تعرف إلى أسوأ الحوادث التي تسببت بوفيات للحجاج (شاهد)
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
تتكرر أحداث الوفيات الجماعية خلال مناسك الحج، في المواسم المتلاحقة، لأسباب عديدة منها سوء التنظيم والطقس الحار، وبعض الحوادث الناجمة عن ممارسات تقع خلال الحج.
ولعل من أبرز مسببات الوفيات الجماعية خلال الحج، أحداث التدافع التي قتلت مئات الحجاج، ووصل عدد الضحايا في إحداها إلى أكثر من ألفي حاج، عام 2015، التي اعتبرت من الكوارث الصعبة في تاريخ الحج.
وكانت الجهات الدينية في السعودية تتشدد في مسألة رمي الجمرات بعد زوال الشمس، وهو ما كان يتسبب في تدفع الأعداد الهائلة من الحجيج في وقت واحد، باتجاه الجمرات في منى من أجل أداء أحد أركان الحج.
إظهار أخبار متعلقة
وعلى مدار سنوات، تسبب التشدد في هذه الفتوى، رغم وجود آراء أخرى في المذاهب الإسلامية، تجيز رمي الجمرات قبل الزوال، وقوع حالات التدافع مميتة، وهو ما دفع السلطات إلى الطلب من هيئة كبار العلماء، تغيير الفتوى لتلافي موت الحجاج.
وعقب كارثة وفيات الحجاج عام 2006، بسبب مشكلة توقيت الرجم وتدفع الحجاج في وقت واحد، طلب وزير الداخلية السعودي الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز من العلماء، النظر في مسألة الرمي قبل الزوال، وهو ما دفع مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، للإفتاء بأن المسألة اجتهادية ولا مشكلة في الرمي قبل الزوال، رغم التشدد المسبق في المسألة.
وهذا العام وصلت حصيلة الوفيات في موسم الحج إلى أكثر من 900 حاج، أغلبهم من مصر لأسباب عديدة، منها الحرارة المرتفعة، وعدم تقديم أي خدمات للحجاج الذين لم يحصلوا على تصاريح، وتركهم يواجهون مصيرهم بحسب الكثير من الشهادات.
ويرفع عدد الوفيات بين المصريين حصيلة الوفيات الإجمالية خلال موسم الحج هذا العام إلى 922 على الأقل، وهذا العدد يشمل 132 إندونيسيا و68 هنديا و60 أردنيا و35 تونسيا و13 من كردستان العراق و11 إيرانيا و3 سنغاليين.
وفيما يلي قائمة بأسوأ حوادث الوفيات للحجاج، على مدى العقود الماضية.
تدافع موسم حج عام 1990، الذي قضى فيه 1426 حاجا، داخل نفق منى، أو ما عرف بحادثة نفق المعيصم، وكان معظم الضحايا من حجاج ماليزيا وإندونيسا وباكستان.
وعزت بعض الشهادات إلى تعطل أجهزة الشفط من داخل النفق، الذي يصل طوله إلى نحو كيلومترين، لكن الازدحام الشديد وتكدس الحجيج في وقت واحد في طريقهم إلى منى تسبب في التدافع القاتل.
تدافع موسم حج عام 1994، الذي قضى فيه نحو 270 حاجا، دهسا فوق بعضهم، خلال رمي الجمرات، التي كانت بشكلها القديم الدائري، وبسبب ضيق المكان أدى ذلك إلى تلك الوفيات.
حادثة وفيات موسم 1997، التي نجمت عن انفجار أحد أجهزة الطبخ بالغاز، خلال إعداد الطعام للحجاج بأحد مخيمات منى، وهو ما تسبب في حريق كبير، قضى على إثره 343 حاجا وأصيب أكثر من 1500 آخرين.
وتسببت هذه الحادثة المروعة، في قيام السلطات السعودية، باستبدال الخيام الموجودة كافة في صعيد منى، بخيام أخرى مضادة للحريق، واتخاذ إجراءات صارمة بمنع إشعال النيران في المخيمات وتخصيص أماكن لإعداد طعام الحجاج تحت الرقابة ووجود وسائل إطفاء.
إظهار أخبار متعلقة
تدافع منى في موسم 2004، وهو أحد حوادث التدافع الناجمة عن رمي الجمرات في أول أيام عيد الأضحى، وأسفر عن وفاة 251 نتيجة دهسهم بعضهم بعضا، فيما أصيب 244 آخرون بجروح وإصابات أخرى.
تدافع موسم حج 2006، وهذا الحادث وقع في منى بالقرب من جسر الجمرات ثاني أيام عيد الأضحى، بعد تساقط أمتعة حجاج من حافلات كانت تسير في المنطقة، ما أدى إلى سقوط الحجاج تباعا وسط الزحام، وقوع تدافع دون القدرة على فكه، وراح ضحية الحادث 346 حاجا، وأكثر من 280 مصابا.
تدافع موسم حج 2015، وكان الحادث الأسوأ على الإطلاق في حوادث التدافع خلال الحج، ونتج عن سوء التنظيم في المشاعر المقدسة، نتيجة توجه أعداد كبيرة من الحجاج للرمي، في حين كان عدد آخر مقابل عائدا منه، وهو ما أدى إلى تداخل لم يكن من الممكن فكه، وقع على إثره تدافع كارثي راح ضحيته أكثر من 2100 حاج، وفق بعض المصادر، رغم أن السلطات السعودية لم تعترف سوى بوفاة 769 حاجا.
وكان أغلب الحجاج الضحايا من إيران، ودول في شرق آسيا، وهو ما فجر خلافا دبلوماسيا بين الرياض وطهران، واتهامات من الأخيرة للسعودية بالتسبب في كارثة الحجاج، بعد وفاة دبلوماسيين إيرانيين من جملة الحجاج.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الوفيات الحج التدافع السعودية السعودية وفيات الحج تدافع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رمی الجمرات أکثر من وهو ما
إقرأ أيضاً:
كيف تسببت رموز إن إف تي في صعود شركة أوبن سي واندثارها؟
في عام 2022 بلغت قيمة التداول على رموز "إن إف تي" (NFT) أكثر من 6 مليارات دولار، ولكنها الآن انخفضت إلى أقل من 430 مليون دولار، لتكون بذلك أولى رايات الغرق لأحد قطاعات العملات الرقمية التي بزغت فجأة وصعدت إلى القمة قبل أن تهوي إلى القاع مجددًا.
في وقت ما، كانت رموز "إن إف تي" هي كل ما يفكر فيه البشر من مختلف بقاع العالم، فالجميع يرغب في الحصول على الرموز النادرة والمميزة طمعًا في الثراء السريع وتخزين الرموز. وعلى غير العادة قامت كثير من الشركات العالمية وكبار المستثمرين في أنحاء العالم بالاستثمار في هذا القطاع وضخّ أموالهم فيه، وذلك تضمن علامات فارهة مثل "غوتشي" (Gucci) التي أطلقت مجموعة خاصة بها، فضلًا عن "لويس فيتون" (Louis Vuitton) وعدد كبير من المشاهير مثل سنوب دوغ وباريس هيلتون ولوغان بول وإيمينيم وغيرهم.
ورغم أن التقلب هو سمة عالم العملات الرقمية وكل ما يرتبط به، فإن شركة "أوبن سي" (OpenSea) التي كانت أهم متجر لبيع الرموز غير القابلة للاسترداد لم تتمكن من التعافي من هذا التقلب، وبدأت في رحلة من التدهور تهدد وجودها ذاته، فكيف حدث ذلك؟
السير وراء الصيحة
في عام 2017، تعاون ديفين فينزر مع أليكس عطا الله من أجل تطوير منصة جديدة تقدم فكرة ثورية في عالم الإنترنت، وهي منصة تتيح للمستخدمين مشاركة اتصال الإنترنت اللاسلكي الخاص بهم "واي فاي" مع الغرباء مقابل عملات رقمية، ورغم غرابة الفكرة فإن حاضنة الأفكار "واي" (Y Combinator) التي أطلقت شركات تقنية ناجحة للغاية مثل "آير بي إن بي" آمنت بها بشكل كامل لتتبنّى الفكرة وتضمها إلى مشروعاتها عام 2018.
تزامن هذا الأمر مع بزوغ صيحة "إن إف تي" أو الرموز غير القابلة للاسترداد، وهي رموز لا يمكن أن تكون موجودة إلا مرة واحدة فقط، لذا تعود ملكيتها إلى شخص واحد فقط، مثل اللوحات الأصلية لكبار الفنانين. وبسبب طبيعة العملات الرقمية وعدم وجود جهة رئيسية تتحكم بها، فإن هذه الرموز كانت تضم صورًا ومقاطع فيديو غريبة ومختلفة مثل القطط الطائرة أو القردة الأشبه بالبشر.
لاحظ فينزر وعطا الله التحول والترقب المحيط بهذه الرموز، لذا قرروا بشكل مفاجئ بعد انتهاء فترة الحاضنة أن يتحول مشروعهم "أوبن سي" ليصبح متجرًا لرموز "إن إف تي" يحصل على نسبة من مبيعات كل رمز منها. ورغم أن بعض العاملين معهم على الفكرة الأولى آمنوا بها وبنجاحها، فإن المؤسسين اختاروا التخلي عنها تمامًا، وفي الوقت ذاته أعلن فينز أن شركتهم قد حصلت على تمويل قدره 2 مليون دولار من بعض المستثمرين الكبار مثل "صندوق مؤسسي بيتر ثيل" (Peter Thiel’s Founders Fund) مما عزز ثقتهم بالمشروع وبأنفسهم.
في البدء، لم يكن المتجر ناجحًا نجاحا كاملا، إذ ضم بعض العمليات البسيطة عليه التي لا تتجاوز ألف عملية يوميا فضلًا عن حجم أضعف من المستخدمين، وهو ما جعلهم يبدؤون الشركة بأقل من 10 موظفين.
إعلانولكن في عام 2021، تغير الأمر تمامًا عندما تمكن مايك وينكلمان من بيع رمز "إن إف تي" مقابل 69 مليون دولار لتقفز قيمة التعاملات داخل المنصة لأكثر من 3 أضعاف الشهور الماضية وهو الأمر الذي جعل المستثمرين يركضون لضخ الأموال بها والمشاركة في هذا النجاح، لذا تمكنت الشركة من جمع 23 مليون دولار بعد تقييم الشركة بأكثر من 120 مليون دولار تقريبًا، ثم بدأ التوسع الحقيقي للشركة.
ومع نهاية الربع الثالث من عام 2021، قفزت أرباح الشركة من 9 ملايين دولار في مطلع العام إلى 186 مليون دولار، وقبل نهاية العام تمكنت الشركة من جمع 100 مليون أخرى بعد أن أصبح تقييمها 1.5 مليار دولار، ومع هذا النجاح العملاق بدأت المشاكل في الظهور.
سيل من المشاكلبدأت هذه المشاكل في عام 2023، عندما اكتشفت الشركة أن نيت تشاستاين رئيس قسم المنتجات في الشركة الناشئة كان يسرب المعلومات ويتاجر في الرموز عبر ترويج الرموز التي يملكها هو وأصدقاؤه في الصفحة الرئيسية للموقع ليحصل على مزيد من الأرباح.
بالطبع أقالته الشركة ثم حكم عليه بالسجن 3 أعوام في حادثة هي الأولى من نوعها، ولكن هذه المشكلة لم تكن الوحيدة أمام "أوبن سي"، إذ بدأ الموقع يواجه العديد من المشاكل ويخرج عن العمل بشكل مستمر فضلًا عن وجود العديد من الرموز العشوائية التي لا قيمة لها أو الرموز الاحتيالية بشكل واضح إلى جانب الرموز المسروقة.
ومن أجل التكيف مع هذا النمو المفاجئ وتزايد المشاكل، قامت الشركة بتعيين العديد من الخبرات الواسعة من الشركات التقنية الكبيرة مثل "أمازون" و"غوغل" و"ميتا"، وبينما كان هؤلاء الخيار الأفضل لإدارة الشركة فإن الموظفين لم يكونوا سعداء بذلك وفق ما تحدث به بعضهم مع موقع "ذا فيرج" (The Verge)، ليصل إجمالي عدد الموظفين في الشركة بعد بضعة شهور إلى 300 موظف قبل أن يتم خفضهم مجددًا في وقت قياسي.
إعلانوفي عام 2022، قفزت أرباح الشركة إلى 265 مليون دولار في الربع الأول من العام، لتتمكن الشركة من خوض جولة تمويل رابعة بقيمة 300 مليون دولار على اعتبار أن قيمتها السوقية 13.3 مليار دولار، لتبدأ بذلك في مناطحة الشركات التقنية العملاقة ولتبدأ المزايدات على أسهم الشركة، إذ شهدت هذه الفترة انضمام العديد من المستثمرين البعيدين عن المجال التقني مثل الممثل أشتون كوتشر ولاعب كرة السلة كيفن دورانت الشهير.
بالطبع، كان هذا الوقت المثالي لبيع بعض أسهم المؤسسين فينزر وعطا الله إلى جانب بعض الموظفين القدامى في الشركة، ليحصل هؤلاء على جزء كبير من قيمة أموالهم التي تمثلت في أسهم الشركة وسعرها.
وفي منتصف عام 2022 بعد أن وضعت الشركة قدمها على أول طريق النجاح الباهر، انخفض سوق الرموز غير القابلة للاسترداد ليصل إلى مليار دولار بعد أن كان يتخطى 6 مليارات دولار، فانخفضت بذلك أرباح الشركة لتصل إلى 171 مليون دولار.
ولأن الشركة كانت تدعم العملات الرقمية، فقد وضعت جزءًا كبيرًا من مخزونها النقدي في عملة "إيثر" التي كانت في ذلك الوقت الأشهر والأكثر استقرارًا، وفي حدود عام 2021 انخفضت قيمة العملة بأكثر من 80% لتبلغ خسائر "أوبن سي" أكثر من 170 مليون دولار، وبعد بضعة أشهر قامت الشركة بتسريح 20% من إجمالي الموظفين بها مع تخوفات المستثمرين والمؤسسين حول مستقبل هذه الشركة.
تزامنًا مع هذه التحديات التي ظهرت في الشركة، قرر عطا الله التنحي عن منصبه ليبدأ في مشروع جديد تابع له رغم كونه في مجلس إدارة الشركة. ولاحقًا كشف عطا الله عن صراع بدأ بينه وبين فينزر حول مستقبل الشركة، ومع غياب عطا الله ظل فينزر يدير الشركة التي هوت مبيعاتها إلى 32 مليون دولار فقط، لتمثل خسارة تصل إلى 90% من قيمة أرباحها في الربع الأول من العام ذاته فضلًا عن اختفاء 27 مليون دولار من حسابات الشركة.
إعلان ظهور منافس جديدكان يبدو أن متاعب "أوبن سي" لن تنتهي عند انحسار قيمة السوق، فقد ظهر في الوقت ذاته منافس آخر يدعى "بلور" (Blur)، مع نموذج عمل مختلف عن سابقه، إذ كان يشجع المتاجرين في الرموز عبر خفض الحصص والنسبة التي تحصل عليها المنصة منهم، وهذا جعل المنصة الجديدة أكثر رواجًا من "أوبن سي".
وفي فبراير/شباط 2023، كانت قيمة "بلور" تتخطى 3 أضعاف "أوبن سي" مع حجم تعاملات أكبر، وهو ما ساهم في خفض أرباح الشركة أكثر لتصل إلى 23 مليون دولار في الربع الرابع من عام 2022 و19 مليون دولار في الربع الأول عام 2023.
تحاول الشركة في الوقت الحالي لمّ شتاتها والعودة إلى ما كانت عليه، وذلك عبر مبادرة أطلقت عليها "أوبن سي 2.0″، ولكن مع وجود العديد من التحقيقات من الهيئات الفدرالية فضلًا عن مشاكل بيئة العمل الشائعة عن الشركة، فإن الأمر لا يبدو مبشرًا بالخير، وقد تنتهي الشركة بشكل غير متوقع.