عربي21:
2025-03-19@23:09:15 GMT

احتمالات تغيير عميق في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

نضع هذا الكلام تحت باب التخمينات ونسنده على مشاهد كثيرة من مصادر مختلفة حتى لا نزعم خبرة استراتيجية مما نسمع في التلفازات. كلام كثير عن توسع رقعة النزاع من غزة إلى الشرق الأوسط، حتى أننا نلتقط لأول مرة في التاريخ تخوفات أمريكية. الجميع خائفون، ولكن لا أحد يبدو في وارد معالجة المشكل الأساسي وهو الحرب على غزة، مما يقلل من صدق المخاوف ويفتح الباب على ظن أن إرادة ما خارج غزة تريد توسيع الحرب لكنها تتخير توقيتها وتستعد.

هل ورط الكيان العالم في حرب كونية؟ هل نحن على أبواب إعادة ترتيب العالم وإنهاء نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية بقواه المهيمنة ومؤسساته الدولية العاجزة والمقصرة في كل ما وضعت له؟

غزة هشمت الكيان فمن سيدخل الحرب؟

لا نحتاج تمجيد المقاومة وأثرها على العدو في تسعة شهور من المواجهة، فانهياره مُشاهد من قبل أصدقائه قبل أعدائه. بحسب ميزان القوة العسكرية فإن المقدمات المبنية على فارق التسليح انهارت وثبت المقاتل المؤمن بقضيته، ولم نتوقع انهيار الجبهة الداخلية للعدو بهذه السرعة، لم نره يتسول المدد فيُمنّ عليه ولا تستجيب مصانعه لتزويد جيشه. المركز العسكري المتقدم في المنطقة لم يصمد لغزة فكيف سيكون مرتكزا لحرب أشمل؟ نجمع معلومات كثيرة عن جهود إنقاذ ما تبقى منه على أمل استعادة دوره ما قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. هل يمكن ترميم الكيان بعد غزة الطوفان؟

هُدمت مباني غزة واستقام حال الإنسان فيها، بينما نجت مباني الكيان ولكن انهار الإنسان فيه، وهذه علامة عجز عن القيام بدور عُهد إلى الكيان القيام به في المنطقة منذ تأسيسه. بمن ستتسع رقعة الحرب؟ هل تكفي حاملات الطائرات والقصف السجادي؟
سيكون من المبكر وضع جواب صحيح على السؤال، ولكن نضع هذه الخلاصة: هُدمت مباني غزة واستقام حال الإنسان فيها، بينما نجت مباني الكيان ولكن انهار الإنسان فيه، وهذه علامة عجز عن القيام بدور عُهد إلى الكيان القيام به في المنطقة منذ تأسيسه. بمن ستتسع رقعة الحرب؟ هل تكفي حاملات الطائرات والقصف السجادي؟ تجربة أفغانستان تقول لنا العكس، يمكنك أن تحرق الأرض لكن الإنسان صاحب الأرض بقي وانتصر. ونضيف تفصيلا صغيرا، من جبال اليمن الجرداء أمكن خنق التجارة العالمية وإن صمتت الشركات عن خسائرها. بمن ستتسع الحرب؟

لم يبق الا رغبة نتنياهو التي قد تصل إلى درجة "عليّ وعلى أعدائي" أو "أنا ومن بعدي الطوفان"، وهذا معنى كامن في حرب الطوفان كما سماها رجالها.

المنطقة على أبواب تغيير عميق

هذه خلاصة متداولة لم نكتشفها لكنها تعطينا الحق في السؤال عن مصير من راهن حتى الشهر التاسع من حرب الطوفان على انتصار الكيان على غزة ومقاومتها؛ على أمل عودة الأمر إلى ما كان عليه قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

نتأمل حال المطبعين العرب خاصة وقد نزلوا بثقلهم مع الكيان فلم يصمد؛ هل لديهم "خطة ب" لما بعد غزة؟ وقد يكون ما بعد غزة حربا أشمل تدمر اقتصادياتهم وتفجر صراعات داخلية كامنة مند تأسيس دولهم، فصديقهم وفرس رهانهم ينوي ذلك.

الوضع العربي المثابر في مسار التطبيع لم يعد يملك هذه الورقة ليبيعها مقابل سلامته، وهو الأعرف بأن شعوب المنطقة تجلس على بركان غضب مكتوم منذ عهود طويلة. لكن لا يجب الاستسلام للخيال هنا، فالشوارع تحتاج نخبا واعية باللحظة وهذا الوعي غاب في أثناء معركة الطوفان فكيف يمكن تفجيره الآن؟ غياب هذه النخب في الشوارع العربية يعيدنا إلى حقيقة فاجعة، فحتى في صورة انهيار الكيان وغسل الغرب أيديه منه والشروع في استبداله؛ فإن النخب السياسية العربية لم تنضج سياسيا لتلتقط اللحظة الحاسمة ولو كانت قادرة لفعلت وغزة تصلى جحيمها وحدها.

نسلم بمؤشرات التغيير العميق وعلامته ولكننا لا نعول فيه على النخب السياسية العربية، ولذلك نقول بيقين إن النخب ستصير من بقية العصر الصهيوني المنهار هي بقية من ماض ستحملها ريح انهياره.

يبدو أنها ضربة الفأس في القبيلة العربية، هذه ضربة فأس في رأس نظام العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، ينقصنا فقط شيء من الصبر الغزاوي لانتظار النتائج، أما المؤشرات فقد صارت محل إجماع
بعد حرب الطوفان سيُكتب شيء قريب من هذا القول: الأنظمة العربية ونخبها التي صنعتها ودللتها إلى زوال وعصر جديد بنخب جديدة يتشكل والمعارك السياسية ستكون على مسح الطاولة وإعادة البناء. ما هي ملامح النخب القادمة؟ يعسر علينا وضع توصيف دقيق لكنها نخب لا تخاف من الكيان ولا تستعذب أعطيات أنظمة حكم قامت على غير هوى شعوبها. هنا يحدث تغيير عميق لم تنكشف مؤشرات، لكن ستدلنا عليه مناورات الغرب صانع الأنظمة عندما يبدأ في متابعة انهيارها كما يتابع الآن انهيار رأس حربته المسمومة بالمنطقة.

صورة نتمناها وننتظرها

منطقة عربية دون الكيان الصهيوني ودون أنظمة التطبيع، تحكمها روح مقاومة تؤمن بقدراتها ولا ترهب الغرب، تحرر شعوبها من الذل وتقود عملية بناء وتنمية وتأخذ مكانها في العالم طبقا لقدراتها وتطلعاتها. هل هذا الاحتمال بعيد؟ طريقة حرب الطوفان وصبر أهل غزة يقربه كثيرا، فهذا هو صبر الساعة مرادف النصر كما في السير الكبرى للشعوب التي انتصرت. هل ظهرت أسباب الحلم حتى نحلم؟

نعيد النظر في حال العدو المدجج أمام فتية مؤمنين، انقلاب كامل لم تصل إلى سبره أعلى القدرات الاستشرافية ونحن المتعاطفين مع غزة لم نحلم به، فقد كان أقصى أملنا أن يتوقف القصف وأن يرفع الموت يده عن غزة.

كتبت في أول الحرب أظنها غزوة موجعة للعدو قصيرة في الزمن.. يبدو أنها ضربة الفأس في القبيلة العربية، هذه ضربة فأس في رأس نظام العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، ينقصنا فقط شيء من الصبر الغزاوي لانتظار النتائج، أما المؤشرات فقد صارت محل إجماع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة التغيير غزة المقاومة التغيير النظام العالمي طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب الطوفان ما بعد

إقرأ أيضاً:

توترات الشرق الأوسط تزيد توقعات وصول الذهب لـ 3200 دولار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ارتفعت أسعار الذهب العالمي إلى مستويات تاريخية جديدة خلال تداولات اليوم الثلاثاء في ظل تزايد الاضطرابات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بأزمة التعريفات الجمركية الأمريكية التي تزيد من الطلب على الملاذ الآمن.


وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعاً اليوم بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى تاريخي جديد عند 3028 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 3001 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3021 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون.

وارتفع الذهب لليوم السادس على التوالي ليسجل زيادة بنسبة 15% منذ بداية العام ومنذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية.


الذهب بشكل عام بمثابة تحوط من عدم الاستقرار الجيوسياسي، ليصل المعدن النفيس إلى أعلى مستوى قياسي له، حيث زادت المخاوف الاقتصادية الناجمة عن حرب الرسوم الجمركية الطلب عليه.

وتشمل الرسوم الجمركية ضريبة ثابتة بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم، والتي دخلت حيز التنفيذ في فبراير، ورسوم جمركية متبادلة ستفرض في 2 أبريل.

هذا وقد أشار مجلس الذهب العالمي إلى أن الذهب قد يواجه بعض الاستقرار بسبب سرعة ارتفاعه الأخير، ولكن المزيج الحالي من عدم اليقين الجيوسياسي، وارتفاع التضخم وتوقعات انخفاض أسعار الفائدة إلى جانب ضعف الدولار الأمريكي لا يزال يوفر دعما قوياً للطلب الاستثماري على الذهب.


و أشار مجلس الذهب العالمي إلى أنه إذا ظل الذهب فوق 3000 دولار للأونصة خلال الأسبوعين المقبلين، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة عمليات الشراء.


من جهة أخرى رفع بنك ANZ توقعاته لسعر الذهب لمدة 3 أشهر إلى 3100 دولار للأونصة، و لستة أشهر إلى 3200 دولار للأونصة، ليشير إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية وتخفيف السياسة النقدية وشراء البنوك المركزية.


وبعد خرق قام الكيان الصهيوني لوقف إطلاق النار الذي عقد في يناير، ليشن غارات على أهداف لحركة حماس في غزة، لتمثل الغارات تجددًا للتوترات في الشرق الأوسط مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن، ويحافظ على الأسعار الفورية عند مستويات قياسية فوق مستوى 3000 دولار للأونصة.


تركز الأسواق الآن على اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الذي يستمر ليومين، ولكن من المتوقع أن يخفف البنك المركزي من توقعاته المتشددة في مواجهة تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي.

وأعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع في التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 14 مارس ليسجل ارتفاع للتدفقات للأسبوع السابع على التوالي، ليصل اجمالي التدفقات إلى 32.7 طن ذهب.


 

مقالات مشابهة

  • بعد الكلام عن إقفالها.. قناة الحرة توضح
  • لماذا قصف ترامب الحوثيين فجأة؟
  • أشرف سنجر: الشرق الأوسط لن يُكتب له الاستقرار إلا برحيل نتنياهو
  • الذهب يسجّل أعلى مستوى على الإطلاق مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط
  • كأس السوبر السعودي في الصين
  • ترامب وبوتين يبحثان سبل إنهاء حرب أوكرانيا وتحسين العلاقات الثنائية
  • ارتفاع أسعار النفط بـ1 بالمائة بسبب المخاطر في الشرق الأوسط
  • توترات الشرق الأوسط تزيد توقعات وصول الذهب لـ 3200 دولار
  • تركيا: نهج إسرائيل "العدائي" يهدد مستقبل الشرق الأوسط
  • النفط يرتفع بدعم من مخاطر الشرق الأوسط