3 سيناريوهات تنتظر إقتصاد لبنان لحظة الحرب.. وكلامٌ إيجابي جداً!
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
يعكس التصعيد الميداني الذي تشهده المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل مدى هشاشة الوضع بين البلدين، حيث تُنذر المؤشرات السلبية المتتالية، بأن الحال بين الجانبين باتت قاب قوسين من الانفجار الكبير، مع احتمال انزلاق الأمور إلى مواجهات عسكرية تشمل مختلف الأراضي اللبنانية.
فخلال الساعات الماضية، ارتفعت وتيرة قرع طبول الحرب على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، مع تصعيد الطرفين المتنازعين أي حزب الله والجيش الإسرئيلي، لحدة تهديداتهما بجعل المعركة بلا ضوابط أو سقوف، وقد تزامن هذا التصعيد مع الجولة المكوكية، التي قام بها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للدفع قدماً بإجراءات تبريد الأجواء، ومنع تدحرج جبهة بيروت – تل أبيب نحو الأسوأ.
إزاء جميع هذه التطورات، انعكست حالة التوتر من احتمال توسع الحرب في لبنان، بصورة كبيرة على اقتصاد البلاد المترنح تحت وطأة الأزمات المتلاحقة، التي تعرض لها على مدى 4 سنوات والخسائر التي ستنتج عن الحرب التي تلوح في الأفق، فيما لا تزال البلاد غارقة في فراغ سياسي ومؤسساتي، وأزمة اجتماعية واقتصادية. 3 سيناريوهات أمام اقتصاد لبنان
يقول كبير الاقتصاديين في مجموعة بنك بيبلوس الدكتور نسيب غبريل، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الاقتصاد اللبناني يمر حالياً بمرحلة ضبابية وهو أمام السيناريوهات الثلاثة الآتية:
- السيناريو الأول الذي يرجح حدوثه بنسبة 40 في المئة، يشير إلى بقاء الوضع على ما هو عليه اليوم، لناحية استمرار الأعمال القتالية في المناطق الجنوبية وبعض أجزاء البقاع، حيث ستكون تداعيات استمرار هذا الوضع انكماش الاقتصاد اللبناني بنسبة 0.5 في المئة خلال 2024، مع احتمال تحقيق نمو طفيف في حال كان موسم الاصطياف واعداً مع قدوم المغتربين اللبنانيين للسياحة في البلاد. - السيناريو الثاني الذي يرجح حدوثه أيضاً بنسبة 40 في المئة، يشير إلى توسع الحرب لتشمل جميع الأراضي اللبنانية، حيث ستكون تداعيات هذا السيناريو انكماش الاقتصاد اللبناني بنسبة 15 في المئة على الأقل. السيناريو الثالث الذي يرجح حدوثه بنسبة 20 في المئة، يشير إلى احتمال التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام بين لبنان وإسرائيل، ليشكل هذا الخيار صدمة إيجابية للاقتصاد، مع ازدياد عدد السياح وبدء عملية إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني. صمود رغم الصدمات
ويرى غبريل أن من المبالغة، القول إن الاقتصاد اللبناني سيلفظ أنفاسه الأخيرة في حال توسع الحرب، مشيراً إلى أن لبنان برهن على قدرته في الاستمرار رغم الصعوبات التي واجهها، حيث استطاع اقتصاد البلاد تدريجياً استيعاب صدمة اشتعال الجبهة الجنوبية، بعد تاريخ 7 تشرين الأول 2023 بدعم من القطاع الخاص، ولكن هذا لا يعني أن هناك فرصاً ضاعت نتيجة ما حصل. وتحدث غبريل عن وجود خسائر فادحة في الجنوب اللبناني، حيث تراجعت الحركة التجارية بنسبة 75 في المئة، في حين أن الحياة المدنية هناك شبه مشلولة، والمدارس مغلقة وهذا له تداعياته على اقتصاد البلاد.
حجم الخسائر التي تكبدها لبنان
من جهته، يقول الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه منذ اندلاع الحرب على الجبهة الجنوبية اللبنانية في 7 تشرين الأول 2023، وحتى يومنا هذا، يسجّل لبنان خسائر كبيرة، حيث تشير الأرقام إلى أنّ تكلفة الأضرار المباشرة وغير المباشرة للحرب، تجاوزت قيمتها الـ 3 مليارات دولار، في حين أن احتمال توسع الأعمال الحربية، لتشمل مختلف الأراضي اللبنانية سيرفع هذا الرقم بشكل كبير.
ولفت شمس الدين إلى أن الحرب حتى الساعة، أدّت إلى نزوح أكثر من 90 ألف شخص لبناني من 45 بلدة مختلفة، في حين تم تدمير نحو 2000 منزل بشكل كامل، و1700 منزل بشكل جزئي، إضافة إلى تدمير 220 مؤسسة صناعية وتجارية، في حين بلغت الأضرار البشرية للحرب أكثر من 453 قتيلاً. أما في ما يخصّ الأضرار الزراعية، فأكّد شمس الدين أنها كبيرة جداً ومن الصعب تقديرها في ظل استمرار الحرب وعدم إمكانية الوصول إلى الأراضي لإحصاء الأضرار.
وخلُص شمس الدين إلى أن التصعيد الذي حصل في الساعات الماضية واحتمال توسع الحرب، لتشمل البنى التحتية الرئيسية الموزعة على مختلف الأراض اللبنانية، سيسهم في تراجع الموسم السياحي وإلغاء عدد من القادمين إلى لبنان لزياراتهم، بنسبة تتراوح ما بين 20 و 30 في المئة، مؤكداً أن لبنان لا يتمتع أبداً بمقومات اقتصادية، تخوّله تحمّل الكلفة الباهظة لحرب واسعة النطاق على أراضيه. (سكاي نيوز عربية)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الاقتصاد اللبنانی توسع الحرب شمس الدین فی المئة إلى أن فی حین
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيـل الجـاوي .. حـديث الـقلب وكـلام العقل
كتب / علوي شملان
في ذكـرى رحـيل الإمام الأكبر لمـذهب الصـدق والإخــلاص لـقيم النضال والـعمل الوطني في اليمن ، الحبـيب عـمر بن عبدالله السقاف (عمر الجاوي ) اقـتبس واضـع هنا كـلمات قليلة مما قاله ــ نثراً ــ رائي اليمن ومُـبـصرها وشاعـرها وفيلسوفها (البردوني) عـن صـديقه ورفـيق دربه الجاوي ، كـمُـفـتـتح ومكـون أساسي من سـطور هــذه المقالة :
(كان عمر في رئاسة اتحاد الأدباء أعلى من وزير، وأشمخ جاهًا من رئيس ، ولهذا ظل دمه منذورًا، وكان ناذرًا عن طيبة نفس، وكان بينه وبين الموت حلفًا بأن لا يقطع حبله منه إلا وقد امتصت الأعمال الوطنية كل عظامه؛ فلاقى ربه في شهر ديسمبر 97..
ولأن الجاوي ليس مجرد قلم، وإنما كان سيفًا، وقلمًا، وإزميلاً، فهو في كل ظواهر الوطنية الثقافية أو الثقافية الوطنية الرائد السابق الذي يحث القوافل فيسبقها؛ ولهذا ترك أعطر الذكريات، وأشمخ الأعمال الصامتة والصائتة)….
وكـمواطـن يمني اولاً ، وادعـي الاهتمام بالشأن الوطني العام عـلى مـذهب الجاوي ، فـإني احــمـدُ للظـروف جميل صُنعها معي حين يـسرت لي في مرحلة شبابي نجاح السعي للـتعـرُف ومعرفـة شمس اليمن وضميرها (الجاوي )… واشـكُـر لها إن اكرمتـني في مـرحلة مُبكـرة من العمربالإطـلاع عـلى بياناته وبيناته مـن خـلال مـنبرة الكبير الشهير لاكثر من عـشرين عـاماً (مجلة الحكمة )..واعـتزايما اعـتـزاز بإيماني الثابت، مـثلي مـثـل افـواج مـن اليمانـيـين اللذين امنت قـلوبهم وعـقولهم بما كان عليه الجاوي مـن الهـدي الوطني والإنساني ..
صحـيح ان الايمان في القلب وللقلب حُججه على قول (بلزاك) لكـن الجاوي وما جـاء به وصـل واستـقـر في الـقلب عن طريق الـعـقـل .. والعـقـل ميزان صحيح، وأحكامه يقـينية لا كذب فيها بحسب الـنظـرية الـخـلدونية ورأي اخـوان الصفاء في احكام الـعـقل ..
اعـترف انني كنت وما زلت ـــ خـوفاً ،لاعـقوق ــ اتهـيب الكتابة عـن الجاوي إلا في ماندر مـن إشارات او اسـتـشهادات في مــواضيع متباعـدة ، خـوفاً مـن عـدم أيـفاء هــذا الرمز الوطني اليمني الكبير حقه مـن خـلال مقال او حتى مجموعة من المقالات .. لـكـن كوامـن اسى وحسرة في النفـس حـركها واثارهـا مانـشره الصديق العزيز الأستاذ (أزال الجاوي ) قبل أيام في هــذه الصحيفة من براءة للذمة حسب ماعنون به إعـترافه الصريح الجـريء المؤلم بخصوص تـعـثُر جـهـوده وعـدم قـدرته حتى اللحظة عـلى عـمل أي شيء لجمع ونـشر تراث والده الراحل عمر الجاوي ، ولأسباب مُـقـدرة ومـؤلمة لم يتحرج أزال من ذكرها ، ومنها الـظروف المادية والهجرة الى الخارج ، وظـروف أخـرى منها إبلاغه بعد وفاة والده ان تراث والده ملك للدولة لا لاسـرته ، وان الدولة هي الوحيدة المخولة بنشر تراثه ــ وهــذا مالم تفعله الدولة ــ وتمنُع وزارتي الاعـلام والثقافة في صنعاء من تزويده بما لديهم من وثائق تخص والده ، بما في ذلك محتوى موقع الجاوي الإلكتروني، الذي تم إغلاقه بعد 21 سبتمبر 2024.م
حـرب الـسلطات عـلى الجـاوي حياً وميتاً وما مَـثَله ويمثله من قـيم النبل والطهارة والشرف ، تسبب في ضياع وتـلـف وإختفاء الكثير جـداً مـن الاعـمال الفكرية للجاوي والكثير مـن الوثائق الهامة جـداً التي تتعلق باحداث ووقائع تاريخية كـان مشاركاً في صناعـتها وصاغها وكتبها الجاوي بقلمه ، ومنها عـلى سبيل المثال ،كما ذكر أزال في بيانه : مشاريع كُتب وما يتعلق يها من وثائق الية وتسجيلات سمعية كان الجاوي قـبل رحيله يعمل عليها حول تاريخ الحركة الوطنية اليمنية .. وكتاب مذكرات الجلسات الخاصة مع رؤساء اليمن (شهادات حية) تناول فيه جلساته الخاصة مع رؤساء اليمن المتعاقبين، شمالاً وجنوباً، منذ نهاية الستينيات حتى وفاته.. ووثائق كـان وقتها يدون فيها ما يُقال في الجلسات المغلقة ولم يُعلن، حول الوحدة والصراعات الداخلية وأماني وطموحات وأهداف الرؤساء، إضافة إلى الجوانب السلبية ..وكثيراً غير ذلك ..
بحكم مهنـته كـان الجاوي قـريباً من دوائر السلطة بعيداً عـن منافعها ومكاسبها وشهواتها وانحرافات أهلها ونزواتها .. لذلك فالكثير من مراكز سلطات اليمن الشطرية والوحدوية حـاربته حياً وميتاً ،لانـه كـان الجــلاد الأول لإنحـرافات مراكزهــذه السلطات لابقلمه فقط ، وإنما بعصاته الشهيرة عـلى الواقع لامجاز او رمزية كما ذكر لي أزال واقعة جـلد الجاوي بعصاته لاحـد البلاطجة التابعين لمركز سلطوي ، ومـعروف جـداً عـن الجاوي كشخص وانسان جسارته وشجاعته الشخصية ، وعـدم اكتراثه بمواجهة أي موقـف ..
عـمـر الجاوي امة في رجل ، ومناقبه الوطنية والإنسانية لاتُـعد ولا تحصى خلال العقود الزمنية الأربعة التى عـاشـها مُـتبتلاً في محـراب العمل الوطني في حـالة نادرة مـن الـتـفرد والزهـــد والطهارة النضالية المتواصلة حتى رحيله .. وإنقاذ وجمع ونشر ماتبقى من تراثه مسؤولية وطنية ،وتلاميذ وأصدقاء الجاوي ومحبيه لاشك ان لدى البعض منهم عـلى الاقـل فعل أي شيء بهذا الخصوص