ركزت وسائل إعلام إسرائيلية اهتمامها على تداعيات الخطاب الذي انتقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإدارة الأميركية بشدة، واتهمها بحجب الأسلحة والذخائر عن تل أبيب.

وكشفت القناة 13 الإسرائيلية عن لقاء سري عقده نتنياهو مع مسؤولين إسرائيليين كبار قبل الخطاب، إذ أجرى نقاشا مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي وآخرين.

وبحسب القناة، طرح نتنياهو فكرة مهاجمة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن علنا وبشكل مباشر، لكنها كشفت في الوقت عينه أن جميع من كان بالاجتماع عارض ذلك بشكل صارم، وأكدت أن نتنياهو اتخذ القرار خلافا لرأي مستشاريه.

بدورها قالت مراسلة القناة بالولايات المتحدة إن هناك غضبا أميركيا جنونيا، ولم يسبق أن وصل إلى هذه الدرجة من نتنياهو، مشيرة إلى أن مسؤولين أميركيين يعتبرون أقوال الأخير أنها "اختلاق مطلق".

من جانبه رأى محلل الشؤون السياسية بالقناة ذاتها غيل تماري أن نتنياهو يلعب لعبة حزبية مع إدارة بايدن، متوقعا حدوث ضرر كبير جدا في مكانة إسرائيل بالولايات المتحدة بسبب نتنياهو.

وفي تصريحات للقناة 13 الإسرائيلية، يعتقد الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي بجامعة تل أبيب عوفير شيلح أن إدارة بايدن ستنأى بنفسها عن كل ما يتعلق بإسرائيل، محذرا من ذهابها إلى تفاهمات واتفاقات مع السعودية وترك إسرائيل جانبا.

وأضاف شيلح "نحن على وشك تحقق الرؤية التي تقول لنا (غزة هي مشكلتكم، فتدبروا أمركم في غزة)، وفي المرحلة التالية سيقولون أيضا إن (لبنان هي مشكلتكم، وتدبروا أمركم مع لبنان)".

في سياق متصل، نقلت قناة "كان 11" الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في البيت الأبيض قولهم إن "نتنياهو نشر الفيديو لتشتيت الانتباه عن مشاكله الحزبية، وألغينا المنتدى المقرر بالولايات المتحدة كي لا نخصص وقتا لأشخاص يتعاملون معنا بهذه الطريقة".

كما نقلت عن مسؤولين اثنين بالحزب الديمقراطي الأميركي قولهما إن "من المتوقع أن يلغي أعضاء في الحزب، وآخرون في الكونغرس حضورهم خطاب نتنياهو الشهر المقبل بعدما كانوا مترددين سابقا"، مؤكدين أن الأزمة ليست مع البيت الأبيض فحسب، بل أيضا مع الحزب الديمقراطي.

السنوار ونصر الله

في الإطار ذاته، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو طرح مؤخرا أن الطريقة الصحيحة التي ستدفع إدارة بايدن لتزويد إسرائيل بالقذائف هي "مواجهة علنية".

وأشارت إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال إن "هذا آخر ما يمكن أن تسمح به إسرائيل لنفسها بفعله، فكل مواجهة علنية مع واشنطن تخدم (زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس) في غزة يحيى السنوار، و(الأمين العام لحزب الله اللبناني) حسن نصر الله".

وكان نتنياهو قد انتقد إدارة بايدن في تسجيل مصور، وذكر أنه من غير المعقول أن تقوم واشنطن بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل خلال الأشهر الماضية.

وطالب نتنياهو الإدارة الأميركية برفع القيود المفروضة على الدعم العسكري لإسرائيل، بهدف إنهاء المهمة بشكل أسرع، وفق تعبيره، وذلك قبل إلقائه خطابا أمام الكونغرس الأميركي بمجلسيه في 24 يوليو/تموز المقبل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إدارة بایدن

إقرأ أيضاً:

خبير إسرائيلي: الشرع مستعد للتعاون مع إسرائيل بشرط واحد

شدد الخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط، أماتسيا برعام، على وجود "مصلحة مشتركة وغير متوقعة" تجمع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحكومة لبنان الجديدة والرئيس السوري أحمد الشرع،

وأوضح  في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية، أن هذه المصلحة المشتركة بين الأطراف الثلاثة تتمثل في منع حزب الله في لبنان من إعادة التسلح بالأسلحة بدعم من إيران.

وأشار الخبير الإسرائيلي إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعمل بشكل مستمر لمنع نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر العراق، وهي مصلحة حيوية بالنسبة لها، مضيفا "بالنسبة للجولاني (الاسم الحركي السابق للشرع)، هذه المسألة أكثر أهمية، لأنه إذا فشل في ذلك، فسيكون ذلك بمثابة نهايته".


وأكد برعام أن الأمر لا يتعلق بدعوة إلى تعاون علني مع "شخص يعتبر إرهابيا"، بل بفهم المصالح الإقليمية المتداخلة، مشيرا إلى أن الشرع قد يكون مستعدا للتعاون "بهدوء، بشرط أن يكون ذلك سريا، لأنه قد يسبب له إحراجا في بلاده".

ولفت برعام إلى أن الحكومة اللبنانية الجديدة تشترك أيضا في هذه المصلحة، موضحا أن "هناك رئيس جديد في لبنان، رئيس وزراء جديد، حكومة جديدة، ورؤساء جدد لأجهزة الأمن. هذه الحكومة لديها مصلحة كبيرة وواضحة في منع حزب الله من إعادة تسليحه".

وأشار الخبير الإسرائيلي إلى أن المشهد الإقليمي الحالي خلق "مصلحة مثلثية" غير مسبوقة بين دولة الاحتلال والحكومة الجديدة في لبنان والشرع في سوريا، مشددا على أنه "رغم كل الصراعات والعداوات، هناك هدف مشترك يجب العمل عليه بجد".

يأتي ذلك على وقع تصاعد التوترات الأمنية على الحدود السورية اللبنانية توترات عقب مقتل 3 من جنود الجيش السوري وسحب جثثهم إلى الجانب اللبناني، ما أسفر عن قصف متبادل من أراضي الجانبين.

ومساء الأحد، اتهمت وزارة الدفاع السورية حزب الله باختطاف وقتل 3 من عناصرها، وقالت إنها "ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد الخطير من ميليشيا حزب الله".

بينما قال "حزب الله"، عبر بيان في اليوم ذاته: "ننفي بشكل قاطع ما يتم تداوله بشأن وجود أي علاقة لحزب الله بالأحداث التي جرت على الحدود اللبنانية السورية".

وتسعى الإدارة السورية إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار ومنها لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية، حسب وكالة الأناضول.

وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـ 6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كلم.

مقالات مشابهة

  • خبير إسرائيلي: الشرع مستعد للتعاون مع إسرائيل بشرط واحد
  • البيت الأبيض: إسرائيل أبلغت إدارة ترامب بشأن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • «إعلام»: إدارة ترامب تدرس الاعتراف بأن القرم روسية في أي اتفاق مستقبلي بشأن أوكرانيا
  • إدارة ترامب تبدأ عمليات تسريح واسعة لموظفي إذاعة "صوت أميركا" وشبكة "الحرة"
  • إسرائيل وإدارة الصراع.. كتاب في استراتيجيات نتنياهو ومآلات التسوية
  • إعلام إسرائيلي: محاكمة نتنياهو مستمرة «تحت الأرض» رغم هجوم الحوثيين
  • بقرار من ترامب.. خفض التمويل يُخفت "صوت أميركا"
  • إعلام إسرائيلي: رئيس الشاباك رونين بار يرفض قرار نتنياهو بإقالته
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيتقدم للحكومة بمقترح لإقالة رئيس الشاباك
  • وفد إسرائيلي يلتقي مسؤولين مصريين لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار