عربي21:
2025-01-31@00:17:11 GMT

هل يتم إحياء فكرة الناتو العربي؟

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

في سياق المخاض الذي تعيشه المنطقة، في ظل الحرب على غزة واحتمالات توسعها الى لبنان، تتسلّل من الكواليس أنباء عن محاولات لإحياء فكرة "ناتو عربي" سبق أن طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وجرى دفنها في المهد حينما بدت أنها فكرة خبيثة المراد منها اللعب على خريطة الصراعات في منطقتنا ودمج إسرائيل بوصفها فاعلا طبيعيا ورشيدا، ووضع الملف الفلسطيني في طي النسيان، وفي أحسن الأحوال تحويله الى قضية إسرائيلية داخلية.



في هذا السياق، نشر موقع أكسيوس الأمريكي، القريب من مصادر استخبارات إسرائيلية وأمريكية، خبرا عن اجتماع في المنامة ضم مسؤولين عسكريين من خمس دول عربية بنظرائهم الإسرائيليين برعاية أمريكية، للتباحث بشأن التنسيق بين هذه الأطراف لمواجهة التطورات والتداعيات التي قد ترتبها الحرب في غزة على مسارات المنطقة، والتوصل الى تفاهمات جامعة لمواجهة ما يطرأ من تطورات، فيما يبدو أنه بعث لفكرة "ناتو إقليمي" بوصفها الإطار الذي يمكن أن يجمع هذه الأطراف المختلفة.

ربما يبدو الأمر محاولة من الأمريكيين والإسرائيليين لبعث رسائل معينة للداخلين الإسرائيلي والأمريكي بوجود تأييد للحرب الإسرائيلية في غزة، في سياق طمأنتهما بأن الأمور تسير على ما يرام، أو تخفيض حدة الرفض لاستمرار هذه الحرب ومخاطر تداعياتها المستقبلية، وقد يكون الهدف محاولة لترميم صورة الولايات المتحدة الامريكية التي حطمتها الحرب بتأييدها المطلق لحكومة نتنياهو التي ارتكبت جرائم حرب غير مسبوقة
ماذا ستكون مهمة هذا التجمع، إذا كان اجتماع المنامة قد توصل لمخرجات معينة؟ وهل في الأصل تم التوصل خلال الاجتماع الى تفاهمات حول قضايا محدّدة؟ ربما يبدو الأمر محاولة من الأمريكيين والإسرائيليين لبعث رسائل معينة للداخلين الإسرائيلي والأمريكي بوجود تأييد للحرب الإسرائيلية في غزة، في سياق طمأنتهما بأن الأمور تسير على ما يرام، أو تخفيض حدة الرفض لاستمرار هذه الحرب ومخاطر تداعياتها المستقبلية، وقد يكون الهدف محاولة لترميم صورة الولايات المتحدة الامريكية التي حطمتها الحرب بتأييدها المطلق لحكومة نتنياهو التي ارتكبت جرائم حرب غير مسبوقة، إذ تستفيد واشنطن من نشر مثل هذه الأخبار من التأكيد على أن العرب موافقين على ما تقوم به إسرائيل، وبالتالي لا يحق للأمريكيين ولا الإسرائيليين أن يكونوا ملكيين أكثر من العرب.

من المؤكد أن واشنطن وتل أبيب تبحثان عن مخرج للحرب في غزة، عبر ترتيبات تجريانها مع دول المنطقة، وليس سرا أنه يتم طرح فكرة مشاركة جيوش عربية في إدارة الأوضاع في غزة في مرحلة ما بعد نهاية الحرب، الفكرة لم تلاق قبولا عربيا على جميع المستويات، وكان الرأي السائد أن الهدف من ذلك توريط العرب في مواجهة مع حماس التي لن تقبل خطة إلغائها من خريطة القوى الفلسطينية الفاعلة في المرحلة المقبلة، وهي لم تستسلم حتى تقرّر إسرائيل مصيرها، وما زالت تقاوم إسرائيل تحت الأرض وفوقها.

هذه الفكرة أصبحت من الماضي، ومن الصعب تصوّر أن العرب قد تمر عليهم الخدع الأمريكية والإسرائيلية ببساطة، حتى وإن كان هناك ميل لدى العديد من الأطراف العربية للتطبيع مع إسرائيل، ورغم كل ما حصل لا يوجد ما يوحي بأن الأطراف المطبعة قد تذهب إلى إلغاء التطبيع أو تجميده،من المؤكد، أن العديد من الدول العربية تتمنى لو أن الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين تتلقى هزيمة ساحقة وتبتعد نهائيا عن مضمار السياسة، وخاصة وأنها في التقديرات العربية الخصم الأساسي للأنظمة الرسمية ومصدر التهديد الأكثر خطورة والبديل المحتمل لتولي السلطة، وهذا الأمر ينطبق على الموقف من حماس وغيرها من الفصائل الإسلامية، لكن بالمقابل فإن الخطط الأمريكية والإسرائيلية تذهب بعيدا لكن هذه مسألة تحسبها بعض الأطراف العربية في سياق مساعيها لتشكيل نظام إقليمي جديد يؤمّن الاستقرار للمنطقة؛ بما يضمن نجاح مشاريعها الاقتصادية وتعزيز استقرار أنظمتها في مواجهة ديناميكيات صاعدة في المنطقة قد تؤثر بالفعل على مخططاتها وحساباتها السياسية والأمنية.

ولم تعد الفكرة لتشكيل تحالف عسكري في المنطقة لمواجهة إيران، إذ عدا عن أن الدول العربية تحاول تفكيك حالة العداء مع طهران وإقامة علاقات طبيعية، وخاصة بعد الاتفاق السعودي- الإيراني؛ فإن الثقة العربية بالأمريكيين تراجعت إلى حد بعيد، بالإضافة الى التوجهات السياسية الجديدة لدى العديد من الدول العربية التي تركز بالدرجة الأولى على إدارة الأوضاع الداخلية والتطلع الى تحقيق أدوار إقليمية من خلال توسيع بيكار علاقاتها الخارجية وزيادة مساحات تأثيرها؛ عبر استثمار ما تملكه من رؤوس أموال يحتاجها الاقتصاد العالمي في هذه المرحلة.

ربما، بل من المؤكد، أن العديد من الدول العربية تتمنى لو أن الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين تتلقى هزيمة ساحقة وتبتعد نهائيا عن مضمار السياسة، وخاصة وأنها في التقديرات العربية الخصم الأساسي للأنظمة الرسمية ومصدر التهديد الأكثر خطورة والبديل المحتمل لتولي السلطة، وهذا الأمر ينطبق على الموقف من حماس وغيرها من الفصائل الإسلامية، لكن بالمقابل فإن الخطط الأمريكية والإسرائيلية تذهب بعيدا الى حد الطلب من هذه الدول التشمير عن سواعدها والانخراط في الحرب الإسلاميين في فلسطين، وهو أمر ترى فيه الأنظمة العربية بمثابة خطر لما سيولده من ديناميكيات قد تؤدي بالفعل إلى هز الاستقرار في المنطقة، لذا لا ناتو ولا غيره من الأطر الشبيهة في المرحلة المقبلة.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة إسرائيل إسرائيل امريكا غزة العالم العربي تحالفات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة العدید من فی سیاق فی غزة

إقرأ أيضاً:

الرئيس الأوغندي يلتقي أعضاء اللجنة التنفيذية لمجلس الشباب العربي

التقى الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، أعضاء اللجنة التنفيذية لمجلس الشباب العربي، يتقدمهم النائب أحمد بلال البرلسي نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، وذلك بالقصر الرئاسي في مدينة عنتيبي.

وبحسب نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، فإن الاجتماع جرى في جو ودي أعقبه مأدبة عشاء في القصر الرئاسي. وقال النائب أحمد البرلسي: تحدث الرئيس موسيفيني عن أهمية عمل مجلس الشباب العربي والأفريقي من أجل توحيد شباب أفريقيا والعالم العربي، وتطرق لعدد من الأزمات التي تتعرض لها دول القارة الأفريقية، وإمكانية حلها عبر الحوار بعيدًا عن النزاعات المسلحة.

كما أكد الرئيس موسيفيني دعمه لمجلس الشباب العربي للحصول على الصفة الاستشارية في المنظمات الدولية خاصة الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.

وأضاف البرلسي: "تربطنا بأوغندا علاقات طيبة جدًا، خاصة في عهد الرئيسين عبد الفتاح السيسي ويوري موسيفيني، حيث تكررت الزيارات المشتركة للرئيسين وكبار المسؤولين في كلتا الدولتين، إضافة إلى قيام مصر بتنفيذ من العديد من مشاريع البنية التحتية والري وإقامة المزارع في أوغندا".

وتابع: "سنعمل من خلال مجلس الشباب العربي والأفريقي على تعزيز علاقات الشباب المصري بشباب القارة الأفريقية وفي القلب منهم دول حوض النيل، وتشجيعهم على السياحة بين الدول الأفريقية والعربية، وكذلك تسليط الضوء على المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تمثل فرص استثمارية هائلة للشباب الأفريقي والعربي في هذه الدول. إضافة إلى التبادل الثقافي والعلمي".

وقال بلال: إن الاحتفال باليوم الوطني الأوغندي في مدينة موبندي لم يكن مجرد مناسبة وطنية أوغندية، بل كان فرصة لنعبر فيها عن قوة الشباب ودوره في بناء جسور التواصل بين الشعوب.

ويشارك النائب أحمد بلال في اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس الشباب العربي والأفريقي في العاصمة الأوغندية، كمبالا، والتي تناقش سبل تعزيز التعاون بين شباب الدول العربية والأفريقية، والتحضير للمؤتمر العام للمجلس نهاية العام الجاري.

مقالات مشابهة

  • فعالية في حلب إحياءً للذكرى الثانية عشر لمجزرة نهر قويق التي ارتكبها النظام البائد
  • ليبيا تشارك في احتفالية الصندوق العربي للطاقة بالسعودية
  • المنطقة العسكرية السادسة تنظم فعالية إحياءً لسنوية شهيد القرآن
  • رئيس البرلمان العربي بثمن دور ليبيا في دعم القضايا العربية
  • لوموند: لا بد من تحديد هوية الأطراف الرئيسية في الحرب بين الكونغو الديمقراطية ورواندا
  • إطلاق الهوية المؤسسية الجديدة للصندوق العربي للطاقة
  • الرئيس الأوغندي يلتقي أعضاء اللجنة التنفيذية لمجلس الشباب العربي
  • أبو الغيط يؤكد استقرار المنطقة العربية مشروطا بمعالجة أزمات فلسطين والسودان وليبيا
  • التضخم يلتهم رواتب المعلمين في أوروبا.. ما هي الدول التي شهدت انخفاضات حادة؟
  • تناحر مستمر| دور الأيديولوجيات الدينية في تقويض الأمن العربي