حذّر لواء الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اسحق باريك، من قرار القيادة السياسية والعسكرية، استمرار الحرب، مؤكدا أنه سيتسبب في تكرار فشل الاحتلال الواقع في الحرب على غزة، ذلك مرّة أخرى بشكل أخطر بكثير في الحرب الإقليمية الشاملة التي تدمّر دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف باريك، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن "المبادرة التي يقودها رئيس الأركان، هرتسي هليفي، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، بموافقة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للخروج في هجوم على حزب الله برّا، جوا وبحرا، ستجلب حربًا إقليمية شاملة في ست جبهات برية، بالإضافة إلى إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار يوميًا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية".



وأشار إلى أن هذه المبادرة، هي "انتحار جماعي يقوده ثلاثة أشخاص (نتنياهو، غالانت، وهليفي) الذين فقدوا توازنهم، لم يعد لديهم ما يخسرونه، ولذلك يراهنون على مصير الدولة ويأخذون معها الدولة كلها إلى الهاوية".


وتابع كاتب المقال أن الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي قال "نقترب من تصعيد واسع في الشمال، حزب الله يهدد مستقبل لبنان"، متسائلا: "هل نحن على وشك الهجوم على لبنان؟ جيش الاحتلال الإسرائيلي صادق على الخطط العملياتية".

وقال باريك، إن هؤلاء "القادة" الذين لم ينجحوا في إسقاط حماس في منطقة صغيرة في قطاع غزة، لأن ليس لديهم القدرة على البقاء لفترة طويلة في المناطق التي احتلّها بسبب نقص القوات القتالية، هذا الأمر يتيح لحماس العودة إلى هذه المناطق بعد خروج جيش الاحتلال الإسرائيلي منها لإعادة بناء نفسها.

وأردف بأن هؤلاء "القادة" بقرارهم مهاجمة حزب الله، برا، جوا وبحرا، سوف يجلبون دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى حرب إقليمية شاملة في ست جبهات في وقت واحد، مشيرين إلى أنها: "لبنان، سوريا، الحدود الأردنية، الضفة الغربية، غزة، داخل الاحتلال الإسرائيلي، ولم نذكر بعد مصر التي من المرجح أن تشارك ضدنا في الحرب إذا اندلعت حرب إقليمية شاملة".

وأضاف كاتب المقال أن الحرب الشاملة سترافقها إطلاق آلاف الذخائر يوميا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لا يمكن لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن يقدم حلاً كاملاً، لا في الجو ولا على الأرض، بعدما تم تقليص حجمه، قائلا "جيشنا صغير لا يمكنه الانتصار حتى في جبهة واحدة، وبالتأكيد ليس في ست جبهات في وقت واحد".

وقال باريك إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني من نقص هائل في الموارد، وخاصة في الذخائر، ولذلك فإن الحرب الشاملة ستجلب على الاحتلال الإسرائيلي الكارثة والدمار، فقط مؤخراً جاءت التحذير الخطير من مدير الشركة المسؤولة عن إدارة نظام الكهرباء: "نحن غير مستعدين للحرب؛ بعد 72 ساعة بدون كهرباء، لن يكون بالإمكان العيش في إسرائيل".


وتابع، علاوة على ذلك، فإن أعمالهم (وإخفاقاتهم) العبثية لم تتوقف عند هذا الحد، فقد وقعوا أيضاً على ميزانية دفاعية للسنوات المقبلة، ستجعل من المستحيل تنفيذ دروس الحرب وإعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي للحرب الإقليمية الشاملة المقبلة. لقد قرّروا استثمار 18 مليار دولار في شراء الطائرات، ولن يكون من الممكن تقريباً زيادة الجيش البري، وبدونه لا يمكن الانتصار في الحروب.

وأشار باريك، إلى أنه وفقا لهذه الميزانية لن يتم إنشاء سلاح الصواريخ، ولن تكون هناك دخول لمشروع نظام ليزر قوي، الذي سيكون المكوّن الرئيسي في وقف الصواريخ الباليستية للعدو، جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يشتري الآلاف من الطائرات بدون طيار الهجومية ولن يكون هناك شراء لأنظمة دفاع جوي متعددة المدى ضد الطائرات بدون طيار التي لا نملك حلاً لها حاليًا، وغيرها، وتلك الوسائل القتالية الضرورية للحرب الإقليمية الشاملة لن يتم شراؤها بسبب رهن ميزانية المساعدات العسكرية الأمريكية للسنوات القادمة والميزانية بالشيكل لشراء الطائرات بمبالغ فلكية سواء في شرائها أو في صيانتها، وكل ذلك على حساب كل شيء آخر.

وقال كاتب المقال إن تلك الطائرات التي اشترها جيش الاحتلال بمبلغ 18 مليار دولار من الولايات المتحدة ستصل إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في غضون خمس إلى عشر سنوات، ولن تكون مناسبة للحروب المقبلة، كما يحدث اليوم في حرب أوكرانيا-روسيا.


وأشار إلى أن القيادة السياسية والعسكرية تستثمر في حروب الماضي، بدلاً من الاستثمار في حروب المستقبل، بناءً على نفس الفهم الذي كان قبل الحرب في قطاع غزة؛ لم يتعلموا شيئاً على الإطلاق. هذا نتيجة لمصالح ضيقة بعضها اقتصادية، حيث الأمن الوطني ليس هو الاعتبار الرئيسي.

واختتم كاتب المقال، قائلا إن "قرار القيادة السياسية والعسكرية الحالية بشأن ميزانية الدفاع للسنوات القادمة، جلب إلى حالة من العبث لا يمكن التعايش معها، أي: الحكومة الجديدة التي ستنتخب والقيادة الجديدة التي ستحلّ محل القيادة الحالية لن تتمكن من إعادة بناء الجيش وتجهيزه للحرب الإقليمية القادمة بسبب نقص الميزانية، التي تم رهنها بالكامل للطائرات التي تفقد مكانتها في الحروب المقبلة".

واستطرد بالقول: "لم يفت الأوان بعد لوقف جزء من الاستثمار الضخم في شراء الطائرات وتوجيه الأموال إلى أهداف أخرى كزيادة الجيش البرّي، وبناء سلاح الصواريخ، الدخول في مشروع ليزر قوي، أو شراء أنظمة دفاع جوي متعددة المدى، وشراء آلاف الطائرات بدون طيار الهجومية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة لبنان حماس لبنان حماس غزة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی الطائرات بدون طیار کاتب المقال إلى أن

إقرأ أيضاً:

التصنيع في زمن الحرب..المقاومة تصنع المعجزات

#سواليف

منذ بداية معركة #طوفان_الأقصى إلى يومنا هذا، ألحقت #المقاومة الفلسطينية في قطاع #غزة بالآليات والدبابات العسكرية الإسرائيلية بوسائل قتالية مختلفة، وبكثافة نارية مستمرة منذ بداية التوغل البري الإسرائيلي في قطاع غزة، مستخدمةً العديد من #الأسلحة المختلفة، أبرزها #قذائف الياسين 105 و #عبوات_الشواظ وغيرها.

وبعد مرور أكثر من 8 أشهر على المعركة المستمرة، ما زالت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قادرة على إلحاق #الخسائر في صفوف #جنود وآليات #الاحتلال باستخدام الأسلحة التي تصنعها محلياً في القطاع المحاصر، وهو ما أحدث صدمة في أوساط المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية من المدى التدميري لهذه الأسلحة، ومدى المخزون التي تمتلكه المقاومة منها، فكيف حافظت المقاومة على هذا الزخم وسط حربٍ ضروس تُشن على قطاع غزة والمقاومة منذ أكثر من 8 شهور؟

أظهر مقطع فيديو نشره الإعلام العسكري لكتائب القسام يوم أمس الأحد، قيام عناصر المقاومة بتجهيز عدداً من العبوات المتفجرة والتي تستخدمها المقاومة في استهداف الآليات العسكرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة الأورومتوسطي .. على الشركات الصينية منع استخدام أسلحتها وطائراتها بدون طيار في جرائم الحرب الإسرائيلية 2024/07/01

وقالت كتائب القسام في الفيديو أن إعدادها مستمراً، ويطرح هذا الفيديو العديد من المعطيات حول القدرة التي تمتلكها كتائب القسام وفصائل المقاومة في مواكبة عملية تصنيع الأسلحة اللازمة للمعركة وتطويرها، في ورش ومختبرات تصنيع خُصصت لهذا الغرض، مع الاستمرار في إنتاج العبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع، وهي المرتكز الأساسي في مواجهة التوغلات الإسرائيلية داخل القطاع.

قصد السبيل مُستمراً في الطوفان
وإلى جانب القدرات المحلية في التصنيع، تعتمد فصائل المقاومة على إعادة تدوير ذخائر جيش الاحتلال التي لم تنفجر كقذائف الدبابات، والألغام التي يستخدمها في نسف التجمعات السكنية، حيث استطاعات المقاومة اغتنام مثل هذه الألغام بعد تنفيذ عمليات ضد جنود الاحتلال كما ظهر في فيديو نشره الإعلام العسكري لكتائب القسام في وقت سابق.

وخلال السنوات السابقة سعت فصائل المقاومة إلى الاستفادة من ذخائر الاحتلال التي أطلقها على قطاع غزة خلال الحروب وجولات التصعيد السابقة، من خلال تفكيك هذه الذخائر وإعادة تدويرها، وأطلقت كتائب القسام حينها عملية خاصة لهذه المهامة أسمتها “قصد السبيل” عام 2020، وشملت مراحل المشروع دراسة الهياكل وتحليل المواد، ومرحلة استخراج المواد المتفجرة، ومرحلة القص والتسنين للرؤوس والمحركات، وصب المواد المتفجرة، وتركيب الرؤوس المتفجرة على المحركات، وإمداد الميدان بالصواريخ وإطلاقها باتجاه أهدافها، أو استخلاص المواد المتفجرة واستخدامها في العبوات الناسفة والقذائف المضادة.

وتقوم المقاومة باستخدام هذه القذائف الإسرائيلية من خلال إعادة تدويرها وإضافة التقنيات اللازمة لتتحول من قذائف دبابات إلى عبوات يتم التحكم بها عن بُعد وتفجيرها في الدبابات وجنود الاحتلال مُلحقةً الخسائر الجسيمة، وأبرز هذه العمليات إعادة تدوير صواريخ F-16 وقذائف دبابات واستخدامها من قبل عناصر كتائب القسام في كمين المغراقة الشهير في آخر أيام شهر رمضان المبارك في نيسان/2024، حيث أوقع الكمين 14 جندياً إسرائيلياً بين قتيلٍ وجريح.

إضافة إلى ذلك أعلنت سرايا

القدس يوم الجمعة الماضي عن استدراجها لقوة إسرائيلية إلى داخل مبنى به فوهة نفق في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وقالت السرايا في بيانها أن المنزل تم تفخيخه بعددٍ من العبوات، وصاروخ طائرة F-16 أطلقته طائرات الاحتلال ولم ينفجر، وقام مهندسو السرايا بإعادة استخدامه وتفعيله لينفجر بالقوة الإسرائيلية ويوقعها بين قتيل وجريح.

وتتنوع الأسلحة التي تستخدمها المقاومة بكثافة وبشكلٍ يومي كقذائف الهاون بعياراتها وأحجامها المختلفة، والقذائف المضادة للتحصينات وللمدرعات، والعبوات الناسفة الأرضية والبرميلية، إضافة للصواريخ قريبة المدى كمنظومة “رجوم” التي تستخدمها كتائب القسام في قصف محاور تموضع جيش الاحتلال، وصواريخ 107 التي تستخدمها كتائب شهداء الأقصى.

هذه العمليات والأسلحة المستخدمة توضح بعضاً من جوانب منظومة تصنيع الأسلحة التي تمتلكها فصائل المقاومة والتي راكمتها عبر سنين طويلة من الإعداد والتجهيز، وتصميمها على القدرة على الإنتاج المستمر حتى في ظل ظروف الحرب الصعبة وشح الإمكانيات، وأعلنت تصميمها على الاستمرار وسط التدمير.

بهذه العمليات وهذه الأسلحة اتخذت المقاومة معادلةً تكتيكة تُلحق من خلالها بالغ الضرر والخسائر في القدرات العسكرية لجيش الاحتلال على الأرض، من خلال إعطاب وتدمير الآليات العسكرية وقتل وإصبة الجنود، هذه التكتيكات جعلت جيش الاحتلال أمام معضلة نقص الجنود في الميدان مع نقص في المعدات حسب إعلانات جيش الاحتلال مؤخراً.

مقالات مشابهة

  • لماذا أثار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء غضب الاحتلال؟
  • نقص ذخائر ومعاناة كبرى.. كبار قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالبون بهدنة في غزة
  • لحماية مصالحه السياسية.. هل يجر نتنياهو بايدن لحرب مدمرة مع حزب الله؟
  • ‏القناة 14 الإسرائيلية: الجيش يقترب من إنهاء الحرب على قطاع غزة
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يشدد على إنه لا ينبغي أن يكون هناك أي إعلان عن "انتهاء الحرب" حتى عودة جميع المختطفين
  • التصنيع في زمن الحرب..المقاومة تصنع المعجزات
  • الأورومتوسطي .. على الشركات الصينية منع استخدام أسلحتها وطائراتها بدون طيار في جرائم الحرب الإسرائيلية
  • وزير فلسطيني: قطاع غزة يعيش كارثة غير مسبوقة ووصلنا لحد المجاعة (فيديو)
  • مسؤول: وجود الجيش الإسرائيلي في غزة رهن "القوة البديلة"
  • كارثة بانتظار جيش الاحتلال لو اندلعت حرب شاملة مع حزب الله