فى مصر الجديدة من اللافت للأنظار الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة لتكريم العلماء وأهل البيت، وتلك صفة متدرجة تبعث على الأمل فى المستقبل الأفضل. فقد لاحظنا خلال السنوات الماضية اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقاهرة التاريخية وأضرحة أولياء الله الصالحين رضى الله عنهم وأرضاهم، عملاً بقول الله تبارك وتعالى «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون».
الأمة التى لا تعرف ماضيها أو تتنكر له، لا حاضر ولا مستقبل لها، ويأتى هذا الاهتمام الكبير من الدولة بالاهتمام بالتاريخ المصرى الحافل بأولياء الله الصالحين والعلماء، يعد نبراساً يجب الاهتمام به من أجل الحاضر والمستقبل.. وهناك أمم لا ماضى لها ولا حضارات قديمة لها، تشترى أو لنقل تصنع ماضياً مشرفاً من أجل المستقبل. وما بالنا نحن فى مصر أصحاب حضارة قديمة على مدار العصور المختلفة، قدمت للبشرية الكثير والكثير. ومن هنا جاء الاهتمام المصرى فى الدولة الجديدة بالقاهرة التاريخية وكل المعالم الكبرى فى أنحاء البلاد.
والموقف يستوجب الثناء الكامل على هذا التصرف الرائع من الدولة سواء بالاهتمام بالمزارات والأضرحة الدينية سواء كانت إسلامية أو مسيحية، وكذلك الاهتمام بعلماء الأمة القدامى والمحدثين. وسيظل التاريخ يقف أمام هذه الظاهرة المهمة، وقد ذكرنى ذلك، بما كان يقوم به خلفاء بنى أمية والعباسيين فى الدولتين الأموية والعباسية من الاهتمام البالغ بعلماء الأمة وأوليائها الصالحين، وكذلك الحال حدث فى الدولة الأندلسية، التى احتضنت العلماء فى كل المجالات الشرعية والطب والهندسة والموسيقى والكيمياء، وضاعت هذه الدولة فى عصر الصراع السياسى.
وعلى كل حالٍ فإن اهتمام مصر الكبير بعلمائها ورجالها والمعالم الأثرية، يعنى اهتماماً بالحاضر والمستقبل. هذه هى الجمهورية الجديدة التى تؤسس حقيقة لدولة عصرية حديثة فى كل المجالات، والاهتمام بالماضى جزء لا يتجزأ من الحاضر والمستقبل، ويصنع تاريخاً سيشهد بحكمة ورشادة القيادة السياسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصراع السياسى الدولة الجديدة بالقاهرة الرئيس السيسي محافظة الدقهلية حكاوى د وجدى زين الدين الاهتمام الکبیر
إقرأ أيضاً:
عضو «كبار العلماء»: اللغة العربية تهيأت على مدى قرون لتحمل أنوار القرآن
نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان «البلاغة القرآنية.. الإعجاز ورد الشبهات»، شارك فيها كل من الدكتور محمود توفيق سعد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، والدكتور عبدالحميد مدكور، أمين عام مجمع اللغة العربية، وأدارها الإعلامي عاصم بكري، وسط حضور لافت من رواد المعرض.
وأكد الدكتور محمود توفيق سعد، أن معجزة القرآن الكريم تختلف جوهريًّا عن معجزات الرسل السابقين، التي اقتصرت على أحداث حسية مؤقتة، بينما جاء القرآن معجزةً علميةً معنويةً خالدةً، تُدرك بالبصيرة لا البصر، قائلاً: «من تشريف الله لهذه الأمة أن جعل معجزة نبيها كتابًا باقيًا إلى قيام الساعة، يُؤخذ علمه بالتفكر والتدبر، لا بمجرد المشاهدة».
وأوضح أن العرب – وهم أهل الفصاحة – كانوا الأقدر على إدراك بلاغة القرآن، الذي نزل بلغتهم في عصر ذروة بيانهم، مشيرًا إلى أن دراسة بلاغة القرآن تنقسم إلى نوعين: دراسة للاقتناع بأنه كلام الله، ودراسة بعد الإيمان به لاستشراف معانيه والترقي في مدارج الإيمان، التي تبدأ بــ«الذين آمنوا» وتصل إلى «المؤمنين» عبر الجهاد الروحي والعلمي.
ومن جانبه، سلّط الدكتور عبدالحميد مدكور الضوء على العلاقة الفريدة بين القرآن واللغة العربية، مؤكدًا أن الله أعدَّ العربية عبر عدة قرون لتكون قادرةً على حمل أعظم النصوص بلاغةً وعمقًا، قائلاً: «تهيأت اللغة بثرائها ومرونتها عبر العصور لتعبِّر بدقة عن مكنونات النفس الإنسانية وجمال الكون، وتحمل أنوار القرآن التي لا تُسعها لغة أخرى».
وأشار أمين مجمع اللغة العربية إلى أن العربية ظلت بفضل القرآن لغةً حيةً قادرةً على استيعاب كل جديد، مع الحفاظ على رصانتها، ما يجعلها جسرًا بين الأصالة والمعاصرة، ووعاءً لحضارة إسلامية امتدت لأكثر من ألف عام.
ويشارك الأزهر الشريف للعام التاسع على التوالي بجناح خاص في الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن قاعة التراث رقم 4، على مساحة ألف متر، تشمل أقسامًا متنوعة: قاعة ندوات، ركن للفتوى، ركن الخط العربي، وآخر للمخطوطات النادرة وورش عمل للأطفال، في إطار استراتيجيته لنشر الفكر الوسطي وتعزيز الحوار الحضاري.