(.......ُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)

[سورة اﻷحزاب 33]

يعدون الشيعة الفاطميون هذه الجزئية من الآية دليلا على طهارتهم المطلقة ومبررا لسلوكهم العنصري والاستعلائي بحجة أنهم مطهرون بإرادة إلهية مطلقة..

والحقيقة أن دعواهم مرفوضة ومنقوضة ومردودة من وجوه كثيرة نذكر منها:

اقرأ أيضاً سلسلة تفكيك الركائز الفكرية للإمامة (1) حديث التطهير من هم آل البيت ولمن الولاية في القرآن الكريم؟ حوار مع سني متعصب حول أحاديث أهل البيت المليشيا الانقلابية الإرهابية وخرافة الحق الإلهي.

. خرافة آل البيت والاصطفاء (1) الغفوري: الجنوب يملك الحق الكامل في تحديد مصيره إذا كان بقاؤه داخل الوحدة يعني خضوعه لنظام آل البيت! بماذا يؤمن آل البيت أكذوبة آل البيت خرافات.. الداعية ”الحبيب الجفري” يثير ردود فعل غاضبة بما قاله عن ”آل البيت” إحالة قاضي يمني للتأديب بعد إصداره حكم ضد امرأة من آل البيت ! (وثيقة) آية المودة في القربى والتدليس الإمامي (1-2) قنبلة جرثومية على اليمن! نحن أهل البيت اليمني.. باختصار

1/ لو افترضنا جدلا القبول بزعمهم فإن السلوك الدموي الإجرامي المدفوع بشهوتهم الطاغية في الحكم يتناقض مع الطهارة جملة وتفصيلا ، إذ إن أهم أشكال الطهارة هي طهارة اليد واللسان من دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، وطهارة القلوب من الشرك والغل والحقد وسائر الموبقات القلبية.. بينما نجد هؤلاء لم يتوقفوا يوما واحدا عن سفك دماء المسلمين ومصادرة أموالهم ، إلا مغلوبين ومقهورين، ولم ينال الكفار من عدوانهم شيئا ، إذ كل عدوانهم موجه للمسلمين.. أما الأعراض فيكفي تناولهم لأعراض خير البرية من أهل النبي صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام ، وكفى بها معصية ورجس، ويتفاوت تناولهم لكل واحد من الصحابة الكرام بحسب قربه من رسول الله ودرجة جهاده معه، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر....

فهذا الرجس الذي يبدونه في مناسباتهم الطائفية وسائر تناولاتهم للصحابة وعموم المسلمين ما هو إلا إظهار وإبراز لشيئ يسير مما في قلوبهم من الغل والحقد والحسد. وسائر أشكال الرجس . فإن كانوا هؤلاء مطهرون كما يزعمون وهم يفعلون كل هذه الجرائم في حق الإسلام كمنهج والمسلمين كأمة، فليس على وجه الأرض بعدهم نجس ، وكفى بهذا دليل واقعي على نقض دعواهم وبطلانها...

2/ان إرادة الطهارة في الكتاب العزيز ومنها هذه الآية، المقصود بها الإرادة الشرعية وليست الكونية كما يزعمون، فهي أمر شرعي بالتطهر حسيا من النجاسة ومعنويا من الإثم ظاهره وباطنه. فينال كل واحد من الطهارة بمقدار بعده عن الذنوب والآثام أولا ، وقيامه بالأعمال الصالحة ثانيا ، والتزام الطهارة البدنية ثالثا .

وورود الجملة الاعتراضية "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت... " إنما هو على سبيل التعليل للأوامر والنواهي التي وردت قبلها وبعدها فكأن المعنى إنما نأمركن وننهاكن بما ورد هنا لكي تتحلين بالفضائل وتتخلين عن رجس الرذائل وهذا هو الذي عليه سائر أهل العلم ..

فالمسألة تكليف وأمر ونهي وليست نخيط وكبر وادعاءات جوفاء..

3/إرادة الطهارة في القرآن ليست خاصة بالمشمولين في هذه الآية فقط بل وردت لعموم الصحابة والمؤمنين جميعا في مواضع عدة منها قوله تعالى (... ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة المائدة 6]

فيكون حظ كل واحد ممن شملتهم الآية الكريمة بحسب تطهيره لنفسه من الآثام وطاعته لله ورسوله وإرادة التطهير وردت كتعليل وسبب لطلب القيام بالتكاليف، ولا ميزة لأي مؤمن الا بقدر التزامه بالأمر والنهي الإلهي.

وبالمقابل ورد نفي إرادة التطهير عن الكافرين والمنافقين تعليلا لما يقومون به من جرائم (......... أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [سورة المائدة 41]

4/الآية محل الاحتجاج لم تنزل في العلويين الذين يسمون أنفسهم الآل أصلا وليسوا هم المخاطبين بها فلا معنى لاحتجاجهم بها .

فالآية خطاب خاص ومباشر لأمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وليس للسادة العلويين ولا بني هاشم اوغيرهم من أهل القبلة وهي جزء من آية ضمن آيات قبلها وبعدها فتأملها جيدا: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا)

[سورة اﻷحزاب 32 - 34]

فأهل البيت هنا هن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم والخطاب موجه إليهن والنزول في شأنهن، وهذا ما فهمه الصحابة والتابعين وقال به مفسريهم كإبن عباس وعطاء وعكرمه وغيرهم، و هو ما يقتضيه نظم القرآن وسياق الآيات، وواضح وضوح الشمس ، والزعم بأن جملة التطهير خطاب للعلويين أو بني هاشم مع وضعها بين الآيات بتلك الطريقة وجعلها جزء بسيطا من آية يعتبر حشوا لا يقع في الذكر الحكيم ، كيف وهي تعليل لماورد قبلها وهل يعقل أن تجي تعليلا لكلام لا يعنيها.

والبيت هو بيت النبي صلى الله عليه وسلم وجرى الاستعمال العرفي بإضافة الرجل زوجته للبيت فيقول جئت أنا وأهل البيت ، وكان معي أهل البيت.... الخ. وفي هذا معنى لطيف وهو أن الأصل في المرأة الستر في بيتها، وليس التبرج الذي يدل على الظهور والخروج والبروز ، فهي لفظة مشتقة من البرج، وهذا يتناسب ويتطابق مع سياق الآيات.

فالآية واضحة وضوح الشمس إنما هو التعسف ومحاولة التحريف لتبرير النزعة العنصرية لدى هؤلاء والتأصيل لها ويحتجون بدليلين واهيين وهما.

أ/ الضمير في "عنكم، يطهركم" ورد للمذكر ومعلوم أن النساء مؤنث ، وفي الحقيقة فإن التذكير في الضمير له معنى لطيف وهو أنه تم إضافتهن إلى البيت ، والألف واللام في البيت تعريف العهد. أي بيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أن كل واحدة لها بيتها ولكن المشترك بين كل البيوت وصاحب كل بيت ومالكه هو النبي صلى الله عليه وسلم فورد مذكرا باعتبار التغليب مراعاة لمقام النبي صلى الله عليه وسلم وكونه يدخل فيها دخولا أوليا بإعتباره صاحب كل بيت من بيوت زوجاته، وهذا الاسلوب القرآني له نظائر ، من ذلك قوله تعالى (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)[سورة هود 73] فقد ورد الضمير مذكرا رغم أن المخاطب به زوجة إبراهيم.

وفي اقتران التطهير بالنبي صلى الله عليه وسلم إيماء واضح إلى أن هذا التطهير لهن لأجل مقام النبي صلى الله عليه وسلم لتكون قريناته وشريكاته في السكن والفراش مشابهات له في الزكاة والكمال وقد نزل الذكر الحكيم بذلك في سياق آخر في قوله تعالى (والطيبون للطيبات) ولهذا وردا الضمير مذكرا.

وبهذا يتبين لك سقوط هذه الحجة وبطلانها.

ب/ويحتجون برواية وردت أن الآية نزلت في بيت أم سلمه وأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا حسن وحسين وعلي وفاطمة ووضع عليهم غطاء وقرأ الآية وهو حديث ضعيف باتفاق علماء الحديث كما ذكرنا تفصيله في المقالة السابقة فلا يصح للاحتجاج به..

وأوردوا روايات حديثية بأنه قرأها عليهم بعد نزولها بزمن وانه كان يمر من أمام بيت علي يوقظه لصلاة الفجر فيقرأ هذه الاية. ورغم ان الروايات لا تخلوا من مقال لكن على افتراض صحتها فدلالتها بعيدة جدا وغاية ما يمكن تفسيره بأنه من باب الاقتباس وتأول القرآن وقد كان النبي يفعله كثيرا كقوله لقريش في يوم الفتح مرددا ما ورد على لسان يوسف لأخواته "لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لي ولكم" وهو اقتباس أخذه من القرآن و مخاطبة النبي لقريش به لا يعني أنه نزل فيهم أو انهم المخاطب الأصلي به وإنما لتشابه الحال.. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك كثيرا، وفعله المسلمون واشتهرت عند الإخباريين والوعاظ قصة المرأة المتكلمة بالقرآن..

فلو خاطب رجل نفسه على سبيل الحث في العبادة بقوله تعالى "فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب" كان ذلك جائز ومحمود ولو أمر أهله ونهاهم بما أمر الله به زوجات النبي او ببعضه وقال لهن إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا كان ذلك اقتباس جائز وصحيح دون أن يعني ان الاية نزلت فيهم.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: النبی صلى الله علیه وسلم آل البیت

إقرأ أيضاً:

هل تاريخ مولد النبي صحيح؟.. دار الإفتاء تجيب على السؤال المحير

بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف، الذي يحل غدًا الأحد 14 ديسمبر الجاري، يهتم المسلمون بمعرفة كل ما يتعلق بمولد النبي بداية من التاريخ حتى وفاته مرورًا بمواقف حياته التي تعد تشريعًا ومثالًا يقتدي به المسلمون، إلاّ أنّ هناك سؤال يتردد كثيرًا وأثار الجدل، حول سؤال هل تاريخ مولد النبي صحيح؟

هل تاريخ مولد النبي صحيح

وحول الجواب عن سؤال هل تاريخ مولد النبي صحيح، قالت دار الإفتاء المصرية، في بيان، مُجيبة على تساؤل متى ولد الرسول ومتى توفي؟ والتاريخ ميلاديا وهجريا، إنه على أرجح الأقوال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وُلد يوم الاثنين الـ12 من ربيع الأول.

واستشهدت الدار بما قاله الإمام محمد بن إسحاق -كما حكاه عبد الملك بن هشام «السيرة النبوية»: ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، عام الفيل.

وبناء على ذلك: فقد ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وقت طلوع الفجر، في عام الفيل، في السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وهذا هو الذى جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور في احتفالهم بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أشرف الصلاة وأتم السلام، ووافق ذلك يوم الثاني والعشرين من شهر أبريل عام 572 ميلادية، وذلك في فصل الربيع.

توقيت المولد بالتقويم الشمسي الميلادي

التحقيق والصواب الذي تدل عليه كتب التوفيقات بين التاريخين الهجري والميلادي، أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم وافق يوم الثاني والعشرين من شهر أبريل عام 572 ميلادية، وهذا الشهر الميلادي هو أول شهر ربيعي كامل، فوافق ربيع مولده القمري فصل الربيع.

مقالات مشابهة

  • بشارة الانجيل بمجيء رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم..
  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة
  • عمر هاشم: الله أمرنا بالفرح بميلاد النبي
  • الإفتاء توضح أفضل العبادات يوم مولد النبي
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • هداية مولده صلى الله وسلم عليه وعلى آله للعالمين
  • الإفتاء توضح حكم الصلاة على النبي ﷺ لتذكر الشيء المنسي
  • في ليلة مولده.. كيف تُحسن الصلاة على النبي
  • هل تاريخ مولد النبي صحيح؟.. دار الإفتاء تجيب على السؤال المحير
  • حملة "كأنه معك" تسلط الضوء على جوانب إنسانية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم