تصريحات للتاريخ.. النص الكامل لحوار رئيس COP28 في حوار مع براد سميث
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، أن «اتفاق الإمارات» التاريخي الصادر عن المؤتمر، مثل نتيجة غير مسبوقة في جهود العمل المناخي، وصحح مسار العالم عبر تغيير قواعد اللعبة.
وقال الدكتور سلطان الجابر في حوار مع براد سميث نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس شركة «مايكروسوفت» الأمريكية، ومقدم بودكاست "أدوات وأسلحة" (Tools and Weapons)، إن مهمته في قيادة مؤتمر الأطراف COP28 كانت بمثابة المسؤولية الأكثر تحديًا في حياته المهنية، وإن النجاح غير المسبوق الذي تحقق لم يكن ممكنا لولا الرؤية والالتزام والتفاني والإلهام والدعم من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات.
وكشف الدكتور سلطان الجابر خلال الحوار الذي انعقد على هامش مشاركته في قمة "مايكروسوفت" للرؤساء التنفيذيين بالعاصمة الأمريكية واشنطن، عن الترابط العميق بين الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء، وكيف أن كل منهما يمكن أن يدفع الآخر إلى الأمام
وخلال الحوار، شارك الجابر أيضا بعض النجاحات التي حققتها شركة «مصدر» التي يترأس مجلس إدارتها، والتي أصبحت أكبر مستثمر في العالم في مجال الطاقة المتجددة، كما سلط الضوء على إنجازات شركة "أدنوك" إلى يتولها رئاستها التنفيذية، في التحول نحو إنتاج طاقة خالية من الكربون، وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطوير ابتكارات احتجاز الكربون.
العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والطاقة
وقال الجابر إنه من خلال دمج الذكاء الاصطناعي والطاقة، يمكن إطلاق العنان للقيمة الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا أن رحلة شركة "أدنوك" للتحول نحو أن تصبح شركة الطاقة العالمية الأكثر تقدمًا، كشفت بوضوح عن حقيقة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دورًا تمكينيًا في تحقيق المهمة.
وأوضح الجابر، أن "أدنوك" التي تعمل على أيضا على أن تصبح شركة الطاقة الأقل كثافة من حيث الكربون، تعتمد على أفضل الحلول والتقنيات وأكثرها تقدمًا، وبالطبع، وجدت في الذكاء الاصطناعي وسيلة ممتازة عبر عملياتها لتلبية احتياجات الحلول منخفضة الكربون، والتقنيات الجديدة، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى استثمارات الغاز.
وأوضح: "من المهم أن يدرك جميع المشاركين في هذا المجال أن الذكاء الاصطناعي لا يعمل على تسريع التغيير فحسب، بل ويحدد في الواقع وتيرة هذا التغيير.. أعتقد أنه إذا قمنا بدمج قطاعي الذكاء الاصطناعي والطاقة بشكل أكثر فعالية، فيمكننا تقليل الانبعاثات بينما نضمن الاستدامة والازدهار من خلال تعزيز القيمة الاجتماعية والاقتصادية في كل مكان".
ولفت الدكتور سلطان الجابر إلى الاحتياجات العالمية الضخمة للطاقة في المستقبل، منبها إلى ضرورة مواكبة هذا الطلب وهي مهمة لن تكون سهلة.
وأضاف: "بالطبع نحن بحاجة إلى الذكاء الاصطناعي للمساعدة في استقرار شبكات الطاقة وتحديث الشبكات الوطنية الحالية".
وبطبيعة الحال، يزيد استخدام الذكاء الاصطناعي من الحاجة إلى مراكز البيانات التي أضحت هي ذاتها مستهلكا كبيرا للطاقة.
لذلك، لفت الدكتور سلطان الجابر إلى أنه يوجد على مستوى العالم 1600 مركز بيانات كبير يستهلك حاليًا 400 تيراواط/ساعة من الطاقة، وتابع: "نعلم جميعا أن هذا الرقم سوف يتضاعف بحلول عام 2030، مما يضيف 700 تيراواط/ساعة من الطلب. وهذا يعادل استهلاك الكهرباء بالكامل في كندا. وتتطلب تلبية هذا الطلب كمية هائلة من الطاقة".
وأوضح: "على سبيل المثال، سنحتاج إلى إضافة ما لا يقل عن 20 إلى 25 مفاعلًا نوويًا في الولايات المتحدة فقط لتلبية هذا الطلب المتزايد على الطاقة".
وتابع: "في الواقع، سيكون الذكاء الاصطناعي، من وجهة نظرنا، عامل نجاح حاسم فيما يتعلق بكيفية إنتاج الطاقة، وأيضا كفاءة هذا الإنتاج من خلال تحسين نظام الطاقة الحالي.
الطاقة المتجددة تغذي الذكاء الاصطناعي
وأكد الدكتور سلطان الجابر، أن دولة الإمارات تستكشف حاليًا العديد من الفرص الجديدة للاستثمارات المشتركة في مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى العالم، بهدف إتاحة المزيد من الطاقة الخضراء لهذا النمو التحويلي للذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم.
وأوضح: "تبنينا في دولة الإمارات التحول في مجال الطاقة في وقت مبكر جدًا. ونواصل الاستثمار في تقليل انبعاثات الكربون من نظام الطاقة الحالي لدينا بينما بدأنا الاستثمار في الحلول منخفضة الكربون وفي الطاقة المتجددة. وننظر إلى تكامل الذكاء الاصطناعي والطاقة كفرصة جديدة".
وكملخص لرؤيته لمستقبل الطاقة، قال الدكتور سلطان الجابر: "نحن بحاجة إلى التركيز كثيرًا على الكفاءة والتحسين من نظام الطاقة الحالي، وبالتوازي، البدء في التفكير في نظام الطاقة الجديد، الذي سيتكون من النفط والغاز الخاليين من الكربون أو مع أقل كثافة للكربون، والتعامل مع الغاز كجسر انتقالي نحو الطاقة النووية والمتجددة.
نجاحات «مصدر»
ولفت الدكتور سلطان الجابر إلى إنجازات شركة "مصدر" التي تدير اليوم نحو 26 ألف ميغاواط من الأصول التشغيلية، مع مواصلة التوسع في هذا المسار وبهدف بناء محفظة قيمتها 100 غيغاواط من الطاقة الخضراء من جميع مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم.
وتابع: "تتواجد "مصدر" بالفعل في أكثر من 40 دولة، ونحن نواصل الاستثمار في جميع أنحاء العالم في جميع مصادر الطاقة المتجددة. والسبب وراء تمكننا من القيام بذلك هو ببساطة أننا نفهم ديناميكيات الطاقة، ونعلم أن الطاقة المتجددة ستستمر في حيازة حصة متزايدة في أسواق الطاقة العالمية".
وتابع: "بسبب اهتمامنا وعزمنا الحقيقي على الاستمرار في لعب دور عالمي مسؤول وموثوق كمورد عالمي للطاقة، فإننا نستثمر في مصادر الطاقة المتجددة ونواصل توسيع رأس المال ونطاق التواجد للمساعدة في تطوير التكنولوجيا وخفض تكلفتها وتعزيز كفاءتها".
COP28 وتصحيح مسار العالم
ولفت الدكتور سلطان الجابر إلى أن رئاسته لمؤتمر الأطراف للمناخ COP28 كانت تجربة غنية جدًا، لكنها مثلت المسؤولية الأكثر تعقيدًا والأكثر تحديًا التي تحملها في حياته المهنية.
وأوضح" اكتشفنا أن تضارب المصالح الملحوظ (الذي كان سببا في إعاقة الكثير من القرارات في مؤتمرات المناخ الماضية) هو أحد نقاط قوتنا! في الواقع تبين أن هذا هو ما مكن قصة النجاح هذه في COP28، لأننا امتلكنا القدرة على جمع العالم والتحدث بلغة عملية وواقعية مع الجميع".
وأوضح: "لقد كانت قدرتنا على التواصل وجمع الجميع تحت سقف واحد. والنهج الشمولي الذي اعتمدناه طوال رحلة استضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف هو الذي مكننا من تحقيق مثل هذه النتيجة غير المسبوقة.. من كان يتخيل أننا سنكون قادرين، ليس فقط على إشراك الصناعات ذات الانبعاثات الثقيلة أو صناعة النفط والغاز، بل أيضًا على حملهم على الالتزام بأهداف شديدة الجرأة. لم يكن هذا شيئًا توقعه أحد. ولكن، مرة أخرى، كان ذلك بسبب قدرتنا على عقد الاجتماعات، ومعرفتنا بالأعمال التجارية والصناعة، والدعم الذي تلقيناه من العديد من الشركاء ذوي التفكير المماثل حول العالم".
وأضاف: "يجب أن أقول، أنه لولا الرؤية والالتزام والتفاني في قيادتنا الرشيدة، وإلهامهم لنا طوال هذه الرحلة، ولولا الدعم الذي لا يتزعزع، والالتزام الذي تلقيته شخصيًا من العديد من الشركاء ذوي التفكير المماثل حول العالم، لا أعتقد أن تحقيق هذا النجاح كان ممكنًا".
وتابع: "لقد كانت الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف بمثابة نقلة نوعية. وصنع اتفاق الإمارات التاريخ من خلال تقديم أول مؤتمر للأطراف يتضمن نصًا حول انتقال عادل ومنظم ومسؤول للطاقة. وكان أول مؤتمر أطراف يلتزم بأهداف الطاقة المتجددة وأهداف الكفاءة بحلول عام 2030. وكان أول مؤتمر أطراف يتناول الخسائر والأضرار، وإنشاء صندوق الخسائر والأضرار والبدء في تشغيله وتفعيله، والبدء في تمويل الصندوق. وبالطبع، كنا أول من حدد موعدًا نهائيًا لإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030".
وأضاف: "يجب أن أقول إن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، ومن خلال اتفاق الإمارات التاريخي، كان بمثابة تغيير لقواعد اللعبة، والنتيجة غير المسبوقة وضعت العالم على المسار الصحيح. وما زلنا مصممين على المساعدة في دفع هذه الأجندة قدما، وإيجاد الحلول اللازمة لجعل العالم مكانا أفضل
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصندوق دولة الإمارات الغابات الذكاء الاصطناعي سلطان اجتماع مستثمر مايكروسوفت تكنولوجيا وزير الصناعة الاستدامة
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة: «جامعة محمد بن زايد» رافد مهم لتعزيز الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
أبوظبي - وام
زار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، الجمعة، جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في أبوظبي.
واطلع سموه ـ خلال جولة في أقسام الجامعة ومرافقها ـ على البرامج الدراسية التي تطرحها الجامعة وأبرز المجالات البحثية التي تهتم بها والإمكانات التي تقدمها إلى الدارسين..إضافة إلى شراكاتها مع المؤسسات العالمية المختصة بدراسات الذكاء الاصطناعي.
كما زار سموه مرصد البيانات التابع للجامعة حيث قدم الباحثون وأعضاء الهيئة التدريسية خمسة مشاريع بحثية في مجال الذكاء الاصطناعي تتعلق بالطاقة والمناخ بجانب مجالات الطب وعلم الوراثة والإعلام و«الروبوتات» إضافة إلى شركتين ناشئتين من مركز حضانة وريادة الأعمال التابع للجامعة.
والتقى صاحب السمو رئيس الدولة خلال الجولة البروفيسور إريك زينغ رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وعدداً من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية بجانب عدد من طلبة الدراسات العليا وحثهم على المثابرة وبذل مزيد من الجهد في تحصيل العلوم التي يخدمون بها أوطانهم ومجتمعاتهم.
وأكد سموه أن الجامعة تعد رافداً مهماً يعزز رؤية الدولة التنموية بشأن الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة وإعداد كوادر وطنية متخصصة في هذا المجال الحيوي بجانب إرساء دعائم الاقتصاد المتنوع القائم على المعرفة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي وضمان استدامته لأجيال الحاضر والمستقبل..معرباً سموه عن تطلعه إلى أن تسهم الجامعة في بناء قاعدة علمية من البحوث والدراسات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي ومستقبل هذا المجال.
كما أعرب سموه عن شكره لجميع القائمين على الجامعة وكوادرها وتمنياته لهم دوام التوفيق.
من جانبه، قال البروفيسور إريك زينغ «إن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي حققت إنجازات مهمة منذ إنشائها حيث صنفت في المرتبة العاشرة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية، وتعلم الآلة، ومعالجة اللغة الطبيعية، وعلم الروبوتات، وعلم الأحياء الحاسوبي..مشيداً بالدعم المتواصل الذي تحظى به الجامعة من قبل قيادة الدولة».
رافق سموه خلال الجولة..سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار رئيس الدولة ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية ومعالي الدكتورأحمد مبارك المزروعي رئيس مكتب رئيس الدولة للشؤون الإستراتيجية رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي وعدد من كبار المسؤولين.