مخاوف إسرائيلية من شلل قد يضرب القطاع التكنولوجي بسبب العدوان على غزة
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
ما زالت آثار العدوان الإسرائيلي على غزة تضرب بأطنابها على دولة الاحتلال، وفي كافة مرافقها، وآخرها المشاريع التكنولوجية، وتصاعد التخوف من حالة الشلل التي قد تضرب قطاع التكنولوجيا بسبب رفض المهنيين الأجانب المجيء إلى دولة الاحتلال في أوقات الحرب.
يوخي بانهاسي آديب رئيس منتدى الكليات التكنولوجية ومدير الكلية التكنولوجية للمهندسين في جامعة أريئيل الاستيطانية، كشف أنه "في الأشهر الثمانية الماضية، تم تجنيد الآلاف من طلاب الهندسة في جيش الاحتياط لمدة طويلة للمساعدة في العدوان الدائر على غزة، وبفضل الأدوات التي اكتسبوها أثناء دراستهم، فإنهم يساعدون في صيانة أنظمة الاتصالات والكهرباء والروبوتات والحوسبة والمزيد في أجهزة الجيش ومؤسساته الحربية، بما يمكن وصف خبرتهم بأنها "الجدار الحديدي" لتكنولوجيا جيش الاحتلال، وثبتت أهميتهم الحاسمة في الحرب الأخيرة".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "الأشهر القليلة الماضية فقط زادت من الحاجة لتعزيز صناعة التكنولوجيا المعتمدة على المعرفة الإسرائيلية، لاسيما في ضوء تعثر استكمال عدد من المشاريع، خاصة استكمال الخط الأحمر للسكك الحديدية الخفيفة في القدس وغيرها، بسبب الاعتماد على المهنيين الأجانب الذين لا يتعجلون بالقدوم لدولة الاحتلال في أوقات الحرب والطوارئ منذ أشهر عديدة، مما عرّض هذه الصناعة للشلل، ولذلك فقد تم إهمال التعليم التكنولوجي الإسرائيلي، رغم أن مساهمته في النمو وإنتاجية الاقتصاد لا يمكن إنكارها".
وأشار إلى أن "القلق يجتاح المؤسسات الاقتصادية الإسرائيلية عموما، والتكنولوجية خصوصا، لأن هذا المجال بالذات عملي وأساسي للغاية، ويؤثر على حياة كل إسرائيلي، في الحياة الروتينية بشكل عام، وبشكل خاص في حالات الحرب والطوارئ، ولذلك يمكن العثور على المهندسين المتخرجين من الكليات التكنولوجية في جميع مجالات النشاط، مرورا بمهندسي البناء الذين يديرون إجراءات البناء، وصولا لهندسة الميكانيكا، والسيارات، والكهرباء، والإلكترونيات، وهندسة المعدات الطبية، بجانب مجالات التخطيط والاتصالات والتسويق".
واعترف أنه "بالنظر للأهمية الهائلة لمهنة الهندسة، تعاني دولة الاحتلال من نقص في المهندسين، وفي الإصلاح الأخير الذي تناول التعليم التكنولوجي، وتمت الموافقة عليه في عام 2018، حددت حكومة الاحتلال هدفًا مناسبًا وواضحًا، وهو تدريب ما يقرب من 15 ألف مهندس خريج كل عام للاندماج في سوق العمل، وهي الحصة التي كان لابد من تحقيقها، على أساس الوصول إليها ابتداء من عام 2023، ولكن من الناحية العملية، وحتى نهاية ذلك العام، فقد بلغ عدد المهندسين المعتمدين حوالي عشرة آلاف فقط".
وأكد أنه "منذ ذلك الحين، لم يتغير الوضع نحو الأفضل، والسبب يكمن في إشكالية وسم التعليم التكنولوجي، الذي لا يزال ينظر إليه من قبل العديد من صناع القرار على أنه "أدنى" من مجالات المعرفة الأخرى لأنه ليس درجة أكاديمية، كما وتؤدي هذه النظرة الخاطئة إلى تمييز مستمر ينعكس في فجوات الموازنة، ومحاولة المساس بصلاحيات المهندس، وقمع الكليات التكنولوجية مقارنة بنظيراتها الأكاديمية، مع العلم أن التمييز في التعليم التكنولوجي لا يضر بالكليات التكنولوجية فقط، أو العاملين في هذا المجال، بل يضر بشكل مباشر وجوهري وعميق بالاقتصاد الإسرائيلي وجميع الإسرائيليين، لاسيما في مرحلة ما بعد الحرب".
تؤكد هذه المعطيات الاقتصادية أن العدوان على غزة شملت آثاره كل مجالات حياة الإسرائيليين، لاسيما قطاع التكنولوجيا، حيث كشفت الحرب أن الاحتلال يحتاج إلى مهندسين يقومون بتصميم بنى تحتية تتكيف مع واقع ما بعد الحرب، وتشغيل الآلات والبرامج المعقدة، وإدارة أنظمة الطاقة والغاز الطبيعي، إضافة للأنظمة العسكرية، ومجموعة من الوسائل التكنولوجية التي يستخدمها الجنود في التكنولوجيا العسكرية، مما يكشف عنها بكامل قوتها في الجانبين الأمني والعسكري.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال التكنولوجيا غزة الاحتلال تكنولوجيا صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التعلیم التکنولوجی على غزة
إقرأ أيضاً:
إقرار من دوائر الاحتلال الاستخبارية: الحرب في غزة حسمت لصالح حماس
قال المسؤول السابق في استخبارات الاحتلال والباحث في الشؤون العسكرية والأمنية، جاك نيريا، إن "الحرب في غزة حُسمت لصالح حماس فهي على الأرض، تدير شؤون القطاع، وتثبت حيويتها وسيطرتها دخول الناس إلى المنطقة الشمالية من غزة يشير إلى نهاية الحرب".
وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية، أنه "من وجهة نظر إسرائيل، هذا يُعتبر خسارة كبيرة لم يتم تحقيق هدف القضاء على حماس، ولم يُنجز تحرير الأسرى بالكامل".
وعبر عدد من الصحفيين والسياسيين "الإسرائيليين" عن غضبهم بعد انتشار مشاهد عودة النازحين الغزيين إلى شمال قطاع غزة صباح اليوم الأحد.
كما ذكر الوزير الإسرائيلي المستقيل من حكومة نتنياهو، إيتمار بن غفير، أن "فتح ممر نتساريم هذا الصباح وإعادة عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال القطاع هو انتصار واضح لحماس، ويعد جزءًا مهينًا آخر من صفقة غير مسؤولة".
وأضاف، "هذه ليست ملامح "نصر مطلق" بل هذا "استسلام مطلق"، جنود الجيش الإسرائيلي لم يقدموا أرواحهم في القطاع لتكون هذه هي النتيجة، علينا العودة إلى الحرب ومواصلة تدمير حماس".
وقال منتدى "القادة والمحاربين في الاحتياط"، إن، "عودة سكان غزة اليوم إلى شمال القطاع اليوم، وفي خطوة غير مسبوقة، تتنازل الدولة فيها عن أحد الأصول الاستراتيجية الوحيدة التي حققتها في الحرب الحالية، وذلك من أجل الاستمرار في الحفاظ على الصفقة الخطيرة".
ومن جهته قال المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كدوش، "باختصار، حماس حققت هذا الصباح ما تريد، واستعادت السيطرة الكاملة على شمال القطاع، سيعود شمال القطاع ليكون مكتظًا بالسكان بأكثر من مليون ونصف شخص، وهذا سيصعب على إسرائيل العودة للقتال في شمال القطاع إذا أرادت ذلك بعد المرحلة الأولى من الاتفاق لعودة للقتال داخل منطقة مكتظة بالسكان مثل مدينة غزة ستكون مهمة شبه مستحيلة".
وقال الصحفي الإسرائيلي، عميحاي شتاين، "اعتبارا من صباح اليوم تفقد إسرائيل الورقة الضاغطة الرئيسية في صفقة الأسرى، إعادة الفلسطينيين إلى شمال غزة".
وبدوره، قال، المحلل الإسرائيلي، غاي بخور، "بالتوازي مع الاستسلام الكامل في صفقاتنا فإنهم لدينا يحرصون دائمًا على كتابة: "سنستمر في تنفيذ الاتفاق بحزم"… ماذا سوف تنفذ؟ وقد تخليت عن كل شيء".
وبدأ النازحون في جنوب قطاع غزة، رحلة العودة إلى شمال القطاع، الاثنين، بعد الاتفاق الذي أبرم مساء أمس، وأنهى خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار.
وانسحبت قوات الاحتلال من محور نيتساريم، وبدأت سيول بشرية بالتدفق مشيا على الأقدام باتجاه مدينة غزة، بعد 15 شهرا من إجبارهم على النزوح تحت القصف.
وقالت حركة حماس، في بيان تعليقا على بدء عودة سكان غزة النازحين، إن "مشاهد عودة الحشود الجماهيرية لشعبنا إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها رغم بيوتهم المدمّرة، تؤكّد عظمة شعبنا ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة".
وأضافت: "هذه المشاهد المفعمة بفرح العودة وحب الأرض والتشبث بها هي رسالة لكل المراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه".
وشددت الحركة على أن "عودة أهلنا النازحين إلى بيوتهم يُثبت مجددا فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية في تهجير شعبنا وكسر إرادة الصمود لديه".
وتابعت: "نقف مع شعبنا العظيم في هذه اللحظة التاريخية، وندعو إلى تكثيف وصول كل المساعدات والمواد الإغاثية إلى كامل مناطق قطاع غزة".
وكانت وزارة الخارجية القطرية كشفت فجر الاثنين، عن توافق الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على تسليم ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة قبل يوم الجمعة المقبل، وذلك في مقابل عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله.