عمان تعتمد الدبلوماسية الاقتصادية منهاج عمل لتعزيزِ علاقاتها الإقليمية والعالمية
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
تعتمد سلطنة عُمان فى طريقها نَحْوَ تحقيق تطلُّعاتها الاقتصاديَّة، وتوفير البيئة المناسبة لإحداث التَّنمية المستدامة الشَّاملة، الَّتى تُلبِّى احتياجات وطموحات المواطن العُمانى، على عددٍ من والعوامل المُهِمَّة المنطلِقة من رؤية «عُمان ٢٠٤٠» السَّاعية للوصولِ إلى التنويعِ الاقتصادى المأمول، وذلك عَبْرَ رؤى وخطط وبرامج توازِن بَيْنَ تحقيق الاستدامة الماليَّة، وبَيْنَ تقديم حوافز لجذبِ الاستثمار، الذى سيكون القاطرة التى ستقود الاقتصاد الوطنى نحو الأهداف المرجوَّة.
كما تستفيد من كافة المقومات التى تملكها فى سبيل جذب الاستثمار، خصوصًا الاعتماد على الدبلوماسيَّة الاقتصادية القائمة على ما تملكه سلطنة عُمان من علاقات مميَّزة مع نطاقها الإقليمى، ومحيطها العالَمى، الَّذى يتميَّز بإرثٍ مميَّز يمكن أن يبنى عليه، وإقامة علاقات اقتصادية قائمة على تبادل المنفعة، ما ينعكس إيجابًا على الجهود التنمويَّة.
تحقيق استدامة ماليَّة والسعى نحو التنويع الاقتصادى
وتؤكِّد الأرقام والمؤشِّرات أنَّ السَّلطنة ماضية فى الطَّريق الصَّحيح نَحْوَ تحقيق استدامة ماليَّة، والسَّعى نَحْوَ التنويع الاقتصادى المنشود، فقد سجَّل الميزان التجارى لسلطنة عُمان فائضًا بمليارَيْنِ و(610) ملايين ريال عُمانى بنهايةِ مارس 2024م مقارنةً بفائضٍ بلغ مليارًا و(932) مليون ريال عُمانى خلال الفترة نَفْسها من عام 2023م، وفق ما بَيَّنَت الإحصاءات المبدئيَّة الصَّادرة عن المركز الوطنى للإحصاء والمعلومات.
حيث أشارت الإحصاءات إلى أنَّ قِيمة الصَّادرات السلعيَّة بنهايةِ مارس 2024م سجَّلت (6) مليارات و(502) مليون ريال عُمانى، مرتفعةً بنسبةِ (16.7) بالمائة عن الفترة نَفْسها من العام الماضى والبالغة (5) مليارات و(572) مليون ريال عُمانى، وما هو ما يؤكِّد على نجاعة السِّياسات الماليَّة المتوازنة، الَّتى تنتهجها البلاد.
كما أكَّدت الأرقام أنَّ السَّلطنة تتَّجه بقوَّة نَحْوَ تنويع الاقتصاد الوطنى، حيث كشفت الإحصاءات عن ارتفاع قِيمة الصَّادرات السلعيَّة غير النفطيَّة بنسبةِ (44.9) بالمئة بنهايةِ مارس 2024م لتبلغَ مليارَيْنِ و(338) مليون ريال عُمانى، مقارنةً بنهايةِ مارس 2023م البالغة مليارًا و(614) مليون ريال عُمانى، وهو ما يؤكِّد نُموَّ قِطاعات التنويع.
عُمان ضيف الشرف فى منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادى الدولي
ويأتى استعراض سلطنة عُمان خلال مشاركتها فى منتدى «سانت بطرسبرج الاقتصادى الدولي» فى نسخته الـ(٢٧) بصفةِ ضيفِ شرف، بيئة الأعمال والفرص الاستثماريَّة المتكاملة لدَيْها، خطوةً مُهِمَّة فى مساعى جذبِ الاستثمار فى القِطاعات ذات الأولويَّة، وكذلك مشاركتها فى المعرِض المصاحِب للمنتدى لفتحِ أسواق جديدة للصَّادرات العُمانيَّة من أجْلِ تعزيز العلاقات الاقتصاديَّة والتجاريَّة بَيْنَ السَّلطنة ومختلف دوَل العالَم، ما يؤكِّد حرصَ الجانب العُمانى ممثلًا فى الجهات الحكوميَّة والقِطاع الخاصِّ ـ على مناقشةِ كُلِّ مجالات التَّعاون الاقتصادى وفتح مجالات أرحبَ للتجارةِ والاستثمار، وهو ما يعكس الرَّغبة الجادَّة فى الاستفادةِ من هذه المشاركة لسلطنة عُمان بصفتِها ضَيْفَ شرف بدعوةٍ من الجانب الروسى لتحقيقِ التطلُّعات الاقتصاديَّة الاستراتيجيَّة على مختلف الأصعدة، والإسهام فى تنمية الحركة التجاريَّة فى عددٍ من الأنشطة والقِطاعات والتركيز على ما تنفرد به سلطنة عُمان من مزايا تنافسيَّة تجعلها وجهةً متفرِّدة للتجارة والاستثمار.
حلقات العمل الترويجية للسياحة العُمانية
وقد انطلقت بالعاصمة الروسية موسكو، حلقات العمل الترويجية التى نظمتها وزارة التراث والسياحة فى روسيا الاتحادية، وشملت موسكو وسانت بطرسبرج. وهدفت حلقات العمل إلى التعريف بأبرز المقومات والتجارب السياحية فى سلطنة عُمان، وتعزيز الوجود وزيادة الحركة السياحية من السوق الروسى إلى سلطنة عُمان، بالإضافة إلى إيجاد منصة ترويجية للشركات والمؤسسات السياحية العُمانية مع أكبر الشركات السياحية الروسية.
ترأس الوفد العُمانى عزان بن قاسم البوسعيدى وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة، بمشاركة 20 مؤسسة سياحية عُمانية. وتضمنت حلقات العمل عقد اجتماعات ثنائية جمعت بين كبرى الفنادق والشركات السياحية وشركات الطيران فى سلطنة عُمان وممثلى أكبر وأهم الشركات السياحة ومشغلى الجولات السياحية ووكلاء السفر فى روسيا بهدف رفع معدلات الزوار الروس إلى سلطنة عُمان.
أوضح عزان بن قاسم البوسعيدى، وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة أن حلقات العمل الترويجية تهدف إلى تعريف أكبر وأهم الشركات السياحية الروسية بالمقومات السياحية التى تمتاز بها سلطنة عُمان وتعزيز العمل والعلاقات بين المشغلين السياحيين فى سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية أحد مصادر السياحة لمختلف الوجهات فى العالم وإلى سلطنة عمان.
تعزيز الحركة السياحية بين سلطنة عُمان وروسيا
وأشار وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة، إلى أن عدد السياح القادمين من روسيا إلى سلطنة عُمان فى عام 2023م بلغ 53 ألفًا و145 سائحًا مقارنةً بنحو 13 ألف سائح فى عام 2022م، بنسبة زيادة بلغت نحو 300% مقارنة بعام 2022م.
وأضاف قائلاً: سلطنة عُمان وجهة متعددة المواسم وتشتهر بجمالها الطبيعى وتراثها الثقافى وتستقطب السياح من جميع الفئات حيث يتم التركيز فى الوقت الحالى على جذب المزيد من المسافرين لتجربة الضيافة الفاخرة والمتنوعة فى سلطنة عُمان، وأكد على أن اختيار مدينتى موسكو وسانت بطرسبرج الروسيتين لتنظيم حلقات العمل الترويجية جاء بعد النجاح الذى شهدته الحملات والفعاليات الترويجية التى نفذتها الوزارة فى الأسواق السياحية المستهدفة فى مختلف دول العالم خلال الفترة الماضية وسيتم خلال الفترة المقبلة تعزيز هذه الجهود ببرامج ترويجية مكثفة لتعزيز الحركة السياحية إلى سلطنة عُمان.
ولا شك أنَّ مشاركة السَّلطنة فى هذا المنتدى تأتى فى إطار استراتيجيَّتها لتعزيزِ الروابط الاقتصاديَّة والتَّرويج لها بصفتها وجهةً جاذبة للاستثمارات، والَّتى تعتمد على الدبلوماسيَّة كطريقٍ يُعزِّز توجُّهات التَّنمية. فالمنتدى يُعَدُّ واحدًا من أبرز المنتديات للحوارِ الاقتصادى والتجارى الدولى وتشارك فيه أكثر من (130) دَولةً من مختلف دوَل العالَم، وتُمثِّل المشاركةُ فيه فرصةً للقِطاع الخاصِّ العُمانى لفتحِ المزيد من الأسواق للمنتَجاتِ العُمانيَّة وبناء الشراكات مع النظراء، سواء فى جمهوريَّة روسيا الاتحاديَّة أو الوفود المشارِكة فى المنتدى، حيث ركَّز الجانب العُمانى على القِطاع الخاص فى السلطنة وما يزخر به من فرصٍ واعدة تُعزِّزها الحوافز والمبادرات، وأن هناك فرصًا للتَّعاون مع الجانب الروسى فى العديد من القِطاعات، ومِنْها قِطاع الأمن الغذائى والتكنولوجيا والبتروكيماويات، بالإضافة إلى عقدِ لقاءات ثنائيَّة مباشرة بَيْنَ الشركات العُمانيَّة ونظيراتها الروسيَّة.
مشروعات سياحية جديدة
وفى سياق متصل، وقعت وزارة التراث والسياحة 10 عقود تبلغ تكلفتها الاستثمارية أكثر من ٦ ملايين ريال عمانى مع عدد من المستثمرين من أجل تعزيز دور القطاع السياحى فى جلب الاستثمار حيث إن هذه المشروعات تشمل إقامة فنادق بتصنيفات متعددة واستراحة سياحية ومخيمات ومنتجع سياحى ومركز مغامرات ما يعكس دعم تنوع المنتج السياحى.
ومع ما تمثله عقود بنظام حق الانتفاع التى توقعها وزارة التراث والسياحة بسلطنة عُمان، لتنفيذ عدد من المشروعات على أراضٍ حكومية سياحية من تعزيز للقطاع السياحى ورفد بنيته الأساسية بالمزيد من مقومات الجذب, إلا أن هذه المشاريع ايضا تقوم بدور فى تعزيز القيمة المحلية المضافة وإفادة المجتمع المحلى فى المناطق المقامة بها.
وتساهم هذه المشاريع فى خدمة المجتمعات المحلية من خلال توفير فرص عمل وتعزيز المحتوى المحلى، بالإضافة إلى زيادة العرض فى متطلبات القطاع السياحى من الغرف الفندقية والمرافق بما يتناسب مع مستهدفات خطة التنمية السياحية الشاملة.
كذلك فإن هذه المشاريع ومع تطبيقه للاستدامة والقيمة المحلية المضافة ستعمل على تنشيط العديد من المشاريع الأخرى التى ترفد المشاريع السياحية والفندقية بمنتجاتها ما ينعكس إيجابا على بيئة الأعمال
كلام الصور/ المنتدى يعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين سلطنة عُمان وروسيا
مشروعات سياحية جديدة فى عدة محافظات عُمانية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عمان دية الإقليمية والعالمية حلقات العمل الترویجیة وزارة التراث والسیاحة الع مانى ع مانیة ق طاعات
إقرأ أيضاً:
مسؤولون عمانيون يشيدون بكتاب حاكم الشارقة البرتغاليون في بحر عمان
قال معالي الدكتورعبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام العماني إننا فخورون بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة اليوم افتتاح فعاليات النسخة الـ 29 من معرض مسقط الدولي للكتاب وتوقيع النسخ الأولى من أحدث مؤلفاته بعنوان " البرتغاليون في بحر عمان - أحدث حوليات من 1497 - 1757 في 21 مجلدا.
وقال في تصريح لوكالة أنباء الإمارات / وام / إن سموه يعد من أهم المؤرخين في الشأن والتاريخ العماني وأي إضافة بحثية يقدمها في التقصي التاريخي وفي إظهار وثائق جديدة تضيف للتاريخ العماني وللمكتبة الإنسانية بشكل عام والمكتبة العربية والعمانية بشكل خاص.
وأشار إلى أن صاحب السمو حاكم الشارقة يركز على موضوع التاريخ ليس فقط كموضوع وإنما كرسالة تسهم في الحفاظ على هويتنا وانتمائنا، مشيرا إلى أن سموه يستهدف من خلال هذه الكتب والإصدارات تعزيز وتجذير الهوية القائمة على المعرفة والتقصي العلمي حيث يستخدم سموه أدق المناهج العلمية في دراساته التاريخية ونحن في سلطنة عمان نعتني كثيرا بما يقدمه سموه من دراسات وتقصي التاريخ وفخورون بهذه الإضافات المتتالية من جانبه والتي تضيف جوانب مهمة للتاريخ العماني والمنطقة بصفة عامة وتعزز شعورنا بالهوية الوطنية.
من جانبه قال سعادة محمود بن يحيي بن سليمان الذهلي محافظ محافظة شمال الشرقية في سلطنة عمان لـ / وام / إن الكتاب الذي أطلقه صاحب السمو حاكم الشارقة اليوم في افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب يعكس تاريخ وإرث سلطنة عمان ودورها في دحر البرتغاليين ونحن سعداء بإطلاقه لأنه يلقي الضوء على ماضي سينقل للجيل الحالي وللأجيال القادمة، كما أننا ننظر للكتاب كموسوعة شاملة ومهمة تحكي عن حقبة مهمة من تاريخ سلطنة عمان ونحن نفتخر بهذا الإنجاز الكبير من جانب سموه و نأمل في الاستفادة منه .
وأكد أن سموه يعتبر كنزا من كنوز المعرفة والأدب والثقافة والتاريخ التي تعزز من هويتنا جميعا في المنطقة.
أخبار ذات صلة