بوابة الوفد:
2024-11-08@13:00:51 GMT

الحب المشروط

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

قرأت فى أحد الكتب المنطقية التى تؤكد على أهمية التفكير العلمى والتفكير الناقد أن  العقل هو الأساس ليس فقط فى التفكير المنطقى بل أيضا فى توجيه العاطفة نحو شخص معين، ومن ثم فالعقل هو أساس الحب وليس القلب كما يتصور عامة الناس؛ فنحن نحب حينما نقرر أن هذا الشخص بالذات هو المناسب لتوجيه عاطفتى نحوه وليس أى شخص آخر ! كما أننا يمكننا فى هذه الحالة أيضا توجيه بوصلة القلب لتكره هذا الشخص أو ذاك بحجة أنه  لايتوافق معى أو يقف عائقا أمام تحقيق مصالحى أو رغباتى الشخصية! وذلك يعنى ببساطة تكذيب كل قصص الحب من أول نظرة وكل قصص العشق الرومانسية التى تربينا عليها ونتناقل حكاياتها ؛ فلم تخطف ليلى قلب قيس فجأة ولم تستول عبلة على قلب عنترة بنظرة ولم تصب جولييت بسهم نظراتها الحالمة قلب روميو؛ فقد كان كل هؤلاء أسرى وهم الحب من أول نظرة اذ كان بإمكانهم توجيه طاقة الحب لديهم الى أشخاص آخرين ؛ اذ لم يخلق قيس من أجل ليلى ولاهى خلقت له ! وما كان يجب أن يحارب عنترة من أجل الفوز بعبلة ، وما كان يجب أن يجن روميو من أجل الحصول على حب جولييت! 
ان الحب اذن عاطفة نبيلة يخلقها العقل ويوجهها لهذا الشخص الذى اختاره أو ذاك ! وما ان يتلقى المحبوب هذه العاطفة بإيجابية ويتفاعل معها يولد الحب ويكبر شيئا فشيئا فى قلب المحبين ربما ليصل الى درجة العشق .

وبالطبع فان هذا النمط العام للحب يختلف عن العشق الصوفى الذى تتوحد فيه روح العاشق مع روح المعشوق ويغيب فيه الموجود المادى عن ذاته التى ذابت فى ذات المحبوب الإلهى عشقا وولها!
والحقيقة أننى أميل إلى رأى هؤلاء المناطقة الذى يحللون عاطفة الحب من منظور علمى  الى حد ما؛ فالحب الحقيقى بين المحب والمحبوب مشروط بأن يجد كلا الطرفين ما يحبه فى الطرف الآخر، فان وجده وجه عاطفته تجاهه أى يبدأ فى التركيز معه فيحرص على متابعة خطواته ومعرفة أخباره والتفاعل معه فى كل اهتماماته، وهنا يحدث التقارب بين الطرفين المراقبين لبعضهما ويقتنصان الفرص الواحدة تلو الأخرى لتعزيز هذا التقارب، وإزالة أى عقبات تعترض هذا التقارب بما فيها إزالة الشكوك وابعاد أى أطراف أخرى تحاول الدخول بينهما وعلى الفور يطلقون على هذه الأطراف المنافسة «عوازل».. إلخ. 
ويظل تعميق هذا الحب الناشئ بين الطرفين مشروطا بقبول كل طرف عاطفة الآخر تجاهه وتنميتها، وحرص كلاهما على عدم الإساءة للآخر واجتذابه نحوه بكل الطرق . ومن ثم يتحول الاختيار العقلى الى عاطفة جياشة نحو المحبوب حتى لم نعد نرى الا إياه ونتصور أنه لم يخلق الا لنحبه ويحبنا! والسؤال الآن هو : ماذا لو تخيلنا أن هذا الشخص لم يكن موجودا أمامنا و ولم نقابله فى حياتنا ، أكانت حياتنا ستتغير؟! أكانت حياتنا ستتوقف؟! أم كنا سنلقى اختيارنا عند شخص آخر وتستمر الحياة ويصنع الحب مع هذا الشخص الآخر وهكذا؟!
اننا نصنع الحب بعقلنا قبل قلوبنا ونحوله فى لحظة ما إلى تلك العاطفة الجميلة الممتعة التى تتملكنا حينما نرى المحبوب فنتصور أن حياتنا بدونه صارت مستحيلة!!
اننا نصنع الحب ونعمقه فى نفوسنا لحظة بعد أخرى ويوما بعد يوم وعاما بعد أخر بتصرفاتنا وأفعالنا الجميلة تجاه بعضنا البعض سواء فى حياتنا الخاصة أوالعامة، وقد تتحول عاطفتى العامة مع اى آخر فى لحظة اختيار ما ونتيجة ظروف ما الى حب جارف لا تصنعه اذن النظرات الحالمة والقلوب المخطوفة، بل تدفعنا اليه العقول الواعية والاحتياجات العملية. 
وعلى كل حال وحتى لا يغضب منى أحد، دعنى أقول : تعددت الطرق والدوافع  والحب واحد ، انه أسمى ما خلقه  الله للبشر لتتلاقى العقول والقلوب ويستمر شغف البشر بالحياة بعيدا عن حياة الوحدة المملة القاتلة ! وليهنأ المحبون بحبهم أيا كانت دوافعه وأيا كان مصدره ! وكل لحظة وأنتم فى حب وبعيدين عن حياة الكراهية والصراع البهيمى الوحشى الذى يروق لبعض البشر!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل الحب المشروط هذا الشخص

إقرأ أيضاً:

سنوات الحب والألم.. ماذا قال أمير عيد عن ليلى الفاروق بعد الانفصال؟

قصة حب طويلة ربطت الفنان أمير عيد بزوجته الفنانة التشكيلة ليلى الفاروق، حيث اعتادا الظهور سويا في أغلب الأوقات والفعاليات، خاصة خلال الفترات الماضية، وحب الجمهور علاقتهم، خاصة وأنهم دائمي الحديث عن حبهم في اللقاءات التليفزيونية.

أمير عيد يتحدث عن ليلى الفاروق

وكان أمير عيد قال في أحد اللقاءات التليفزيونية:«ليلى بتدعمني زي أي زوجة، لما ببقي محبط هي بتقف جمبي وتساعدني وتديني قوة أقدر اكمل بيها، وبتتكلم معايا في حاجات ممكن أكون مش حابب اتكلم فيها مع ناس تانية».

وأضاف أمير عيد: «ليلى الفاروق بتاخد بالها من صحتي ومني عموما، واتعرفنا على بعض واحنا في سنة تانية اعدادي في النادي، ومن وقتها واحنا مع بعض، ومن وقتها بدأت قصة الحب، فضلنا متصاحبين كذا سنة، وبعدين سبنا بعض وبعدين رجعنا لبعض، وليلى هي الحب كله».

انفصال أمير عيد وليلى الفاروق

وكان الثنائي أمير عيد وليلى الفاروق، انفصلا عن بعض بشكل رسمي، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد نشوب العديد من الخلافات بينهما، بينما فشل أصدقائهم المشتركين من الإصلاح بينهما.

مقالات مشابهة

  • نصائح للحفاظ على مستوى السكر في الدم
  • عالم أزهري: القمار الإلكترونى خطر كبير يستقطب الأطفال
  • تفسير رؤية إطلاق النار بين الناس والنزاع والخراب
  • طارق العلي لسالم الدوسري: هذا الشخص أحبه.. فيديو
  • سنوات الحب والألم.. ماذا قال أمير عيد عن ليلى الفاروق بعد الانفصال؟
  • وحده الحب.. فيلم عن معاناة الناس بسبب إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر
  • أبراج محظوظة في الحب بشهر نوفمبر.. تعرف عليها
  • فراغ الكون هو الذي يعطي حياتنا المعنى
  • بالفيديو.. حكم الجلوس مع شارب الخمر دون الشرب معه؟
  • نورهان حشاد تكتب: بالحب تزهو الحياة