عربي21:
2025-02-16@22:04:24 GMT

احتمالات تغيير عميق في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

نضع هذا الكلام تحت باب التخمينات ونسنده على مشاهد كثيرة من مصادر مختلفة حتى لا نزعم خبرة استراتيجية مما نسمع في التلفازات. كلام كثير عن توسع رقعة النزاع من غزة إلى الشرق الأوسط، حتى أننا نلتقط لأول مرة في التاريخ تخوفات أمريكية. الجميع خائفون، ولكن لا أحد يبدو في وارد معالجة المشكل الأساسي وهو الحرب على غزة، مما يقلل من صدق المخاوف ويفتح الباب على ظن أن إرادة ما خارج غزة تريد توسيع الحرب لكنها تتخير توقيتها وتستعد.

هل ورط الكيان العالم في حرب كونية؟ هل نحن على أبواب إعادة ترتيب العالم وإنهاء نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية بقواه المهيمنة ومؤسساته الدولية العاجزة والمقصرة في كل ما وضعت له؟

غزة هشمت الكيان فمن سيدخل الحرب؟

لا نحتاج تمجيد المقاومة وأثرها على العدو في تسعة شهور من المواجهة، فانهياره مُشاهد من قبل أصدقائه قبل أعدائه. بحسب ميزان القوة العسكرية فإن المقدمات المبنية على فارق التسليح انهارت وثبت المقاتل المؤمن بقضيته، ولم نتوقع انهيار الجبهة الداخلية للعدو بهذه السرعة، لم نره يتسول المدد فيُمنّ عليه ولا تستجيب مصانعه لتزويد جيشه. المركز العسكري المتقدم في المنطقة لم يصمد لغزة فكيف سيكون مرتكزا لحرب أشمل؟ نجمع معلومات كثيرة عن جهود إنقاذ ما تبقى منه على أمل استعادة دوره ما قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. هل يمكن ترميم الكيان بعد غزة الطوفان؟

هُدمت مباني غزة واستقام حال الإنسان فيها، بينما نجت مباني الكيان ولكن انهار الإنسان فيه، وهذه علامة عجز عن القيام بدور عُهد إلى الكيان القيام به في المنطقة منذ تأسيسه. بمن ستتسع رقعة الحرب؟ هل تكفي حاملات الطائرات والقصف السجادي؟
سيكون من المبكر وضع جواب صحيح على السؤال، ولكن نضع هذه الخلاصة: هُدمت مباني غزة واستقام حال الإنسان فيها، بينما نجت مباني الكيان ولكن انهار الإنسان فيه، وهذه علامة عجز عن القيام بدور عُهد إلى الكيان القيام به في المنطقة منذ تأسيسه. بمن ستتسع رقعة الحرب؟ هل تكفي حاملات الطائرات والقصف السجادي؟ تجربة أفغانستان تقول لنا العكس، يمكنك أن تحرق الأرض لكن الإنسان صاحب الأرض بقي وانتصر. ونضيف تفصيلا صغيرا، من جبال اليمن الجرداء أمكن خنق التجارة العالمية وإن صمتت الشركات عن خسائرها. بمن ستتسع الحرب؟

لم يبق الا رغبة نتنياهو التي قد تصل إلى درجة "عليّ وعلى أعدائي" أو "أنا ومن بعدي الطوفان"، وهذا معنى كامن في حرب الطوفان كما سماها رجالها.

المنطقة على أبواب تغيير عميق

هذه خلاصة متداولة لم نكتشفها لكنها تعطينا الحق في السؤال عن مصير من راهن حتى الشهر التاسع من حرب الطوفان على انتصار الكيان على غزة ومقاومتها؛ على أمل عودة الأمر إلى ما كان عليه قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

نتأمل حال المطبعين العرب خاصة وقد نزلوا بثقلهم مع الكيان فلم يصمد؛ هل لديهم "خطة ب" لما بعد غزة؟ وقد يكون ما بعد غزة حربا أشمل تدمر اقتصادياتهم وتفجر صراعات داخلية كامنة مند تأسيس دولهم، فصديقهم وفرس رهانهم ينوي ذلك.

الوضع العربي المثابر في مسار التطبيع لم يعد يملك هذه الورقة ليبيعها مقابل سلامته، وهو الأعرف بأن شعوب المنطقة تجلس على بركان غضب مكتوم منذ عهود طويلة. لكن لا يجب الاستسلام للخيال هنا، فالشوارع تحتاج نخبا واعية باللحظة وهذا الوعي غاب في أثناء معركة الطوفان فكيف يمكن تفجيره الآن؟ غياب هذه النخب في الشوارع العربية يعيدنا إلى حقيقة فاجعة، فحتى في صورة انهيار الكيان وغسل الغرب أيديه منه والشروع في استبداله؛ فإن النخب السياسية العربية لم تنضج سياسيا لتلتقط اللحظة الحاسمة ولو كانت قادرة لفعلت وغزة تصلى جحيمها وحدها.

نسلم بمؤشرات التغيير العميق وعلامته ولكننا لا نعول فيه على النخب السياسية العربية، ولذلك نقول بيقين إن النخب ستصير من بقية العصر الصهيوني المنهار هي بقية من ماض ستحملها ريح انهياره.

يبدو أنها ضربة الفأس في القبيلة العربية، هذه ضربة فأس في رأس نظام العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، ينقصنا فقط شيء من الصبر الغزاوي لانتظار النتائج، أما المؤشرات فقد صارت محل إجماع
بعد حرب الطوفان سيُكتب شيء قريب من هذا القول: الأنظمة العربية ونخبها التي صنعتها ودللتها إلى زوال وعصر جديد بنخب جديدة يتشكل والمعارك السياسية ستكون على مسح الطاولة وإعادة البناء. ما هي ملامح النخب القادمة؟ يعسر علينا وضع توصيف دقيق لكنها نخب لا تخاف من الكيان ولا تستعذب أعطيات أنظمة حكم قامت على غير هوى شعوبها. هنا يحدث تغيير عميق لم تنكشف مؤشرات، لكن ستدلنا عليه مناورات الغرب صانع الأنظمة عندما يبدأ في متابعة انهيارها كما يتابع الآن انهيار رأس حربته المسمومة بالمنطقة.

صورة نتمناها وننتظرها

منطقة عربية دون الكيان الصهيوني ودون أنظمة التطبيع، تحكمها روح مقاومة تؤمن بقدراتها ولا ترهب الغرب، تحرر شعوبها من الذل وتقود عملية بناء وتنمية وتأخذ مكانها في العالم طبقا لقدراتها وتطلعاتها. هل هذا الاحتمال بعيد؟ طريقة حرب الطوفان وصبر أهل غزة يقربه كثيرا، فهذا هو صبر الساعة مرادف النصر كما في السير الكبرى للشعوب التي انتصرت. هل ظهرت أسباب الحلم حتى نحلم؟

نعيد النظر في حال العدو المدجج أمام فتية مؤمنين، انقلاب كامل لم تصل إلى سبره أعلى القدرات الاستشرافية ونحن المتعاطفين مع غزة لم نحلم به، فقد كان أقصى أملنا أن يتوقف القصف وأن يرفع الموت يده عن غزة.

كتبت في أول الحرب أظنها غزوة موجعة للعدو قصيرة في الزمن.. يبدو أنها ضربة الفأس في القبيلة العربية، هذه ضربة فأس في رأس نظام العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، ينقصنا فقط شيء من الصبر الغزاوي لانتظار النتائج، أما المؤشرات فقد صارت محل إجماع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة التغيير غزة المقاومة التغيير النظام العالمي طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب الطوفان ما بعد

إقرأ أيضاً:

الريادة في الترفيه.. الرياض تستضيف قمة "IAAPA" الشرق الأوسط 2025

أعلنت المنظمة الدولية لمدن الملاهي والوجهات الترفيهية (IAAPA) بالتعاون مع موسم الرياض، إقامة قمة IAAPA الشرق الأوسط 2025 في مسرح محمد العلي بمنطقة بوليفارد سيتي، خلال الفترة من 17 إلى 19 من الشهر الجاري.
وسيجمع هذا الحدث، قادة الصناعة والخبراء من جميع أنحاء العالم لاستعراض أحدث التقنيات والفرص في قطاع الترفيه.

#HappinessCreators participates in the IAAPA Middle East Summit... Visit us at the initiative’s dedicated booth
أخبار متعلقة دراسة تحذر من زهور ملوّثة بمبيدات حشرية في فرنسا.. ما القصة؟كيف يتم تقييم استحقاق المعاش لمستفيدي الضمان الاجتماعي؟Register now:https://t.co/rY4FGwJNu1 pic.twitter.com/aoJFDpZxIW— الهيئة العامة للترفيه (@GEA_SA) February 11, 2025قمة "IAAPA"وسيتضمن الحدث جلسات حوارية وفرصًا للتواصل مع كبار خبراء الوجهات الترفيهية والحدائق المائية ومراكز الترفيه العائلية, كما سيتمكن الحضور من زيارة معرض حصري يعرض منتجات وخدمات مبتكرة.

3 أيام تفصلنا عن قمة IAAPA الشرق الأوسط 2025، بمشاركة 60 جهة عالمية تعرض أحدث الابتكارات في صناعة الترفيه بالرياض
من تاريخ 17-19 فبراير
3 days to go for the IAAPA Middle East Summit 2025, featuring 60 global entities showcasing the latest innovations in the... pic.twitter.com/O6WcNTqjaK— موسم الرياض | Riyadh Season (@RiyadhSeason) February 14, 2025
ويأتي اختيار الرياض كمدينة مضيفة للمرة الثانية، ليؤكد على الدور المتزايد للمملكة العربية السعودية كمدينة رائدة في مجال الترفيه، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وإنشاء وجهات ترفيهية عالمية المستوى, وستسلط قمة IAAPA الشرق الأوسط 2025 الضوء على التحول السريع الذي تشهده المملكة لتصبح مركزًا رائدًا للترفيه.

منتدى المنظمة الدولية لمدن الملاهي يتيح فرص التقاء الخبراء والمبتكرين في صناعة الترفيه ومناقشة أبرز التوجهات العالمية
17 - 19 فبراير
الرياض، بوليفارد سيتي
The IAAPA Middle East Trade Summit brings together experts and innovators to discuss key global trends in... pic.twitter.com/vkN5Qqiq13— موسم الرياض | Riyadh Season (@RiyadhSeason) February 14, 2025
وقال رئيس "IAAPA"جاكوب وال: "نحن متحمسون لاستضافة قمة IAAPA الشرق الأوسط في الرياض، المدينة التي تجسد مستقبل صناعة الجذب العالمية، مؤكدًا لن يبرز الحدث الابتكارات المذهلة التي تحدث في الشرق الأوسط فحسب، بل سيعزز أيضًا التعاون ويُلهم أفكارًا جديدة ستشكل مستقبل الترفيه في جميع أنحاء العالم".

مقالات مشابهة

  • الصدام بين رؤية ترامب للسياسة الخارجية وواقع الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية الأمريكي يصل إلى الرياض ضمن جولته في الشرق الأوسط
  • نتنياهو: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" مع تعيين قائد جديد للجيش
  • وزير الخارجية الأمريكي يلتقي نتنياهو في أول جولة له في الشرق الأوسط.. فما أهميتها؟
  • قصة صناعة مصطلح الشرق الأوسط
  • شاهد.. الآلاف يتظاهرون في لندن ضد خطة ترامب حيال غزة
  • «الليجا» تعزز التواصل باللغة العربية
  • Capital.com “أفضل شركة وساطة في الشرق الأوسط 2024”
  • الريادة في الترفيه.. الرياض تستضيف قمة "IAAPA" الشرق الأوسط 2025
  • العراق يفوز بمنصب في لجنة الشرق الأوسط لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة