قرأت فى أحد الكتب المنطقية التى تؤكد على أهمية التفكير العلمى والتفكير الناقد أن العقل هو الأساس ليس فقط فى التفكير المنطقى بل أيضا فى توجيه العاطفة نحو شخص معين، ومن ثم فالعقل هو أساس الحب وليس القلب كما يتصور عامة الناس؛ فنحن نحب حينما نقرر أن هذا الشخص بالذات هو المناسب لتوجيه عاطفتى نحوه وليس أى شخص آخر ! كما أننا يمكننا فى هذه الحالة أيضا توجيه بوصلة القلب لتكره هذا الشخص أو ذاك بحجة أنه لايتوافق معى أو يقف عائقا أمام تحقيق مصالحى أو رغباتى الشخصية! وذلك يعنى ببساطة تكذيب كل قصص الحب من أول نظرة وكل قصص العشق الرومانسية التى تربينا عليها ونتناقل حكاياتها ؛ فلم تخطف ليلى قلب قيس فجأة ولم تستول عبلة على قلب عنترة بنظرة ولم تصب جولييت بسهم نظراتها الحالمة قلب روميو؛ فقد كان كل هؤلاء أسرى وهم الحب من أول نظرة اذ كان بإمكانهم توجيه طاقة الحب لديهم الى أشخاص آخرين ؛ اذ لم يخلق قيس من أجل ليلى ولاهى خلقت له ! وما كان يجب أن يحارب عنترة من أجل الفوز بعبلة ، وما كان يجب أن يجن روميو من أجل الحصول على حب جولييت!
ان الحب اذن عاطفة نبيلة يخلقها العقل ويوجهها لهذا الشخص الذى اختاره أو ذاك ! وما ان يتلقى المحبوب هذه العاطفة بإيجابية ويتفاعل معها يولد الحب ويكبر شيئا فشيئا فى قلب المحبين ربما ليصل الى درجة العشق .
والحقيقة أننى أميل إلى رأى هؤلاء المناطقة الذى يحللون عاطفة الحب من منظور علمى الى حد ما؛ فالحب الحقيقى بين المحب والمحبوب مشروط بأن يجد كلا الطرفين ما يحبه فى الطرف الآخر، فان وجده وجه عاطفته تجاهه أى يبدأ فى التركيز معه فيحرص على متابعة خطواته ومعرفة أخباره والتفاعل معه فى كل اهتماماته، وهنا يحدث التقارب بين الطرفين المراقبين لبعضهما ويقتنصان الفرص الواحدة تلو الأخرى لتعزيز هذا التقارب، وإزالة أى عقبات تعترض هذا التقارب بما فيها إزالة الشكوك وابعاد أى أطراف أخرى تحاول الدخول بينهما وعلى الفور يطلقون على هذه الأطراف المنافسة «عوازل».. إلخ.
ويظل تعميق هذا الحب الناشئ بين الطرفين مشروطا بقبول كل طرف عاطفة الآخر تجاهه وتنميتها، وحرص كلاهما على عدم الإساءة للآخر واجتذابه نحوه بكل الطرق . ومن ثم يتحول الاختيار العقلى الى عاطفة جياشة نحو المحبوب حتى لم نعد نرى الا إياه ونتصور أنه لم يخلق الا لنحبه ويحبنا! والسؤال الآن هو : ماذا لو تخيلنا أن هذا الشخص لم يكن موجودا أمامنا و ولم نقابله فى حياتنا ، أكانت حياتنا ستتغير؟! أكانت حياتنا ستتوقف؟! أم كنا سنلقى اختيارنا عند شخص آخر وتستمر الحياة ويصنع الحب مع هذا الشخص الآخر وهكذا؟!
اننا نصنع الحب بعقلنا قبل قلوبنا ونحوله فى لحظة ما إلى تلك العاطفة الجميلة الممتعة التى تتملكنا حينما نرى المحبوب فنتصور أن حياتنا بدونه صارت مستحيلة!!
اننا نصنع الحب ونعمقه فى نفوسنا لحظة بعد أخرى ويوما بعد يوم وعاما بعد أخر بتصرفاتنا وأفعالنا الجميلة تجاه بعضنا البعض سواء فى حياتنا الخاصة أوالعامة، وقد تتحول عاطفتى العامة مع اى آخر فى لحظة اختيار ما ونتيجة ظروف ما الى حب جارف لا تصنعه اذن النظرات الحالمة والقلوب المخطوفة، بل تدفعنا اليه العقول الواعية والاحتياجات العملية.
وعلى كل حال وحتى لا يغضب منى أحد، دعنى أقول : تعددت الطرق والدوافع والحب واحد ، انه أسمى ما خلقه الله للبشر لتتلاقى العقول والقلوب ويستمر شغف البشر بالحياة بعيدا عن حياة الوحدة المملة القاتلة ! وليهنأ المحبون بحبهم أيا كانت دوافعه وأيا كان مصدره ! وكل لحظة وأنتم فى حب وبعيدين عن حياة الكراهية والصراع البهيمى الوحشى الذى يروق لبعض البشر!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نحو المستقبل الحب المشروط هذا الشخص
إقرأ أيضاً:
مي عز الدين تتخطّى أحزانها: “الحب كله”
متابعة بتجــرد: في محاولة منها لتجاوز أحزانها على وفاة والدتها والتعافي من أزمتها النفسية، قررت الفنانة مي عز الدين التركيز خلال الفترة الحالية في فنّها.
وأفادت بعض المصادر أن مي بدأت جلسات التحضير لمسلسلها الجديد “الحب كله” استعداداً للبدء بالتصوير مطلع كانون الثاني (يناير) المقبل.
وكانت مي قد مرّت بحالة نفسية سيئة حزناً على رحيل والدتها، لدرجة أنها لم تستطع حضور مراسم التشييع، لذا قررت أسرتها عدم إقامة عزاء لها بسبب حالة مي، والتي حبست نفسها في منزلها طوال الفترة الماضية، يدعمها عدد من صديقاتها من داخل الوسط الفني وخارجه في محاولة لإخراجها من أزمتها النفسية.
مسلسل “الحب كله” يتكوّن من 15 حلقة، ويُعرض في شهر رمضان المقبل، ويشارك في بطولته الفنانون: آسر ياسين وأشرف عبد الباقي ودياب…، ويعكف المخرج تامر محسن على اختيار باقي أبطال المسلسل.
يُذكر أن آخر أعمال مي عز الدين الفنية، مسرحية “قلبي وأشباحه” التي عُرضت أخيراً في “موسم الرياض”، وشاركها في بطولتها: عمرو يوسف، حمدي المرغني، حاتم صلاح، إيمان السيد، وإبرام سمير…، وهي من تأليف طه زغلول ونور مهران وأحمد عبد العزيز، وإخراج محمد محمدي. وتدور أحداث المسرحية في إطار رعب كوميدي، خلال تصوير فيلم رعب داخل أحد القصور المهجورة، ويفاجأ فريق العمل بأن القصر مسكون بالأشباح، إذ تظهر صاحبة القصر لتورّط بطل الفيلم وطاقم التصوير في مهمة مع الأشباح التي تسكن المكان.
main 2024-12-23Bitajarod