جينات عائلة كولومبية نادرة توفر سلاحا محتملا ضد مرض ألزهايمر!
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
اكتشف علماء يدرسون حالة عائلة كولومبية تعاني من شكل وراثي مدمر من مرض ألزهايمر، غرابة وراثية يبدو أنها تؤخر ظهور الأعراض لمدة خمس سنوات.
ويفتح هذا الاكتشاف آفاقا جديدة للعلاجات المحتملة ويوفر الأمل في مكافحة هذا المرض الذي يسرق العقل.
إقرأ المزيدوقال ياكيل كيروز، عالم النفس العصبي من مستشفى ماساتشوستس العام، الذي شارك في قيادة الدراسة التي نشرت يوم الأربعاء: "إنها تفتح آفاقا جديدة.
وقبل بضع سنوات، اكتشف العلماء الذين كانوا يدرسون حالة عائلة كولومبية كبيرة مصابة بمرض ألزهايمر المبكر حالة مثيرة للاهتمام.
وقد ابتليت العائلة الكولومبية بمرض ألزهايمر لأجيال عديدة، حيث أصاب نصف أفرادها في مقتبل العمر. لكن إحدى أفراد تلك العائلة أفلتت مما بدا أنه مصير حتمي. وعلى الرغم من وراثتها الخلل الجيني الذي تسبب في إصابة أقاربها بالخرف في الأربعينيات من العمر، إلا أن أليريا بيدراهيتا دي فيليجاس ظلت تتمتع بصحة معرفية جيدة وتحدت مصيرها الوراثي، وعانت من مشاكل إدراكية خفيفة فقط عندما بلغت السبعينيات من عمرها.
وكان سبب قدرتها على تحدي الخطر الوراثي هو الاختلاف الجيني النادر. وكان لديها نسختان من جين غير عادي يسمى APOE3. وكان لهذا الجين طفرة محددة تعرف باسم "كرايستشيرش". ويبدو أن هذا الإعداد الجيني النادر يحمي من مرض ألزهايمر، ما يؤخر بدايته بشكل كبير.
وأجرى فريق كيروز دراسة كبيرة مستوحاة من هذه النتيجة. لقد اختبروا أكثر من 1000 فرد من أفراد الأسرة الممتدة. وحدد الباحثون 27 شخصا يحملون نسخة واحدة من متغير "كرايستشيرش".
إقرأ المزيدوكان السؤال هو ما إذا كانت نسخة واحدة من هذه الطفرة الجينية يمكن أن تقدم أي فائدة وقائية.
وكانت نتائج الدراسة مشجعة. أولئك الذين لديهم نسخة واحدة من متغير "كرايستشيرش" بدأوا يعانون من مشاكل في التفكير والذاكرة في سن 52 عاما تقريبا، أي بعد خمس سنوات من أقاربهم الذين لم يكن لديهم الطفرة.
ويوفر هذا التأخير الكبير فرصة حاسمة في المعركة ضد مرض ألزهايمر. وتشير النتائج إلى أنه حتى وجود بعض هذه الحماية الجينية يمكن أن يحدث فرقا ملحوظا.
وقال الدكتور إليعازر ماسليا من المعهد الوطني للشيخوخة، إن تعديل إحدى الطفرات يمكن أن يكون مفيدا حقا، على الأقل في تأخير تطور المرض.
وشدد الدكتور كيروز على أنه ما يزال هناك الكثير لنتعلمه عن كيفية تأثير هذا المتغير الجيني النادر على مرض ألزهايمر.
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة ألزهايمر اكتشافات الصحة العامة امراض بحوث جينات وراثية دراسات علمية مرض ألزهایمر
إقرأ أيضاً:
هل تستخدم فرنسا منع الحجاب سلاحا ضد المسلمين؟
تحوّل شعور الفخر عند الرباعة سيلفي أيبيرينا وكثيرات مثلها إلى قلق يقض مضاجعهن، وذلك في ظل توجه السلطات الفرنسية إلى منع ارتداء الحجاب خلال المنافسات الرياضية المحلية.
في ضواحي باريس، تُركز ابنة الـ44 عاما بجهد شديد كي ترفع وزن 80 كيلوغراما فوق رأسها المُحجّب.
جعلت هذه الأم العزباء أطفالها الأربعة فخورين بها أكثر من أي وقت مضى عندما أصبحت بطلة فرنسا في فئة الهواة العام الماضي، في رياضة اكتشفتها في سن الأربعين.
لكن الآن، تخشى هذه المرأة التي اعتنقت الإسلام ألا تتمكن من المنافسة في ظل سعي الحكومة الفرنسية إلى سنّ قانون جديد يحظر الحجاب في المسابقات الرياضية المحلية.
قالت الرياضية الشغوفة التي تتدرب 5 أيام في الأسبوع "أشعر وكأنهم يحاولون تقييد حرياتنا أكثر فأكثر في كل مرة. إنه أمر محبط لأن كل ما نريده هو ممارسة الرياضة".
في ظل النظام العلماني الفرنسي، يُحظر على موظفي القطاع العام والمعلمين والتلاميذ والرياضيين الذين يمثلون فرنسا في الخارج ارتداء رموز دينية ظاهرة، مثل الصليب المسيحي، الكيباه اليهودية، عمامة السيخ، أو غطاء الرأس الإسلامي المعروف بالحجاب.
حتى الآن، كان بإمكان الاتحادات الرياضية الوطنية أن تقرر فرديا ما إذا كانت تسمح بارتداء الحجاب في المسابقات المحلية، لكن التشريع الجديد يهدف إلى حظر غطاء الرأس في جميع المسابقات الاحترافية والهواة في جميع أنحاء البلاد.
إعلانيقول المؤيدون لهذه الخطوة إن ذلك من شأنه توحيد اللوائح المُربكة وتعزيز العلمانية ومحاربة التطرف، فيما يجادل المعارضون لها بأنها ستكون مجرد تمييز جديد واضح ضد النساء المسلمات.
أُقر مشروع القانون في مجلس الشيوخ الفرنسي في فبراير/شباط وسيُطرح قريبا للتصويت في مجلس النواب.
يريد بعض المؤيدين وقف ما يسمونه "الانتهاك الإسلامي" في بلد هزته هجمات مميتة في الأعوام الأخيرة، لكن منتقدي هذا المشروع يشيرون إلى تقرير وزارة الداخلية لعام 2022 الذي خلص إلى أن البيانات "لم تُظهر أي ظاهرة هيكلية أو حتى ظاهرة جوهرية للتطرف" في الرياضة.
وقال بطل الجودو الأولمبي تيدي رينر، أحد نجوم أولمبياد باريس 2024، الشهر الماضي إن فرنسا "تضيع وقتها" بمثل هذه النقاشات وإن عليها التفكير في "المساواة بدلا من مهاجمة دين واحد"، فردّ عليه وزير الداخلية اليميني برونو ريتايو بأنه يعارض "جذريا" هذا الموقف، واصفا الحجاب بأنه "رمز للخضوع".
بالنسبة لإيبيرينا التي اعتنقت الإسلام في سن الـ19، فإن الحجاب الذي يسمح به اتحاد رفع الأثقال، لم يكن يوما مشكلة بين الرباعات.
وأشارت إلى أن الرياضة أتاحت لها حتى تكوين صداقات من خلفيات مختلفة تماما، مضيفة "الرياضة تجمعنا: إنها تجبرنا على التعارف وتجاوز الأحكام المُسبقة".
كان اتحادا كرة القدم وكرة السلة من بين الاتحادات التي حظرت الرموز الدينية، بما في ذلك الحجاب، وقد أيدت أعلى محكمة إدارية في البلاد عام 2023 هذا القانون في كرة القدم، مبررة ذلك بأنه يسمح للاتحاد بفرض "شرط الحياد".
ووصف خبراء الأمم المتحدة العام الماضي القواعد في اللعبتين بأنها "غير متناسبة وتمييزية".
ومن الصعب تقدير عدد النساء اللواتي قد يُمنعن من المنافسة في حال إقرار هذا التشريع، لكن وكالة الأنباء الفرنسية تحدثت إلى عدد من اللواتي تأثرت حياتهن بقواعد مماثلة.
إعلانوقالت سامية بولجدري، وهي فرنسية من أصل جزائري تبلغ من العمر 21 عاما، إنها كانت تلعب كرة القدم مع ناديها في قرية موتييه لـ4 أعوام عندما قررت تغطية شعرها في نهاية المدرسة الثانوية.
واصلت اللعب مع فريقها، لكن بعد أن غُرّم لأسابيع عدة متتالية لسماحه لها بالدخول إلى الملعب، طلب منها خلع حجابها أو الاعتزال.
قالت "لقد أنهوا سعادتي فجأة، بسبب وشاح، هذا الأمر جعلني حزينة جدا".
ينبع مفهوم العلمانية في فرنسا من قانون صدر عام 1905 يحمي "حرية الضمير"، ويفصل بين الدين والدولة ويضمن حياد الدولة وينص دستور البلاد على أن فرنسا جمهورية علمانية.
وقالت ريم سارة علوان، الباحثة في جامعة تولوز كابيتول، إن قانون عام 1905 الذي كان يهدف إلى "حماية الدولة من أي تجاوزات دينية محتملة"، استُخدم "كسلاح" ضد المسلمين في الأعوام الأخيرة.
وأضافت أن العلمانية الفرنسية "تحولت، في تفسيرها الحديث، إلى أداة للتحكم في المظاهر الدينية في المجال العام، وتستهدف بشكل خاص المسلمين".
"الدفاع عن العلمانية"حذرت وزيرة الرياضة ماري بارساك الشهر الماضي من "خلط" ارتداء الحجاب بالتطرف في الرياضة.
لكن وزير العدل جيرالد دارمانان رأى أنه إذا لم "تدافع" الحكومة عن العلمانية، فإن ذلك سيصب في صالح اليمين المتطرف.
في منطقة واز شمال باريس، كشفت ابنة الـ24 عاما أودري ديفو أنها توقفت عن المشاركة في مباريات كرة السلة بعد اعتناقها الإسلام قبل بضعة أعوام.
لكنها واصلت تمارينها مع زميلاتها السابقات في الفريق وبدأت تدريب أحد فرق الكبيرات في النادي، وفق ما أفادت.
لكن عندما تذهب إلى مباريات عطلة نهاية الأسبوع، لا يُسمح لها بالجلوس على مقاعد البدلاء في الملعب وهي ترتدي الحجاب، ما يضطرها إلى إصدار التعليمات من المدرجات.
وأوضحت "في المدرسة، تعلمت أن العلمانية تعني التعايش معا، قبول الجميع، السماح للجميع بممارسة دينهم. يبدو لي أنهم يُغيّرون تعريفها بعض الشيء!".