في سياق المخاض الذي تعيشه المنطقة، في ظل الحرب على غزة واحتمالات توسعها الى لبنان، تتسلّل من الكواليس أنباء عن محاولات لإحياء فكرة "ناتو عربي" سبق أن طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وجرى دفنها في المهد حينما بدت أنها فكرة خبيثة المراد منها اللعب على خريطة الصراعات في منطقتنا ودمج إسرائيل بوصفها فاعلا طبيعيا ورشيدا، ووضع الملف الفلسطيني في طي النسيان، وفي أحسن الأحوال تحويله الى قضية إسرائيلية داخلية.
في هذا السياق، نشر موقع أكسيوس الأمريكي، القريب من مصادر استخبارات إسرائيلية وأمريكية، خبرا عن اجتماع في المنامة ضم مسؤولين عسكريين من خمس دول عربية بنظرائهم الإسرائيليين برعاية أمريكية، للتباحث بشأن التنسيق بين هذه الأطراف لمواجهة التطورات والتداعيات التي قد ترتبها الحرب في غزة على مسارات المنطقة، والتوصل الى تفاهمات جامعة لمواجهة ما يطرأ من تطورات، فيما يبدو أنه بعث لفكرة "ناتو إقليمي" بوصفها الإطار الذي يمكن أن يجمع هذه الأطراف المختلفة.
ربما يبدو الأمر محاولة من الأمريكيين والإسرائيليين لبعث رسائل معينة للداخلين الإسرائيلي والأمريكي بوجود تأييد للحرب الإسرائيلية في غزة، في سياق طمأنتهما بأن الأمور تسير على ما يرام، أو تخفيض حدة الرفض لاستمرار هذه الحرب ومخاطر تداعياتها المستقبلية، وقد يكون الهدف محاولة لترميم صورة الولايات المتحدة الامريكية التي حطمتها الحرب بتأييدها المطلق لحكومة نتنياهو التي ارتكبت جرائم حرب غير مسبوقة
ماذا ستكون مهمة هذا التجمع، إذا كان اجتماع المنامة قد توصل لمخرجات معينة؟ وهل في الأصل تم التوصل خلال الاجتماع الى تفاهمات حول قضايا محدّدة؟ ربما يبدو الأمر محاولة من الأمريكيين والإسرائيليين لبعث رسائل معينة للداخلين الإسرائيلي والأمريكي بوجود تأييد للحرب الإسرائيلية في غزة، في سياق طمأنتهما بأن الأمور تسير على ما يرام، أو تخفيض حدة الرفض لاستمرار هذه الحرب ومخاطر تداعياتها المستقبلية، وقد يكون الهدف محاولة لترميم صورة الولايات المتحدة الامريكية التي حطمتها الحرب بتأييدها المطلق لحكومة نتنياهو التي ارتكبت جرائم حرب غير مسبوقة، إذ تستفيد واشنطن من نشر مثل هذه الأخبار من التأكيد على أن العرب موافقين على ما تقوم به إسرائيل، وبالتالي لا يحق للأمريكيين ولا الإسرائيليين أن يكونوا ملكيين أكثر من العرب.
من المؤكد أن واشنطن وتل أبيب تبحثان عن مخرج للحرب في غزة، عبر ترتيبات تجريانها مع دول المنطقة، وليس سرا أنه يتم طرح فكرة مشاركة جيوش عربية في إدارة الأوضاع في غزة في مرحلة ما بعد نهاية الحرب، الفكرة لم تلاق قبولا عربيا على جميع المستويات، وكان الرأي السائد أن الهدف من ذلك توريط العرب في مواجهة مع حماس التي لن تقبل خطة إلغائها من خريطة القوى الفلسطينية الفاعلة في المرحلة المقبلة، وهي لم تستسلم حتى تقرّر إسرائيل مصيرها، وما زالت تقاوم إسرائيل تحت الأرض وفوقها.
هذه الفكرة أصبحت من الماضي، ومن الصعب تصوّر أن العرب قد تمر عليهم الخدع الأمريكية والإسرائيلية ببساطة، حتى وإن كان هناك ميل لدى العديد من الأطراف العربية للتطبيع مع إسرائيل، ورغم كل ما حصل لا يوجد ما يوحي بأن الأطراف المطبعة قد تذهب إلى إلغاء التطبيع أو تجميده،من المؤكد، أن العديد من الدول العربية تتمنى لو أن الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين تتلقى هزيمة ساحقة وتبتعد نهائيا عن مضمار السياسة، وخاصة وأنها في التقديرات العربية الخصم الأساسي للأنظمة الرسمية ومصدر التهديد الأكثر خطورة والبديل المحتمل لتولي السلطة، وهذا الأمر ينطبق على الموقف من حماس وغيرها من الفصائل الإسلامية، لكن بالمقابل فإن الخطط الأمريكية والإسرائيلية تذهب بعيدا لكن هذه مسألة تحسبها بعض الأطراف العربية في سياق مساعيها لتشكيل نظام إقليمي جديد يؤمّن الاستقرار للمنطقة؛ بما يضمن نجاح مشاريعها الاقتصادية وتعزيز استقرار أنظمتها في مواجهة ديناميكيات صاعدة في المنطقة قد تؤثر بالفعل على مخططاتها وحساباتها السياسية والأمنية.
ولم تعد الفكرة لتشكيل تحالف عسكري في المنطقة لمواجهة إيران، إذ عدا عن أن الدول العربية تحاول تفكيك حالة العداء مع طهران وإقامة علاقات طبيعية، وخاصة بعد الاتفاق السعودي- الإيراني؛ فإن الثقة العربية بالأمريكيين تراجعت إلى حد بعيد، بالإضافة الى التوجهات السياسية الجديدة لدى العديد من الدول العربية التي تركز بالدرجة الأولى على إدارة الأوضاع الداخلية والتطلع الى تحقيق أدوار إقليمية من خلال توسيع بيكار علاقاتها الخارجية وزيادة مساحات تأثيرها؛ عبر استثمار ما تملكه من رؤوس أموال يحتاجها الاقتصاد العالمي في هذه المرحلة.
ربما، بل من المؤكد، أن العديد من الدول العربية تتمنى لو أن الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين تتلقى هزيمة ساحقة وتبتعد نهائيا عن مضمار السياسة، وخاصة وأنها في التقديرات العربية الخصم الأساسي للأنظمة الرسمية ومصدر التهديد الأكثر خطورة والبديل المحتمل لتولي السلطة، وهذا الأمر ينطبق على الموقف من حماس وغيرها من الفصائل الإسلامية، لكن بالمقابل فإن الخطط الأمريكية والإسرائيلية تذهب بعيدا الى حد الطلب من هذه الدول التشمير عن سواعدها والانخراط في الحرب الإسلاميين في فلسطين، وهو أمر ترى فيه الأنظمة العربية بمثابة خطر لما سيولده من ديناميكيات قد تؤدي بالفعل إلى هز الاستقرار في المنطقة، لذا لا ناتو ولا غيره من الأطر الشبيهة في المرحلة المقبلة.
x.com/ghazidahman1
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة إسرائيل إسرائيل امريكا غزة العالم العربي تحالفات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة العدید من فی سیاق فی غزة
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري: التوافق العربي الحالي يمثل فرصة تاريخية لتعزيز أمن واستقرار المنطقة
كتب- حسن مرسي:
أكد الإعلامي مصطفى بكري أن الأمة العربية تشهد للمرة الأولى منذ فترة طويلة حالة من التوافق بين الأنظمة الرسمية والجماهير العربية، مشيرًا إلى أن هذا التوافق يهدف إلى حماية الأمن القومي العربي واستعادة الدور العربي الفاعل على الساحة الدولية.
خلال برنامجه "حقائق وأسرار" المذاع على قناة "صدى البلد"، وأوضح بكري أن التوافق العربي الحالي يمثل فرصة تاريخية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، داعيًا إلى استغلال هذه الفرصة لتحقيق تقدم ملموس في القضايا العربية المصيرية.
وأكد أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، حيث ستُعقد قمة عربية طارئة في القاهرة يوم 4 مارس، تليها القمة العربية العادية في بغداد خلال الأسبوع الأول من مايو.
وأشار بكري إلى أن القادة العرب يدركون جيدًا حجم التحديات التي تواجه المنطقة، وهو ما ينعكس على مستوى أداء هذه القمم وقراراتها، خاصة فيما يتعلق برفض التهجير القسري والتمسك بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن هذا التوافق يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية توحيد الصفوف العربية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي تهدد استقرار المنطقة.
واختتم بكري حديثه بالتأكيد على أن التوافق العربي الحالي يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن القومي العربي، داعيًا إلى استمرار الجهود لتحقيق تقدم في القضايا المصيرية التي تواجه الأمة العربية.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
مصطفى بكري التوافق العربي توافق الأنظمة الرسمية حماية الأمن القومي العربي برنامج حقائق وأسرار قمة عربية طارئة في القاهرة القمة العربية العادية في بغداد إقامة دولة فلسطينية مستقلةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
إعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
مصطفى بكري: التوافق العربي الحالي يمثل فرصة تاريخية لتعزيز أمن واستقرار المنطقة
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
21 11 الرطوبة: 40% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك