عربي21:
2024-06-30@02:10:41 GMT

احتمالات تغيير عميق في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

نضع هذا الكلام تحت باب التخمينات ونسنده على مشاهد كثيرة من مصادر مختلفة حتى لا نزعم خبرة استراتيجية مما نسمع في التلفازات. كلام كثير عن توسع رقعة النزاع من غزة إلى الشرق الأوسط، حتى أننا نلتقط لأول مرة في التاريخ تخوفات أمريكية. الجميع خائفون، ولكن لا أحد يبدو في وارد معالجة المشكل الأساسي وهو الحرب على غزة، مما يقلل من صدق المخاوف ويفتح الباب على ظن أن إرادة ما خارج غزة تريد توسيع الحرب لكنها تتخير توقيتها وتستعد.

هل ورط الكيان العالم في حرب كونية؟ هل نحن على أبواب إعادة ترتيب العالم وإنهاء نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية بقواه المهيمنة ومؤسساته الدولية العاجزة والمقصرة في كل ما وضعت له؟

غزة هشمت الكيان فمن سيدخل الحرب؟

لا نحتاج تمجيد المقاومة وأثرها على العدو في تسعة شهور من المواجهة، فانهياره مُشاهد من قبل أصدقائه قبل أعدائه. بحسب ميزان القوة العسكرية فإن المقدمات المبنية على فارق التسليح انهارت وثبت المقاتل المؤمن بقضيته، ولم نتوقع انهيار الجبهة الداخلية للعدو بهذه السرعة، لم نره يتسول المدد فيُمنّ عليه ولا تستجيب مصانعه لتزويد جيشه. المركز العسكري المتقدم في المنطقة لم يصمد لغزة فكيف سيكون مرتكزا لحرب أشمل؟ نجمع معلومات كثيرة عن جهود إنقاذ ما تبقى منه على أمل استعادة دوره ما قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. هل يمكن ترميم الكيان بعد غزة الطوفان؟

هُدمت مباني غزة واستقام حال الإنسان فيها، بينما نجت مباني الكيان ولكن انهار الإنسان فيه، وهذه علامة عجز عن القيام بدور عُهد إلى الكيان القيام به في المنطقة منذ تأسيسه. بمن ستتسع رقعة الحرب؟ هل تكفي حاملات الطائرات والقصف السجادي؟
سيكون من المبكر وضع جواب صحيح على السؤال، ولكن نضع هذه الخلاصة: هُدمت مباني غزة واستقام حال الإنسان فيها، بينما نجت مباني الكيان ولكن انهار الإنسان فيه، وهذه علامة عجز عن القيام بدور عُهد إلى الكيان القيام به في المنطقة منذ تأسيسه. بمن ستتسع رقعة الحرب؟ هل تكفي حاملات الطائرات والقصف السجادي؟ تجربة أفغانستان تقول لنا العكس، يمكنك أن تحرق الأرض لكن الإنسان صاحب الأرض بقي وانتصر. ونضيف تفصيلا صغيرا، من جبال اليمن الجرداء أمكن خنق التجارة العالمية وإن صمتت الشركات عن خسائرها. بمن ستتسع الحرب؟

لم يبق الا رغبة نتنياهو التي قد تصل إلى درجة "عليّ وعلى أعدائي" أو "أنا ومن بعدي الطوفان"، وهذا معنى كامن في حرب الطوفان كما سماها رجالها.

المنطقة على أبواب تغيير عميق

هذه خلاصة متداولة لم نكتشفها لكنها تعطينا الحق في السؤال عن مصير من راهن حتى الشهر التاسع من حرب الطوفان على انتصار الكيان على غزة ومقاومتها؛ على أمل عودة الأمر إلى ما كان عليه قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

نتأمل حال المطبعين العرب خاصة وقد نزلوا بثقلهم مع الكيان فلم يصمد؛ هل لديهم "خطة ب" لما بعد غزة؟ وقد يكون ما بعد غزة حربا أشمل تدمر اقتصادياتهم وتفجر صراعات داخلية كامنة مند تأسيس دولهم، فصديقهم وفرس رهانهم ينوي ذلك.

الوضع العربي المثابر في مسار التطبيع لم يعد يملك هذه الورقة ليبيعها مقابل سلامته، وهو الأعرف بأن شعوب المنطقة تجلس على بركان غضب مكتوم منذ عهود طويلة. لكن لا يجب الاستسلام للخيال هنا، فالشوارع تحتاج نخبا واعية باللحظة وهذا الوعي غاب في أثناء معركة الطوفان فكيف يمكن تفجيره الآن؟ غياب هذه النخب في الشوارع العربية يعيدنا إلى حقيقة فاجعة، فحتى في صورة انهيار الكيان وغسل الغرب أيديه منه والشروع في استبداله؛ فإن النخب السياسية العربية لم تنضج سياسيا لتلتقط اللحظة الحاسمة ولو كانت قادرة لفعلت وغزة تصلى جحيمها وحدها.

نسلم بمؤشرات التغيير العميق وعلامته ولكننا لا نعول فيه على النخب السياسية العربية، ولذلك نقول بيقين إن النخب ستصير من بقية العصر الصهيوني المنهار هي بقية من ماض ستحملها ريح انهياره.

يبدو أنها ضربة الفأس في القبيلة العربية، هذه ضربة فأس في رأس نظام العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، ينقصنا فقط شيء من الصبر الغزاوي لانتظار النتائج، أما المؤشرات فقد صارت محل إجماع
بعد حرب الطوفان سيُكتب شيء قريب من هذا القول: الأنظمة العربية ونخبها التي صنعتها ودللتها إلى زوال وعصر جديد بنخب جديدة يتشكل والمعارك السياسية ستكون على مسح الطاولة وإعادة البناء. ما هي ملامح النخب القادمة؟ يعسر علينا وضع توصيف دقيق لكنها نخب لا تخاف من الكيان ولا تستعذب أعطيات أنظمة حكم قامت على غير هوى شعوبها. هنا يحدث تغيير عميق لم تنكشف مؤشرات، لكن ستدلنا عليه مناورات الغرب صانع الأنظمة عندما يبدأ في متابعة انهيارها كما يتابع الآن انهيار رأس حربته المسمومة بالمنطقة.

صورة نتمناها وننتظرها

منطقة عربية دون الكيان الصهيوني ودون أنظمة التطبيع، تحكمها روح مقاومة تؤمن بقدراتها ولا ترهب الغرب، تحرر شعوبها من الذل وتقود عملية بناء وتنمية وتأخذ مكانها في العالم طبقا لقدراتها وتطلعاتها. هل هذا الاحتمال بعيد؟ طريقة حرب الطوفان وصبر أهل غزة يقربه كثيرا، فهذا هو صبر الساعة مرادف النصر كما في السير الكبرى للشعوب التي انتصرت. هل ظهرت أسباب الحلم حتى نحلم؟

نعيد النظر في حال العدو المدجج أمام فتية مؤمنين، انقلاب كامل لم تصل إلى سبره أعلى القدرات الاستشرافية ونحن المتعاطفين مع غزة لم نحلم به، فقد كان أقصى أملنا أن يتوقف القصف وأن يرفع الموت يده عن غزة.

كتبت في أول الحرب أظنها غزوة موجعة للعدو قصيرة في الزمن.. يبدو أنها ضربة الفأس في القبيلة العربية، هذه ضربة فأس في رأس نظام العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، ينقصنا فقط شيء من الصبر الغزاوي لانتظار النتائج، أما المؤشرات فقد صارت محل إجماع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة التغيير غزة المقاومة التغيير النظام العالمي طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب الطوفان ما بعد

إقرأ أيضاً:

طارق وعمر العريان مع زوي سالدانا  في سينمات الشرق الأوسط

بعد نجاح فيلمه "ولاد رزق" الذي حقق أعلى نسبة إيرادات في تاريخ السينما العربية، تعلن شركة Raw  للمنتج طارق - العريان  عن طرح فيلم The Absence of Eden في صالات ودور العرض السينمائية في الشرق الأوسط  وذلك بداية من ٢٧ يونيو ٢٠٢٤.

 

 

 

تفاصيل فيلم  The Absence of Eden: 

 

 

الفيلم  من بطولة نجمة فيلم افاتار Zoe Saldana  النجمة ذات الأصول اللاتينية Adria Arjone ،Garrett Hedlund   ومن إخراج Marco Perego  وشارك في الإشراف على العمل المخرج العالمي مارتن سكورسيزي.

 

 

وتدور أحداثه حول قصة حبيبين يتصارع حبهما للبقاء في ظل توتر الأوضاع على الحدود الجنوبية الامريكية، كما يكشف الفيلم معاناة المهاجرين وصعوبة حياتهم من خلال موظف الهجرة الذي يقابل حبيبته السابقة في وقت تكافح للهروب من ماضيها.   

 

 

آخر أعمال طارق العريان: 

 

ويذكر أن آخر أعمال طارق العريان هو فيلم "ولاد رزق " الجزء الثالث، والذي يحقق نجاحًا كبيرًا في دور العرض السينمائية، وحقق الفيلم حتى الآن أكثر من 180 مليون جنية ويتصدر شباك التذاكر. 

 

 

وتدور أحداث الفيلم في إطار تشويقى أكشن عن اخوه من عين الصيرة، يضعهم القدر مع مجموعة من العصابات، ويحاولون التخلص منهم. 

 

 

ويشارك في بطولة الفيلم كلا من أحمد عز، عمرو يوسف، كريم قاسم، نسرين أمين، أسماء جلال، علي صبحي، أحمد الرافعي، ومجموعة من النجوم كضيوف شرف، والفيلم من تأليف صلاح الجهيني، وإخراج طارق العريان 

مقالات مشابهة

  • احتمالات الحرب الكبرى في الجبهة اللبنانية
  • الساعدي القذافي يدعو لتشكيل حكومة وحدة وطنية منعا لانقسام ليبيا ويحذر من حرب واسعة في الشرق الأوسط
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: استقرار مصر مهم لمنطقة الشرق الأوسط
  • «الوزراء»: 13 شركة مصرية ضمن الأفضل في الشرق الأوسط
  • خامنئي: أمريكا أرادت السيطرة على الشرق الأوسط من خلال داعش
  • بعد ولاد رزق:- طارق وعمر العريان مع زوي سالدانا في سينمات الشرق الأوسط
  • إرث بريطانيا في الشرق الأوسط: التحالف مع المستبدين المؤيدين للغرب
  • طارق وعمر العريان مع زوي سالدانا  في سينمات الشرق الأوسط
  • اقرأ غدا في "البوابة".. مخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط
  • بابا الفاتيكان حول الوضع فى الشرق الأوسط: كفاكم.. أوقفوا إطلاق النار