حذر الاتحاد الأفريقي من أن السودان يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم وغرب كردفان.

وشدد رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي على أنه تجب ممارسة ضغوط متضافرة على الجهات الخارجية التي تؤجج الصراع في السودان، من خلال توفيرها أسلحة للمتحاربين.

ووصف رئيس المفوضية الأفريقية -في تقريره عن الأوضاع في السودان أمام قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي– الوضع في السودان بأنه خطير، وحذر من خطر الإبادة الجماعية.

وقال فكي إن الحرب في السودان تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وتُعرّض حياة ملايين المدنيين لخطر الموت جوعا.

من جانبه، قال المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو إن الولايات المتحدة تواصل الوقوف إلى جانب المدنيين السودانيين المتأثرين بالحرب، وإنه يجب على الجميع دعم المنظمات والبلدان التي تعمل من أجل حصول السودانيين على الغذاء والدواء.

وأكد المبعوث الأميركي أن ملايين السودانيين أُجبروا على ترك منازلهم، فرارا من المجاعة والعنف والتطهير العرقي.

ويأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه اللجنة الوطنية التشادية للاجئين إن عدد اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى البلاد منذ اندلاع الحرب في السودان، قبل أكثر من عام، بلغ نحو 600 ألف لاجئ.

ويقيم الكثير من هؤلاء في مخيمات مؤقته في مدينة "إدري" الحدودية، قبل نقلهم إلى مخيمات نظامية. وتقول المفوضية العليا للاجئين إنها تواجه تحديات في توفير الاحتياجات الأساسية للاجئين بسبب نقص التمويل.

اشتباكات متواصلة

وعلى الصعيد الميداني، قال الجيش السوداني إن قوة من سلاح المدرعات في منطقة الشجرة العسكرية، جنوب غربي الخرطوم، نفذت عدة عمليات، أدت إلى السيطرة على عدد من المنازل والمباني المدنية التي كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وأضاف الجيش السوداني -في بيان- أنه دمر 3 دبابات وعربة عسكرية ومدرعة بكامل طاقمها، مشيرا إلى أن العمليات أدت إلى مقتل عشرات من قوات الدعم السريع.

وبالتزامن مع ذلك، قالت مصادر للجزيرة إن قوات الدعم السريع سيطرت على مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، كما سيطرت على لواء المشاة 91 التابع للجيش السوداني في المدينة.

وأفادت مصادر محلية بأن المدينة شهدت اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، أمس الخميس، وأكدت أن نصف سكان المدينة نزحوا بسبب الاشتباكات.

من جانبها، قالت حكومة ولاية غرب كردفان -في بيان- إن ما سمتها مليشيا الدعم السريع قامت بالاعتداء على رئاسة الحكومة والمؤسسات الرسمية ونهبت الأسواق والمدنيين العزل في مشهد وصفته بالتخريبي الذي لا يمت للأخلاق بصلة، حسب نص البيان.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل/نيسان من العام الماضي معارك بين القوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى 150 ألفا، وفقا للمبعوث الأميركي للسودان.

وسجل السودان قرابة 10 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودُمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

سلاح إماراتي وضربات مصرية.. تعليق جديد من الدعم السريع في السودان

نفت قوات الدعم السريع السودانية، المتهمة بارتكاب فظائع، الاثنين، مسؤوليتها عن الانتهاكات بالبلد الذي يعاني ويلات الحرب، وقالت إنها ملتزمة بالسلام.

كما نفى أعضاء من قوات الدعم السريع، تحدثوا إلى الصحفيين في نيروبي بكينيا، تقارير منتشرة على نطاق واسع عن تلقي أسلحة من الإمارات العربية المتحدة.

وقال رئيس الوفد الجنرال عمر حمدان أحمد عبر مترجم "لا نحصل على أي مساعدة من أي دولة على الإطلاق"، بحسب "فرانس برس".

واتهم مصر بالدعم المكثف للجيش السوداني، بما في ذلك الضربات الجوية، وهو ادعاء نفته القاهرة.

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3.1 مليون نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقا للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.

فيتو روسي يمنع "حماية المدنيين " في السودان استخدمت روسيا، الاثنين، حق النقض "الفيتو" ضد قرار في مجلس الأمن بشأن حماية المدنيين في السودان، بحسب ما أورد مراسل الحرة.

واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين عمدا ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

وتتهم قوات الدعم السريع خصوصا بارتكاب عمليات نهب وحصار القرى والعنف الجنسي المنهجي.

وقدر خبراء الأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع، بدعم من ميليشيات عربية، قتلت ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص في بلدة الجنينة بغرب دارفور وحدها.

وفي نيروبي، قال عضو قوات الدعم السريع محمد مختار إن أي انتهاكات للحقوق ارتكبتها "أطراف أخرى" بعد تدخلات قوات الدعم السريع في مناطق معينة.

وبحسب مختار، فإنهم قاموا بتوثيق حالة اغتصاب واحدة فقط في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وذلك رغم نتائج الأمم المتحدة التي تشير إلى مستويات "مهولة" من العنف الجنسي، بما في ذلك اختطاف النساء والأطفال لاستعبادهم جنسيا.

ورفض مختار هذه النتائج، واصفا إياها بأنها "دعاية على وسائل التواصل الاجتماعي"، قائلاً إن قوات الدعم السريع أجرت "فحوصات طبية" على النساء للتحقق من مزاعم الاغتصاب.

من جهته، اعتبر مستشار قوات الدعم السريع، عز الدين الصافي أنه "للتعامل مع مسألة الانتهاكات، يتعين علينا وقف الحرب. ولهذا السبب نحن في قوات الدعم السريع نبقى مستعدين لوقف الحرب قبل الغد، وحتى قبل الأمس".

وأشار إلى أن الدعم السريع انخرطت بشكل كامل في مبادرات سلام دولية متعددة وألقى باللوم على الجانب الآخر في "تقويض كل الجهود".

وسلط تقرير أصدرته بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان الشهر الماضي الضوء على انتشار الاغتصاب في الحرب، ونسب معظم الحالات إلى قوات الدعم السريع التي قيل إنها استخدمت "العنف الجنسي على نطاق واسع"، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي.

كما اتهمت البعثة قوات الدعم السريع وحلفاءها باختطاف وتجنيد الأطفال والنهب والسلب.

مقالات مشابهة

  • بالأرقام.. أعداد اللاجئين السودانيين في ليبيا
  • سلاح إماراتي وضربات مصرية.. تعليق جديد من الدعم السريع في السودان
  • ماذا تبقى في جعبة الجيش السوداني والحركة الإسلامية من خيارات لتفادي خسارة الحرب؟
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 150 من قوات الدعم السريع ويكشف تفاصيل معركة ضارية في الفاشر
  • مواطنون يرون الانتهاكات التي تعرضوة لها من قبل قوات الدعم السريع بمنطقة الحلفايا – فيديو
  • السودان...تجددُ الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في الفاشر
  • الدعم السريع جيش وطني لا جنيدي ولا عطوي
  • السودان يختنق بجرائم ميليشيا الدعم السريع.. والملايين يكتوون بنار الحرب
  • محمد بن شمباس: الاتحاد الإفريقي يدين الجرائم الوحشية التي ارتكـبها الدعم السريع في الجنينة وولاية الجزيرة وغيرها
  • تجدد الإشتباكات بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم