موقع أمريكي: هذه هي خطة البنتاغون لحرب المسيّرات القادمة
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
بسبب القلق من حرب محتملة مع الصين، تلجأ وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى فئة جديدة من الأسلحة لمحاربة جيش التحرير الشعبي المتفوق عدديا: المسيرات بأعداد كبيرة جدا.
وجاء في تقرير، للصحفي، نك تورس، نشره موقع "ذي إنترسبت" أن وزارة الدفاع الأمريكية كشفت في آب/ أغسطس 2023، كشفت النقاب عن Replicator، وهي مبادرتها لنشر الآلاف من "الأنظمة المستقلة ذاتيا (ADA2) الشاملة لجميع المجالات": لغة البنتاغون للآلات منخفضة التكلفة (وربما تعتمد على الذكاء الاصطناعي)، في شكل آلات ذاتية مثل السفن ذاتية الملاحة، والطائرات الروبوتية الكبيرة، وأسراب من المسيرات الانتحارية الصغيرة، التي يمكنهم استخدامها بشكل جماعي للتغلب على القوات الصينية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن مكتبان في البنتاغون يقودان هذه المهمة أنه تم اختيار أربعة شركات تصنيع أسلحة غير تقليدية لبرنامج آخر للمسيرات، مع التخطيط لرحلات تجريبية في وقت لاحق من هذا العام.
وسوف يتعين على الشركات التي تصنع هذه "مركبة اختبار المشروع" أو ETV، أن تثبت أن مسيراتها يمكنها الطيران لمسافة تزيد عن 500 ميل وإيصال "حمولة"، مع التركيز على الأسلحة منخفضة التكلفة وسريعة البناء والتركيبية.
ووفقا لطلب تقديم العروض لعام 2023 والإعلان الأخير من مديرية التسلح بالقوات الجوية ووحدة الابتكار الدفاعي. يعتقد العديد من المحللين أن مبادرة ETV قد تكون مرتبطة ببرنامج Replicator.
ستمثل الطائرات الروبوتية الجديدة تحولا عن المسيّرات "القديمة" التابعة لوزارة الدفاع والتي تقول وحدة الابتكار الدفاعي إنها "مفرطة في الهندسة" و"تتطلب عمالة مركزة" لإنتاجها. المقاولون الأربعة الذين تم اختيارهم للبرنامج هم أندوريل إندستريز، وانتغريتيد سوليشنز فور سيستمز، وليدوس دينتيكس، ووزون فايف تكنولوجيز، وتم اختيارهم من بين مجال يضم أكثر من 100 متقدما.
والهدف هو اختيار واحد أو أكثر من الأشكال المختلفة لما قد يبدو أنها مسيّرات انتحارية (يفضل صانعو الأسلحة مصطلح "الذخائر المتسكعة") التي يمكن إنتاجها بكميات كبيرة من خلال التصنيع "حسب الطلب" وإنتاجها بكميات حسب الحاجة. (لم تقدم وحدة الابتكار الدفاعي توضيحا بشأن ما إذا كان من المتوقع أن تكون جميع النماذج الأولية مسيّرات انتحارية بشكل صارم).
ومن المرجح أن تكون هذه المسيّرات أصغر من MQ-1 Predator وMQ-9 Reaper، التي تم استخدامها على نطاق واسع خلال العقود الأولى من الحرب على الإرهاب، وأكثر تنوعا، حيث أن مركبات ETV الجديدة يجب أن تتضمن نسخة يتم إطلاقها من الجو والتي يمكن إسقاطها أو إطلاقها من طائرات الشحن.
فعلى مدى السنوات الخمس وعشرين الماضية، كانت مسيرات Predator وReaper والتي يقودها أفراد عسكريين على الأرض، تقتل المدنيين في جميع أنحاء العالم، من أفغانستان وليبيا إلى سوريا واليمن.
ولتسليط الضوء على حالة واحدة فقط، أدت غارة جوية أمريكية بمسيّرة عام 2018 في الصومال إلى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة، وربما خمسة، مدنيين، بما في ذلك لول ضاهر محمد البالغة من العمر 22 عاما وابنتها، مريم شيلو موسى، البالغة من العمر 4 سنوات، كما كشف تقرير عام 2023 بعد تحقيق أجرته "ذي إنترسبت"، مما دفع عشرين منظمة لحقوق الإنسان وخمسة أعضاء في الكونغرس إلى مطالبة البنتاغون بتعويض عائلة لول ومريم عن الوفيات.
ويشعر الخبراء بالقلق من أن الإنتاج الضخم للمسيّرات الجديدة القاتلة ومنخفضة التكلفة سيؤدي إلى المزيد من الضحايا المدنيين. وقالت بريانكا موتابارثي، وهي مديرة مشروع مكافحة الإرهاب والصراع المسلح وحقوق الإنسان في معهد حقوق الإنسان بكلية الحقوق بجامعة كولومبيا: "الخطر الواضح هو أن هذه المسيرات سيتم استخدامها على نطاق أوسع، مما يثير تساؤلات حول إمكانية إلحاق الضرر بالمدنيين".
وتابعت: "نحن بحاجة إلى معرفة ما إذا كان من الممكن استخدام هذه المسيّرات في المواقف التي تعرض المدنيين للخطر؛ نحن بحاجة إلى معرفة كيف سيتم تقييم المخاطر".
في حين اعتمدت المسيّرات الأمريكية على مشغلين بشريين للقيام بضربات مميتة، وكانت نتائجها كارثية في كثير من الأحيان، فإن التقدم في الذكاء الاصطناعي زاد بشكل متزايد من احتمال قيام المسيّرات الروبوتية، في ترسانات الدول المختلفة، باختيار أهدافها الخاصة.
وأدّى التشويش الإلكتروني الذي نفّذته روسيا في حرب أوكرانيا إلى التحول إلى مسيّرات ذاتية التحكم تسعى لوصول الهدف وتستمر في مهمتها حتى عندما يتم قطع الاتصالات مع المشغل البشري. في العام الماضي، ادّعت شركة المسيّرات الأوكرانية Saker أن مسيّرة الاستكشاف المستقلة بالكامل Saker Scout تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد ومهاجمة 64 نوعا مختلفا من "الأهداف العسكرية" الروسية.
وقد استخدمت أوكرانيا ما يصل إلى 10 آلاف مسيّرة منخفضة التكلفة شهريا لمواجهة تفوق الجيش الروسي في القوات. فيما يرى مسؤولو البنتاغون قوة المسيّرات الأوكرانية كنموذج لمواجهة الجيش الأكبر لجمهورية الصين الشعبية. وقالت نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس، أحد المسؤولين المشرفين على هذا البرنامج: "يهدف برنامج Replicator إلى مساعدتنا في التغلب على الميزة الأكبر لجمهورية الصين الشعبية، وهي العدد".
وأعلن البنتاغون، الشهر الماضي، أنه "سيسرع من نشر الذخيرة المتسكعة Switchblade-600"، وهي مسيّرة انتحارية مضادة للدروع من شركة المقاولات AeroVironment والتي تحلق في سماء المنطقة حتى تجد هدفا، والتي تم استخدامها على نطاق واسع في أوكرانيا.
وقال الأدميرال صموئيل بابارو، وهو قائد قيادة المحيطين الهندي والهادئ: "هذه خطوة حاسمة في توفير القدرات التي نحتاجها، بالحجم والسرعة التي نحتاجها".
وفي مؤتمر عقد مؤخرا لحلف شمال الأطلسي، ناقش أليكس بورنياكوف، نائب وزير التحول الرقمي الأوكراني، إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي وشبكة من أجهزة الاستشعار الصوتية لاستهداف "مجرم حرب" روسي لاغتياله بمسيّرة مستقلة. قال: "الرؤية الحاسوبية تعمل؛ لقد ثبت ذلك بالفعل".
لقد كان استخدام الأسلحة المستقلة موضع نقاش لأكثر من عقد من الزمن. منذ عام 2013، ودعت حملة "أوقفوا الروبوتات القاتلة"، والتي تطورت إلى تحالف يضم أكثر من 250 منظمة غير حكومية بما في ذلك منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، إلى إبرام معاهدة ملزمة تحظر الأسلحة المستقلة.
تنص لوائح البنتاغون التي صدرت العام الماضي، على أنه يجب استخدام أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل بشكل كامل وشبه ذاتي "وفقا لقانون الحرب" و"المبادئ الأخلاقية لوزارة الدفاع للذكاء الاصطناعي".
ومع ذلك، فإن الأخير، الذي صدر في عام 2020، ينص فقط على أن الموظفين سوف يمارسون مستويات "مناسبة" من "الحكم والحرص" عندما يتعلق الأمر بتطوير ونشر الذكاء الاصطناعي.
لكن "الحرص" لم يكن قط سمة أميركية مميزة. على مدار القرن الماضي، نفذ الجيش الأمريكي غارات جوية أظهرت التجاهل المستمر للمدنيين: إذ وصف الناس العاديين بأنهم أعداء والتقاعس عن التحقيق في مزاعم إلحاق الضرر بالمدنيين وتبرير الخسائر البشرية باعتبارها أمر مؤسف ولكن لا مفر منه والفشل في منع تكرار الحوادث أو محاسبة القوات.
خلال العشرين عاما الأولى من الحرب على الإرهاب، نفّذت الولايات المتحدة أكثر من 91 ألف غارة جوية عبر سبع مناطق صراع رئيسية، أفغانستان والعراق وليبيا وباكستان والصومال وسوريا واليمن، وقتلت ما يصل إلى 48308 مدنيا، وفقا لتحليل عام 2021 أجرته Airwars، وهي مجموعة مراقبة الغارات الجوية ومقرها المملكة المتحدة.
تتخلف وزارة الدفاع دائما عن الموعد النهائي للإبلاغ عن عدد المدنيين الذين تقتلهم العمليات الأمريكية كل عام، وهو أدنى حد للمساءلة عن أفعالها. وقد صدر تقريرها لعام 2022 في شهر نيسان/ إبريل الماضي، أي متأخرا عاما واحدا. وتجاوزت وزارة الدفاع الأمريكية الموعد النهائي الذي حدده الكونغرس لتقرير عام 2023 في الأول من أيار/ مايو من هذا العام.
ووجّه موقع "إنترسبت" استفسارا لليزا لورانس، وهي المتحدثة باسم البنتاغون التي تتولى قضايا الأضرار المدنية، عن سبب تأخر تقرير 2023 ومتى نتوقع صدوره، من خلال بريد إلكتروني وصلها ولكنها لم تقدم إجابة.
وسيدخل واحد على الأقل من النماذج الأولية الجديدة للمسيرات إلى مرحلة الإنتاج الكامل للجيش، بناء على كيفية تقييم قيادة العمليات الخاصة و قيادة المحيطين الهندي والهادئ وآخرين لأدائها. سيتم اختيار الفائز أو الفائزين في المسابقة "لمواصلة التطوير نحو متغير إنتاج قادر على التصنيع القابل للتطوير بسرعة"، وفقا لوحدة الابتكار الدفاعي.
إن توسيع نطاق المسيّرات في غياب المساءلة يثير قلق موتابارثي من جامعة كولومبيا. وقالت: "لم يتوصل البنتاغون بعد إلى طريقة موثوقة لحساب الأضرار المدنية السابقة التي سببتها العمليات العسكرية الأمريكية. لذا يصبح السؤال: في ظل الزيادة السريعة المحتملة في استخدام المسيّرات، ما هي الضمانات التي من المحتمل أن تسقط؟ كيف يمكنهم أن يأملوا في حساب الأضرار التي تلحق بالمدنيين في المستقبل عندما يصبح حجم الاستخدام أكبر بكثير؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الصين الذكاء الاصطناعي جامعة كولومبيا جامعة كولومبيا الصين الذكاء الاصطناعي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی وزارة الدفاع المسی رات مسی رات أکثر من
إقرأ أيضاً:
أدوات «جوجل» التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.. إليك مميزاتها وكيفية عملها
الذكاء الاصطناعي.. يتنافس العالم، الآن، في استثمار الذكاء الاصطناعي، باعتباره إحدى ركائز التنمية في عصرٍ عمادُه التكنولوجيا، لذلك، قام محرك البحث الشهير «جوجل» بتطوير مميزات جديدة لمستخدميه تجعل عملية التصفح أسهل مما هي عليه، وتساعدهم على إنجاز العديد من المهام في وقتٍ أقل من خلال الاعتماد على منصة «Labs.google».
وخلال التقرير، ترصد «الأسبوع» أهم تلك الأدوات التي طورها «جوجل» لمستخدميه، وهي:
1- أداة «Notebook LM»:
- أطلقت أداة «Notebook LM» في ديسمبر 2023 كمساعد ذكي في البحث والدراسة يمكن من خلال استخدامها للذكاء الاصطناعي أن تدون الملاحظات وتلخص المقالات والأبحاث بطريقة واضحة وموجزة، مما يساعدك في فهم الأفكار الرئيسية بسرعة.
- أهم ما يميز هذه الأداة خاصية «Audio Overviews» التي قدمتها «جوجل» في شهر سبتمبر الماضي، والتي يمكن من خلالها تحويل المستندات إلى ملف صوتي على غرار «البودكاست»، مع إمكانية طرح أسئلة حول النصوص التي قمت بتحميلها، لتقوم الأداة بالبحث عن إجاباتها بدقة.
- يمكن لهذه الأداة أن تساعدك في توليد الأفكار بناءً على المعلومات التي زودتها بها.
التكنولوجيا2- أداة «Music FX»:
يمكن وصف أداة «Music FX» بأنها مؤلف موسيقي يعمل بالذكاء الاصطناعي، فعندما تود إضافة موسيقى إلى مقطع الفيديو الذي قمت بإنشائه، ما عليك إلا أن تشرح لها فكرة أو مضمون الموسيقى التي تود إضافتها وستقوم الأداة بإنشاء مقطوعة موسيقية مناسبة للمواصفات التي حددتها لها مع إمكانية وصف الحالة المزاجية التي تريدها والآلات الموسيقية الداخلة في تأليفها.
3- أداة «Learn About»:
تفيدك أداة «Learn About» عندما تريد طريقة سهلة لتعلم أشياء جديدة، فهي أداة بحث تجريبية من جوجل تستند في عملها إلى الذكاء الاصطناعي لتسهيل عرض المعلومات وتبسيط الموضوعات المعقدة من خلال المحادثات التي تجرى على لسان «شات جي بي تي»، ولا يقتصر عملها على مجال معين بل يمكن استخدامها في شرح وتبسيط العلوم والفنون والتاريخ وغيرها.
4- أداة «GenType»:
بواسطة هذه الأداة يمكن تصميم خطوط كتابية مبتكرة بناءً على وصف الخط الذي تتخيله من حيث تحديد النمط وسمك الحروف وميل الزوايا.
5- أداة «Illuminate»:
- تعتمد أداة «Illuminate» على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحويل المواد العلمية المعقدة إلى حوارات تفاعلية شائقة ومفهومة للجميع، فكل ما على الطالب أو الباحث الأكاديمي فعله لفهم محتوى المادة هو أن يوجه أسئلته بشكل صوتي للأداة وهي تجيبه بشكل تفاعلي لتوضيح المعلومات.
- تتشابه نتائج الأداة مع خاصية «Audio Overviews» الموجودة في أداة «Notebook LM»، ولكنها تختلف في الأصوات المستخدمة والواجهة، إذ تتيح فرصة تعديل إعدادات الإخراج لتقديم مجموعة من النتائج المختلفة، مع تسهيل الوصول إلى قاعدة بيانات تحوي العديد من الأبحاث العلمية.
جوجل6- أداة «Text FX»:
- طورت جوجل أداة «Text FX» بالتعاون مع الفنان الحائز على جائزة «Grammy» لو بي فاسكو، وذلك لمساعدة الكتّاب على استكشاف نصوص جديدة وتعبيرات لغوية دقيقة بعيدًا عن المألوف.
- تتميز الأداة بواجهة سهلة الاستخدام لتقدم لك مجموعة واسعة من الأدوات الإبداعية التي تساعد في توسيع آفاقك اللغوية وإيجاد روابط غير متوقعة بين الكلمات والعبارات، مما يساعد الكاتب في تحويل الكلمات العادية إلى صور شعرية ومفاهيم جديدة.
7- أداة «ImageFX»:
تجربة جديدة من «جوجل» في عالم توليد الصور بالذكاء الاصطناعي، تستند في عملها إلى نموذج «Imagen 3» التي تسمح بتغيير الألوان والتفاصيل للحصول على صور مثالية تعكس ما في خيالك.
اقرأ أيضاًكيفية تثبيت خرائط جوجل على هاتف هواوي بسهولة
«جوجل» تطلق النسخة الأولية من أندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة
ضغوط أمريكية لإجبار جوجل على بيع المتصفح كروم