فنانة رائدة تزرع حقول القمح في أمريكا.. ما هي رسالتها؟
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد أربعة عقود من قيام أغنيس دينيس بزراعة وحصاد حقل قمح مساحته 87 ألف و120 مترّا مربعًا، في منطقة مانهاتن السفلى، باستخدام واحدة من آخر قطع الأراضي غير المستغلّة في العاصمة الاقتصادية لإنشاء مشهد طبيعي شاعري ولكنه زائل، قامت الفنانة البيئية، التي تبلغ من العمر الآن 93 عامًا، بإعادة تخيل المشروع في ولاية مونتانا الأمريكية.
ويمثّل مشروع "Wheatfield – An Inspiration" (حقل قمح – الإلهام) المرة الأولى التي تزرع فيها دينيس حقلاً للقمح في الولايات المتحدة، منذ أن قضت عطلة الصيف في عام 1982 مع مجموعة من المتطوعين لتنظيف مكب نفايات في منطقة Battery Park City، لجعله صالحًا لنمو بذور المحصول الذهبي.
وقد جذبت المبادرة الحشود والإعلام، بما في ذلك شبكة CNN، وصنعت مشهدًا مذهلاً مع ازدهار حبوب القمح على خلفية "البرجين التوأمين".
وكان جمال الحقل بمثابة دعوة لإعادة ترتيب القيم الإنسانية وإثارة التغيير بين القوى العالمية قبل عقود من تحول الأزمة البيئية إلى مصدر قلق رئيسي.
في الغرب، تأمل دينيس في زرع البذور بمساعدة منظمة "Tinworks" الفنية في مدينة بوزمان سريعة النمو.
وفي ولاية مونتانا الأمريكية، التي تُعد الأكثر إنتاجًا للمحصول بقلب الأراضي الزراعية في أمريكا، يذكّر المشهد بالمناظر الطبيعية المتغيرة مع استمرار المراكز الحضرية في التوسّع، وانعدام الأمن الغذائي الذي يلوح في الأفق بسبب تغير المناخ.
قالت دينيس عبر مكالمة فيديو لـCNN: "القمح رائع، إذ أنه يدعم الإنسانية، وربما يكون أكثر الأغذية المزروعة إلى جانب الأرز، إنه يجسد أفضل استعاضة رمزية".
وأضافت: "أردت أن يعيد القادة التفكير في استخدام الأرض والإنسانية معًا".
قامت دينيس ومنظمة "Tinworks" بهذه المبادرة بالتعاون مع سكان مدينة بوزمان، والطلاب، والشركات الصغيرة.
في الخريف الماضي، قام حوالي 50 متطوعًا بتنظيف الموقع، وزرعوا القمح الشتوي بقيادة مزارع محلي.
وسوف يعتني المشاركون بالقمح يدويًا طوال الصيف حتى شهر سبتمبر/ أيلول، عندما يقوم طلاب من قسم علوم النبات بجامعة ولاية مونتانا بحصد المحصول.
ومن المقرّر أيضا زراعة القمح في جميع أنحاء المدينة تضامناً مع المشروع، وذلك بفضل حوالي 200 علبة من البذور التي قامت منظمة "Tinworks" بتوزيعها على أفراد المجتمع.
ومع حلول فصل الخريف، ستستخدم المخابز المحلية الدقيق المطحون الناتج عن الحبوب في منتجاتها، ما قد يساعد بحسب مديرة "Tinworks" جيني مور في الحفاظ على مخزون بنوك الطعام الإقليمية.
رغم أن القمح قد نبت بنجاح، إلا أن الطقس الدافئ غير المعتاد في شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني لم يكن يعني سوى القليل من الثلوج بالنسبة لمحصول الشتاء.
تسعى دينيس من خلال "Wheatfield – An Inspiration" إلى تحقيق الفروقات الدقيقة وإحداث التغيير من خلال الزوار والمشاركين الذين يكتسبون فكرة ذات معنى من العمل.
وقد تركت دينيس بصمتها بطرق مهمة في جميع أنحاء العالم، عبر رسائل مدفونة في أعماق الأرض، وتشكيلات الغابات التي صممتها لتكون رمزًا لمستقبل أكثر أملاً.
وتواصل عملها حتى الآن، حتى وهي في التسعينيات من عمرها، وتبحث عن الموافقة على المزيد من مشاريعها، بما في ذلك غابة تبلغ مساحتها 117 فدانًا بمكب النفايات في كوينز بنيويورك، والتي تأمل أن تتمكن من إحياءها، بدلاً من خسارتها.
أمريكانشر الجمعة، 21 يونيو / حزيران 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
«الأولمبياد الخاص الدولي» يُطلق أجندة بحثية رائدة في القمة العالمية للإعاقة
أبوظبي(الاتحاد)
أعلن المركز العالمي للأولمبياد الخاص للدمج في التعليم، إطلاق خريطة طريق بحثية شاملة بعنوان «أجندة بحثية عالمية لخلق بيئات تعليمية شاملة».
يقود هذه المبادرة، التي تم الإعلان عنها في القمة العالمية للإعاقة ببرلين، فريق بحثي تابع للمركز يضم نخبة من الباحثين من أبرز الجامعات العالمية، بما في ذلك جامعة ييل، جامعة هارفارد، وجامعة نيويورك أبوظبي.
تمثل الأجندة خطوة استراتيجية لتعزيز الفهم الجماعي للشمول في التعليم، عبر معالجة فجوات المعرفة في التعليم والرياضة الدامجين. كما تسعى الأجندة لتحسين المخرجات التعليمية للطلاب من ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية وغيرهم. ويعود الفضل في إنجاز هذا العمل لمنحة قدرها 25 مليون دولار أميركي، قدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للأولمبياد الخاص عام 2020.
تأتي هذه المبادرة استجابةً للنقص الحاد في الدراسات البحثية المبنية على البيانات حول الشمول وفوائدهما، وهو نقص يؤثر سلباً على نتائج تعلم الطلاب، مما يكرس إقصاء أصحاب الهمم، ويُحد من إمكاناتهم. فمع غياب البيانات والأدلة القوية التي تُوجه السياسات والممارسات، تبذل الأنظمة التعليمية جهوداً كبيرة لتقديم الدعم اللازم للطلاب من ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية، وينخفض التحصيل الدراسي لهؤلاء الطلاب، فضلاً عن زيادة عزلتهم الاجتماعية، التي تقلص فرص نجاحهم في حياتهم. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن عدم إشراك ذوي الإعاقة في التعليم، والرياضة، وسوق العمل، وغيرها من المجالات، قد يُخفض الناتج المحلي الإجمالي للدول بنسب تتراوح بين 3% و7%.
تُحدد الأجندة البحثية سلسلة من الأسئلة الجوهرية حول الشمول، بدءاً من كفاءة التكلفة المرتبطة بالبرامج الدامجة، ووصولاً إلى الشراكات والممارسات الأكثر فعالية لدعم التنفيذ الناجح للتعليم الدامج. كما تسلط الأجندة الضوء على أهمية الإجابة عن هذه الأسئلة وتدعيمها بأدلة دامغة، بعد سنوات من عدم اهتمام مجتمع البحث العالمي بها.
وحول إطلاق الأجندة، قالت الدكتورة جاكلين جودل، رئيسة الشؤون العالمية للشباب والتعليم في الأولمبياد الخاص: «لتحقيق تقدم هادف ومستدام والانتقال من ممارسات ناجحة لكنها معزولة إلى عمل تغيير منهجي واسع النطاق، لا بد من الاستثمار في أبحاث لا تقتصر على معرفة التحديات، بل تقدم أيضاً حلولاً عملية».
وإذ تواصل دولة الإمارات التزامها بتعزيز مجتمعات شاملة، حيث تُتاح لكل فرد فرصة المساهمة في التقدم العالمي والاستفادة منه، صرحت تالا الرمحي، مديرة مكتب شؤون التنموية في الإمارات، الرئيس التنفيذي الأسبق للاستراتيجية للأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي: «لن يتحقق التقدم الحقيقي في التعليم الدامج إلا بالجهود المشتركة، إذ يتطلب إبرام شراكات قوية بين الحكومات والباحثين والمنظمات لترجمة السياسات إلى أفعال. وتوفر أجندة البحث المطروحة خريطة طريق واضحة لدفع هذا التعاون قدماً».
وأُطلقت الأجندة في برلين على هامش القمة العالمية للإعاقة 2025 التي تعقد في ألمانيا، وتُعد ملتقى لأصحاب المصلحة العالميين والإقليميين والوطنيين، والذين يتشاركون الهدف ذاته في تحقيق التنمية الشاملة لأصحاب الهمم، وتعزيز العمل الإنساني بصفة عامة. وتُعد هذه الأجندة بمثابة دعوة مفتوحة للباحثين وصناع السياسات للتعاون من أجل دفع عجلة التغيير الجماعي والتحويلي.
وبحضور نخبة من العلماء العالميين، وصناع السياسات، والمدافعين عن حقوق ذوي الإعاقة في القمة، حدّدت قيادة الأولمبياد الخاص الدولي ستة مجالات بحثية أساسية للتركيز عليها من أجل تعزيز الشمول في التعليم والرياضة. هذه المجالات هي: تعريف الشمول عبر السياقات والثقافات، وبناء قدرات المعلمين والمدربين، وغيرهم من البالغين لتقديم تعليم شامل، وتعزيز مشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع، وتحقيق الأثر من خلال القياس والتقييم، ودعم الفئات المهمشة والنازحين (بما في ذلك مجتمعات اللاجئين والمهاجرين)، وضمان الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز الشمول.
ولا تزال هناك تحديات في تحويل سياسات الشمول والدمج إلى برامج وممارسات فعالة، وذلك على الرغم من التقدم العالمي الملحوظ في إعطاء الأولوية لمزيد من الشمول في قطاعي التعليم والرياضة. ويكشف تحليل اليونسكو الذي تضمن 209 دولة عن وجود فجوة واضحة بين القوانين والسياسات التعليمية، حيث تتقدم السياسات نحو التعليم الدامج بوتيرة أسرع من القوانين. فبينما تشجع 38% من الدول الشمول من خلال السياسات، فإن 17% فقط تحمي قانونياً الحق في التعليم الدامج، بينما توجد في 25% من الدول قوانين تضم نصوصاً صريحة عن التعليم المنفصل بالكامل.