اكتشف علماء يدرسون حالة عائلة كولومبية تعاني من شكل وراثي مدمر من مرض ألزهايمر، غرابة وراثية يبدو أنها تؤخر ظهور الأعراض لمدة خمس سنوات.

ويفتح هذا الاكتشاف آفاقا جديدة للعلاجات المحتملة ويوفر الأمل في مكافحة هذا المرض الذي يسرق العقل.

إقرأ المزيد باحثون يكشفون عن "لص معرفي" في أدمغتنا

وقال ياكيل كيروز، عالم النفس العصبي من مستشفى ماساتشوستس العام، الذي شارك في قيادة الدراسة التي نشرت يوم الأربعاء: "إنها تفتح آفاقا جديدة.

هناك بالتأكيد فرص لنسخ التأثيرات أو تقليدها".

وقبل بضع سنوات، اكتشف العلماء الذين كانوا يدرسون حالة عائلة كولومبية كبيرة مصابة بمرض ألزهايمر المبكر حالة مثيرة للاهتمام.

وقد ابتليت العائلة الكولومبية بمرض ألزهايمر لأجيال عديدة، حيث أصاب نصف أفرادها في مقتبل العمر. لكن إحدى أفراد تلك العائلة أفلتت مما بدا أنه مصير حتمي. وعلى الرغم من وراثتها الخلل الجيني الذي تسبب في إصابة أقاربها بالخرف في الأربعينيات من العمر، إلا أن أليريا بيدراهيتا دي فيليجاس ظلت تتمتع بصحة معرفية جيدة وتحدت مصيرها الوراثي، وعانت من مشاكل إدراكية خفيفة فقط عندما بلغت السبعينيات من عمرها.

وكان سبب قدرتها على تحدي الخطر الوراثي هو الاختلاف الجيني النادر. وكان لديها نسختان من جين غير عادي يسمى APOE3. وكان لهذا الجين طفرة محددة تعرف باسم "كرايستشيرش". ويبدو أن هذا الإعداد الجيني النادر يحمي من مرض ألزهايمر، ما يؤخر بدايته بشكل كبير.

وأجرى فريق كيروز دراسة كبيرة مستوحاة من هذه النتيجة. لقد اختبروا أكثر من 1000 فرد من أفراد الأسرة الممتدة. وحدد الباحثون 27 شخصا يحملون نسخة واحدة من متغير "كرايستشيرش".

إقرأ المزيد خبراء: الاستهلاك اليومي لزيت الزيتون يقلل من خطر الوفاة بمرض لا دواء له

وكان السؤال هو ما إذا كانت نسخة واحدة من هذه الطفرة الجينية يمكن أن تقدم أي فائدة وقائية.

وكانت نتائج الدراسة مشجعة. أولئك الذين لديهم نسخة واحدة من متغير "كرايستشيرش" بدأوا يعانون من مشاكل في التفكير والذاكرة في سن 52 عاما تقريبا، أي بعد خمس سنوات من أقاربهم الذين لم يكن لديهم الطفرة.

ويوفر هذا التأخير الكبير فرصة حاسمة في المعركة ضد مرض ألزهايمر. وتشير النتائج إلى أنه حتى وجود بعض هذه الحماية الجينية يمكن أن يحدث فرقا ملحوظا.

وقال الدكتور إليعازر ماسليا من المعهد الوطني للشيخوخة، إن تعديل إحدى الطفرات يمكن أن يكون مفيدا حقا، على الأقل في تأخير تطور المرض.

وشدد الدكتور كيروز على أنه ما يزال هناك الكثير لنتعلمه عن كيفية تأثير هذا المتغير الجيني النادر على مرض ألزهايمر.

المصدر: Interesting Engineering

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة ألزهايمر اكتشافات الصحة العامة امراض بحوث جينات وراثية دراسات علمية مرض ألزهایمر

إقرأ أيضاً:

الإمبريالية المتوحشة.. أمريكا أنموذجاً..!

 

تبدو الإمبريالية في ذروة توحشها، بعد أن تجاوزة مرحلة الليبرالية والنيوليبرالية، واسقطت بالتالي كل القيم والمفاهيم الليبرالية وداست عليها إعمالا لقانون التوحش الذي انتهجته أمريكا منذ اللحظة الأولى لانهيار جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفيتي واختفاء حلف وارسو، لتنتهي بعدها التداعيات الدرامية ومرحلة التوازن القطبي والحرب الباردة.
كان انهيار الاتحاد السوفييتي قد أيقظ بعض المفكرين الغربيين من فلاسفة الليبرالية الذين أدركوا أن انهيار الاتحاد السوفييتي والنظام الاشتراكي يتطلب إحداث ثورة فكرية تجديدية للقيم الليبرالية وتجنب الانزلاق نحو قوانين التطور والتحولات العلمية وثورة المعلومات دون تطوير قيم الثقافة الليبرالية وتحديث أفكارها بما يتسق والتحولات الحضارية الجديدة، وكان أبرز من دق جرس الانذار في هذا الاتجاه هو المفكر الأمريكي نعوم تشونسكي- الذي توفي قبل أيام، لتفقد الإنسانية برحيله أعظم وانبل المفكرين الغربيين الرافضين لكل قيم التوحش الإمبريالي الذي تبنته أمريكا – وآخرون من المفكرين الليبرالين في أمريكا والغرب، غير أن ثمة ترويكا ثقافية وفكرية في أوروبا وخاصة في ألمانيا الذين سايروا أمريكا بفكرة انتصارها وتفوقها على النظام الاشتراكي الذي انهار بعد أن عجز عن مجاراة الليبرالية ودفع الرئيس الأمريكي جورج بوش ( الأب)  أن يلقي خطابا تاريخيا في البيت الأبيض وحوله يلتف زعماء أوروبا أبرزهم السيدة مارجريت تاتشر أو -المرأة الحديدية – وأكد في خطابه (أن القيم  الليبرالية انتصرت على النظام الاشتراكي وأثبتت أنها طريق  الخلاص للبشرية، لما تحمل من قيم أخلاقية وإنسانية وإيمان بحرية الفرد وحقوق الإنسان، وفرص لتفجير الطاقات الفردية وتحقيق الرفاهية للبشرية)، معلنا (أن أمريكا أصبحت عاصمة وقبلة العالم الحر ويشرفها قيادة هذا العالم نحو أحلامه ورفاهيته وديمقراطيته وان الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان أهداف نبيلة يجب على العالم أن يؤمن بها)، مشيرا إلى أن زمن الديكتاتورية قد انتهى بانهيار النظام الاشتراكي الذي وقف عائقا أمام تقدم البشرية)..!
كان أول من انتقد خطاب بوش الأب  هو المفكر الأمريكي نعوم تشونسكي، غير أن ثمة نخبة من مفكري ومثقفي ألمانيا الذين  كانوا يصفون أنفسهم (التروتسكيين) نسبة للمفكر السوفييتي (تروتسكي) الذي اختلف مع لينين في مفهوم الثورة وقيمها، وقاد عام 1905م ثورة ضد القيصر ولكنه فشل، فهرب مع بعض جماعته ومنهم من أعدمهم القيصر واعتبر لينين هزيمة (تروتسكي) فعلاً طبيعياً ( لفقدان تروتسكي واتباعه  الروح الإيمانية بالثورة ليصنف من قبل لينين وأتباعه بالانتهازي)، هذه النخبة التروتسكية تبنت لاحقا القيم الليبرالية الغربية وكانت خلف ثقافة التوحش الإمبريالي التي يشهدها العالم اليوم.
عام 1989م وفيما كانت (البروسترويكا تنهش في الذاكرة السوفيتية) بقيادة جورباتشوف، كان نخبة من التروتسكيين المتحولين يقدمون رؤيتهم لتطوير الليبرالية وتحديثها تحت مسمى (النيو ليبرالية) أي -الليبرالية الجديدة -التي تسعى للسيطرة على العالم وقيادته، كانت السيدة مارجربت تاتشر ومستشاروها من ابرز المتحمسين لهذه الرؤية، التي استكثرها مفكرو أمريكا الذين اقتبسوا الفكرة ومفاهيمها من النخبة الألمانية، فقدموها بمسمى آخر هو (المحافظين الجدد) مازجين بين فكرة التروتسكيين وتعاليم تلمودية، عززوا من خلالها تحالف (المسيحية -الصهيونية) كثنائي بهما يمكن السيطرة على العالم، لتبدأ هذه المرحلة مع وصول بوش -الأبن -للبيت الأبيض، فقدم بوش الابن لنجله نصيحة بالجلوس مع هنري كيسنجر- ثعلب السياسية الأمريكية وأحد رموز الصهيونية العالمية، وفعلا حدث وتأثر بوش الابن بأفكار كيسنجر وانطلق في تجسيد الأفكار الجديدة برفقة وول ولفوز، وديك تشيني ورموز من أباطرة الشركات النفطية والمجمع الصناعي العسكري ورجال “وول ستريت”، وابرزهم عائلة روتشيلد، وروكفلر، الذين التفوا حول بوش الأبن  وتسلموا مفاصل الدولة الأمريكية..!
كانت المهمة الأولى تعزيز علاقة البيت الأبيض مع الكيان الصهيوني، فيما الخطوة الثانية كانت نقل سطوة وهيمنة واشنطن كقائد للعالم الحر، وبما أن أمريكا كانت ترتبط بعلاقات تقليدية رتيبة مع حلفائها في العالم، كانت ثورة المعلومات تشهد تطورا مذهلا في (وادي السيلكون) الأمريكي، ولاستثمار ثورة المعلومات والتقنية كان لا بد أن تقدم أمريكا نفسها بقيادة المحافظين الجدد بصورة أخرى لم يعتدها العالم بما في ذلك حلفاؤها التقليديون..!
ولإحداث هذا الفعل كان خبراء البنتاحون قد توصلوا لنظريتين الأولى اطلق عليها بـ(نظرية الصدمة والرعب) والثانية اطلق عليها بـ (الفوضى الخلاقة)، وهما النظريتان التي ابتكرهما خبراء البنتاجون الأمريكي عام 1993م، وقد اعتمدهما تيار المحافظين الجدد، حكام أمريكا الجدد بمجرد وصولهم للبيت الأبيض، وكانت أولى خطوات تكريس هاتين النظريتين وتدشينهما واقعيا قد تمثلت بغزو وتقسيم جمهورية يوغسلافيا، ثم بأحداث 11 سبتمبر 2001م التي تم الإعداد لها بدقة وعناية لدرجة ان المتهمين فيها وابرزهم “تنظيم القاعدة” وزعيمه وكوادره توهموا أو صدقوا أنهم فعلا هم من قام بهذا الفعل، مع أنهم لم يكونوا أكثر من ضيوف شرف في فيلم من بطولة آخرين..!

مقالات مشابهة

  • الى الابطال في سنجة وفي كل مكان
  • القلق وداء باركنسون.. ما العلاقة؟
  • أدوية ألزهايمر.. نتائج محدودة وأعراض جانبية خطيرة
  • وسط تصاعد الدعوات لانسحابه.. عائلة بايدن تحثه على البقاء في السباق الرئاسي
  • تتويج "الجزيرة" بطلًا لـ"دوري هواة الرستاق"
  • من الحالات المزمنة لـ الصحة العقلية.. أسباب إجراء اختبار جيني شخصي
  • عادل عسوم: إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
  • ناتشو: هذا حلمي.. ونجم برشلونة مدهش
  • الإمبريالية المتوحشة.. أمريكا أنموذجاً..!
  • مقابلة غير مسبوقة مع كارلوس الثعلب: كان يجب أن أقتل المزيد