الحرب كارثية وحماس لن تستسلم.. جنرال إسرائيلي يحذر من انهيار إستراتيجي
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
لا تُخفي المحافل العسكرية والأمنية الإسرائيلية قلقها من تعويل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، على انتخاب رئيس أمريكي جديد في البيت الأبيض مما قد يطيل أمد الحرب على غزة، وهو ما قد يجعل تل أبيب تدفع ثمنا باهظا للغاية، بل قد يأخذ بالدولة نحو المزيد من الانحدار.
وأكد الجنرال القائد الأسبق لفرقة غزة، والرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال، يسرائيل زيف، أكد أن "صورة الوضع الحربي في غزة باتت واضحة الآن، فحكومة الاحتلال لديها رغبة، ولو جزئية، بإعادة المختطفين، دون توفر ذات الرغبة لإنهاء الحرب، بزعم عدم إعطاء رسالة استسلام لحماس، والغريب أن الرغبة الإسرائيلية الثالثة باستبدال الحركة لحكم القطاع، لا يعني القبول بالسلطة الفلسطينية القائمة، مع توفر رغبة رابعة بأن الحلّ للتصعيد المتفاقم في الشمال لا يجب أن يكون عبر حرب واسعة النطاق، لأن القناعة السائدة تقول أن مفتاح التسوية في الشمال هو إنهاء الحرب في الجنوب".
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أن "الوضع الإسرائيلي العام يزداد سوءا، فالحمل زاد أضعافا مضاعفة على الدولة، وأصبح من المستحيل توفير إمدادات إضافية من جيش الاحتياط، وسط تضرر الاقتصاد في السوق العالمية، والوضع السياسي الخطير، إضافة إلى عزلة الدولة العالمية، واستمرار أزمة الثقة، مع انخفاض الروح المعنوية الداخلية".
وأوضح زيف أن "إسرائيل" تواجه صعوبة في التعامل مع مشكلة تهجير المستوطنين من منازلهم منذ تسعة أشهر، وقد يؤدي تضافر كل هذه الظروف لنقطة الانهيار الشامل التي لا يمكن السيطرة عليها".
وأشار أن "الأميركيين يدخلون مرحلة متقدمة من الانتخابات، وباتوا يتعبون من التعامل معنا، خاصة عندما لا تكون هناك نتائج واضحة لطموح نتنياهو بالبقاء ثمانية أشهر أخرى في الحرب، ودون أي قرار بنهايتها، وبانتظار وصول رئيس جديد للبيت الأبيض، مما يعني مزيدا من خطورة تدهور الوضع حتى ذلك الحين، مع ترجيح أن تؤدي هذه الخطة الوهمية لانهيار إستراتيجي في وضع الدولة الحالي، التي لا تملك القدرة على الصمود لثمانية أشهر أخرى، خاصة في ظل الوضع السيئ الذي لا يتنفس فيه الجيش، مع التدهور الاقتصادي، والانهيار السياسي الذي تعيشه".
واعترف أن "هذا سلوك سياسي غير مسؤول تماما، ليس هذا فحسب، بل إن خطاب نتنياهو في الكونغرس سيلحق ضررا لا يمكن إصلاحه بالدولة: سياسيا وعسكريا واقتصاديا، إنه هجوم على بايدن، وطالما أن التوصل إلى اتفاق ثنائي بين الاحتلال وحماس يكاد يكون مستحيلا الآن، لأن الروايتين متعارضتان تماما، لذلك، ولا يوجد سوى احتمال وجود فائز واحد وخاسرين، وفي صفقة من هذا النوع، لا توجد فرصة لاستسلام حماس، ولأن الضغط العسكري عليها سينتهي بعد رفح، فليس لديها سبب لفقدان المختطفين".
وأشار أنه "لكي تخرج دولة الاحتلال من الاتجاه السلبي الذي تجد نفسها فيه، فهي تحتاج لخلق ظروف إستراتيجية أخرى من شأنها أن تأتي بنتائج تستطيع التعايش معها، وهي مطالبة بإنتاج أداة ضغط كبيرة على حماس، لا تظهر استسلام الدولة، بل مبادرة تشمل إعادة النازحين إلى الجنوب والشمال، وهذا لن يحدث إلا على شكل صفقة أمريكية كبيرة تسمح فعليا بإنهاء الحرب، دون إملاء الاستسلام على حماس، بل تمثل الأساس للتطبيع مع السعودية، وإقامة تحالف مناهض لإيران، بديلا عن الشلل الذي يواكب نتائج الحرب حتى الآن، الذي يجعل الدولة غير قادرة على اتخاذ قرارات واقعية بشأنها الآن، وتضع مزيدا من الشكوك الكبيرة حولها".
ذات الجنرال زيف، أكد في وقت سابق، أن "الحرب على غزة تدخل الآن مرحلتها الأكثر خطورة، فالدولة تنزلق ببطء من فضاء القرار والإنجازات، إلى فقدان المبادرة وحرب الاستنزاف، يستدعي إصدار تحذيرات حمراء، في ضوء غياب الهدف الواضح للحرب، وما الذي نبحث عنه بالضبط فيها، وما إذا كانت الحكومة الحالية تسيطر على القطاع، وحقيقة تبدّد الردع، وفقدان السيطرة على الوضع، وتصاعد القصف في الشمال، بحيث أن الدولة لم تتعرض قط لمثل هذا القصف العنيف الذي يدمّر حياة نصفها الموجود داخلها بالفعل، ولعلها لن تكون بعيدة بأكملها عن القصف وهي تواصل البحث عن "النصر" في رفح".
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أن "نتنياهو منفصل تماما عن خطورة الوضع، مع ان المخرج الوحيد هو الصفقة الأميركية بعد أن أصبحت الحرب لأبعاد حزبية وسياسية فقط، وباتت الحكومة غير ملتزمة تماما بأهداف الحرب التي دخلت غزة من أجلها، لأن عودة المختطفين لم تكن في الاعتبار منذ فترة طويلة، والوضع في الشمال لا يهم الحكومة، التي تتجاهل اشتداد الخطر الوجودي القادم من هناك، فيما يدرك حزب الله الفرصة بوضوح، ويكتسب الثقة، ويزيد نطاق إطلاق النار ليشمل كامل شمال الدولة، ويوسّع تدريجياً نطاقات إطلاق الصواريخ، وأهدافها، والطائرات بدون طيار التي تطال 40% من أراضي الدولة".
ويأتي ذلك بينما يقود نتنياهو "إسرائيل" إلى حرب استنزاف طويلة الأمد من شأنها أن تلحق أضرارا جسيمة باقتصادها، وتبعد قدرتها على التعافي، وتلحق الضرر بحصانته هو نفسه، بينما باتت حكومته ضعيفة للغاية، وغير قادرة على التوصل إلى حلّ في غزة وحدود لبنان، بما يتيح لها حرية العمل الكاملة، والقدرة على إعادة تنظيم الإستراتيجية متعددة المجالات على المدى الطويل، ولذلك تواجه الدولة أكبر مشكلة في قيادتها وزعيمها، الذي ليس لديه أي اتجاه، ولا خطة لحل الوضع المتزايد التعقيد، ويعتمد على رهانات سخيفة وخطيرة، وسيأتي خطابه في الكونغرس بمثابة سكين في ظهر بايدن، وهكذا يتحول ثمن الحرب إلى كارثة بالنسبة للإسرائيليين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية نتنياهو غزة إسرائيل غزة نتنياهو حرب غزة فشل اسرائيلي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشمال
إقرأ أيضاً:
رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
رشا عوض
إنها قوانين متواترة في الاجتماع السياسي بكل أسف!
الحركات الفاشية تظن أن استعبادها المستدام للشعوب بواسطة القوة العسكرية هو قانون طبيعي لا يناقش ناهيك عن المطالبة بتغييره!
عندما تتزاوج الفاشية الدينية مع الفاشية العسكرية كحال المنظومة الكيزانية يصبح التمسك بنظام الاستعباد أكثر شراسة كما نرى في هذه الحرب!
الذي جعل هذه الحرب القذرة حتمية هو إصرار الكيزان على استدامة استعبادهم للشعب السوداني عبر القوة العسكرية الأمنية ممثلة في الأخطبوط الأمنوعسكري بأذرعه المتعددة: جيش ودفاع شعبي وكتائب ظل وأمن رسمي أمن شعبي واحتياطي مركزي ووووووووووو
ظنوا أن العقبة الوحيدة أمام هيمنتهم العسكرية هي الدعم السريع، غرورهم وحساباتهم الرغائبية التي زادتها الأطماع وتضليل دوائر إقليمية خبيثة، كل ذلك جعلهم يظنون أن ضربة عسكرية خاطفة وقاضية تدمر الدعم السريع في سويعات أو أسبوع أسبوعين ممكنة!
ولكن هل يعقل أن الكيزان لم يضعوا احتمال أن الحرب يمكن أن تطول وتدمر البلاد؟
مؤكد ناقشوا هذا الاحتمال ولكن ذلك لن يجعلهم يترددوا في الحرب! لأن التضحية بالسلطة الاستبدادية المحمية بالقوة العسكرية غير واردة مطلقا، والخيار الافضل حال فشلت الحرب في إعادتهم إلى السلطة والتحكم في السودان كاملا هو تقسيم السودان وتقزيمه أرضا وشعبا إلى المقاس المناسب لقدرتهم على التحكم! وإن لم ينجحوا في ذلك فلا مانع من إغراق البلاد في حرب أهلية طويلة تؤدي إلى تدمير السودان وتفتيته وطي صفحته كدولة (يا سودان بي فهمنا يا ما في سودان) كما قال قائلهم!
الانعتاق من استعباد الكيزان مستحيل دون تجريدهم من قوتهم العسكرية! لن يتنازلوا عن السلطة الاستبدادية إلا إذا فقدوا أدواتها! لن يكفوا عن نهش لحم الشعب السوداني إلا إذا فقدوا أنيابهم ومخالبهم!
وحتما سيفقدونها!
لأن المنظومة الأمنية العسكرية التي راهنوا عليها أصابها ما يشبه المرض المناعي الذي يصيب جسم الإنسان، فيجعل جهاز المناعة يهاجم أعضاء الجسم الحيوية ويدمرها إلى أن يقضي على الجسم نهائيا!
الدعم السريع الذي يقاتل الجيش وكتائب الكيزان كان ذراعا باطشا من أذرع المنظومة الأمنية العسكرية الكيزانية حتى عام ٢٠١٨، وحتى بعد الثورة لم يكف الكيزان عن مغازلته ولم يقطعوا العشم في احتوائه! ولكنه “شب عن الطوق” فأرادوا ترويضه بحرب خاطفة والنتيجة ماثلة أمامنا!
المرض المناعي ليس فقط مهاجمة الدعم السريع للجيش والكتائب! بل المنظومة الأمنية نفسها انقسمت بين الطرفين ومعلومات التنظيم الكيزاني والدولة السودانية بيعت في سوق النخاسة المخابراتية الإقليمية والدولية والنتيجة هي واقع الهوان والهشاشة الماثل الذي لا يبشر بأي نصر عسكري حاسم في المدى المنظور!
المؤلم في كل ذلك هو أن المواطن السوداني البريء هو الذي يدفع الثمن الأكبر في هذه الحرب القذرة قتلا واعتقالا وتعذيبا وسلبا ونهبا وتشريدا وجوعا ومهانة في حرب صراع السلطة لا حرب الكرامة ولا حرب الديمقراطية كما يزعمون.
هذه الحرب هي عملية تفكك مشروع الاستبداد العسكر كيزاني وانشطار نواته المركزية عبر مرض مناعي أصاب منظومته الأمنية والعسكرية نتيجة تراكمات الفساد وغياب الحد الأدنى من الكفاءة السياسية والأخلاقية المطلوبة للحفاظ ليس على الدولة والشعب، فهذا خارج الحسابات منذ أمد بعيد، بل من أجل الحفاظ على النظام الفاسد نفسه!! حتى عصابات تجارة المخدرات تحتاج إلى قدر من الأخلاق والانضباط بين أفرادها للحفاظ على أمن العصابة وفاعليتها!! هذا القدر افتقده نظام الكيزان!!
ومع ذلك يرفعون حاجب الدهشة ويستغربون سقوط نظامهم صبيحة الحادي عشر من أبريل ٢٠١٩ !!
يعاقبون الشعب السوداني بهذه الحرب على ثورته ضدهم!!
يعاقبونه على أنه أكرم جنازة مشروعهم منتهي الصلاحية بالدفن لأن إكرام الميت دفنه!!
تفادي الحرب بمنطق البشر الأسوياء عقليا واخلاقيا لم يكن مستحيلا، وهو الهدف الذي سعت إليه القوى المدنية الديمقراطية بإخلاص ولكن الكيزان اختاروا طريق الحرب مع سبق الاصرار والترصد! وفرضوه على البلاد فرضا!
المصلحة السياسية الراجحة للقوى السياسية المدنية هي استبعاد البندقية كرافعة سياسية لأنها ببساطة لا تمتلك جيوشا ولا بنادق!!
والتضليل الفاجر بأن هذه القوى المدنية متحالفة مع الدعم السريع لاستغلال بندقيته كرافعة سياسية لا ينطلي على عاقل! بندقية الدعم السريع التي تمردت على صانعيها هل يعقل أن تضع نفسها تحت إمرة مدنيين عزل يرفعون راية الجيش المهني القومي الواحد وإنهاء تعدد الجيوش!
الحرب ليست خيارنا وضد مصالحنا! اشتعلت غصبا عنا كمواطنين وكقوى مدنية ديمقراطية سلمية ومسالمة!!
الحرب قهرتنا وأحزنتنا وأفقرتنا وفجعتنا في أعز الناس وأكرمهم، ومنذ يومها الاول لم نتمنى شيئا سوى توقفها وعودة العقل لمشعليها ولكن ذهبت امنياتنا ادراج الرياح!
ليس أمامنا سوى مواصلة مساعي السلام، والتماس العزاء في أن قسوة هذه الحرب وجراحها المؤلمة ونزيف الدم الغزير الذي روى أرض الوطن ربما نتج عنه “فصد السم” الذي حقنه نظام الكيزان في شرايين الوطن على مدى ثلاثة عقود!
إخراج السموم من جسد الأوطان عملية شاقة ومؤلمة!!
تمنينا أن يتعافى جسد الوطن من سموم الاستبداد والفساد والفتن العنصرية بالتدريج وبأدوات نظيفة ورحيمة وعقلانية عبر مشروع انتقال مدني ديمقراطي سلمي يفتح للبلاد طريقا لعهد جديد يضعها في خانة القابلية للتغيير والحياة المستقرة!
الكيزان أشعلوا الحرب ضد تعافي جسد الوطن من سمومهم! أشعلوها لإعادة الوطن إلى حظيرتهم البائسة! يظنون أن عجلة التاريخ يمكن أن تدور إلى الخلف!
ربما تكون نتيجة هذه الحرب على عكس ما أرادوا وخططوا!! فتفصد السم الزعاف بآلام مبرحة ولكن بشفاء كامل!!
أليست المزايا في طي البلايا والمنن في طي المحن!
ألم يسخر كتاب الله من المجرمين والظالمين على مر العصور “يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.
الوسومالدعم السريع ثورة ديمسبر حرب الكيزان