في السعودية..سحالي فريدة من نوعها تتوهج في الظلام بالصحراء
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- التوهج في الظلام يتطلب قدرة خارقة كما في أفلام الخيال العلمي، ولكن كشف علماء مؤخرًا عن وجود سحالي تتمتع بهذه الخاصية في مواقع مختلفة من شبه الجزيرة العربية، ومنها صحاري محافظة العلا الواقعة شمال غرب المملكة العربية السعودية.
واكتُشِفت هذه الظاهرة "بالصدفةً" أثناء إجراء أبحاث وبعثات عمل ميدانية، وفقًا لما قاله الباحث من متحف العلوم الطبيعية في مدينة برشلونة الإسبانية، الدكتور بيرنات بوريل، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وقاد الدكتور سلفادور كارانزا من معهد علم الأحياء التطوري (CSIC-UPF) هذه الأبحاث في مواقع شملت المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان.
وشرح بوريل: "على مدار عام واحد، قمنا ببعض المسوحات حول المناطق الصحراوية، وعثرنا بالفعل صدفةً على هذه الظاهرة المثيرة للاهتمام، والتي تُظهِر فيها بعض أنواع أبو بريص الصحراوية توهجًا شديدًا عند تسليط الضوء فوق البنفسجي عليها".
"حالة خاصة"وفي الصور التي شاركها بوريل، والتُقِطت غالبيتها بين رمال محافظة العلا، يمكن رؤية توهج حراشف السحالي بشكلٍ فريد.
وقال بوريل إن محافظة العلا، مثل العديد من المناطق الصحراوية الأخرى في شبه الجزيرة العربية، تتميز بتنوعٍ زواحفها، حيث تعيش في المنطقة العديد من أنواع السحالي والثعابين.
وعند سؤاله عمّا إذا كانت زواحف أخرى تتوهج مثل هذه السحالي، أكّد بوريل أنّ هذه "حالة خاصة جدًا"، مضيفًا أن "الاكتشاف الرائع" هو الحالة الثانية المبلغ عنها فيما يخص هذا التوهج.
وأوضح: "تم العثور على فصيلة واحدة فقط من الوزغات التي تتمتع بهذا التوهج الجلدي المحدد، ومن المثير للاهتمام أنّها تعيش أيضًا في الصحاري. ويُطلق على تلك الفصيلة اسم Pachydactylus rangei، وتتخذ من الكثبان الرملية بصحراء ناميب في إفريقيا مسكنًا لها".
كما لاحظ الباحثون أيضًا أنّ الأنواع التي تعيش في الكثبان الرملية تُظهر مستوى "أكبر بكثير" من التوهج، مقارنةً بتلك التي تعيش في مناطق صحراوية ذات كثافة أعلى من الأشجار والصخور.
يعتقد الباحثون أن هذا النوع من التوهج قد يكون أكثر فائدة للزواحف التي تعيش في الصحاري الرملية.
وشرح بوريل: "نعتقد أنّها تستطيع استخدامها (خاصية التوهج) لرصد زواحف أخرى من النوع ذاته، في المناطق الشاسعة والقاحلة التي تشكلها صحاري الكثبان الرملية"، مضيفًا أن هذه السحالي الليلية، تتمتع برؤية أفضل بكثير مقارنةً بالبشر.
السبب الكامن وراء التوهجبينما لا يعرف الباحثون الآلية المحددة وراء توهج هذه السحالي بالتحديد، إلا أنّهم يعتقدون أنّ الأمر يرتبط بأصباغ معدلة في جلدها تُدعى "iridophores".
وتتفاعل هذه الأصباغ مع الأشعة فوق البنفسجية، وينبعث منها وهج أخضر ساطع يمكن رؤيته في الصور.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث الحيوانات المملکة العربیة السعودیة محافظة العلا تعیش فی
إقرأ أيضاً:
العراق بين شبح الظلام وسوط الحاجة.. أزمة الكهرباء تقترب بابتعاد الغاز الايراني
بغداد اليوم- بغداد
حذر النائب مضر الكروي، اليوم الثلاثاء (11 آذار 2025)، من أن توقف إمدادات الغاز الإيراني المستورد قد يؤدي إلى فقدان العراق 10 آلاف ميغاواط من قدرته الإنتاجية الكهربائية، فيما بيّن، أن ذلك سيؤثر بشكل كبير على استقرار التيار الكهربائي في البلاد.
وأوضح الكروي، في تصريح لـ "بغداد اليوم"، أن "الاعتماد الكبير لمحطات الكهرباء على الغاز المستورد جعل العراق عرضة لأي اضطرابات في الإمدادات، حيث أن 35% إلى 40% من الطاقة المنتجة، والتي تبلغ حاليا 27,000 ميغاواط، تعتمد على الغاز الإيراني".
وأضاف، أن "حاجة العراق الفعلية تتجاوز 40 ألف ميغاواط، مما يسلط الضوء على الفجوة الكبيرة بين الطلب والإنتاج".
وأشار إلى، أن "البحث عن بدائل أصبح ضرورة ملحّة"، مقترحا في الوقت عينه استيراد الغاز من تركمانستان أو إنشاء منظومة لاستيراد الغاز المسال عبر موانئ البصرة، منبها: "إلا أن تنفيذ هذه الحلول قد يستغرق من عام إلى عامين".
وفي ظل اقتراب صيف 2025، حيث تصل درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، دعا الكروي الحكومة إلى إيجاد حلول عاجلة لضمان استقرار الكهرباء وتجنب أزمة قد تكون الأصعب في تاريخ المنظومة الكهربائية العراقية.
ويعتمد قطاع الكهرباء في العراق بشكل أساسي على الغاز لتشغيل محطاته، حيث تم بناء العديد من المحطات بعد عام 2003 وفق نظام الدورة المركبة الذي يعتمد على الغاز كوقود رئيس.
إلا أن الإنتاج المحلي للغاز لا يكفي لتلبية احتياجات هذه المحطات، ما دفع الحكومة إلى استيراد كميات كبيرة من الغاز الإيراني لتغطية النقص وضمان استمرار تشغيل المنظومة الكهربائية.
محاولات العراق لإيجاد بدائل
وتسعى الحكومة العراقية إلى تقليل الاعتماد على الغاز المستورد من خلال تطوير حقول الغاز المحلية مثل حقل عكاس والمنصورية، إلى جانب البحث عن شركاء دوليين لاستيراد الغاز المسال من دول مثل تركمانستان وقطر.
كما تعمل بغداد على التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة وتعزيز الربط الكهربائي مع دول الخليج والأردن وتركيا لتأمين مصادر بديلة للكهرباء.