البحث عن سلساّل سيد الضوي.. هل إبتلعت الحداثة روّاة السيرة الهلالية؟
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
مُنذ أن مات سيد الضوي أخر حكاء للسيرة الهلالية ، في أخر شهر سبتمبر 2016، أحيلت تلك القصص المسموعة، التي طالما إستقرت فى وجدان الناس، إلى فاترينة التراث، تري هل إبتلعت الحداثة روّاة السيرة أم أن «السمعية»، وجدوا ما أجدي من تلك الحكايات فى تشكيل وجدانهم؟!
يقول المسنوّن والعجائز في الصعيد.. إن سيرة المرء تبقي بعد موته، ذلك بالنسبة للأشخاص العاديين فما بالك من سيد الضوي، القابض علي خزانة الحكايات والسيرة الشعبية في الصعيد.
تلك الحكايات والقصص المسموعة والمصحوبة بالموسيقي الأقرب إلى الوجدان «الربابة»، في بلاد العفوية، تلك الحكايات كانت تشُكل الوعي الجمعي للمجتمعات المغلقة تجاه الأمور الحياتية.
فى أيامه الأخيرة وعندما بلغ سيد الحكائين عمر الـ 83، رقد سيد الضوّي بعد أن تمكنت منه أعراض أمراض الشيخوخة، وساءت حالته الصحية إلى أن رقد علي السرير في مستشفي قنا العام إلى ان فارق الحياة،
منذ وفاة الرجل فى 2016، ساور القلق المهتمين بذلك التراث، وخاصة أن تلك الحكايات والسير؛ كانت تُعلم قيمًا مثل النبل، والشجاعة، والكرم وغيرها.
ستحال إلى فترينات التراث التي لن تقترب منها الأجيال الجديدة المشغولة بالحداثة والإنترنت والدراما الفجة، وهي نفسها التي تشكل الوعي حاليًا، بعد أن كانت الحكايات الشعبية هي القائمة بذلك الدور منذ الطفولة عند أهل الصعيد.
السيرة فى الوجدان الشعبي:
يقول سيد الضوي، إن من طقوس بلوغ الفتي سن الرشد أن يصطحب الأب ابنه إلى«المحيا»، للاستماع إلى السيرة الهلالية بكل ما فيها من بطولات ودروس وتضحيات.
الحكاء الأخير كان ممن تشكل وعيهم من خلال السيرة والحكايات وورث ثروة كبيرة عن والده وعائلته منذ أن كان صبيًا، ليكون الخليفة والراوي الرسمي لسيرة بني هلال في جنوب مصر أولا، ومنه إلى القاهرة وعواصم أوربا والخليج، بعد تعاونه مع الراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودي، في جمع وتوثيق السيرة الهلالية.
النقل العضوي:
الأوربيون الذين كانوا يستمعون إلى سيد الضوي وفرقته في زياراته إلى هناك، لم يكونوا يفهمون ما يردده«الضوّي»، من حكايات بما فيها من تورية وغموض اللغة واختلافها.
الأوربيون كانوا يريدون التعرف علي الحكايات التي تتناقلها الأجيال في مصر، من خلال طريقة نقل عضوية ومستمرة عبر ألاف السنين، بنقلها شفويًا بشكل عضوي من جيل إلى جيل، وهو ما لا تفعله المؤسسة الثقافية في مصر.
لا أحد يرث الضوّي!
يقول سيد الحكائين، إن دور الثقافة في مصر لم تعط السيرة والحكايات حقها رغم أنها الخط الأخير للمقاومة وللحفاظ علي الهوية، وشهادة «الضوّي»، تلك توضح التأثيرات علي عملية النقل العضوي لتلك الحكايات المتنوعة التي تحول إلى حكايات مركبة تعطي حكمًا وقيمًا لمن يسمعها، بمصاحبة الموسيقي ومحاكاة أبطال القصص بالأداء الحركي.
صوت الربابة الذي كان يصدح في المنادر والدواوين في الصعيد بسيرة «أبوزيد الهلالي»، و«الزناتي خليفة»، بصوت سيد الضوّي الفنان الفطري الذي لم يتعلم، توقف ولم يعد هناك من يرث ذلك الحكي للناس!
سيد الضوّي، الذي أنهكه المرض فتوقف عن سرد الحكايات، ومات وهذه سنة الحياة، وبقيت حكاياته واسمه مثله مثل والده وعمه «جابر أبوحسين».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السيرة الهلالية الحداثة التراث الضو ی
إقرأ أيضاً:
جامعة عين شمس ضمن أفضل 200 جامعة فى تصنيف التايمز
حققت جامعة عين شمس المركز ١٦٩ عالميًا لتكون ضمن أفضل ٢٠٠ جامعة فى العالم فى تصنيف TIMES HIGHER EDUCATION INTERDISCIPLINARY Science ranking فى إصداره الأول.
جاء ذلك تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، والدكتورة غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والقائم بعمل نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وإشراف الدكتور أحمد البنا مدير إدارة التصنيف الدولي بالجامعة.
تقييم أداء جامعة عين شمس فى التخصصات البينيةيعتمد التصنيف على تقييم أداء جامعة عين شمس فى التخصصات البينية من حيث البحث العلمي عالى الجودة والمنشور فى المجلات العلمية المرموقة ومعدل الاستشهادات والتمويل من البحث العلمي.
وشمل الإصدار الأول من التصنيف إدراج 749 جامعة من 92 دولة، وركز الإختيار على عملية إجراء البحوث بين تخصصات (علوم الكمبيوتر، والهندسة، وعلوم الحياة، والعلوم الفيزيائية)، على حسب تصنيف مؤسسة التايمز للتخصصات العلمية وعددها 11 تخصصًا مُتنوعًا.
وأوضحت نتائج التصنيف أن منهجية تصنيف العلوم البينية ISR تتكون من ثلاث ركائز يمثل كل منها مرحلة في دورة حياة التعاون البحثي في مشاريع وأبحاث مشتركة، وتنقسم الركائز إلى 11 مؤشرًا لقياس جوانب مختلفة من التكامل البحثي بين التخصصات، وهي: (المدخلات وتزن 19% من الوزن الكلي، والعملية وتزن 16% من الوزن الكلي، والمخرجات وتزن 65% من الوزن الكلي).
وتقيس "المدخلات" مقدار التمويل البحثي من الهيئات البحثية والصناعة لبحوث لها طابع متداخل التخصصات، وتقيس "العملية" البنية التحتية، ومؤشرات قياس النجاح والدعم الداخلي الذي تقدمه الجامعات والاعتراف بالترقي في التخصصات البينية، بينما يعتمد قياس "المخرجات" على الإنتاج البحثي في التخصصات السابق ذكرها من حيث العد والاستشهادات، وقياس سُمعة الجامعات في إجراء العلوم البينية عن طريق استبيان مؤسسة التايمز.
وأشار رئيس جامعة عين شمس أن تقدم تصنيف الجامعة يرجع إلى الإهتمام بسياسات البحث العلمي وزيادة تمويله، فضلًا عن التعاون مع الباحثين من دول العالم المختلفة، كما ساهمت جودة الأبحاث المُشتركة مع الجامعة في تسجيل عدد كبير من الاستشهادات، وبالتالي تمتعها بفرصة أكبر للنشر في مجلات عالية التأثير.
واضافت أ.د. غادة فاروق أن بنك المعرفة المصري يساهم في الإرتقاء بتصنيف الجامعات والمؤسسات والمراكز البحثية دوليًا، وذلك من خلال توفير كم هائل من المصادر العلمية اللازمة للباحثين، والعلماء المصريين، وصُناع القرار؛ من أجل تعزيز البحث العلمي في مصر، وتمكين المؤسسات البحثية لكي تصبح معروفة عالميًّا كمرجع للبحث العلمي.