حكم الحج بدون تأشيرة.. شهد موسم الحج هذا العام تزايد حالات الوفاة والفقد بين الحجيج المصريين الذين ذهبوا لأداء فريضة الحج بدون تأشيرة، إذ أن من هؤلاء من دخل الأراضي السعودية بتأشيرة زيارة قبل موسم الحج بأشهر، ومنهم من سافر لأداء العمرة، ومنهم من يستخرج تأشيرة عمل، وجميعهم يبقى في مكة المكرمة حتى حلول أيام الحج متحايلًا على القوانين التي سنتها المملكة العربية السعودية لتنظيم فريضة الحج.

وفي هذا الصدد، أوضحت هيئة كبار العلماء والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، ودار الإفتاء المصرية، والأزهر الشريف حكم الحج بدون تأشيرة.

الحجاجرأي مفتي السعودية في حكم الحج بدون تأشيرة

وأوضح مفتي عام المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أن أداء فريضة الحج دون الحصول على تصريح من السلطات في المملكة العربية السعودية أمرٌ محرم شرعًا، وأن التحايل على الأوامر والأنظمة لا يجوز أبدًا.

وأكد مفتي عام المملكة العربية السعودية، أن فتوى اشتراط وجوب حصول من أراد أداء فريضة الحج على تصريح من السلطات بالمملكة العربية السعودية، لم تصدر عبثًا، وإنما لكثرة التقارير التي تأتي بشكل يومي لولي الأمر عن الزحام وكثرة الحجاج، قائلًا: «الموضوع عُرض على هيئة كبار العلماء في عهد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فاكتسب الأغلبية حيث أصدرت الهيئة قرارها».

مفتي المملكة العربية السعوديةالإفتاء المصرية توضح حكم التحايل لأداء فريضة الحج

وفي سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية يقول السائل فيه: هناك من تدفعهم الظروف الاقتصادية للتحايل على الإجراءات الرسمية لأداء فريضة الحج، مثل من يذهب بتأشيرة عمل أو زيارة، فهل تُقبل حجتهم؟

وأجاب فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عن هذا السؤال، مؤكدًا أنه لا يجوز للإنسان أداء فريضة الحج عن طريق التلبس بالكذب والتحايل، قائلًا: «الذهاب لأداء فريضة الحج دون الحصول على تصريح رسمي من السلطات السعودية، سواء كان بتأشيرة عمل أو ما شابه، لا يُبطل الحج ويكون صحيحًا، ولكن يكون صاحبه مرتكبًا فِعلًا مُحرَّمًا من ناحية الطريقة، أما قبوله فهو فى علم الله».

وأوضح مفتي الديار المصرية، أن من مظاهر تيسير الشريعة الإسلامية في جانب أداء فريضة الحج، أنها جعلت من ضمن شروط هذه الفريضة الاستطاعة، والتي تشمل القدرة المالية والقدرة البدنية وسلامة الطريق، ويدخل في نطاق الاستطاعة في هذا العصر اتباع الأنظمة والالتزام بالإجراءات والقوانين المنظمة لأداء فريضة الحج، ومن ضمنها استخراج تأشيرة الحج من الجهات الرسمية المعتمدة، فتأشيرة الحج هي الأساس في ذلك دون التأشيرات الأخرى.

وأكد فضيلة الدكتور شوقي علام، أن اتباع التعليمات التنظيمية التي تضعها السلطات والالتزام بها أمر حثَّ عليه الإسلام، مصداقًا لما جاء في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»، مشيرًا إلى أن اتباع هذه التعليمات يتوافق مع مقاصد الشريعة في الحفاظ على نفوس وأرواح الحجاج، وفي التيسير على الحجاج بتسهيل أداء المناسك، وكذلك في دفع مفاسد الازدحام الذي يعوق تنقلات الحجاج ويسبب التدافع الذي قد يقود إلى التهلكة، كما أن الالتزام بهذه الإجراءات يضمن للحجاج الحماية القانونية ومنعهم من التعرض للمساءلة القانونية أو الترحيل.

مفتي الجمهوريةالأزهر: أمر مرفوض شرعا وتحايل على الله

وأوضح الدكتور مبروك عطية، عميد كلية الدراسات الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر، أن استخدام تأشيرات العمل أو الزيارة قبل موعد الحج بأشهر قليلة والاستمرار في البقاء داخل الأراضي المقدسة وحتى موعد الحج لأداء هذه الفريضة من الأمور المرفوضة شرعا، ويعتبر تحايلا على الله عز وجل، حيث إن الحج والعمرة من أركان الإسلام، والله جعل أدائهما حسب المقدرة المادية ولم يفرضهما مثل الصلاة والصوم على العموم، فليس على غير المقتدر ماديًا أن يلجأ لتلك الحيل والأساليب غير الشرعية لأنه بذلك يفسد المسألة برمتها، ويجعل حجه فاسدًا.

الدكتور مبروك عطية

وأضافت الدكتوره آمنة نصير، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، أن تعمد التحايل على السلطات في المملكة العربية السعودية باستخدام تأشيرات الزيارة والعمل يعد مخالفة شرعية تستوجب بطلان الحج.

الدكتوره آمنة نصير

وتابعت أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر: «للأسف في السنوات الأخيرة هناك كثير من الناس باتوا يلجأون إلى أداء فريضة الحج عن طريق التحايل باستخدام تأشيرات الزيارة والعمل للتهرب من دفع مبالغ مالية حتى أن البعض من المقتدرين ماليًا بات يلجأ لاستخدام تأشيرة زيارة لأحد الأقارب بالسعودية والتي يستمر فيها لموعد الحج ويستطيع وقتها أداء المناسك دون دفع رسوم وهذا أيضا مخالفة شرعية لأنه يتجاوز حقوق الغير».

اقرأ أيضاًيوسف زيدان يشكك في مواقيت الحج.. وعالم أزهري يرد: «افتراء على الله ورسوله»

الإفتاء: زيارة الأضرحة مشروعة بأدلة من الكتاب والسنة.. وهي من أقرب القربات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر جامعة الأزهر الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية دار الإفتاء المصرية الدكتور مبروك عطية هيئة كبار العلماء بالسعودية المملکة العربیة السعودیة لأداء فریضة الحج أداء فریضة الحج

إقرأ أيضاً:

حكم تلاوة القرآن بدون وضوء.. الأزهر يجيب

هل يجوز تلاوة القرآن بدون وضوء؟ سؤال اجابت عنه لجنة الفتوى الالكترونية بمركز الازهر العالمي، وقالت إن الوضوء عند تلاوة القرآن من الأمور المستحبة، وتجوز تلاوة غير المتوضئ للقرآن دون مس المصحف، لأن المس يحتاج إلى طهارة وهو قول جمهور الفقهاء.


واشارت إلى أن مس أسطح الهواتف الذكية حين قراءة القرآن بواسطتها لا يعد من مس المصحف، ولا يلزم له الوضوء.

الإفتاء: يجوز قراءة القرآن دون وضوء في حالتين

قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من يريد أن يقرأ القرآن من المصحف ويمسه، فعليه أن يتوضأ قبل قراءة القرآن لقوله تعالى "لا يمسه إلا المطهرون".

وفى إجابته عن سؤال "هل يجوز قراءة القرآن من المصحف بدون وضوء؟"، أوضح أنه لا يصح قراءة القرآن من المصحف دون وضوء، أما إذا كان الشخص يردد آيات من القرآن وهو يسير في الشارع على غير وضوء أو من الهاتف المحمول على غير وضوء فيجوز ذلك شرعا.

وأشار إلى أنه لا بد أن نفرق بين قراءة القرآن ومس المصحف، فيجوز قراءة القرآن دون وضوء سواء بالنظر أو باللسان وليس هناك أى حرمة.

هل قراءة القرآن من الهاتف لها نفس ثواب المصحف؟

أجاب الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن سؤال "هل قراءة القرآن من الهاتف المحمول أقل ثوابًا من القراءة في المصحف وهل هذا يُعد هجرًا للمصحف؟".


وأوضح "وسام" أنه لا حرج من قراءة القرآن الكريم من الهاتف المحمول وهو نفس ثواب القراءة من المصحف الورقي ولا اختلاف بينهما، وفيما يخص هجر المصحف المقصود به هو ترك كلام الله عز وجل وعدم قراءته فقال مجازًا هجر المصحف، فأينما يرى الإنسان راحته فليفعل الأهم ان يؤدي المطلوب منه وهو الحفاظ على قراءة كلام الله عز وجل .


هل يجوز قراءة القرآن بالعين فقط ؟

أجاب الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فتوى مسجله له عبر صفحة دار الإفتاء . قائلا: بعض الفقهاء يعتبرون القراءة فى المصحف بدون تحريك اللسان قراءة، إلا أن الجمهور على أن القراءة تحتاج تحريك اللسان ويسمع الإنسان نفسه، أما أن يقرأ فى سره فهذا يسمى نظر لا يسمى قراءة، وبالتالى من يريد ثواب القراءة يقرأ ويرفع صوته بقراءة القرآن.


وحول سؤال هل يجوز قراءة القرآن بالعين لا بصوت مسموع؟ .. قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أراد أن يقرأ القرآن الكريم بالنظر فقط للمصحف دون تحريك شفتيه يصح ولا حرج فى ذلك ولكن هذه لا تسمي قراءة فهذا يسمى نظر بالمصحف، أما القراءة هى التى تكون بصوت ويثاب الناظر فى المصحف ثواب النظر ولكن ليست ثواب القراءة، لكن من يريد أن يثاب ثواب القراءة عليه ان يحرك شفتيه على الأقل.

مقالات مشابهة

  • ولي العهد يقبل رأس مفتي المملكة خلال استقباله المهنئين بشهر رمضان
  • اليمن.. مهلة الأوقاف تنتهي الخميس وسط تخوف وكالات التفويج من قرار الاستبعاد
  • الحج 2025.. 10 شروط عاجلة من السياحة لضمان سلامة الحجاج
  • عالم أزهري: أداء الفرائض والاجتهاد في النوافل خلال رمضان فرصة لنيل محبة الله ورعايته
  • أمير منطقة الرياض يستقبل مفتي عام المملكة
  • لجنة اعتماد مساكن الحجاج تقوم بزيارة المساكن في المدينة المنورة .. استعدادات مبكرة لموسم الحج
  • مجموعة لولو تعلن عن إتمام أول مشروع للطاقة الشمسية بنجاح في المملكة العربية السعودية وتعزز استدامتها عبر شراكتها مع كانو-كلينماكس
  • ضبط 7 شركات سياحة غير مرخصة تنصب على راغبي الحج والعمرة
  • حكم تلاوة القرآن بدون وضوء.. الأزهر يجيب
  • الذايدي ينتقد أداء الهلال: دفاع شوارع وكارثي لا يُصلح لكأس العالم