أمجد مصطفي يكتب: أوهام «ولاد رزق 3»
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
الكل تحدث عن الإيرادات، حتى إن البعض وصفها بأنها الأكبر فى تاريخ السينما، ولم يتطرق أحد إلى مفردات العمل السينمائى، من سيناريو وحوار وموسيقى تصويرية ومونتاج وإخراج. الكل تناسى المفردات التى يجب أن يتحدث عنها أهل السينما والنقاد عند تقييم أى عمل درامى أو سينمائى. السينما كما عرفنا هى لغة صورة، وبالتالى الحكم عليها لابد أن يكون من نفس المنطق.
الإيرادات والمشاهدات لم تكن يومًا ما معبرة عن جودة العمل، وأهميته، فأغلب الأعمال التى قدمها يوسف شاهين فى نهاية مشواره لم تحظ بالإقبال الجماهيري، فهل هذا معناه أنها كانت دون المستوى؟ بالتأكيد لا. ولو تصورنا يوسف شاهين وحسن الإمام وعز الدين ذو الفقار وبركات الآن بيننا، فهل تقييم أعمالهم كان سيخضع لنسب المشاهدة وكم الإيرادات؟
نعم أقصد الزفة المصنوعة لفيلم «ولاد رزق 3»، إذ لا حديث سوى عن الإيراد يوماً بيوم وساعة بساعة.
الغريب فى الأمر والشيء العجيب أن الذين تحدثوا بلغة الأرقام عن أنه الأكثر إيرادات فى تاريخ السينما لم يراعوا عدد سكان مصر، وكم عدد قاعات العرض، وسعر التذكرة الآن، وكم كان عدد سكان مصر وقاعات العرض وأسعار التذاكر عندما عُرضت أفلام رشدى أباظة وعمر الشريف ويحيى شاهين، وعماد حمدى وفاتن حمامة وأنور وجدى وليلى مراد وعادل إمام ومحمود عبدالعزيز ونادية الجندى ومحمود ياسين وحسين فهمى وسعاد حسنى، حتى أفلام محمد هنيدى ومحمد سعد وعلاء ولى الدين فى بداية التسعينيات نظلمها أيضا لنفس السبب.
لكى نقارن فيلمًا بفيلم أو فيلمًا بأفلام أخرى لا بد أن تتوافر نفس العناصر والأجواء، من إمكانيات مالية وعناصر بشرية ونجوم ودعاية وقاعات عرض.
أعتب أيضًا على أبطال العمل أنهم تعاملوا بمنطق الجمهور العادى، عندما تحدثوا عن الأكشن فى الفيلم والاستعانة بمخرجين كبار للحركة، ولم يتحدثوا عن جودة العمل، ومفرداته السينمائية وقيمته.
السينما الأمريكية صاحبة الريادة فى تاريخ صناعة سينما الأكشن، ولم تخل أفلامها من مناطق فيها مشاعر وأحاسيس تبرز قيمة الممثل وترضى غروره كفنان يريد التعبير عن موهبته، فالأبعاد النفسية مطلوبة جدًا حتى فى أفلام الحركة والإثارة.
أعتقد أن الكل ظلم فيلم «ولاد رزق ٣» عندما اختصروا النجاح فى الإيراد والأكشن.
أتمنى من صناع العمل والنقاد الانتظار حتى مرور عدة أشهر على طرح هذا العمل، ليس لتقييم الإيراد، لأن التغييرات التى حدثت فى عالمنا العربى خلال الـ١٥ سنة الماضية جعلتني شخصياً، فى أحيان كثيرة، لا أنظر إلى لغة الأرقام، لأنها صدرت لنا نماذج فنية لا موهبة لها استنادًا إلى كم المشاهدات، غير أن ما أقصده فى الحكم على «ولاد رزق» بعد عدة أشهر أو سنة هو مدى تأثيره، وهل ستبحث عنه الناس كما تبحث عن أفلام الأبيض والأسود أم أن «ولاد رزق 4» سوف ينسينا «ولاد رزق 3» كما يحدث فى السينما والغناء العقود الأخيرة، فالأغنية الجديدة للنجم فلانى تنسيك أغنيته السابقة لها، وكذلك نجوم السينما، فالفيلم الجديد ينسف ما سبقه.
نحن فى انتظار ما تسفر عنه الأيام والأشهر المقبلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تاريخ السينما فيلم ولاد رزق ٣ نجوم السينما السينما الأمريكية ولاد رزق
إقرأ أيضاً:
احنا ولاد محمد ضيف.. احتفالات عارمة بغزة عقب تواتر الأنباء عن إبرام الصفقة
شهدت عدة مناطق في قطاع غزة احتفالات شعبية عارمة عقب تأكيد التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بما يُنهي الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكثر من 15 شهرا.
وسيطرت أجواء الفرح على شوارع دير البلح وسط قطاع غزة، وخان يونس جنوب القطاع مع تواتر الأنباء عن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل.
وهتف المحتفلون "إحنا ولاد محمد ضيف"، في إشارة إلى القائد العام لـكتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس.
غزة تحتفل، غزة سعيدة
لحظة انتظرناها كثيراً. pic.twitter.com/UlZy2Veitv
— Tamer | تامر (@tamerqdh) January 15, 2025
وقبل قليل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه تم التأكيد رسميا في إسرائيل على صفقة وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال وقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 15 شهرا، والذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى في القطاع.
وفي السياق ذاته، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق، معلنا قرب إطلاق سراح المحتجزين.
وأفادت مصادر للجزيرة بأنه من المتوقع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة خلال يومين أو 3 أيام، مضيفة أن هناك بروتوكولا إغاثيا إنسانيا يرتبط بتطبيق المرحلة الأولى ويتضمن إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا.
إعلانوترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.