يعكس التصعيد الميداني الذي تشهده المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل مدى هشاشة الوضع بين البلدين، حيث تُنذر المؤشرات السلبية المتتالية، بأن الحال بين الجانبين باتت قاب قوسين من الانفجار الكبير، مع احتمال انزلاق الأمور إلى مواجهات عسكرية تشمل مختلف الأراضي اللبنانية.

فخلال الساعات الماضية، ارتفعت وتيرة قرع طبول الحرب على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، مع تصعيد الطرفين المتنازعين أي حزب الله والجيش الإسرئيلي، لحدة تهديداتهما بجعل المعركة بلا ضوابط أو سقوف، وقد تزامن هذا التصعيد مع الجولة المكوكية، التي قام بها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للدفع قدماً بإجراءات تبريد الأجواء، ومنع تدحرج جبهة بيروت – تل أبيب نحو الأسوأ.



إزاء جميع هذه التطورات، انعكست حالة التوتر من احتمال توسع الحرب في لبنان، بصورة كبيرة على اقتصاد البلاد المترنح تحت وطأة الأزمات المتلاحقة، التي تعرض لها على مدى 4 سنوات والخسائر التي ستنتج عن الحرب التي تلوح في الأفق، فيما لا تزال البلاد غارقة في فراغ سياسي ومؤسساتي، وأزمة اجتماعية واقتصادية.   3 سيناريوهات أمام اقتصاد لبنان

يقول كبير الاقتصاديين في مجموعة بنك بيبلوس الدكتور نسيب غبريل، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الاقتصاد اللبناني يمر حالياً بمرحلة ضبابية وهو أمام السيناريوهات الثلاثة الآتية:

- السيناريو الأول الذي يرجح حدوثه بنسبة 40 في المئة، يشير إلى بقاء الوضع على ما هو عليه اليوم، لناحية استمرار الأعمال القتالية في المناطق الجنوبية وبعض أجزاء البقاع، حيث ستكون تداعيات استمرار هذا الوضع انكماش الاقتصاد اللبناني بنسبة 0.5 في المئة خلال 2024، مع احتمال تحقيق نمو طفيف في حال كان موسم الاصطياف واعداً مع قدوم المغتربين اللبنانيين للسياحة في البلاد. - السيناريو الثاني الذي يرجح حدوثه أيضاً بنسبة 40 في المئة، يشير إلى توسع الحرب لتشمل جميع الأراضي اللبنانية، حيث ستكون تداعيات هذا السيناريو انكماش الاقتصاد اللبناني بنسبة 15 في المئة على الأقل. السيناريو الثالث الذي يرجح حدوثه بنسبة 20 في المئة، يشير إلى احتمال التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام بين لبنان وإسرائيل، ليشكل هذا الخيار صدمة إيجابية للاقتصاد، مع ازدياد عدد السياح وبدء عملية إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني. صمود رغم الصدمات

ويرى غبريل أن من المبالغة، القول إن الاقتصاد اللبناني سيلفظ أنفاسه الأخيرة في حال توسع الحرب، مشيراً إلى أن لبنان برهن على قدرته في الاستمرار رغم الصعوبات التي واجهها، حيث استطاع اقتصاد البلاد تدريجياً استيعاب صدمة اشتعال الجبهة الجنوبية، بعد تاريخ 7 تشرين الأول 2023 بدعم من القطاع الخاص، ولكن هذا لا يعني أن هناك فرصاً ضاعت نتيجة ما حصل.   وتحدث غبريل عن وجود خسائر فادحة في الجنوب اللبناني، حيث تراجعت الحركة التجارية بنسبة 75 في المئة، في حين أن الحياة المدنية هناك شبه مشلولة، والمدارس مغلقة وهذا له تداعياته على اقتصاد البلاد.

حجم الخسائر التي تكبدها لبنان

من جهته، يقول الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه منذ اندلاع الحرب على الجبهة الجنوبية اللبنانية في 7 تشرين الأول 2023، وحتى يومنا هذا، يسجّل لبنان خسائر كبيرة، حيث تشير الأرقام إلى أنّ تكلفة الأضرار المباشرة وغير المباشرة للحرب، تجاوزت قيمتها الـ 3 مليارات دولار، في حين أن احتمال توسع الأعمال الحربية، لتشمل مختلف الأراضي اللبنانية سيرفع هذا الرقم بشكل كبير.

ولفت شمس الدين إلى أن الحرب حتى الساعة، أدّت إلى نزوح أكثر من 90 ألف شخص لبناني من 45 بلدة مختلفة، في حين تم تدمير نحو 2000 منزل بشكل كامل، و1700 منزل بشكل جزئي، إضافة إلى تدمير 220 مؤسسة صناعية وتجارية، في حين بلغت الأضرار البشرية للحرب أكثر من 453 قتيلاً.   أما في ما يخصّ الأضرار الزراعية، فأكّد شمس الدين أنها كبيرة جداً ومن الصعب تقديرها في ظل استمرار الحرب وعدم إمكانية الوصول إلى الأراضي لإحصاء الأضرار.

وخلُص شمس الدين إلى أن التصعيد الذي حصل في الساعات الماضية واحتمال توسع الحرب، لتشمل البنى التحتية الرئيسية الموزعة على مختلف الأراض اللبنانية، سيسهم في تراجع الموسم السياحي وإلغاء عدد من القادمين إلى لبنان لزياراتهم، بنسبة تتراوح ما بين 20 و 30 في المئة، مؤكداً أن لبنان لا يتمتع أبداً بمقومات اقتصادية، تخوّله تحمّل الكلفة الباهظة لحرب واسعة النطاق على أراضيه. (سكاي نيوز عربية)    

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الاقتصاد اللبنانی توسع الحرب شمس الدین فی المئة إلى أن فی حین

إقرأ أيضاً:

ماكونل: انتخابات الثلاثاء كانت “استفتاء حول إدارة بايدن”

في أول تعليق له على فوز دونالد ترامب بالرئاسة، اعتبر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونل، أن التصويت في الانتخابات الأميركية يوم أمس، “كان بمثابة استفتاء ضد إدارة بايدن، وأن الشعب غير راضٍ عنها”.

وتعهد ماكونل بفعل كل ما في وسعه لمساعدة إدارة ترامب الجديدة. لكنه قال إنه من السابق لأوانه الحديث عن تعييناتها.

ماكونل الذين كان يجيب على أسئلة الصحفيين في مقر مجلس الشيوخ، الأربعاء، أكد أن “مستوى المترشحين لعب دوراً هاماً في انتصار الجمهوريين”، وأضاف أنه “كان لدينا أفضل المرشحين يوم أمس”.

إحدى أهم نتائج عودة الجمهوريين للسيطرة على الأغلبية في مجلس الشيوخ، حسب ماكونل، ستكون الإبقاء على القواعد التقليدية مثل “فيلي باستر”، التي كان الديمقراطيون يسعون لإلغائها.

زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، قال إنه سيركز على مسائل الدفاع والسياسة الخارجية، معتبراً أن الولايات المتحدة تعيش أخطر الفترات منذ الحرب العالمية الثانية.

اقرأ أيضاًالعالمالمجمع الانتخابي الأمريكي: ترامب يحقق 247 صوتًا مقابل 214 صوتًا لهاريس

وأوضح ماكونل قائلاً “خصومنا مثل كوريا الشمالية والصين وروسيا وإيران وعملاؤها، يتحدثون لبعضهم البعض، ويجمعهم شيء واحد وهو كره أميركا. يسعون إلى تقليل دور الولايات المتحدة في العالم”.

وأضاف قائلاً، “قد يبدو أنني من الطراز القديم، ولكنني لا أزال جمهورياً من مدرسة الرئيس رونالد ريغن، وأعتقد أن دور أميركا في العالم لا بديل عنه. موضحاً أنه خلال الحرب العالمية الثانية، أنفقت الولايات المتحدة 37 في المئة من الناتج القومي الخام على مصاريف الحرب، كما خسرت آلاف الأفراد.

خلال برنامج إعادة البناء لإدارة الرئيس السابق ريغن، كان المجهود الدفاعي يمثل 6 في المئة من الناتج الداخلي الخام. إلا أن تلك النسبة انخفضت إلى 2.7 في المئة فقط حالياً، حسب ماكونل، الذي يرى أن على الولايات المتحدة رفع إنفاقها الدفاعي، لأن “كلفة تجنب الحرب أرخص بكثير من الحرب نفسها”، كما يأمل في التركيز على العمل الحكومي، بما في ذلك الميزانية الفدرالية، خلال الفترة القادمة.

مقالات مشابهة

  • والد صهر ترامب اللبناني.. هل يكون المفتاح لإنهاء الحرب؟
  • "قنبلة دبلوماسية" تنتظر الحروب الإسرائيلية
  • قفزة تاريخية للبيتكوين: تتجاوز حاجز الـ74 ألف دولار لأول مرة
  • ماكونل: انتخابات الثلاثاء كانت “استفتاء حول إدارة بايدن”
  • ماكونل: انتخابات الثلاثاء كانت استفتاء حول إدارة بايدن
  • «القاهرة الإخبارية»: روسيا تنتظر تنفيذ تعهدات ترامب بإنهاء الحرب مع أوكرانيا
  • ترامب في المقدمة حتى الآن.. نتائج الانتخابات الأمريكية لحظة بلحظة
  • اقتصاد العدو الإسرائيلي يتلقى ضربة قاسية بفعل الهجمات اليمنية
  • وسط الحرب.. كيف ينظر الإعلام اللبناني للانتخابات الأميركية؟
  • اقتصاد الكيان يشكو تاثيرات عمليات الاسناد اليمنية