بوابة الوفد:
2025-03-31@13:49:56 GMT

لا عاصم اليوم من أمره

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

مازلت ها هنا، فى منطقة البين بين، تلك التى تجمع بين الوجود وعدمه، ولأنها ملاذ الملاذ، فقد نهرع إليها من فراغ أو حيرة أو إحباط، فنجد بين ضفتيها مرسى أرواحنا، وأمان خوفنا.. هكذا هى الكتابة والإبداع.. 
دائما ما تنبع نصائح من حولى من تلك النقطة بالتحديد.. افزعى إلى قلمك، فرى إليه، فمعه وبه وإليه يكون الخلاص.

. فهل حقا ما يقولون؟
منذ عامين مضيا، عندما ألمت بى صدمة فقدان هزت جنبات روحي، لم أجد سوى الكتابة رفيقًا، ومنقذًا من رغبة فى الانتحار، فرحت أكتب وأكتب، أغلقت بابًا من المواساة لو كنت تركته لما أنجزت شيئا، فأحيانا لا يعى الرفاق أنك بحاجة للاختلاء بنفسك أكثر من عبارات مهدهدة قد تعيدك إلى شعور الفقد الأول ولحظته الأقسى.
هكذا ألقيت جرحى وراء ظهرى ورحت أكتب، أذكر كيف أن دموعا كانت تغرق السطور قبل أن تسودها الكلمات، فكنت أسرع بتجفيفها وأكتب، قبل أن تنهمر أخرى، وعندما فشلت فى الاحتفاظ بالقلم بين إصبعين يرتجفان انفعالا، وجدت فى التسجيل الصوتى حلا فعالا، فكنت أسجل ما أريد كتابته على هاتفى المحمول، يغمر الصوت نشيج ونهنهات ولحظات صمت كنت أقاوم خلالها ألا أتوقف وأعود لحزني، هكذا أنجزت خلال الثلاثة شهور الأولى من عمر حزنى كتابين، أراهما أهم وأقرب ما كتبت، ومنذها أدركت أن فى الكتابة دواءً لآلامي... هكذا أبقتنى الكتابة على قيد الحياة والأمل، فتحققت بى ومعى مقولة بوكوفسكى «الكتابة تبقينا أحياء»..
ترى فهل تفعلها معى اليوم؟ 
كما أنه ليس دواء كل الأمراض واحدًا، فليست كل الجروح يمكن تخطيها بالوسيلة ذاتها، وعليه أعترف أن الكتابة ما عادت ناجعة الآن، قد تهدئ من بعض الجرح لكنها أبدا لا تشفيه، ولا تخفى أثره، ولا تنسينا لحظات معاناته، خاصة إن كانت تلك الآلام غير معروف مصدرها، ولا مسبب محددا لها، هى من داخلنا، طفت بفعل أحداث وظروف قدرية، قد تكون نتيجة تواترات وتكالب لآلام مضت، ربما...
 لكنها على كل حال صارت عصية على أن تمحى بفعل القلم، فلا قصة أو قصيدة أو حتى خاطرة أو مشروع إبداعى ما قادرًا على التغيير من ذلك الشعور الأقسى باللاشيء، الشعور بالاقتراب من نقطة النهاية، دونما حزن، نعم، أنتظرها كما أنتظر حبيبا طال غيابه، وكأنها المخلص الأوحد من كل ما لا أجد له دواء. 
فهل تفعلها الصداقة؟ 
بعيدة أنا عن كل صداقة منذ فترة لا أعلم مداها، وأنا، تلك التى لا تستطيع الحياة بدون صديق يسمع ويعى ويقدر، وحين يتحدث يسبق تفهمه عقله.. فهل افتقادنا لصديق بالجوار يفعل بنا تلك الأفاعيل؟ لا أظن..
معجونة هى الأسباب بشعور الضياع، تاهت بين كثير من تفاصيل الأوجاع، وعليه فقد تاهت معها وسائل الخلاص..
أنتظر الآن لحظة من اثنتين؛ إما خلاصًا أبديًا، أو سكونًا واستسلامًا، حتى لو لم أستطع الوصول لأسباب التوهة، فما عاد البحث عن السبب هدفًا بالنسبة لي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات سمية عبدالمنعم

إقرأ أيضاً:

معرض هانوفر الصناعي الدولي ينطلق اليوم

تنطلق اليوم الاثنين، فعاليات معرض هانوفر الدولي للصناعة، أكبر معرض عالمي لصناعة الآلات والصناعات الإلكترونية.
ويشارك في المعرض حوالي 4 آلاف جهة عرض من أكثر من 60 دولة لعرض منتجاتهم الجديدة حتى يوم الجمعة المقبل.
ومن المتوقع أن يستقبل المعرض زواراً من 120 دولة.
وسيكون للذكاء الاصطناعي دوراً رئيسياً في المعرض مجدداً، إلى جانب الهيدروجين والإنتاج الصديق للمناخ والتحول الصناعي. 
كما تشارك في المعرض أيضاً شركات تكنولوجيا مثل مايكروسوفت وجوجل وأمازون ويب سيرفيسز وسيمنس وبوش، إضافة إلى شركات متوسطة الحجم وأكثر من 300 شركة ناشئة.
وفي نسخة العام الماضي، بلغ عدد زوار المعرض 130 ألفاً.

أخبار ذات صلة أبوظبي وجهة مفضلة للسائحين الدوليين في 2025 تواصل مفاوضات تشكيل ائتلاف حاكم في ألمانيا المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • عاصم الجزار: مصر ترفض التهجير لأهالي غزة سياسيًا وإنسانيًا وشعبيًا
  • هل حسم ترامب أمره تجاه الإدارة السورية الجديدة؟
  • معرض هانوفر الصناعي الدولي ينطلق اليوم
  • الذهب يتجاوز 3100 دولار بفعل الرسوم الأمريكية
  • عشرات الآلاف يتوافدون إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة العيد وسط أجواء مشحونة بالحزن بفعل الحرب على غزة
  • 13 شهيدًا في غزة وخان يونس منذ فجر اليوم
  • أمطار غزيرة على هذه الولايات اليوم
  • دواء لمرض نادر يحول دم الإنسان إلى سم للبعوض
  • قد يؤدي إلى الوفاة.. وكالة الأدوية الأوروبية ترفض دواء «كيسونلا» لعلاج الزهايمر
  • في سلسلة «ذاكرة الكتابة».. قصور الثقافة تصدر كتابا بعنوان «الانعزاليون في مصر» للناقد رجاء النقاش