إلى مطار رفيق الحريري في العاصمة.


إلا أن هذا الحدث المرتقب اليوم، أشعل وكما العادة الخلاف بين اللبنانيين، إذ رأى الكثيرون أنه مجرد استعراض قوة للحزب الذي مني بخسائر فادحة خلال الحرب.

كما أعرب عدد من اللبنانيين المعارضين لحزب الله عن امتعاضهم لمشاركة فصائل عراقية ومسؤولين حوثيين.

ورأى آخرون أن الحزب عمد عبر الابتزاز إلى حشد أنصاره، لاسيما بعدما وجه نجله قبل يومين رسالة إلى محبي نصرالله بالنزول إلى الساحة اليوم، من أجل التأكيد على رد الجميل "للسيد الذي قدم روحه دفاعا عنهم".


من أين الأموال"
بينما تساءل البعض عن مصدر الأموال التي دفعت على هذا التشييع والمنصة الضخمة التي أقيمت في الموقع.

كما أبدى عدد من اللبنانيين استغرابهم من كيفية تأمين الأموال بظرف قصير بينما لا يزال آلاف اللبنانيين الذين هدمت ودمرت منازلهم جراء الحرب التي فتحها حزب الله تحت ذريعة مساندة أهل غزة في العراء.


هذا ويشكّل التشييع أول حدث جماهيري لحزب الله منذ المواجهة المفتوحة التي فتحها الحزب مع إسرائيل الصيف الماضي، وانتهت بوقف لإطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، بعدما خرج منها الحزب أضعف سياسياً وعسكرياً، وسط خسارة أبرز قيادييه العسكريين والسياسيين على رأسهم إلى جانب نصرالله قريبه وخليفته هاشم صفي الدين. علما أنه من المقرّر دفن صفي الدين يوم الاثنين في مسقط رأسه ببلدة دير قانون النهر جنوب لبنان.

في حين دعا الأمين العام الحالي للحزب نعيم قاسم مناصريه إلى "مشاركة واسعة" في المراسم، قائلا "نريد تحويل هذا التشييع إلى مظهر تأييد وتأكيد على الخط ونحن مرفوعو الرأس".

يذكر أن هذا التنظيم الشيعي الموالي لإيران هيمن لسنوات طويلة على الحياة السياسية في لبنان، لكن الانقسام حول دوره لا يزال مستمرا، إذ يعتبر كثر من اللبنانيين أنه "دولة داخل الدولة".

إقرأ أيضاً : حرب شعواء .. 5 حوادث أشعلت غيظ ترامب من زيلينسكيإقرأ أيضاً : حماس: نستنكر بشدة قرار الاحتلال تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيينإقرأ أيضاً : غارات "إسرائيلية" على جنوبي لبنان



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#المنطقة#لبنان#مدينة#اليوم#الدولة#الله#غزة#الاحتلال#الحدث#العسكريين



طباعة المشاهدات: 732  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 23-02-2025 01:01 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
6 معلومات مهمة .. عليك معرفتها عن الانتخابات الألمانية رسائل صادمة من ماسك لوالدة طفله الـ13 .. "تحدثيني عن العواطف وأنا مهدد بالقتل" "مدرسة صينية" تخطط لتطبيق العقاب البدني على التلاميذ بالفيديو والصور .. حفرة ضخمة تبتلع مدينة برازيلية في "مشهد كارثي" وزير الخارجية الأميركي يتوعد حماس بعد أسبوع من الإفراج عنه .. وفاة الأسير المحرر... الاحتلال يعتزم الدفع بدبابات في معارك الضفة الحكومة: تعديل ساعات الدوام الرسمي في جميع المؤسسات... بالفيديو والصور .. حفرة ضخمة تبتلع مدينة برازيلية... حرب شعواء .. 5 حوادث أشعلت غيظ ترامب من زيلينسكيحماس: نستنكر بشدة قرار الاحتلال تأجيل الإفراج عن...غارات "إسرائيلية" على جنوبي لبنانكيف يتلاعب النتنياهو بالأرقام عندما يزعم استعادة...وزير الخارجية الأميركي يتوعد حماسالاحتلال يعتزم الدفع بدبابات في معارك الضفةمقرر أممي: إعادة إعمار غزة تحتاج 53 مليار دولارإعلام عبري: إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين خلال..."الفاتيكان": البابا فرنسيس في حالة... "لما نموت" .. صابرين تثير الجدل... شاعر لبنانيّ عن زياد برجي: "بالنسبة لي توفى" "بعد حكم بسجنه شهرين" .. مفاوضات للصلح... تُعاني من ضعف نظر .. هل تفقد دانييلا رحمة بصرها؟ "الطلاق بسبب تايلور سويفت؟" .. حادثة... النعيمات يعود لمنافسات "الدوري القطري" اليوم بعد غياب شهرين هل يستطيع أرسنال بقيادة أرتيتا اللحاق بفريق ليفربول بقيادة آرني سلوت؟ "علي علوان" يقود سيلانجور للتتويج بكأس التحدي الماليزي شباب العقبة يقتل طموح مغير السرحان في الرمق الأخير مدرب أودينيزي يعاقب لاعبه بسبب تسجيله هدف الفوز "السلطات المغربية" تشكك في الادعاءات الإسبانية حول استخدام "نفق سبتة" لتهريب المخدرات مواطن تركي يختار العيش في "كهف" منذ عام 2023 .. صور رموز QR على ألف قبر في ألمانيا .. والشرطة تحقق نهايات مأساوية لملكات جمال العالم من الطحن في الخلاط إلى الانتحار نهاية صادمة لمؤثرة روسية .. غارقة في الماء المغلي لساعات أكبر عملية قرصنة لعملات رقمية .. تفاصيل سرقة 1.5 مليار دولار إدانة طاعن الروائي سلمان رشدي بجرم "الشروع بالقتل" هل تعلم أنك ستصوم رمضان مرتين بنفس العام .. قريبًا؟ 24 وفاة و 800 إصابة في السودان جراء مرض ينتقل عبر " المياه" شاب عراقي "يشعل النار" في جسد والده

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • بمسيرتين.. غارتان إسرائيليتان على وادي زبقين بلبنان
  • الاحتلال يهاجم مواقع عسكرية في بعلبك وجنوب لبنان
  • لبنان.. إصابة فتاة في غارات إسرائيلية على الجنوب
  • أموال حضرت فجأة .. لبنانيون يوجهون سهامهم إلى حزب الله
  • تقريرٌ إسرائيلي.. ماذا ستفعل تل أبيب خلال تشييع نصرالله؟
  • تحذير من فخ لبنان.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ
  • إسرائيل تقصف معابر بين سوريا ولبنان تسببت بسقوط جرحى وأضرار مادية جسيمة  
  • ماذا وراء تمركز إسرائيل في 5 مواقع بالجنوب اللبناني؟
  • بالفيديو.. هذا ما استهدفته إسرائيل ليلا على الحدود
  • الاحتلال يقصف نقاط عبور على الحدود مع لبنان بزعم منع تهريب الأسلحة