مُنذ أن مات سيد الضوي أخر حكاء للسيرة الهلالية ، في أخر شهر سبتمبر 2016، أحيلت تلك القصص المسموعة، التي طالما إستقرت فى وجدان الناس، إلى فاترينة التراث، تري هل إبتلعت الحداثة روّاة السيرة أم أن «السمعية»، وجدوا ما أجدي من تلك الحكايات فى تشكيل وجدانهم؟! 

يقول المسنوّن والعجائز في الصعيد.. إن سيرة المرء تبقي بعد موته، ذلك بالنسبة للأشخاص العاديين فما بالك من سيد الضوي، القابض علي خزانة الحكايات والسيرة الشعبية في الصعيد.

 تلك الحكايات والقصص المسموعة والمصحوبة بالموسيقي الأقرب إلى الوجدان «الربابة»، في بلاد العفوية، تلك الحكايات كانت تشُكل الوعي الجمعي للمجتمعات المغلقة تجاه الأمور الحياتية.

فى أيامه الأخيرة وعندما بلغ سيد الحكائين عمر الـ 83، رقد سيد الضوّي بعد أن تمكنت منه أعراض أمراض الشيخوخة، وساءت حالته الصحية إلى أن رقد علي السرير في مستشفي قنا العام إلى ان فارق الحياة، 

منذ وفاة الرجل فى 2016، ساور القلق المهتمين بذلك التراث، وخاصة  أن تلك الحكايات والسير؛ كانت تُعلم قيمًا مثل النبل، والشجاعة، والكرم وغيرها.

 ستحال إلى فترينات التراث التي لن تقترب منها الأجيال الجديدة المشغولة بالحداثة والإنترنت والدراما الفجة، وهي نفسها التي تشكل الوعي حاليًا، بعد أن كانت الحكايات الشعبية هي القائمة بذلك الدور منذ الطفولة عند أهل الصعيد.

 

السيرة فى الوجدان الشعبي: 

 يقول سيد الضوي، إن من طقوس بلوغ الفتي سن الرشد أن يصطحب الأب ابنه إلى«المحيا»، للاستماع إلى السيرة الهلالية بكل ما فيها من بطولات ودروس وتضحيات. 

الحكاء الأخير كان ممن تشكل وعيهم من خلال السيرة والحكايات وورث ثروة كبيرة عن والده وعائلته منذ أن كان صبيًا، ليكون الخليفة والراوي الرسمي لسيرة بني هلال في جنوب مصر أولا، ومنه إلى القاهرة وعواصم أوربا والخليج، بعد تعاونه مع الراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودي، في جمع وتوثيق السيرة الهلالية. 

 

النقل العضوي:

الأوربيون الذين كانوا يستمعون إلى سيد الضوي وفرقته في زياراته إلى هناك، لم يكونوا يفهمون ما يردده«الضوّي»، من حكايات بما فيها من تورية وغموض اللغة واختلافها.

 الأوربيون كانوا يريدون التعرف علي الحكايات التي تتناقلها الأجيال في مصر، من خلال طريقة نقل عضوية ومستمرة عبر ألاف السنين، بنقلها شفويًا بشكل عضوي من جيل إلى جيل، وهو ما لا تفعله المؤسسة الثقافية في مصر.

 

لا أحد يرث الضوّي! 

 يقول سيد الحكائين، إن دور الثقافة في مصر لم تعط السيرة والحكايات حقها رغم أنها الخط الأخير للمقاومة وللحفاظ علي الهوية، وشهادة «الضوّي»، تلك  توضح التأثيرات علي عملية النقل العضوي لتلك الحكايات المتنوعة التي تحول إلى حكايات مركبة تعطي حكمًا وقيمًا لمن يسمعها، بمصاحبة الموسيقي ومحاكاة أبطال القصص بالأداء الحركي. 

صوت الربابة الذي كان يصدح في المنادر والدواوين في الصعيد بسيرة «أبوزيد الهلالي»، و«الزناتي خليفة»، بصوت سيد الضوّي الفنان الفطري الذي لم يتعلم، توقف ولم يعد هناك من يرث ذلك الحكي للناس! 

سيد الضوّي، الذي أنهكه المرض فتوقف عن سرد الحكايات، ومات وهذه سنة الحياة، وبقيت حكاياته واسمه مثله مثل والده وعمه «جابر أبوحسين».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السيرة الهلالية الحداثة التراث الضو ی

إقرأ أيضاً:

«البحث الجنائي» يحرر 34 مهاجراً بمخزن في سلوق

تمكن جهاز البحث الجنائي، من تحرير 34 مهاجراً غير شرعي من مخزن في سلوق بمدينة بنغازي.

جاء ذلك بناءً على تعليمات من رئيس جهاز البحث الجنائي اللواء أحمد الشامخ في إطار الجهود المبذولة لمكافحة كافة أشكال الجرائم وتعزيز الأمن والنظام العام.
ووردت معلومات إلى إدارة التحريات وجمع الاستدلال والقبض بجهاز البحث الجنائي حول وجود مخزن يُستخدم لاحتجاز مهاجرين غير شرعيين في منطقة سلوق.
وباشرت فرق التحريات بجمع المعلومات والتأكد من صحة البلاغ وتحديد هوية صاحب المخزن الذي تبين أنه يقع في منطقة سلوق.
وأسفرت التحريات عن الكشف عن احتجاز 12 مهاجراً مصرياً و 22 مهاجراً من جنسيات أفريقية داخل المخزن على الفور تحركت الفرق المختصة إلى الموقع.
وتم تحرير المهاجرين ونقلهم إلى الجهاز لاستكمال إجراءات الاستدلال تمهيداً لإحالتهم إلى جهات الاختصاص المعنية لمتابعة الإجراءات القانونية والتنظيمية المطبقة على الأجانب بما يشمل تحديد وضعهم القانوني واتخاذ الخطوات المناسبة للتعامل معهم.
وأكد جهاز البحث الجنائي، أن ذلك يأتي تنفيذاً لتعليمات رئيس الجهاز لواء أحمد الشامخ بتعاون مع القوات المسلحة العربية الليبية استمراره في تطبيق الضوابط القانونية والتنظيمية لحماية الأمن العام وتعزيز النظام في كافة المدن الليبية.

مقالات مشابهة

  • النوفل : من حسن حظ الأندية أن الصحوة الهلالية جاءت آسيويًا
  • على الجزيرة ان تحتفظ بسلاحها والشمال عليه البحث عن سلاح كامل
  • ننشر السيرة الذاتية.. لـ الدكتور محمد حلمى عقب تعينة سكرتير عام مساعد لمحافظة سوهاج
  • ننشر السيرة الذاتية للعميد عمر الأكرت بعد قرار التنمية المحلية بتكليفه سكرتيرًا عامًا مساعدًا لبورسعيد
  • ننشر السيرة الذاتية للواء عمرو فكري بعد قرار التنمية المحلية بتكليفه سكرتيرًا عامًا لبورسعيد
  • سوق الشنيني... حرف وبضائع تراثية تقاوم الحداثة
  • عنقاء الحداثة
  • صلاح بن البادية- سيرة رائد الحداثة الروحية في الأغنية السودانية
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة بدر نموذج عملي للأخذ بأسباب النصر
  • «البحث الجنائي» يحرر 34 مهاجراً بمخزن في سلوق