ماهي لعبة بانانا أحدث صيحات ستيم التي جذبت مايقرب من مليون لاعب؟
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
شهد متجر "ستيم" (Steam) في الأيام الماضية بزوغ لعبة جديدة لتقفز إلى قوائم أكبر عشرة ألعاب من ناحية عدد اللاعبين مقتربةً من عمالقة المتجر الذين ظلوا في هذه القائمة لفترات طويلة، ورغم أن بزوغ مثل هذه الألعاب ليس أمرًا غريبًا على "ستيم"، فإن لعبة "بانانا" (Banana) هي حالة فريدة من نوعها، وهذا لأنها لا تضم أي نوع من أساليب الألعاب المتعارف عليها فضلًا عن احتواء اللعبة على قصة أو شخصيات أو حتى أطوار لعب مختلفة.
لا تضم لعبة "بانانا" أي شيء على الإطلاق، فهي مجرد لعبة بسيطة مثل الألعاب التي تجدها في الهواتف المحمولة، وهي لعبة تتمحور حول النقر على الموزة الموجودة في الشاشة لتحصل على عدد نقرات أعلى ويزيد معدل النقر الخاص بك، وهي لعبة مجانية تمامًا، ورغم هذا استطاعت تحقيق نجاح غير معهود في المتجر.
اقتربت من مليون لاعبتمكنت لعبة "بانانا" في وقت قياسي منذ صدورها من جذب مئات الآلاف من اللاعبين الذين قرروا الاستثمار فيها بشكل أكبر، وبحسب قاعدة بيانات "ستيم دي بي" (SteamDB)، فإن اللعبة جمعت أكثر من 900 ألف لاعب متصل خلال 24 ساعة الماضية وقت كتابة هذا المقال، وهو الرقم الذي يمثل الذروة الحالية لإعداد اللاعبين داخل اللعبة، ومن أجل المقارنة، فإن لعبة "دوتا 2" (Dota 2) وهي إحدى أشهر الألعاب الجماعية وأقدمها وصلت إلى 680 ألف لاعب فقط في ذروة الساعات الماضية.
قفزت لعبة "بانانا" بفضل هذا النجاح المهول إلى المركز الثاني في قائمة الألعاب الأكثر لعبًا في "ستيم" مع فارق لا يتخطى 400 ألف لاعب بينها وبين صاحبة المركز الأول "كاونتر سترايك 2" (Counter-Strike 2)، وإذا استمرت اللعبة في جذب اللاعبين، وهو الأمر المتوقع، فإنها ستحصد المركز الأول بكل تأكيد.
لم يقتصر نجاح اللعبة على عدد اللاعبين فقط، بل امتد إلى المراجعات الإيجابية، وهو الأمر الذي يعزز من إعجاب اللاعبين بها، إذ قرروا منحها درجات إيجابية لتحصل اللعبة على درجة 85% بفضل أصوات 19 ألف لاعب من مستخدمي المتجر المعروف عنهم الانتقائية العالية، ورغم أن اللعبة صدرت في مارس/آذار الماضي، فإنها لم تجذب اللاعبين إلا مؤخرًا.
لعبة "بانانا" قفزت للمركز الثاني في قائمة الألعاب الأكثر لعبًا في "ستيم" خلف "كاونتر سترايك 2" (مواقع التواصل الاجتماعي) ما السر وراء هذا النجاح؟أثار نجاح اللعبة الكثير من الأسئلة حول أسبابه خاصةً وأنها لم تلتزم بأي قاعدة معروفة من أجل نجاح الألعاب فضلًا عن كونها مجانية وتأتي من أستوديو صغير الحجم غير معروف لا توجد له أي سابقة ناجحة في عالم الألعاب.
في مقابلة أجراها هيري وهو أحد أعضاء فريق التطوير وراء اللعبة مع موقع "بوليغون" (Polygon) وصف اللعبة بأنها "غبية" ولا تقدم أي شيء يذكر، ولكنه أيضًا وصفها بآلة طباعة الأموال دون أي مجهود يذكر.
يعود الفضل في النجاح الأخير للعبة إلى آلية توزيع الأموال داخلها، وهي آلية مختلفة عن بقية الألعاب المماثلة لها، إذ تعتمد على جمع القطع النادرة داخل اللعبة، وهي أشكال للموزة بطلة اللعبة، ثم بيعها في متجر "ستيم" مقابل قيم مالية متفاوتة تحدد بناءً على ندرة القطعة، إذ كانت القطعة نادرة ويصعب الوصول إليها، فإن سعرها يرتفع وقد يتجاوز ألف دولار، وإذا كانت رائجة ومعتادة، فإن سعرها قد لا يقترب من 50 سنتًا.
يبرز الاختلاف الأكبر بين لعبة "بانانا" وبقية الألعاب التي تعتمد على بيع القطع النادرة المكتسبة داخلها في المجهود المبذول من أجل اكتساب هذه القطعة، إذ إنك لا تحتاج لبذل أي مجهود داخل "بانانا" بعكس الألعاب الأخرى التي تحتاج لتنفيذ مهام صعبة أو جمع نقاط عديدة تعزز من تفوقك داخل اللعبة وتجعل الوصول إلى القطع النادرة أمرًا يستحق الإعجاب.
لا تحتاج إلى القيام بأي شيء داخل لعبة "بانانا" حتى تحصل على القطع النادرة وتزيد من أرباحك داخلها، كل ما تحتاج إليه هو إبقاء اللعبة تعمل ونشطة باستمرار، لذا لا يرتبط الأمر بعدد النقرات التي تصل إليه ومعدلها.
ورغم كون اللعبة مجانية التحميل، فإن الأستوديو ومتجر "ستيم" يحققان المبيعات عبر حصد نسبة من قيمة المبالغ المباعة في كل قطعة مع اختلاف هذه القيمة بين قطعة وأخرى.
لا تضم لعبة "بانانا" أي شيء على الإطلاق، فهي مجرد لعبة بسيطة مثل الألعاب التي تجدها في الهواتف المحمولة. (وكالة الأناضول) صيحة "إن إف تي" تعود مجددًاتزامنًا مع بدء أزمة كوفيد-19 والإغلاق المنزلي ظهر نوع جديد من العملات الرقمية التي ارتبطت بالأعمال الفنية النادرة، وحصلت على اسم "إن إف تي" (NFT) اختصارًا لاسمها وهو "عملات غير قابلة للاستبدال"، ورغم أن هذه العملات لم تكن تمثل أي قيمة حقيقية في العالم الحقيقي، فإنها حققت مبيعات ضخمة للغاية في عالم الإنترنت عبر المتاجر المختصة بها وكانت تباع بين المستخدمين.
ولكن الآن بعد مرور عدة سنوات على هذه الصيحة، لم تعد قيمة هذه الرموز كبيرة، واختفت الكثير من الأسواق التي حاولت الاستثمار والاستفادة منها فضلًا عن بيعها واختزانها، ويمكن وصف لعبة "بانانا" بكونها الأقرب إلى هذه الفلسفة.
نبعت شهرة اللعبة من قيمة القطع التي تكتسب بداخلها ثم تباع عبر متجر "ستيم"، ولكن إذا فقدت هذه القطع قيمتها، فإن اللعبة تفقد قيمتها تباعًا، ولأن القطع تباع لمستخدمين معتادين ولا تقدم أي فائدة داخل اللعبة أو خارجها، فإنه من الصعب توقع استمرارية هذا النجاح لفترات قادمة مستقبلًا.
متى تموت لعبة "بانانا"؟يتشابه تأثير لعبة "بانانا" مع كرة الثلج، إذ تستمر الكرة بالتضخم كلما جذبت المزيد من الأشخاص سواءً كانوا لاعبين أو مضاربين يهدفون لجمع القطع وتخزينها ثم بيعها بقيمة كبيرة، وسوف يستمر حجم هذه الكرة في التضاعف حتى يصل إلى نقطة الذوبان، وبعدها ستختفي الكرة مرةً واحدة على عكس صعودها التدريجي.
يصعب التنبؤ بلحظة الذوبان هذه كون اللعبة مازالت مستمرة في جذب مئات الآلاف وربما الملايين قريبًا، ولكن من الأكيد أن الأستوديو سيبدأ في مواجهة تداعيات تقنية وربما قانونية مستقبلًا مع ازدياد عدد اللاعبين.
في الوقت الحالي، بدأ بعض اللاعبين بصناعة قطع موز تعتمد على أعمال فنية مسروقة، فضلًا عن إساءة استخدام اللعبة لجمع عدد أكبر من القطع، وهناك بالطبع المخاوف من استخدام القطع في التجارة غير القانونية.
كل هذه التحديات قد تسهم في اقتراب نقطة الذوبان، ولكنها ليست العامل الوحيد المؤثر فيها كونها تحتاج بشكل مباشر إلى فقدان متجرها وقيمتها حتى تختفي تمامًا، وحتى ذلك الوقت، فإن لعبة "بانانا" هي آلة طبع أموال قانونية!.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات داخل اللعبة ألف لاعب فضل ا عن أی شیء
إقرأ أيضاً:
"التمويل الدولية" والمقرضون العالميون يمولون مشروع مجمع بيانات بـ900 مليون دولار في ماليزيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التزمت مؤسسة التمويل الدولية، العضو في مجموعة البنك الدولي، بالتعاون مع اتحاد من ست مؤسسات مالية دولية بتقديم أكثر من 900 مليون دولار أمريكي لتمويل مجمع مركز البيانات الضخم لمجموعة (يوندر) العالمية لتطوير وامتلاك وتشغيل مراكز البيانات الضخمة في ماليزيا.
وذكر بيان صادر عن مؤسسة التمويل الدولية، التي تعتبر أكبر مؤسسة تنمية عالمية تركز على القطاع الخاص في الأسواق الناشئة، أن التمويل يعد أحدث جولة لمشروع تبلغ قدرته 98 ميجاوات في جوهور باهرو، وهو المرحلة الأولى من مجمع مركز البيانات، الذي تبلغ مساحته 72.5 فدانًا، ومن المقرر أن يوفر 300 ميجاوات من سعة تكنولوجيا المعلومات الحرجة عند اكتماله بالكامل.
ومن المقرر، أن يصبح المشروع أحد أكبر مراكز البيانات وأكثرها تقدمًا من الناحية التكنولوجية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما يدعم الطلب المتزايد بسرعة على سعة معالجة البيانات في المنطقة.
وقال تشيستر ريد الرئيس المالي لشركة يوندر، "إن الحرم الجامعي في جوهور يمثل تطورًا بارزًا لشركة يوندر، وسيصبح جزءًا مهمًا من البنية التحتية في آسيا مع استمرار الطلب على السعة في النمو في المنطقة، مدفوعًا بتسارع الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية".
وسيتم اعتماد الحرم الجامعي من قبل برنامج المباني الخضراء التميز في التصميم من أجل كفاءة أكبر (إيدج)، وهو نظام شهادة المباني الخضراء التابع لمؤسسة التمويل الدولية والذي يركز على جعل المباني أكثر كفاءة في استخدام الموارد.
ويعد هذا المشروع، الاستثمار الثالث لمؤسسة التمويل الدولية في ماليزيا منذ تأسيس وجودها في البلاد في عام 2023.