تقرير لـThe Telegraph: بوتين أصبح خطراً أكثر من أي وقت مضى
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
ذكرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أن "ما من شيء "سلمي" في اتفاقية الدفاع التي وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس مع نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون. لا بل على العكس من ذلك، فإن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تم الاتفاق عليها بين الزعيمين خلال زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ تظهر الروابط العميقة بين دولتين مارقتين هدفهما الرئيسي هو تشكيل "محور الشر" الجديد لمواجهة الغرب.
وبحسب الصحيفة، "في صلب الاتفاقية يوجد اتفاق دفاع مشترك يتطلب من كلا البلدين مساعدة بعضهما البعض في حال تعرضهما لهجوم. وبعد أن أشاد كيم بتوقيع الاتفاقية "السلمية والدفاعية"، أوضح بوتين أنها تتضمن "تقديم المساعدة المتبادلة في حالة العدوان على أحد الطرفين". وفي الحقيقة، تشير هذه الخطوة التي دفعت كلا النظامين شعرا بضرورة الاحتشاد للدفاع عن بعضهما البعض إلى ضعفهما الأساسي. وكان حفل التوقيع في حد ذاته يحمل طابعاً من الحقبة السوفييتية، عندما ساعدت موسكو في وصول أسرة كيم إلى السلطة في نهاية الحرب العالمية الثانية. لقد بذل الكوريون الشماليون قصارى جهدهم لإبراز أهمية اتفاقهم المناهض للغرب، حيث انعقد الاجتماع المصمم بعناية بين الزعيمين أمام لافتة ضخمة تعلن أن "الصداقة بين كوريا الشمالية وروسيا ستكون أبدية"."
وتابعت الصحيفة، "لكن هذه العروض لا يمكن أن تخفي حقيقة مفادها أن التعاون العسكري المتزايد بين موسكو وبيونغ يانغ قد نشأ من اليأس. وعلى الرغم من تبجح بوتين بشأن التقدم الذي يزعم أن قواته تحرزه في هجومها العسكري في أوكرانيا، فإن الحقيقة الصارخة هي أن الروس تكبدوا خسائر كارثية ويكافحون من أجل إعادة إمداد قوات الخطوط الأمامية بالأسلحة والرجال. وإذا أصبحت روسيا، كما يود بوتين أن يعتقد العالم، قوة عسكرية عظمى تنافس التحالف الغربي، فإن موسكو لن تستسلم لرجل مثل كيم يتوسل للحصول على الأسلحة. أما الكوريون الشماليون فهم في وضع أسوأ، وبيونغ يانغ في حاجة ماسة إلى الغذاء والوقود والمال وتكنولوجيا الأسلحة المتطورة لمساعدتها على النجاة من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بسبب برنامجها للأسلحة النووية".
وأضافت الصحيفة، "مع ذلك فإن الخطر الذي يشكله التعاون الأعمق بين هاتين الدولتين المسلحتين نووياً على الأمن الدولي لا يمكن الاستهانة به. وقد أثبت الدعم العسكري الذي قدمته كوريا الشمالية، جنباً إلى جنب مع الصين وإيران، أهميته الحيوية في دعم جهود بوتين الحربية في وقت تعاني فيه المؤسسة العسكرية الروسية من نقص في الأسلحة. ومنذ بدأ كيم ارتباطه الوثيق مع بوتين في أيلول الماضي، كانت هناك زيادة كبيرة في تسليم الذخائر الكورية الشمالية. وأفاد مسؤولون أميركيون أن أكثر من 10 آلاف حاوية شحن مملوءة بقذائف المدفعية والصواريخ وغيرها من الأسلحة قد تم إرسالها إلى روسيا، مع إطلاق ما لا يقل عن 10 صواريخ كورية شمالية الصنع ضد أهداف أوكرانية منذ أيلول.وتعتمد أنظمة الصواريخ في بيونغ يانغ على تصميمات تعود إلى الحقبة السوفياتية، كما هي الحال في إيران، مما يعني أنه يمكن تكييفها بسهولة مع أنظمة إطلاق النار الروسية".
وبحسب الصحيفة، "أما ما يحصل عليه كيم مقابل تقديم الدعم العسكري لبوتين فهو أكثر غموضا، على الرغم من أن الكوريين الشماليين لا يخفون رغبتهم في تطوير برامجهم الفضائية والصاروخية والنووية. ومن المؤكد أنه ليس من قبيل الصدفة أنه بعد فترة وجيزة من عودة كيم من اجتماع أيلول الماضي مع بوتين في ميناء فوستوشني الفضائي الروسي، تمكن الكوريون الشماليون أخيرا من إطلاق أول قمر صناعي للاستطلاع العسكري بعد محاولتين فاشلتين سابقتين. إن الوصول إلى مثل هذه الأقمار الصناعية يعزز قدرة كوريا الشمالية على استهداف قوات المعارضة بشكل أكثر دقة بصواريخها. كما وتسعى بيونغ يانغ أيضًا إلى الوصول إلى الخبرة الروسية في مجالات أخرى، مثل الأسلحة المتقدمة والتخصيب النووي والدفع الذري للغواصات".
وختمت الصحيفة، "من المثير للجدل مدى استعداد بوتين لقبول التعاون التكنولوجي مع بيونغ يانغ، خاصة إذا كان ذلك يهدد بإثارة استياء حليف رئيسي آخر للكرملين، وهو الصين، لأن الاعتبار الآخر الذي يتعين على زعماء الغرب أن يأخذوه في الاعتبار هو أن اتفاقية الدفاع الجديدة بين كوريا الشمالية وروسيا لا ينبغي أن ينظر إليها بمعزل عن غيرها، كما أن كلا البلدين متحالفان بشكل وثيق مع إيران والصين. وكلما اقتربا من العمل معًا، زاد الخطر الذي سيشكلانه على أمن الغرب في المستقبل". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: کوریا الشمالیة بیونغ یانغ
إقرأ أيضاً:
الصاروخ الروسي الجديد في أوكرانيا.. بوتين يلجأ لـ رسائل الترهيب
أثار استخدام روسيا صاروخا بالستيا جديدا متوسط المدى لقصف أوكرانيا قلق المجتمع الدولي، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تطور جديد يثير القلق والانشغال. كل هذا يسير في الاتجاه الخاطئ".
وترى إيفانا ستاردنز، الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، في حديث لقناة "الحرة" أن خطوة موسكو تمثل الطريقة الروسية لـ "ترهيب الغرب وأوكرانيا".
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن قواته ضربت أوكرانيا مستخدمة صاروخا بالستيا جديدا فرط صوتي متوسط المدى، وذلك بعد استهدافها مدينة دنيبرو.
وتقول ستاردنز إن للرئيس بوتين "تاريخ طويل فيما يتعلق بترهيب الولايات المتحدة وأوروبا، والخطوة الأخيرة تأتي للترهيب وللتأكد من أن أوكرانيا لا تحصل على الأسلحة التي تحتاجها".
"والصاروخ جزء من التهديدات الروسية للتأكد من أننا لا نساعد أوكرانيا"، بحسب ستاردنز.
وحذرت ستاردنز من أن الغرب "يجب ألا أن يقع في فخ عدم مساعدة أوكرانيا، لأن بوتين كان يهدد باستخدام الأسلحة النووية منذ عام 2022، ولكن لا نية له في استخدام الأسلحة النووية لأن ذلك سيكون قرارا انتحاريا".
والخميس، أعلن المتحدث باسم الكرملين كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية أن موسكو أبلغت الولايات المتحدة قبل 30 دقيقة من إطلاقها صاروخا بالستيا فرط صوتي على أوكرانيا.
وقال ديمتري بيسكوف إن "الإبلاغ تم إرساله في شكل تلقائي قبل 30 دقيقة من عملية الإطلاق"، موضحا أنّ عملية الإخطار تمّت عبر قناة "تواصل دائمة" تربط بين روسيا والولايات المتحدة للحد من خطر الأسلحة النووية.
وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يضعف الدعم الأميركي لها فيما تواجه قواتها صعوبات على الجبهة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن تنازلها عن مناطق لروسيا.
واستبعدت ستاردنز أن يكون لقرار بريطانيا السماح لأوكرانيا استخدام صواريخ بريطانية بعيدة المدى ضد روسيا تأثير في التهديد الروسي، مشيرة إلى أن بوتين اتخذ القرار حتى بدون منح الغرب الضوء الأخضر لأوكرانيا لضرب العمق الروسي.
وأعلن بوتين في وقت سابق أنّ قواته قصفت أوكرانيا ردا على إطلاقها صواريخ غربية على روسيا، بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى فرط صوتي، في إشارة إلى القصف الذي طال مدينة دنيبرو.