لجريدة عمان:
2025-01-13@09:19:04 GMT

الاستحقاق الزمني

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

يشكل الزمن ارتباطًا عضويًا بكل مكونات الحياة وتفاعلاتها المختلفة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هناك مسار تفاعلي دون أن يكون للزمن مساحته المستحقة؛ سواء في تشكيل هذا المسار، أو في مجموعة التفاعلات التى تؤول إلى إنجازه أو فشله على حد سواء، فالطفل الذي في الحظة الآنية تلده أمه يتلقفه الزمن عبر مساحة ممتدة، بقدر ما كتب له من عمر من لدن خالقه ذي العزة والجلال الله سبحانه وتعالى، وليتخيل أحدنا كيف يتوغل الزمن في كل مجريات حياته اليومية، بدءًا من صرخته الأولى، وحتى صرخته الأخيرة، حيث نزعة الروح من الجسد، فهل يمكن قبول فكرة أن مرحلة من مراحل هذا المخلوق تجاوزت لحظة زمنية معينة دون أن ينغمس فيها وتنغمس فيه؟ لا يمكن إطلاقًا، ولذلك يأتي تقسيم مراحل التكون لدى الإنسان (الطفولة، الصبا، الشباب، الشيبة، الكهولة) وفق المساحة الزمنية لكل مرحلة، ولا يمكن أن تتداخل المراحل الزمنية في هذا الترقي الجسدي، والفكري، على حد سواء لأي إنسان في هذه الحياة الدنيا.

وكما تنطبق الصورة أعلاه على الإنسان، هي ذاتها على أي كائن حي، فالحياة مرتبطة بالزمن، بخلاف مرحلة الموت «البرزخ» فهذه تبقى من علم الغيب عند الله، أما الزمن الحاضر في حياتنا اليومية، فنوهم أنفسنا في كثير من الخيال أننا نستقطع منه المساحة التي نريد؛ لتسهيل مجريات حياتنا اليومية، مع أن الحقيقة غير ذلك تماما، فهو الذي يأخذ منا عمرنا، وصحتنا، ومساحة الرزق، ومساحة الخير، ومساحة الشر، ومساحة الرضى والغضب، والحب والكره، ويبقى في المستحيل المطلق أن نتجاوز أي لحظة زمنية دون تأخذ منا استحقاقاتها الملزمة تنفيذها، ولعل في العبارة المشهورة: «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك» تظل بالغة الدلالة في هذا الأمر، ومن هنا فإن لم يتم استغلال الزمن بكل حيثياته الدقيقة، فإن التفريط فيه خسارة كبيرة لا تتعوض بأي شكل من الأشكال، ولذلك فالذين حاولوا التلاعب بالزمن خسروا خسارة كبيرة، سواء في أعمارهم، أو في أرزاقهم، أو في علاقاتهم مع من حوله، وبالتالي فأي خسارة في مساحة الزمن لن تعوض مطلقا، ولذلك هناك من يخطئ خطأ فادحًا من خسر شيئًا ما، عندما يقول: «سأعوض ذلك في المستقبل» فمستقبل الشيء هو حاضره، وليس غده، فالغد مرهون بزمن مختلف، وبأشخاص مختلفين، وبظروف مختلفة، وأي فرد لن يعيش عصرين متتاليين؛ لأن العمر المتاح له مرة واحدة فقط، فإما أن يكون فيه، أو أن يسقط نفسه منه، ومتى أسقط الإنسان نفسه من زمنه، فلن يجد زمنا يعوضه. يحب كثير من الناس ترديد عبارة: «العمر مجرد رقم» وهذه -في تقديري- مقولة حق يراد بها باطل، فالحق يقال إنَّ كل منا له رقم زمني، هذا عمره عشرة أعوام أو أقل، وآخر عمره خمسون عامًا أو أكثر؛ فهذا حق لا يمكن إنكاره، أما الباطل المبطن في المقولة، وهو أن لك أن تعيش على فوضويتك المعتادة، وتغتال قيمك، وتناصر شهواتك، وتغض الطرف عن أخطائك، وتوهم نفسك أنك ما زلت شابًا من حقه أن يستمتع بكل ما تصل إليه يده، دون أن يكون لثقل العمر دور في تحييدك عن السقوط في براثن الضياع، فالسقوط في العمر المتأخر مصيبة كبيرة، ومن يتعمده يرتكب جريمة مزدوجة في حق نفسه، وليس يسيرًا غفرانها.

ومع كل ما ورد أعلاه، يظل الزمن فرصة ذهبية لأي مخلوق -وفي مقدمتها الإنسان- أن يستثمره في كل تفاصيل حياته اليومية، ومتى حقق أحد من الناس ذلك، يمكن أن يكون غنيًا، عالمًا، حكيمًا، مصلحًا، قائدًا، موجهًا، وغير ذلك كثيرًا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أن یکون

إقرأ أيضاً:

عواصف ثلجية غير مسبوقة تضرب الجنوب الأمريكي وتشل الحياة اليومية وإلغاء آلاف الرحلات الجوية

اجتاحت عاصفة ثلوج قطبية قوية ولايتي تكساس وأوكلاهوما محملة بالثلوج الكثيفة والجليد، لتواصل زحفها نحو ولايات الجنوب الأمريكي الأخرى، مما دفع الحكام لإعلان حالات الطوارئ وتعليق الدراسة في جميع أنحاء المنطقة. وأثّرت العاصفة على الملايين، مهددةً بتعطيل واسع النطاق في الحياة اليومية.

اعلان

والبداية من ولاية أركنساس، حيث أمرت الحاكمة سارة ساندرز الحرس الوطني بمساعدة السائقين العالقين، بينما أُلغيت الدراسة يوم الجمعة في المدارس العامة لملايين الأطفال، من تكساس إلى جورجيا وحتى كارولينا الجنوبية. كانت التوقعات تشير إلى تساقط ثلوج كثيفة شمال أركنساس وأجزاء واسعة من تينيسي بارتفاع قد يصل إلى 22 سنتيمترًا.

لافتة تحذر السائقين من ظروف الجليد على الطريق السريع 20 أثناء عاصفة شتوية.Julio Cortez

أما في الولايات الواقعة جنوبًا وشرقًا مثل لويزيانا ومسيسيبي وألاباما، فقد حوّلت الأمطار المتجمدة الطرق إلى ممرات خطرة، بينما استمر تساقط الثلوج بكثافة على أجزاء من أوكلاهوما وتكساس قبل أن تصل العاصفة إلى أركنساس. وتسبب ذلك في تأخير أكثر من 4500 رحلة طيران وإلغاء 2000 رحلة أخرى يوم الخميس، مع توقع استمرار الفوضى يوم الجمعة.

يتساقط الثلج بينما تسير سيارة وسكوتر على طول الشارع.LM Otero

قال سائق الشاحنات تشارلز دانيال، الذي كان يعبر طرقًا موحلة في وسط أوكلاهوما: "لم أشاهد حوادث، ولكن رأيت أشخاصًا عالقين يتزحلقون على الطرق. الناس بحاجة لتجنب القيادة". جاءت هذه التحذيرات في وقت سجلت العاصفة أرقامًا قياسية، متسببةً في ظروف غير مسبوقة امتدت تأثيراتها إلى جورجيا وكارولينا الشمالية والجنوبية.

شاحنة تعالج الطريق لتحسين ظروف القيادة أثناء تساقط الثلوج.LM Otero

أما في كارولينا الجنوبية، فقد كان الاستعداد للعاصفة الشتوية الأولى منذ ثلاث سنوات على قدم وساق، حيث عالجت السلطات الطرق الرئيسية بالملح، فيما أغلقت المدارس أبوابها في المناطق المتأثرة أو تحولت إلى التعلم عن بعد. في كارولينا الشمالية، أعلن الحاكم جوش شتاين حالة الطوارئ مع توقعات بتراكم الثلوج والجليد على الطرق.

رجل يُدعى سيرفو يستخدم مظلة لعبور الشارع أثناء تساقط الثلوج.LM Otero

وفي جورجيا، أعلن الحاكم بريان كيمب حالة الطوارئ حيث كانت النصف الشمالي من الولاية تستعد لمواجهة الثلوج والجليد. كما ألغت الأنظمة المدرسية عبر أتلانتا الكبرى وشمال جورجيا الدراسة التقليدية يوم الجمعة، محولة اليوم إلى تعليم عن بُعد لأكثر من مليون طالب.

لوك تشوات ينزلق على تل صغير مغطى بالثلوج.LM Otero

وفي ولاية تينيسي، أغلق أكبر مقاطعة تعليمية، ممفيس-شيلبي، جميع المدارس يوم الجمعة مع توقع تساقط الثلوج بكثافة تصل إلى 20 سنتيمترًا. وقد تم توفير مراكز تدفئة في المدينة لاستقبال المحتاجين وسط هذه الظروف القاسية.

رجل ثلج بشعر مكون من أوراق يقف في حديقة.LM Otero

وفي تكساس، حث الحاكم غريغ أبوت السكان على تجنب القيادة إلا للضرورة القصوى، خاصة مع توافد أكثر من 75,000 مشجع إلى ملعب إي تي أتد تي (AT&T) في أرلينغتون لحضور بطولة كرة القدم الجامعية يوم الجمعة. التحديات التي فرضتها العاصفة لم تقتصر على الطرق فقط، بل أثرت أيضًا على المرافق والخدمات الأساسية في عدة ولايات.

تراكمت الثلوج في ساحة انتظار السيارات بالقرب من استاد AT&T قبل يوم من مباراة نصف نهائي في دوري الجامعات لكرة القدم الأمريكية بين ولاية أوهايو وتكساس،Julio Cortez

وتسببت العاصفة بولاية فرجينيا في انقطاع المياه عن العاصمة ريتشموند، ما دفع السلطات لإصدار أمر بغلي المياه قبل استخدامها وتوزيع زجاجات المياه على السكان. لا تزال فرق الطوارئ تعمل على استعادة خدمات المياه في المدينة.

العاصفة الشتوية التي اجتاحت الجنوب الأمريكي لم تكن مجرد ظاهرة جوية عابرة، بل شكلت اختبارًا حقيقيًا للبنية التحتية والخدمات في المنطقة، وسط تحديات تواجهها الولايات المتحدة مع تقلبات الطقس المتزايدة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ست ولايات تعلن حالة الطوارئ والثلوج تغطي كلّ شيء.. أمريكا تحت وطأة عاصفة ثلجية لم تشهدها منذ عقد في أول أيام 2025: مسيرة لندن تجمع مؤدين من 28 جنسية وسط أجواء عاصفة عاصفة ثلجية تضرب البوسنة والهرسك.. تعليق الدراسة وانقطاع الكهرباء في عدة مناطق مدارس مدرسةالولايات المتحدة الأمريكيةكوارث طبيعيةتغير المناخعاصفة ثلجيةالمساعدات الإنسانية ـ إغاثةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. غارات إسرائيلية تُسفر عن قتلى وجرحى في غزة وبايدن يعلن عن "تقدم حقيقي" في مفاوضات وقف إطلاق النار يعرض الآن Next حريقان في لوس أنجلوس يدمران 10,000 منشأة وسط تحذيرات جديدة لإجلاء السكان يعرض الآن Next أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها الطبية في مستشفى بشاير بالخرطوم بسبب الهجمات المسلحة يعرض الآن Next كوريا الجنوبية: قبول استقالة رئيس الأمن الرئاسي بعد استجوابه في قضية عرقلة اعتقال الرئيس المعزول يعرض الآن Next إطلاق سراح زعيمة المعارضة الفنزويلية ماتشادو وسط نفي حكومي لاحتجازها اعلانالاكثر قراءة كاليفورنيا تشتعل: حرائق مدينة بوربانك تلتهم المنازل وتجبر السكان على الفرار لبنان يطوي صفحة الفراغ.. انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية زلزال بقوة 6.11 درجة يضرب السلفادور في أمريكا الوسطى جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية بـ99 صوتاً.. فماذا نعرف عنه؟ حرائق لوس أنجلوس تدمّر منازل مشاهير هوليوود وتؤثر على موسم الجوائز اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلروسياشرطةقوات عسكريةكارثة طبيعيةحرائق غاباتلبنانأزمة إنسانيةقطاع غزةقصفبشار الأسداحتجاجاتالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • هل يمكن للجزر أن يكون الحل لمواجهة السكري؟
  • الروبوتات تقتحم مجالات أوسع في حياتنا اليومية
  • بعد الاستحقاق الرئاسي...استقرار سياسي حتى موعد الانتخابات النيابية!
  • الاغنية الشعبية || «البوابة» تفتح التساؤل: هل يمكن لهذا الفن العظيم أن يظل ويصمد عبر الزمن؟ لماذا لم تعد المجتمعات قادرة على صنع ثقافة شعبية جديدة؟
  • الغناء الشعبي || حكاية شعب حمل إرثه وعبر به الزمن.. الغناء الشعبى يفتح باب التساؤل هل سيكون الإنسان «خوارزم» فى العصر الحديث؟
  • أذكار المساء.. عبادة صغيرة بأثر عظيم في حياتك اليومية
  • خدمات مالية في يدك.. كيف تسهل المحافظ الإلكترونية حياتك اليومية
  • وديع الخازن إتصل بالرئيس بري شاكرا على جهوده الحثيثة لإتمام الاستحقاق الدستوري
  • عواصف ثلجية غير مسبوقة تضرب الجنوب الأمريكي وتشل الحياة اليومية وإلغاء آلاف الرحلات الجوية
  • شيخ العقل التقى السفير السعودي: ننوه بدور المملكة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي