انتقادات للقيادة السياسية الإسرائيلية.. دخلنا في كارثة ولا يمكننا الانتصار
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
حذّر لواء الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اسحق باريك، من قرار القيادة السياسية والعسكرية، استمرار الحرب، مؤكدا أنه سيتسبب في تكرار فشل الاحتلال الواقع في الحرب على غزة، ذلك مرّة أخرى بشكل أخطر بكثير في الحرب الإقليمية الشاملة التي تدمّر دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف باريك، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن "المبادرة التي يقودها رئيس الأركان، هرتسي هليفي، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، بموافقة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للخروج في هجوم على حزب الله برّا، جوا وبحرا، ستجلب حربًا إقليمية شاملة في ست جبهات برية، بالإضافة إلى إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار يوميًا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية".
وأشار إلى أن هذه المبادرة، هي "انتحار جماعي يقوده ثلاثة أشخاص (نتنياهو، غالانت، وهليفي) الذين فقدوا توازنهم، لم يعد لديهم ما يخسرونه، ولذلك يراهنون على مصير الدولة ويأخذون معها الدولة كلها إلى الهاوية".
وتابع كاتب المقال أن الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي قال "نقترب من تصعيد واسع في الشمال، حزب الله يهدد مستقبل لبنان"، متسائلا: "هل نحن على وشك الهجوم على لبنان؟ جيش الاحتلال الإسرائيلي صادق على الخطط العملياتية".
وقال باريك، إن هؤلاء "القادة" الذين لم ينجحوا في إسقاط حماس في منطقة صغيرة في قطاع غزة، لأن ليس لديهم القدرة على البقاء لفترة طويلة في المناطق التي احتلّها بسبب نقص القوات القتالية، هذا الأمر يتيح لحماس العودة إلى هذه المناطق بعد خروج جيش الاحتلال الإسرائيلي منها لإعادة بناء نفسها.
وأردف بأن هؤلاء "القادة" بقرارهم مهاجمة حزب الله، برا، جوا وبحرا، سوف يجلبون دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى حرب إقليمية شاملة في ست جبهات في وقت واحد، مشيرين إلى أنها: "لبنان، سوريا، الحدود الأردنية، الضفة الغربية، غزة، داخل الاحتلال الإسرائيلي، ولم نذكر بعد مصر التي من المرجح أن تشارك ضدنا في الحرب إذا اندلعت حرب إقليمية شاملة".
وأضاف كاتب المقال أن الحرب الشاملة سترافقها إطلاق آلاف الذخائر يوميا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لا يمكن لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن يقدم حلاً كاملاً، لا في الجو ولا على الأرض، بعدما تم تقليص حجمه، قائلا "جيشنا صغير لا يمكنه الانتصار حتى في جبهة واحدة، وبالتأكيد ليس في ست جبهات في وقت واحد".
وقال باريك إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني من نقص هائل في الموارد، وخاصة في الذخائر، ولذلك فإن الحرب الشاملة ستجلب على الاحتلال الإسرائيلي الكارثة والدمار، فقط مؤخراً جاءت التحذير الخطير من مدير الشركة المسؤولة عن إدارة نظام الكهرباء: "نحن غير مستعدين للحرب؛ بعد 72 ساعة بدون كهرباء، لن يكون بالإمكان العيش في إسرائيل".
وتابع، علاوة على ذلك، فإن أعمالهم (وإخفاقاتهم) العبثية لم تتوقف عند هذا الحد، فقد وقعوا أيضاً على ميزانية دفاعية للسنوات المقبلة، ستجعل من المستحيل تنفيذ دروس الحرب وإعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي للحرب الإقليمية الشاملة المقبلة. لقد قرّروا استثمار 18 مليار دولار في شراء الطائرات، ولن يكون من الممكن تقريباً زيادة الجيش البري، وبدونه لا يمكن الانتصار في الحروب.
وأشار باريك، إلى أنه وفقا لهذه الميزانية لن يتم إنشاء سلاح الصواريخ، ولن تكون هناك دخول لمشروع نظام ليزر قوي، الذي سيكون المكوّن الرئيسي في وقف الصواريخ الباليستية للعدو، جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يشتري الآلاف من الطائرات بدون طيار الهجومية ولن يكون هناك شراء لأنظمة دفاع جوي متعددة المدى ضد الطائرات بدون طيار التي لا نملك حلاً لها حاليًا، وغيرها، وتلك الوسائل القتالية الضرورية للحرب الإقليمية الشاملة لن يتم شراؤها بسبب رهن ميزانية المساعدات العسكرية الأمريكية للسنوات القادمة والميزانية بالشيكل لشراء الطائرات بمبالغ فلكية سواء في شرائها أو في صيانتها، وكل ذلك على حساب كل شيء آخر.
وقال كاتب المقال إن تلك الطائرات التي اشترها جيش الاحتلال بمبلغ 18 مليار دولار من الولايات المتحدة ستصل إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في غضون خمس إلى عشر سنوات، ولن تكون مناسبة للحروب المقبلة، كما يحدث اليوم في حرب أوكرانيا-روسيا.
وأشار إلى أن القيادة السياسية والعسكرية تستثمر في حروب الماضي، بدلاً من الاستثمار في حروب المستقبل، بناءً على نفس الفهم الذي كان قبل الحرب في قطاع غزة؛ لم يتعلموا شيئاً على الإطلاق. هذا نتيجة لمصالح ضيقة بعضها اقتصادية، حيث الأمن الوطني ليس هو الاعتبار الرئيسي.
واختتم كاتب المقال، قائلا إن "قرار القيادة السياسية والعسكرية الحالية بشأن ميزانية الدفاع للسنوات القادمة، جلب إلى حالة من العبث لا يمكن التعايش معها، أي: الحكومة الجديدة التي ستنتخب والقيادة الجديدة التي ستحلّ محل القيادة الحالية لن تتمكن من إعادة بناء الجيش وتجهيزه للحرب الإقليمية القادمة بسبب نقص الميزانية، التي تم رهنها بالكامل للطائرات التي تفقد مكانتها في الحروب المقبلة".
واستطرد بالقول: "لم يفت الأوان بعد لوقف جزء من الاستثمار الضخم في شراء الطائرات وتوجيه الأموال إلى أهداف أخرى كزيادة الجيش البرّي، وبناء سلاح الصواريخ، الدخول في مشروع ليزر قوي، أو شراء أنظمة دفاع جوي متعددة المدى، وشراء آلاف الطائرات بدون طيار الهجومية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة لبنان حماس لبنان حماس غزة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی الطائرات بدون طیار کاتب المقال إلى أن
إقرأ أيضاً:
الورشة التحضيرية للعملية السياسية بعد الحرب: الفرص والتحديات أمام القوى المدنية
اختتمت ورشة العمل التحضيرية للعملية السياسية بعد الحرب أعمالها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا هذا الأسبوع، بمشاركة واسعة من القوى السياسية السودانية، بما في ذلك شخصيات تنتمي إلى الحركة الإسلامية السودانية، وأحزاب من مختلف الطيف السياسي، إضافة إلى مجموعات مدنية.
أهمية الورشة في السياق السياسي السوداني
تأتي هذه الورشة في وقت بالغ التعقيد، حيث تستمر الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، مما أدى إلى تمزق النسيج السياسي والاجتماعي للبلاد، وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق. وعليه، فإن أي محاولة لتأسيس عملية سياسية بعد الحرب تتطلب توافقًا واسعًا بين القوى السياسية والمدنية والمجموعات المسلحة، وهو ما تسعى إليه مثل هذه المبادرات.
أهداف القوى المدنية من المشاركة في الورشة
تسعى القوى المدنية، من خلال هذه الورشة، إلى تحقيق عدد من الأهداف التي يمكن أن تؤثر بشكل جوهري على مستقبل السودان السياسي، ومن أبرزها:
وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية
تعتبر هذه الأولوية القصوى للقوى المدنية التي ترى أن استمرار الحرب يعمق الأزمات السياسية والاجتماعية ويهدد بتمزيق وحدة السودان. لذلك، تحاول هذه القوى الدفع نحو اتفاق لوقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
التأسيس لحوار سياسي شامل
القوى المدنية، التي شاركت في هذه الورشة، تدرك أن أي حل سياسي مستدام يجب أن يكون شاملاً، بحيث يشمل كل الفاعلين السودانيين من مختلف الخلفيات السياسية، بما في ذلك القوى الرافضة للحرب وتلك التي شاركت فيها.
استعادة الحكم المدني والتحول الديمقراطي
يمثل إنهاء الحكم العسكري وإعادة السودان إلى مسار الحكم المدني مطلبًا أساسيًا للقوى المدنية، التي تسعى إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية ودستورية تعكس تطلعات الشعب السوداني.
محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات
تحاول بعض القوى المدنية الدفع نحو آلية لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي وقعت خلال الحرب، سواء من طرف القوات المسلحة أو قوات الدعم السريع، وذلك لضمان تحقيق العدالة الانتقالية وعدم إفلات الجناة من العقاب.
تفكيك بنية الاستبداد وإصلاح المؤسسات
القوى المدنية تدرك أن أي تسوية سياسية بعد الحرب يجب أن تتضمن إصلاحات هيكلية في المؤسسات الأمنية والقضائية والاقتصادية، لضمان عدم تكرار التجارب السابقة التي أدت إلى إعادة إنتاج الأنظمة السلطوية.
التحديات التي تواجه القوى المدنية
على الرغم من الأهداف الطموحة التي تسعى القوى المدنية لتحقيقها من خلال المشاركة في الورشة، إلا أن هناك عدة تحديات تعترض طريقها، أبرزها:
هيمنة القوى العسكرية على المشهد: لا تزال المؤسسة العسكرية طرفًا فاعلًا في الصراع، مما يجعل من الصعب تنفيذ أي اتفاق سياسي دون موافقتها أو ضغوط دولية فعالة.
التباينات داخل القوى المدنية: عدم وجود موقف موحد بين القوى المدنية يجعل من الصعب تحقيق تقدم ملموس، خصوصًا في ظل تباين وجهات النظر حول التعامل مع الإسلاميين والعناصر المرتبطة بالنظام السابق.
ضعف التأثير في المفاوضات الدولية: القوى المدنية لا تملك النفوذ الكافي لفرض أجندتها على المفاوضات الدولية والإقليمية، خاصة في ظل تدخل قوى إقليمية ودولية ذات مصالح متباينة في السودان.
الآفاق المستقبلية
إذا تمكنت القوى المدنية من تجاوز خلافاتها الداخلية، وتعزيز موقفها التفاوضي، وتوحيد مطالبها، فقد تنجح في التأثير على مخرجات أي عملية سياسية مستقبلية. ومع ذلك، فإن نجاح أي اتفاق سياسي سيعتمد على مدى قدرة جميع الأطراف، بما في ذلك العسكريون، على الالتزام بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وتحقيق انتقال حقيقي نحو حكم مدني ديمقراطي.
في النهاية، تبقى هذه الورشة خطوة في طريق طويل وشاق، لكن نجاحها أو فشلها سيحدد إلى حد كبير ملامح السودان في المرحلة المقبلة.
zuhair.osman@aol.com