جسر الزرقاء - خاص صفا

من التناقضات الإسرائيلية التي يواجهها الفلسطينيون بأراضي 48، أن سلطات الاحتلال تسرق محمياتهم، ثم تحولها إلى أماكن ترفيه، دخولهم إليها يكون بشروط.

فبعد أن كانت محمية أو مدينة "التمساح" في بلدة جسر الزرقاء بالداخل، معلمًا ورثه الفلسطينيون عن أجدادهم، أضحت بين مخالب الاحتلال، الذي يصادرها تحت مسمى "الحدائق الوطنية".

وكان مخطط الحديقة الوطنية قائم في أدراج الاحتلال منذ سنوات، وتحديدًا عام 2014، واليوم يصبح واقعًا.

وتتخذ "إسرائيل" ممثلة بمؤسساتها وأذرعها وعلى رأسها ما تسمى سلطة حماية الطبيعة، مصطلح "حدائق وطنية"، من أجل مصادرة المعالم التاريخية والأثرية التي تثبت أن أراضي الـ48 تلك، هي ملك للفلسطينيين.

وتقع مدينة أو محمية "التمساح" بين جسر الزرقاء ومدينة قيسارية، وهي تجمع مياهها من بعض ينابيع وديان الرّوحة.

واسم التمساح هو اسم القطاع القصير، الذي يبدأ بعيون التمساح عند عتبات منطقة الكرمل، حتى البحر قرب مدينة التّمساح.

تاريخ عريق وجهد سنين

ويقول المرشد السياحي بأراضي 48 فوزي حنا لوكالة "صفا": "إن مياه المحمية كونت مستنقعات لا تقل مساحتها عن 600 دونم".

ويضيف: "هذه المحمية تجمعت مياهها ما بين البحر والينابيع المحيطة بها، حتى صارت هذه المساحة بحيرة اصطناعيّة، ثم أصبحت تستفيد منها قيسارية".

"كان ذلك في زمن الرومان، حينما بُني سدّ من الناحية الغربية فوق السلسلة الكركاريّة بالمنطقة، طوله 194 مترًا وعرضه 4 أمتار، وتم دعمها ببناء يمنع انهياره ليصير عرضه أحيانًا 10 أمتار، ومن الشمال بني سدّ آخر بطول 1250 مترًا وارتفاع 7 أمتار، أما من الجنوب والشرق فهناك حدود طبيعية في المحمية"، يقول حنا.

ويشير إلى أنه تم حفر قناة في الصخر عمقها 180 سم بعرض 140سم، ولاحقًا تم بناء تتمّة لها ليصل طولها إلى 5 كم.

وبفضل القناة التي تخرج من المحمية، فإن أكثر من 2500 متر مكعّب من الماء يصل كل ساعة إلى مدينة قيسارية.

وحسب حنا، وهو مؤرخ مختص، فإنه وفي الفترة الإسلامية، تم بناء سقف للمحمية، لمنع تخبر مياهها، وللحيلولة دون اسندادها بالرمال.

كما استعمل الفلسطينيون القدامى، مياه المحمية للري والغسيل أيضًا، إلا أن المياه توقفت عن الوصول إلى المدينة في زمن الفرنجة أو المماليك، فتمّ بناء نحو 10 طواحين قرب السد، تُدار بواسطة المياه.

التفاف الاحتلال

وبعد كل هذا، تأتي سلطات الاحتلال وجمعياته الاستيطانية، لتزعم أنها "اشترت المحمية"، ضمن مخطط المصادرة، كما باقي المعالم بفلسطين التاريخية.

ويقول حنا: "زعمت جمعية پيكا، وهي جمعية استيطانية، أنها اشترت المكا، في مطلع القرن العشرين، وبناءً عليه، هدمت جزءًا من السد لتفريغ مياه البحيرة الاصطناعية من أجل استغلال الارض".

ويشير إلى أن الأمر لم يقتصر على الهدم وتفريغ المياه من بحيرة المحمية، بل أنه في الناحية الجنوبية من السد، سيطرت ما تسمى سلطة حماية الطبيعة على المكان من تلك الناحية.

ووفق حنا، فإن "حماية الطبيعة، وهي تمارس دورًا معاكسًا تمامًا لاسمها، أعادت بعض النواعير والطواحين ورممت المكان مؤخرًا".

وبالنهاية، بنت السلطة التابعة للاحتلال مسارًا للزائرين، لتقييد الدخول للمحمية، وأصبح دخول الفلسطينيين إليها مشروط وبرسوم مسبقة الدفع، وكأنها تتبع لتلك السلطة، تحت عنوان "حديقة وطنية"، بينما كل ما جرى، هو تهويد المكان، وتغريب أهله الأصليين.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: التمساح سلطات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

لليوم الـ20 تواليا: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ20 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم السابع، وسط تصعيد عسكري أدى إلى ارتقاء 11 شهيدا، والحاق مزيد من الدمار في البينة التحتية والممتلكات.

وقالت مصادر محلية، إن طائرات مسيرة للاحتلال ألقت بعد منتصف الليلة الماضية قنابل متفجرة في منطقة الحي الشرقي للمدينة قرب معامل أبو صفية، وفي محيط مخيمي طولكرم ونور شمس، أدت إلى دوي انفجارات ضخمة دون أن يبلغ عن اصابات.

وأضافت أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات إضافية من جنودها عبر حاجز "تسنعوز" العسكري غرب طولكرم، برفقة كلاب بوليسية، انتشروا في مختلف شوارع وأحياء المدينة، وتحديدا شارع العليمي والشارع الجنوبي الغربي، وشارع نابلس المحاذي لمخيم طولكرم، وشارع دواري شويكة واليونس في الحي الشمالي.

واعتقلت قوات الاحتلال الشابين دعاس أحمد شحادة، ومحمد عمارنة، من مركبة كانا يستقلانها في شارع مجمع المحاكم، كما اعتقلت شاب آخر قرب دوار شويكة بالمدينة دون معرفة هويته.

وأعلن الليلة الماضية من خلال الهيئة العامة للشؤون المدنية ووزارة الصحة، عن استشهاد ثلاثة شبان برصاص الاحتلال يوم الأربعاء الماضي في مخيم نور شمس واحتجاز جثامينهم وهم: جهاد محمود حسن مشارقة (40 عاما)، ومحمد غسان أبو عابد وهما من مخيم نور شمس، وخالد مصطفى شريف عامر (23 عاما) من بلدة علار شمال طولكرم، ليرتفع عدد شهداء طولكرم خلال هذا العدوان إلى 11 شهيدا بينهم مواطنتان أحدهما حامل في الشهر الثامن، وطفل (7 أعوام) من كفر اللبد.

وفي غضون ذلك، استولت قوات الاحتلال على مزيد من المنازل في الحي الشرقي لطولكرم، وحولتها لثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على الخروج منها قسرا، في الوقت الذي تواصل استيلائها على مباني سكنية في محيط مخيمي طولكرم ونور شمس وتنشر القناصة داخلها.

وتواصل قوات الاحتلال فرض حصار مطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس، وتنتشر في الشوارع والحارات، وسط مداهمتها للمنازل وتخريبها وتدمير أجزاء منها من جدران وأسطح، مترافقا مع إطلاق كثيف للرصاص الحي تجاه كل شيء متحرك.

وألحقت جرافات الاحتلال دمارا كبيرا وواسعا في البنية التحتية في شوارع المخيمين وشارع نابلس الواصل بينهما، وأضرارا جسيمة في شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، ما تسبب في انقطاعها بشكل كامل عنهما، إضافة إلى الأضرار التي حصلت في المنازل والمحال التجارية، بعد هدمها بشكل كلي وجزئي من قبل جرافات الاحتلال.

وأشارت التقديرات الأولية وفقا للمشاهدات الميدانية التي تم رصدها والبيانات الرسمية من خلال ما أوردها محافظ طولكرم، حيث بلغ عدد المنازل التي دمرها الاحتلال بشكل كامل خلال هذا العدوان المستمر في مخيم طولكرم 22 منزلا على الأقل، و300 منزلا بشكل جزئي، وإحراق 11 منزلا، أما في مخيم نور شمس فقد دمر الاحتلال 13 منزلا بشكل كامل، و60 منزلا بشكل جزئي، وحرق منزلين.

وتواصل قوات الاحتلال طرد سكان مخيم نور شمس من منازلهم، وإجبارهم على الخروج من المخيم، الذي شهد خلال اليوم الأول من العدوان موجة نزوح بمئات العائلات تحت التهديد والترهيب، وتوجهها إلى مراكز ايواء في المدينة وضواحيها وقراها، ليضافوا إلى آلاف المواطنين الذين نزحوا من مخيم طولكرم خلال الأيام الماضية.

وتتوالى نداءات الاستغاثة من المواطنين الذين لم يغادروا منازلهم على أطراف مخيم طولكرم، حول مصيرهم من الخطر الذي يحدق بهم في ظل الحصار المشدد على المخيم وانقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات عنه، والنقص الحاد للغذاء ومياه الشرب والحليب والأدوية.

‫في الوقت ذاته، تواصل قوات الاحتلال إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم لليوم الثامن على التوالي، وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين استشهاد شاب برصاص الاحتلال قرب مخيم عسكر شرق نابلس استشهاد ثلاثة شبان برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس بطولكرم بث مباشر: بدء الاستعدادات للإفراج عن الدفعة السادسة من أسرى إسرائيل في غزة الأكثر قراءة النرويج: تهجير الفلسطينيين يتعارض مع القانون الدولي الاحتلال يفجر مخزنا ويعتقل مواطنا من نابلس الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة طمون ومخيم الفارعة لليوم السابع على التوالي إسرائيل تداهم منازل عائلات أسرى مرتقب الإفراج عنهم اليوم بالضفة والقدس عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • وفد إسكان النواب يتفقد محطة مياه فريال للشرب في مدينة أسوان
  • 17 مصابا على الأقل برصاص الاحتلال في مدينة نابلس بينهم طلبة مدارس
  • شهيدان ومصابون جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي تجمعا للفلسطينيين شرق مدينة رفح
  • شهيدان ومصابون جرّاء قصف الاحتلال تجمعا للفلسطينيين شرق رفح
  • الاحتلال الإسرائيلي يدفع بتعزيزات عسكرية إلى مدينة طولكرم ومخيميها
  • لليوم الـ20 تواليا: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مدينة بيت لحم بالضفة الغربية
  • «بلدية غزة»: الاحتلال الإسرائيلي دمر 133 مركبة وأخرج 63 بئر مياه عن الخدمة
  • رأفة ودموع في القفص.. كيف واجه القاضي «سعد الصغير» في قضية الحشيش؟
  • شاهد | كيف دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح جنوب غزة