مجزرة برفح .. 12 شهيداً بقصف الاحتلال على خيام للنازحين
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
سرايا - استشهد 12 فلسطينيا وأصيب عشرات، الجمعة، بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال بقصفه خياما للنازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية بانتشال 12 قتيلا وعدد كبير من الجرحى بعد قصف الدبابات الإسرائيلية بقذائف مدفعية مخيما للنازحين في منطقة المواصي غرب رفح.
من جانبه قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إن طواقمها الطبية "تتعامل مع عدد كبير من الشهداء والإصابات بعد قصف إسرائيلي لخيام النازحين في منطقة المواصي".
وأفاد نقلا عن شهود عيان أن دبابتين من نوع "ميركافا" اعتلتا تلة مقابلة لمنطقة الشاكوش غرب رفح، وأطلقتا قذائف مدفعية تجاه تجمع للنازحين قرب بوابة المستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأضاف أن سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان على الفور وشرعت بنقل القتلى والجرحى إلى المستشفيات الميدانية، ولا تزال عمليات الانتشال مستمرة.
وأوضح أن القصف تسبب بحرق خيام للنازحين، مع انتشار حالة من الخوف والهلع في صفوف النازحين.
كما شهدت المنطقة حالة نزوح كبيرة من الخيام الموجودة في تلك المنطقة باتجاه مواصي خانيونس شمالًا، بحسب شهود العيان.
وقال جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، في بيان: "طواقمنا نقلت عددًا من الشهداء والمصابين النازحين في منطقة الشاكوش شمال غرب محافظة رفح جراء استهدافهم بقذائف المدفعية الإسرائيلية".
ويدفع الجيش الإسرائيلي نحو تجميع النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي على الشريط الساحلي للبحر المتوسط بزعم أنها مناطق آمنة، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد.
والمواصي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، مرورا بغرب خان يونس حتى غرب رفح (جنوب).
وتعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.
ويعيش النازحون في المواصي وضعا مأساويا ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
مجزرة مسجد الحسن: تحقيق للأورومتوسطي يكشف تفاصيل مروّعة
#سواليف
كشف تحقيق جديد أجراه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل فيها أكثر من 15 فلسطينيًّا وأصاب آخرين بجروح، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، في قصف جوي استهدف مسجدًا في غزة أثناء إقامة الصلاة فيه وقت الفجر، في انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي التي تضمن حماية المدنيين ودور العبادة خلال النزاعات المسلحة.
وحقق الأورومتوسطي في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مسجد “الحسن” في حي التفاح بمدينة غزة أثناء إقامة صلاة الفجر، يوم 16 نوفمبر/تشرين ثانٍ 2023، وخلص إلى عدم العثور على أي أدلة على وجود أهداف عسكرية، سواء أعيان أو عناصر مسلحة، داخل المسجد أو في المنطقة المحيطة به وقت وقوع الاستهداف.
وفي تفاصيل التحقيق، أفاد الأورومتوسطي أنه وفي حوالي الساعة 4:45 من فجر يوم الأربعاء الموافق 16 نوفمبر/تشرين ثانٍ 2023، استهدفت طائرات الجيش الإسرائيلي مسجد الحسن في منطقة السنافور بحي التفاح شرقي مدينة غزة، دون أي تحذير مسبق، باستخدام قنبلة إلى قنبلتين من العيار الثقيل ذي القدرة التدميرية العالية. ووقع الاستهداف أثناء إقامة صلاة الفجر، وبمجرد أن شرع المصلون في أداء الصلاة.
مقالات ذات صلة إعلام عبري: 500 ضابط برتبة رائد تركوا الجيش الإسرائيلي بملء إرادتهم 2024/12/19بفعل الغارة الجوية الإسرائيلية، دُمر المسجد الذي يُعد أحد المسجد الكبيرة في المنطقة بشكل كلي خلال ثوانٍ فوق رؤوس المصلين بداخله، ولم يتبقَ منه سوى بقايا أحد مداخله والمئذنتين المحيطتين به. وقد أسفر الهجوم عن مقتل جميع المصلين داخل المسجد وتحولت جثث غالبيتهم إلى أشلاء.
لم نجد أثرًا لأي أحد ممن كانوا في داخل المسجد في حينها. فجميعهم كانوا مقطعين أشلاء ولا أثر لأحدعز الدين ماهر كُريم, 18, أحد سكان المنطقة المستهدفة وابن أحد الضحايا
خلف الهجوم كذلك ضحايا ومصابين بجروح متفاوتة في منزل ملاصق للمسجد. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير عدد من البركسات المجاورة للمسجد كانت تُستخدم كمغاسل وورش لتصليح السيارات وأخرى لأشغال النجارة، وتسبب الهجوم أيضًا في أضرار بالمباني السكنية والمنشآت المحيطة بالمسجد في المنطقة.
وأجرى الفريق الميداني للمرصد الأورومتوسطي كشفًا ميدانيًّا لموقع المسجد المستهدف قرب شارع السكة في منطقة “السنافور” بحي التفاح في مدينة غزة، حيث عاين حجم الدمار الهائل الناتج عن الهجوم. كما أجرى مقابلات مع ستة شهود من سكان المنطقة وأقارب الضحايا الذين بقوا في الحي، بعدما نزح معظم سكانه قسرًا، خاصة عقب استهداف المسجد.
وروى “عز الدين ماهر كُريم” (18 عامًا)، وهو أحد سكان المنطقة المحيطة بالمسجد بحي التفاح وابن أحد ضحايا المجزرة، لفريق الأورومتوسطي، بأنهم لدى دخولهم إلى المسجد بعد القصف الإسرائيلي “لم نجد أثرًا لأي أحد ممن كانوا في داخل المسجد في حينها. فجميعهم كانوا مقطعين أشلاء ولا أثر لأحد.”
وفي إطار التحقيق في الهجوم العسكري الذي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مسجد الحسن في حي التفاح بمدينة غزة صباح يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، اعتمد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان منهجيته المعيارية المبينة أعلاه، وشرع بجمع البيانات الأولية المتعلقة بالحادثة. توجهت الفرق الميدانية للمرصد الأورومتوسطي إلى موقع الهجوم لمعاينته وتوثيق الأضرار البشرية والمادية، والتحقق من وجود أي مظاهر عسكرية أو نشاطات مسلحة في المنطقة وقت الاستهداف.
وأجرى الفريق الميداني مقابلات شخصية مع الناجين وشهود العيان، شملت شهادات ستة أفراد من سكان المنطقة وأقارب الضحايا الذين بقوا في الحي، رغم نزوح غالبية السكان قسرًا بعد استهداف المسجد. كما تم توثيق أسماء القتلى والمصابين.
وإلى جانب الزيارات الميدانية لموقع الهجوم وجمع الشهادات من الناجين وشهود العيان، حلل فريق الأورومتوسطي مقاطع فيديو وصورًا فوتوغرافية وثّقت آثار الهجوم وموقع الجريمة، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي أظهرت حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمكان قبل الهجوم وبعده.
وتمكن الأورومتوسطي من التحقق من هويات 10 من القتلى، بينهم طفلة، وامرأة، و8 رجال، من بينهم اثنان من كبار السن. وما تزال هويات بعض الضحايا القتلى غير معروفة، حيث تحولت جثامينهم إلى أشلاء أو بقيت تحت الأنقاض حتى الآن.
وأكد الأورومتوسطي أن الهجوم الإسرائيلي على المسجد لم يكن مبررًا بأي ضرورة عسكرية من الأساس، بل حتى أن جيش الاحتلال لم يقدم أي تفسير أو مبرر لهذه الجريمة، مشددًا على أنه يمثل في جميع الأحوال انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وهي قواعد أساسية يجب على إسرائيل الالتزام بها في جميع الأوقات بشكل مطلق دون استثناء.
وبذلك، يشكل هذا الهجوم مجموعة من جرائم الحرب مكتملة الأركان التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد مدنيين محميين بموجب القانون الدولي الإنساني، وضد مكان عبادة يُعدّ من الأعيان المدنية التي يضمن هذا القانون حمايتها.
وأوضح الأورومتوسطي أن هذه الجريمة التي استهدفت المدنيين بشكل مباشر بالقتل والإصابة، تعد أيضًا جريمة ضد الإنسانية نظرًا لوقوعها في سياق هجوم عسكري واسع النطاق ومنهجي تشنه إسرائيل ضد السكان المدنيين في قطاع غزة منذ أكثر من عام، فضلًا عن أن هذه المجزرة تُعد أيضًا إحدى أفعال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بهدف تدميرهم بصفتهم هذه.
وواجهت فرق المرصد الأورومتوسطي تحديات عدة خلال التحقيق، أبرزها المخاطر الأمنية التي أعاقت الوصول المتكرر إلى المنطقة المستهدفة والتواصل الميداني مع الشهود. ومع ذلك، بذلت الفرق جهودًا مضاعفة لتوثيق الحادثة باستخدام أدوات وأساليب تحقق بديلة، لضمان توثيق دقيق للهجوم.
واستنادًا إلى التحقيقات التي أجراها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، والتي تم إعدادها وفقًا للمعايير القانونية الدولية، يدعو المرصد الأورومتوسطي إلى إجراء تحقيقات دولية مستقلة ونزيهة لتكامل الجهود الرامية إلى ضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. ويؤكد الأورومتوسطي استعداده لدعم هذه التحقيقات من خلال تقديم الأدلة والشهادات التي جمعها وتحليلها، بما يساهم في تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة ومساءلة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وضمان حقوق الضحايا.
ويجدد الأورومتوسطي دعوته إلى المجتمع الدولي بالاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية بالعمل على وقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، بكافة الوسائل المتاحة، باعتبار أن منع هذه الجريمة والمعاقبة عليها يعد التزامًا قانونيًّا دوليًّا يقع على عاتق جميع الدول، دون استثناء، وهو التزام ذات حجية مطلقة تجاه الكافة، وضمان انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كامل الأرض الفلسطينية المحتلة، بما يشمل قطاع غزة، وتفكيك جميع القواعد والحواجز ونقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية.
كما يدعو المرصد الأورومتوسطي المحكمة الجنائية الدولية إلى النظر والتحقيق في كافة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وبما يشمل مجزرة مسجد الحسن، وكذلك آلاف المجازر الأخرى التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع، وتوسيع دائرة التحقيق في المسؤولية الجنائية الفردية عن هذه الجرائم لتشمل جميع المسؤولين عنها، والإسراع في إصدار مذكرات إلقاء قبض بحقهم جميعًا.