عربي21:
2024-11-21@13:42:58 GMT

هل يتم إحياء فكرة الناتو العربي؟

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

في سياق المخاض الذي تعيشه المنطقة، في ظل الحرب على غزة واحتمالات توسعها الى لبنان، تتسلّل من الكواليس أنباء عن محاولات لإحياء فكرة "ناتو عربي" سبق أن طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وجرى دفنها في المهد حينما بدت أنها فكرة خبيثة المراد منها اللعب على خريطة الصراعات في منطقتنا ودمج إسرائيل بوصفها فاعلا طبيعيا ورشيدا، ووضع الملف الفلسطيني في طي النسيان، وفي أحسن الأحوال تحويله الى قضية إسرائيلية داخلية.



في هذا السياق، نشر موقع أكسيوس الأمريكي، القريب من مصادر استخبارات إسرائيلية وأمريكية، خبرا عن اجتماع في المنامة ضم مسؤولين عسكريين من خمس دول عربية بنظرائهم الإسرائيليين برعاية أمريكية، للتباحث بشأن التنسيق بين هذه الأطراف لمواجهة التطورات والتداعيات التي قد ترتبها الحرب في غزة على مسارات المنطقة، والتوصل الى تفاهمات جامعة لمواجهة ما يطرأ من تطورات، فيما يبدو أنه بعث لفكرة "ناتو إقليمي" بوصفها الإطار الذي يمكن أن يجمع هذه الأطراف المختلفة.

ربما يبدو الأمر محاولة من الأمريكيين والإسرائيليين لبعث رسائل معينة للداخلين الإسرائيلي والأمريكي بوجود تأييد للحرب الإسرائيلية في غزة، في سياق طمأنتهما بأن الأمور تسير على ما يرام، أو تخفيض حدة الرفض لاستمرار هذه الحرب ومخاطر تداعياتها المستقبلية، وقد يكون الهدف محاولة لترميم صورة الولايات المتحدة الامريكية التي حطمتها الحرب بتأييدها المطلق لحكومة نتنياهو التي ارتكبت جرائم حرب غير مسبوقة
ماذا ستكون مهمة هذا التجمع، إذا كان اجتماع المنامة قد توصل لمخرجات معينة؟ وهل في الأصل تم التوصل خلال الاجتماع الى تفاهمات حول قضايا محدّدة؟ ربما يبدو الأمر محاولة من الأمريكيين والإسرائيليين لبعث رسائل معينة للداخلين الإسرائيلي والأمريكي بوجود تأييد للحرب الإسرائيلية في غزة، في سياق طمأنتهما بأن الأمور تسير على ما يرام، أو تخفيض حدة الرفض لاستمرار هذه الحرب ومخاطر تداعياتها المستقبلية، وقد يكون الهدف محاولة لترميم صورة الولايات المتحدة الامريكية التي حطمتها الحرب بتأييدها المطلق لحكومة نتنياهو التي ارتكبت جرائم حرب غير مسبوقة، إذ تستفيد واشنطن من نشر مثل هذه الأخبار من التأكيد على أن العرب موافقين على ما تقوم به إسرائيل، وبالتالي لا يحق للأمريكيين ولا الإسرائيليين أن يكونوا ملكيين أكثر من العرب.

من المؤكد أن واشنطن وتل أبيب تبحثان عن مخرج للحرب في غزة، عبر ترتيبات تجريانها مع دول المنطقة، وليس سرا أنه يتم طرح فكرة مشاركة جيوش عربية في إدارة الأوضاع في غزة في مرحلة ما بعد نهاية الحرب، الفكرة لم تلاق قبولا عربيا على جميع المستويات، وكان الرأي السائد أن الهدف من ذلك توريط العرب في مواجهة مع حماس التي لن تقبل خطة إلغائها من خريطة القوى الفلسطينية الفاعلة في المرحلة المقبلة، وهي لم تستسلم حتى تقرّر إسرائيل مصيرها، وما زالت تقاوم إسرائيل تحت الأرض وفوقها.

هذه الفكرة أصبحت من الماضي، ومن الصعب تصوّر أن العرب قد تمر عليهم الخدع الأمريكية والإسرائيلية ببساطة، حتى وإن كان هناك ميل لدى العديد من الأطراف العربية للتطبيع مع إسرائيل، ورغم كل ما حصل لا يوجد ما يوحي بأن الأطراف المطبعة قد تذهب إلى إلغاء التطبيع أو تجميده،من المؤكد، أن العديد من الدول العربية تتمنى لو أن الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين تتلقى هزيمة ساحقة وتبتعد نهائيا عن مضمار السياسة، وخاصة وأنها في التقديرات العربية الخصم الأساسي للأنظمة الرسمية ومصدر التهديد الأكثر خطورة والبديل المحتمل لتولي السلطة، وهذا الأمر ينطبق على الموقف من حماس وغيرها من الفصائل الإسلامية، لكن بالمقابل فإن الخطط الأمريكية والإسرائيلية تذهب بعيدا لكن هذه مسألة تحسبها بعض الأطراف العربية في سياق مساعيها لتشكيل نظام إقليمي جديد يؤمّن الاستقرار للمنطقة؛ بما يضمن نجاح مشاريعها الاقتصادية وتعزيز استقرار أنظمتها في مواجهة ديناميكيات صاعدة في المنطقة قد تؤثر بالفعل على مخططاتها وحساباتها السياسية والأمنية.

ولم تعد الفكرة لتشكيل تحالف عسكري في المنطقة لمواجهة إيران، إذ عدا عن أن الدول العربية تحاول تفكيك حالة العداء مع طهران وإقامة علاقات طبيعية، وخاصة بعد الاتفاق السعودي- الإيراني؛ فإن الثقة العربية بالأمريكيين تراجعت إلى حد بعيد، بالإضافة الى التوجهات السياسية الجديدة لدى العديد من الدول العربية التي تركز بالدرجة الأولى على إدارة الأوضاع الداخلية والتطلع الى تحقيق أدوار إقليمية من خلال توسيع بيكار علاقاتها الخارجية وزيادة مساحات تأثيرها؛ عبر استثمار ما تملكه من رؤوس أموال يحتاجها الاقتصاد العالمي في هذه المرحلة.

ربما، بل من المؤكد، أن العديد من الدول العربية تتمنى لو أن الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين تتلقى هزيمة ساحقة وتبتعد نهائيا عن مضمار السياسة، وخاصة وأنها في التقديرات العربية الخصم الأساسي للأنظمة الرسمية ومصدر التهديد الأكثر خطورة والبديل المحتمل لتولي السلطة، وهذا الأمر ينطبق على الموقف من حماس وغيرها من الفصائل الإسلامية، لكن بالمقابل فإن الخطط الأمريكية والإسرائيلية تذهب بعيدا الى حد الطلب من هذه الدول التشمير عن سواعدها والانخراط في الحرب الإسلاميين في فلسطين، وهو أمر ترى فيه الأنظمة العربية بمثابة خطر لما سيولده من ديناميكيات قد تؤدي بالفعل إلى هز الاستقرار في المنطقة، لذا لا ناتو ولا غيره من الأطر الشبيهة في المرحلة المقبلة.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة إسرائيل إسرائيل امريكا غزة العالم العربي تحالفات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة العدید من فی سیاق فی غزة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تتصدر مشهد المعرفة في العالم العربي

أعلنت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن نتائج مؤشر المعرفة العالمي لعام 2024 المؤشر المرجعي العالمي، الذي يقيس أداء الدول في مجالات المعرفة المختلفة، وذلك خلال جلسة حملت عنوان "شراكة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: تنمية المعرفة في المنطقة العربية وخارجها"، ضمن جلسات قمَّة المعرفة 2024 التي تعقد يومي 18 و19 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري في مركز دبي التجاري العالمي.

وتصدرت السويد التصنيف بقيمة مؤشر بلغت 68.3 وبفارق طفيف عن فنلندا 68.2 وسويسرا 67.9، وجاءت الدنمارك وهولندا في المرتبتين الرابعة والخامسة بنسبة بلغت 66.8 لكل منهما، حيث سيطرت الدول الأوروبية على المراكز العشرة الأولى فيما عدا الولايات المتحدة الأمريكية التي احتلت المرتبة السابعة بنسبة قدرها (66.2).
وتضمن المؤشر 11 دولة عربية، حيث احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربياً و26 عالمياً بمؤشر قدره 60.9، تلتها قطر التي احتلت المرتبة 39 عالمياً بمؤشر قدره 55.5 بفارق بسيط عن المملكة العربية السعودية التي احتلت المرتبة الثالثة عربياً و41 عالمياً بنسبة قدرها 54.8، فيما حلت سلطنة عمان في المرتبة الرابعة عربياً و55 عالمياً بنسبة قدرها 50.0 وجاء لبنان -الذي أضيف حديثاً إلى المؤشر- في المرتبة الخامسة عربياً و81 عالمياً عند نسبة قدرها 45.4 في سلم المؤشر.
واحتلت عشر دول أفريقية المراتب الأخيرة من المؤشر وجاءت النيجر في المرتبة 140 ما قبل الأخيرة بنسبة مؤشِّر هي 25.8 فيما كانت المرتبة 141 والأخيرة من نصيب تشاد بنسبة 23.4.

مؤشرات قطاعية

وأظهرت بيانات مؤشر المعرفة العالمي لعام 2024 أداءً متميزاً للدول العربية في عدة مؤشرات قطاعية وخاصة قطاع التعليم ما قبل الجامعي الذي احتلت فيه المملكة العربية السعودية المرتبة الرابعة على مستوى العالم.
وبلغ معدل الدول العربية فيه 64.1 نقطة متجاوزاً المعدل العالمي البالغ 61.9 نقطة. وكذلك قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي حققت خلاله الدول العربية معدلاً قدره 49.5 نقطة متفوقة على المعدل العالمي البالغ 48.2 نقطة إذ جاءت دولة الإمارات في المرتبة الرابعة والمملكة العربية السعودية في المرتبة السابعة عالمياً مما يشير بوضوح إلى الخطوات المتقدمة التي أحرزتها كل منهما على صعيد تطوير البنية التحتية التكنولوجية وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في الخطط التنموية.

التنافسية الاقتصادية

وجاءت دولة الإمارات فيما يتعلق بالاقتصاد ضمن قائمة أفضل عشر دول عالمياً في هذا القطاع الفرعي الذي يقيس التنافسية الاقتصادية والانفتاح الاقتصادي والتمويل والقيمة المضافة المحلية، بينما جاء أداء الدول العربية في مجالات البحث والتطوير والابتكار مساوياً للمعدل العالمي الذي بلغ 31.5 نقطة.
وعكس مؤشر المعرفة العالمي لعام 2024 تقدما مطرداً في بعض الدول العربية وخاصة الإمارات والسعودية وقطر في عدد من المجالات الحيوية مثل التعليم والتكنولوجيا والاقتصاد مع الإشارة إلى وجود حاجة حقيقية لتطوير هذه الجوانب في الدول العربية الأخرى التي شملها المؤشر لا سيما فلسطين والمغرب وموريتانيا.

حضر الجلسة الدكتور عبدالله الدردري الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وجمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والدكتور هاني تركي رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

مقالات مشابهة

  • اليمن توقع على اتفاقية تنظيم نقل البضائع على الطرق البرية بين الدول العربية
  • موسكو: ظهور قوات الناتو في أوكرانيا يعني بدء الحرب ضدنا
  • ذاكرة الحروب والفيتو
  • إبراهيم عيسى: فيروز عنوان للوجدان العربي وجمعت القلوب العربية بصوتها الرائع
  • الخيارات العربية فى غزة ولبنان!
  • “أوهن من بيت العنكبوت” .. هل دحضت مشاهد احتراق “تل أبيب” فكرة أن الحرب ضد إسرائيل مستحيلة؟
  • هل قدمت مؤتمرات كوب أي شيء لمناخ الأرض؟
  • أردوغان: سنواصل النضال ضد الفوضى التي تثيرها سياسات الاحتلال
  • الإمارات تتصدر مشهد المعرفة في العالم العربي
  • وزير الطيران من دبي: مصر حريصة على التعاون العربي وتبادل الخبرات